كيف ساعدت أضواء عيد الميلاد العصابات في وضع أسلحتهم

كولومبيا بلاد واعدة ذات جمال استثائي، وهي أيضاً بلاد قد قامت فيها مغاوير القوات المسلحة الثورية بأعمال عنف على مدى 50 عاماً. يقول جوزيه ميقول سوكولوف: "طيلة عمري، لم يسبق لي وأن عشت يوماً واحداً بسلام في بلادي". هذا المتخصص في مجال الإعلان وفريقه رأوا فرصة لجذب قلوب وعقول المغاوير باستخدام أشجار عيد الميلاد والرسائل الشخصية الموضوعة بشكل استراتيجي في جميع أرجاء الغابة. نظرة على الرسائل الإبداعية التي قادت آلاف المغاوير إلى التخلي عن الحرب، والأفكار الرئيسية خلف هذه الوسائل المدهشة.

فكرت كثيراً عن الكلمة الأولى
التي سأقولها اليوم،

وقررت أن أقول "كولومبيا".

والسبب أنني لا أعلم كم شخصاً منكم
قد زار كولومبيا،

ولكن كولومبيا تقع إلى شمال البرازيل.

إنها بلاد جميلة

بأناس رائعين، مثلي والآخرين -- (ضحك) -

وهي مليئة بالحيوانات والنباتات
التي يصعب تخيلها.

فيها الماء؛ إن فيها كل شيء
كي تكون مكاناً مثالياً.

ولكن لدينا بعض المشاكل.

ربما سمعتم عن بعض منها.

لدينا أقدم عصابة قائمة في العالم.

لقد كانت موجودة هنا لما يزيد عن 50 سنة،

ما يعني أنني طيلة حياتي

لم يسبق لي أن عشت يوماً واحداً
بسلام في بلادي.

هذه العصابة -- والمجموعة الرئيسية
هي مغاوير إف آي آر سي ،

القوات المسلحة الثورية لكولومبيا --

لقد قاموا بتمويل حربهم بالخطف والابتزاز

والاتجار بالمخدرات والتعدين غير المشروع.

لقد كان هناك إرهاب.
لقد كانت هناك قنابل عشوائية.

إذن فهذا أمر سيء.
إنه أمر سيء حقاً.

ولو نظرتم إلى التكلفة البشرية
لهذه الحرب خلال خمسين عاماً،

فقد أصبح لدينا 5.7 مليون من النازحين.

إنها إحدى أكبر نسب النزوح في العالم،

وكلف هذا النزاع أكثر من
220000 من الأرواح البشرية.

إذن فإنه نوعاً ما كإعادة لحروب بوليفار.

إنه العديد من الناس الذين ماتوا دون سبب.

نحن الآن في منتصف محادثات السلام،

وقد كنا نحاول المساعدة
في حل هذه المشكلة بطريقة سلمية،

وكجزء من ذلك،

قررنا أن نحاول شيئاً
عرضياً ومختلفاً بالكامل:

أضواء عيد الميلاد.

إذن هي أضواء عيد الميلاد،
وأنتم تقولون،

بحق الجحيم ما الذي يتحدث عنه هذا الرجل؟

سأتحدث عن أشجار عملاقة

وُضعت في تسع طرق إستراتيجية في الغابة

مغطاة بأنوار عيد الميلاد.

ساعدتنا هذه الأشجار على تسريح
331 رجلاً من المغاوير،

تقريباً 5% من قوة العصابة في ذلك الوقت.

تم إضاءة هذه الأشجار في الليل،

وكان لديها إشارة إلى جانبها تقول

"لو كان بإمكان عيد الميلاد أن يأتي للمنزل،
فبإمكانك أنت أيضاً."

التسريح.

كل شيء ممكن في عيد الميلاد.

إذن كيف نعلم إن نجحت هذه الأشجار؟

حسناً، حصلنا على 331 وهو أمر جيد،

ولكننا نعلم أيضاً أنه
لم يراها الكثير من المغاوير،

ولكننا نعلم أن الكثير من المغاوير
سمعوا عنهم،

ونعلم هذا

لأننا نتحدث باستمرار إلى
المغاوير المسرحين.

دعوني أعود بكم إلى ما قبل الأشجار
بـأربع سنوات.

قبل الأشجار بأربع سنوات،
قامت الحكومة بالتواصل معنا

لمساعدتهم في وضع استراتيجية اتصال

لإخراج أكبر عدد ممكن من المغاوير
من الغابة.

كانت الحكومة تمتلك استراتيجية عسكرية

وكان لديها استراتيجية قانونية

وكان لديه استراتيجية سياسية، ولكنها قالت،

"ليس لدينا بالفعل استراتيجية اتصالات

ومن المرجح أن يكون امتلاكها شيئاً جيداً"،

لذا قررنا فوراً الانضمام لهذا الأمر

لأنه يمثل فرصة للتأثير على مخرجات النزاع

عن طريق الأشياء التي نفعلها
والأدوات التي نملكها.

ولكن لم نعرف الكثير عن الأمر.

لم نفهم في كولومبيا،
إن كنت تعيش في المدن،

فأنت بعيداً جداً عن المكان الفعلي للحرب،

لذلك فأنت بالفعل لا تفهمها،

وسألنا الحكومة أن تمنحنا الوصول إلى

القدر المستطاع من المغاوير المسرحين.

وتحدثنا إلى نحو ستين منهم

قبل الشعور بأننا فهمنا المشكلة تماماً.

تحدثنا عن -- أخبرونا لماذا قد انضموا
إلى المغاوير

ولماذا غادروا العصابة وماذا كانت أحلامهم

وما الذي كان يخيب آمالاهم،

وأتى من خلال الحوارات الاستباط التالي

الذي قد قاد إلى هذه الحملة بأكملها،

وهو أن المغاوير هم كأسرى لمنظماتهم

كما هو حال الأشخاص الذين يحتجزونهم.

في البداية، لم نكن متأثرين جداً بقصصهم،

كنا مندهشين جداً من هذه القصص،

حتى أننا اعتقدنا أن أفضل طريقة
للحديث مع المغاوير

هي تركهم يتحدثون عن أنفسهم،

لذلك قمنا بتسجيل حوالي مئة قصة
خلال السنة الأولى

ووضعناها على الراديو والتلفزيون

حتى يستطيع المغاوير في الغابة
الاستماع إلى القصص، قصصهم،

أو قصص تشبه قصصهم،

وعندما استمعوا إليها، قرروا الخروج.

أود إخباركم بإحدى هذه القصص.

هذا الشخص الذي ترونه هنا هو جيواني آندريز.

كان عمر جيواني آندريز 25 سنة
عندما التقطنا تلك الصورة.

لقد كان في العصابة لمدة سبع سنوات
وقد انحل عنها مؤخراً.

قصته كالتالي:

جُنِّد عندما كان في السابعة عشرة من عمره

وبعد فترة من الوقت،
في فرقته، إن شئتم،

جُنِّدت هذه الفتاة
ووقعوا في الحب.

كانت الحوارات حول
ما الحال التي ستبدو عليها أسرتهم

وماذا ستكون أسماء أولادهم

وكيف ستكون حياتهم في حال غادروا العصابة.

ولكن يتضح أن

الحب ممنوع على نحو صارم
في الرتب الأدني في العصابة،

لذلك اكتشفت قصة حبهم وتم تفريقهم.

تم إرساله بعيداً جداً
وظلت هي في مكانها.

كانت تألف المنطقة جيداً،

لذا في إحدى الليالي،
عندما كانت تتولى الحراسة،

هي في الحقيقة غادرت

وذهبت إلى الجيش، سرَّحت نفسها،

وكانت أحد الأشخاص ممن كان لنا الحظ
بالحديث معهم

وكنا متأثرين جداً بهذه القصة،

ولذا عملنا برنامجاً إذاعياً،

ويتضح، بالصدفة،

أنه في مكان بعيد،
كيلومترات كثيرة إلى جهة الشمال،

سمعها على الراديو،

وعندما سمعها على الراديو، قال،
"ما الذي أفعله هنا؟

كان لدينا القوة للخروج.
عليَّ أن أفعل نفس الشيء."

وقام بفعل الشيء ذاته.

سار طيلة يومين وليلتين

وخاطر بحياته وخرج،

والشيء الوحيد الذي أراده هو رؤيتها.

الشيء الوحيد الذي كان في عقله هو رؤيتها.

القصة كانت، بالفعل تقابلا.

أعلم أنكم تتساءلون فيما إن تقابلا أم لا.

هم تقابلوا فعلاً.

لقد جندت عندما كانت في سن الخامسة عشرة
وغادرت عندما كانت في السابعة عشر من عمرها،

لذا فقط كانت هناك الكثير من التعقيدات،

ولكنهما في آخر المطاف تقابلا.

لا أعلم فيما لو كانوا سوية الآن،
ولكنني أستطيع معرفة الأمر. (ضحك)

ولكن ما أستطيع قوله لكم هو أن
إستراتيجية الراديو كانت تجدي.

المشكلة أنها كانت تجدي
في الرتب الأدنى للمغاوير.

لم تكن تجدي مع القادة،

الأشخاص الذين من الصعب تبديلهم،

لأن من السهولة لك أن تجند
ولكنك لا تستطيع الحصول على القادة القدامى.

لذا فكرنا، حسناً،
سنستخدم نفس الإستراتيجية.

سنجعل قادة يتحدثون إلى قادة.

وذهبنا إلى حد بعيد كالطلب من
قادة سابقين في العصابة

أن يحلقوا بمروحيات مع ميكروفونات

يخبروا الناس الذين اعتادوا أن يحاربوا معهم

"هناك حياة أفضل في الخارج"،

"أنا على ما يرام"،
"هذا لا قيمة له"، إلخ..

ولكن، كما بإمكانكم جميعاً أن تتخيلوا،
كان من السهل جداً دحض كلامهم،

لأن ما كانت ستقوله العصابة

"نعم، صحيح، إن لم يفعل ذلك،
فإنه سيُقتل".

لذا كان الأمر سهلاً،
فبقينا فجأة عاجزين تماماً

لأن المغاوير كانوا يذيعون

أن كل هذه الأشياء تمت

لأنهم إن لم يفعلوها،
سيعرضون حياتهم للخطر.

وأحد ما، شخص ذكي في فريقنا،

عاد وقال، "أتعلمون ماذا لاحظت؟"

لاحظت ذلك في حوالي موسم عيد الميلاد،

كانت هناك ارتفاعات في مستوى التسريح

منذ أن بدأت هذه الحرب."

وكان ذلك مذهلاً،

لأنه قادنا للتفكير بما يتوجب علينا فعله
للحديث مع الإنسان

وليس مع الجندي.

كان علينا أن نبتعد عن الحديث

من حكومة إلى جيش،
من جيش إلى جيش،

وكان لزاماً أن نتحدث عن القيم العالمية

وكان لزاماً أن نتحدث عن الإنسانية.

وحدث ذلك عندما جاءت شجرة عيد الميلاد.

هذه الصورة التي لديّ هنا،

ترون هذا هو التخطيط لأشجار عيد الميلاد

وذلك الرجل الذي ترونه هناك
بثلاث نجمات

هو النقيب جوان مانويل فالديز.

كان النقيب فالديز أول مسئول رفيع المستوى

يعطينا المروحيات والدعم الذي احتجناه

لنصب أشجار عيد الميلاد هذه،

وقال في ذلك الاجتماع شيئاً ما لن أنساه.

قال، "أريد أن أفعل هذا لأن
كوني كريماً يجعلني أكثر قوة،

يجعل رجالي يشعرون بأنهم أكثر قوة."

وأصبح عاطفياً جداً عندما أتذكره

لأنه قتل فيما بعد في أحد الاشتباكات
ونشتاق إليه حقاً،

ولكنني أردت أن ترونه جميعاً
لأنه كان مهماً جداً جداً.

فهو قدّم لنا الدعم
لنصب أول أشجار عيد الميلاد.

ما حدث لاحقاً هو أن المغاوير الذين خرجوا

خلال عملية شجرة عيد الميلاد وكل ذلك

قالوا، "هذا جيد حقاً،
أشجار عيد الميلاد رائعة فعلاً،

ولكن أتعلمون؟
نحن بالفعل لم نعد نمشي.

نحن نستخدم الأنهار."

إذن الأنهار هي الطريق السريع للغابة،

وهذا شيء علمناه،

ومعظم التجنيد كان يتم في قرى النهر وحولها.

لذا ذهبنا إلى قرى النهر هذه

وسألنا الناس

ومن المحتمل أن بعضهم كانوا
أصدقاء مقربين للمغاوير.

سألناهم، "هل بإمكانكم
أن ترسلوا رسالة للمغاوير؟"

جمعنا أكثر من 6000 رسالة.

بعضها كانت ملاحظات تقول، اخرجوا.

بعضها كانت ألعاب.
بعضها كانت حلوى.

حتى أن بعض الناس خلعوا مجوهراتهم،
وصلبانهم وأشيائهم الدينية الصغيرة

ووضعوها في هذه الكرات العائمة
التي أرسلناها أسفل الأنهار

حتى يمكن التقاطها في الليل.

وأرسلنا الآلاف منها إلى أسفل الأنهار،

ومن ثم التقطنا ما ليتم يتم التقاطه منها.

ولكن أكثرها تم التقاطه.

هذا ولّد، في المعدل، تسريحاً كل ست ساعات،

لذا كان ذلك مدهشاً وكان عن:
تعال إلى المنزل في عيد الميلاد.

ومن ثم أتت عملية السلام،

وعندما بدأت عملية السلام،

تغيرت طريقة تفكير المغاوير تماماً.

وتغيرت بسبب أنها

تجعلك تفكر، "حسناً،
لو كان هناك عملية سلام،

فهذا من المحتمل أن ينتهي.

عند لحظة معينة سأخرج."

وتغيرت مخاوفهم بالكامل

ولم تكن مخاوفهم عن،
"هل سيتم قتلي؟"

كانت مخاوفهم،
"هل سيتم رفضي؟

عندما أخرج من هذا،
هل سيتم رفضي؟"

إذا في عيد الميلاد السابق،
ما فعلناه أننا طلبنا --

وجدنا 27 من أمهات المغاوير،

وطلبنا منهن إعطائنا صوراً لأولادهن،

حتى يستطيعوا فقط التعرف على أنفسهم،
حتى لا يضعوا أنفسهم في الخطر،

وطلبنا منهن إعطاء
أكثر الرسائل الأمومية التي يستطعن فعلها

وهي، "قبل أن كنت من المغاوير،
كانت طفلي،

لذا تعال للمنزل، أنا بانتظارك."

بإمكانكم أن تشاهدوا الصورة هنا.
سأريكم زوجاً.

(تصفيق)

شكراً لكم.

ووضعت هذه الصور في أماكن مختلفة كثيرة،

وعاد العديد منهم،

وكان ذلك جميلاً جداً جداً.

ومن ثم قررنا العمل مع المجتمع.

لذا لعبنا دور الأمهات
حوالي موسم عيد الميلاد.

الآن دعونا نتحدث عن باقي الناس.

وربما تكونون على دراية بهذا أو لا،
ولكن كان هناك كأس العالم هذه السنة،

ولعبت كولومبيا بمستوى جيد بالفعل،
وكانت لحظة موحدة بالنسبة لكولومبيا.

وما فعلناه هو أننا قلنا للمغاوير،

"تعالوا، اخرجوا من الغابة.
نحتفظ بمكان من أجلكم."

إذن كان ذلك التلفاز،
كان ذلك كل أنواع الوسائط المختلفة تقول،

"نحتفظ بمكان من أجلكم."

الجندي هنا في هذا الإعلان التجاري يقول،

"أحتفظ بمكان من أجلكم
هنا في هذه المروحية

حتى تستطيعوا الخروج من هذه الغابة
والذهاب للاستمتاع بكأس العالم."

لاعبو كرة القدم السابقون، مذيعو الراديو،

الكل كان يحتفظ بمكان من أجل المغاوير.

إذن مذ بدأنا هذا العمل
تقريباً خلال الثمان سنوات الماضية،

سرح 17000 من المغاوير.

أنا لا -- (تصفيق)

شكراً لكم.

لا أريد أن أقول بأي طريقة
بأن ذلك كان بفضل ما قمنا به فحسب،

ولكن ما أعرفه هو أن عملنا
والعمل الذي نقوم به

ربنا قد ساعد الكثير منهم بالبدء في التفكير
بشأن الانحلال من العصابة،

وربما قد ساعدة الكثير منهم
في اتخاذ القرار النهائي.

إن كان ذلك صحيحاً، فإن الدعاية لا زالت
إحدى أقوى أدوات التغيير

المتاحة لدينا.

ولا أتحدث نيابة عن نفسي فحسب،

بل بالنيابة عن كل زملائي الذين أراهم هنا

والذين يعملون في مجال الدعاية،

وبالنيابة عن كل الفريق
الذي قد عمل معي لإنجاز هذا،

أنك إن أردت تغيير العالم،

أو إن أردت أن تحقق السلام،
من فضلك اتصل بنا.

سيسرنا تقديم المساعدة لك.

شكراً لكم.

(تصفيق)