-
قراءة رواية لأمبرتو ايكو بمثابة الدخول لغابة سحرية
-
فهي جرعة بسيطة وعاطفية
-
لتأسيس حياة من الهمسات
-
مثقلة بالتاريخ و متوجة بالأساطير
-
يكتب عن رهبان ساخطين ومتاحف تكنولوجية
-
وفي عمله الاخير يكتب عن المقابر
-
المليئة بأرواح مرتجفة ومظلمة
-
يكتب ايكو عن أمور نعرفها جميعاً
-
كالشهوة والطمع والحب والفضول والحسد
-
يمكن لكتبه ان تتحدانا بخصوصية تلك الحقبة
-
لكنها مسلية أيضاً
-
على الأرجح أنتم تعرفون الأمور التي قلتها
-
لكني أرجو ان تعرفوه أفضل بعد جلسة اليوم
-
لذلك يشرفني بأن تتفضلوا معي
-
بالترحيب بالبروفيسور أمبرتو أيكو في شيكاغو
-
بروفيسور.. تحتوي روايتك الجديدة
-
على عناصر نميزها جميعاً
-
فأحداثها تجري في القرن التاسع عشر
-
لكن "مقبرة براغ" تتضمن أشياء معاصرة
-
مثل كل أنواع المؤامرات
-
والمكائد التي تنتشر في كل مكان
-
فسؤالي لكَ هو
-
كيف تنبأت بحدوث هذه الأمور في أيامنا هذه؟
-
لقد كتبت هذه الرواية لأني كنت مؤمناً
-
بأمكانية حدوثها سواء الآن أو في المستقبل
-
وحين شرعت بالكتابة وعلى الرغم من قيامي
-
بأبحاث كثيرة للغوص في القرن التاسع عشر
-
و للعيش في تلك الحقبة
-
كنت مدركاً أني أكتب عن شئ قريب مني
-
وكنت أفكر دائماً بشخص أعرفه
-
و أتمنى أن يستخدم القراء هذه الرواية كدليل
-
للنظر حولهم وأكتشاف العديد من "سيمونيني"
-
قائلين "أنظروا هذا سيمونيني" وهذا آخر
-
يمكن ان تفعلوا هذا في أيطاليا لكن يمكن
-
ان تفعلوها في شيكاغو وواشنطن وباريس أيضا
-
لقد كتبت بشكل كبيرعن وظيفة عمليات التزوير
-
في التاريخ الأنساني منذ البداية
-
بل أحيانا تكون لها وظيفة أيجابية
-
مثل أختراع الممالك المهيبة
-
وأنطلاق الناس لأكتشاف العالم
-
في سبيل أيجاد هذه الممالك
-
مثل أسطورة "الدورالدو" وغيرها
-
و أحيانا يكون لها آثار سلبية
-
كما هو حال قضية بروتوكولات حكماء صهيون
-
لذلك فأن النشاطات اليومية للسياسيين
-
والصحفيين والصحف تهدف لخلق دوسييه مزيف
-
ولنشر أخبار مزيفة
-
ان الاهتمام ببرامج اللغة
-
انا عالم سيميائي
-
لذلك اهتم بأشكال التواصل المختلفة
-
وانا مهتم ايضاً بالكذب
-
لأنه نشاط انساني نموذجي
-
الكلب دائما ما يقول الحقيقة فهو حين ينبح
-
هذا يعني وجود شخص بالخارج
-
لم اقابل سابقا كلب ينبح ليخدعني
-
بوجود شخص في الخارج
-
الكلب عاجز عن الكذب
-
نحن نكذب بأستمرار حتى في حياتنا اليومية
-
فالقول "سررت للقائك" ما هو الا كذبة مهذبة
-
والقول "تبدو بصحة جيدة اليوم" ايضا
-
نحن نكذب لاسباب عديدة
-
الحياة الانسانية مليئة بالكذب
-
والاخبار الملفقة وغيرها
-
لهذا نرى ان "سيمونيني" كاذب استثنائي
-
كاذب محترف
-
لو اعطيتنا لمحة عن هذه الشخصية
-
التي ترجع للقرن التاسع عشر
-
التي تهيأ خيوط كل المؤامرات في ذلك القرن
-
والتي تشمل تزوير بروتوكلات حكماء صهيون
-
واشكال التزوير الاخرى والأشياء السيئة
-
التي حدثت في القرن الـ19
-
ممكن ان تكون من تخطيط هذه الشخصية
-
وتحتل مذكراته جزء كبير من الرواية
-
والتي تعبرعن سروره ومبرراته لما يفعل
-
والتي تختصرها العبارة اللاتينية
-
odi ergo sum
-
والتي تعني "أنها موجود لأكره"
-
وهذه احدى العبارات التي صدمتني
-
لأنها تبدو مشابهة لما نسمعه اليوم
-
فنحن نسمع مختلف الاشياء الفظيعة
-
التي تزعزع العالم
-
مثل الأزمات الأقتصادية
-
والأضطرابات السياسية و الأرهاب
-
والحوادث الفظيعة الأخرى
-
التي نعتقد أنها جديدة
-
لكنها في الحقيقة لها جذور ترجع لقرون خلت
-
ورواياتك الأخرى أيضاُ
-
تتمحور حول المؤامرات
-
وعجزنا عن العيش وأستغلال أقصى طاقاتنا
-
بصفتنا كائنات أخلاقية
-
على الاقل كان هنالك "بندول فوكو" واحد
-
لكنه كان كان مختلف بشكل من الاشكال
-
لأنه كان مهووسا بالمؤامرة العالمية
-
ولذلك كان هذا تمثيل غريب
-
للأشخاص الذين يؤمنون
-
او يدعون الأيمان بالمؤامرة العامة
-
في هذه الحالة يصنع سيمونيني مؤامرات حقيقية
-
لكننا يجب ان نميز
-
بين المؤامرة والوهم بوجود
-
مؤامرات عالمية
-
فمثلاً, من أجل قتل "يوليوس سيزر"
-
تآمروا في اليوم الذي قبله او في نفس اليوم
-
وقامت كاتالينا بالتآمر
-
واعلن عنها سيسيرو في مجلس الشيوخ
-
وهذه المؤامرة التي حدثت في روما
-
هي نفسها في واشنطن حيث يتأمر الناس
-
للسيطرة على مصرف او تغيير كاهن
-
لكن الوهم بالمؤامرة العامة
-
يقتضي وجود شخص لا نعرفه يحاول تنظيم كل شئ
-
في العالم
-
حيث يتمتع بسلطة عقائدية وهو مسؤول عن كل شئ
-
ونحن لسنا مسؤولين عن شئ
-
ولهذا يستخدم الطغاة فكرة المؤامرة العامة
-
لكي يتجنبوا الأنتقاد وليبقوا شعبهم موحد
-
ضد شخص ما
-
حين كنت صغيرا, انا ولدت في 1932 وبذلك قضيت
-
السنوات الـ10 الأولى من حياتي
-
في ظل التعليم الفاشي
-
و علمونا كره مؤامرة البلوتوقراطية واليهود
-
وكانت هذه هي المؤامرة العالمية
-
حسناً, لقد احتفلنا في ايطاليا بالأمس
-
بمناسبة أستقالة برلسكوني
-
وقد قرأت في الصحف ان الناس غنوا Hallelujah
-
دائما ما تحدث برلسكوني عن مؤامرة القضاة
-
والشيوعيين
-
على الرغم من عدم وجود شيوعيين في هذا الزمن
-
ولا يمكن ايجادهم
-
لكنه اشار بأستمرار الى وجودهم
-
محذرا الايطاليين منهم
-
وبهذا تخترع المؤامرات
-
والمؤامرة اليهودية عنصر مهم في هذا الوهم
-
وليس في القرن التاسع عشر فقط
-
فأحدى الوثائق وهي "البروتوكولات"
-
كتبت بالتأكيد في النصف الثاني للقرن الـ19
-
وانا اقول "بالتأكيد" لأن الدليل الوحيد
-
هو نشرهم في روسيا في 1905
-
لكن إعدادها استغرق بضعة عقود
-
لنقل منذ 1860 او 1850 و حتى نهاية القرن
-
ان عدم التيقن من اختراع هذه الوثائق
-
اتاح لي فرصة كتابة قصة خيالية عنهم
-
ربطت بعض الاحداث بسيمونيني
-
والتي قام بها أشخاص آخرين
-
لكننا لا نعرف من هم هؤلاء تحديدا
-
بسبب تورط أيادي كثيرة بالعمل
-
الطريف أنه حين ذكرت عدم وجود
-
أي شيوعي في العالم
-
تذكرت هذه النكتة التي تقول
-
الجامعات هي الشيوعي الوحيد في أمريكا
-
ربما يكون هذا صحيحاً
-
لا نمتلك الا وقت قليل اليوم
-
و سنستقبل اسئلة الجمهور بعد دقائق
-
بعد ان ننتهي من الكلام هنا
-
و ان رغبتم ارجو ان تتفضلوا للأمام
-
لنسمعكم بشكل جيد
-
فأذا كان يدور بخلدكم اي سؤال
-
تقدموا للأمام بأنتظار تلقينا لأسئلتكم
-
اريد ان اذكر انك تحب القوائم
-
فهارس طويلة
-
كتبك مليئة بقوائم جميلة وطويلة
-
ولديك مقطع رائع...
-
وكتبت كذلك كتاب عن القوائم
-
نعم تماماً وشرحت اسبابها
-
وحين اوضحت الاسباب
-
بدأت افكر بكل الكتب التي تحتوي على قوائم
-
ولم افكر بها من قبل
-
"موبي ديك" تحتوي على قوائم طويلة
-
و رواية كولن هاريسون "ليل مانهاتن" ايضا
-
"The Things They Carried" لتيم اوبراين
-
بها قوة فريدة
-
واتسائل متى ادركت ذلك؟
-
متى تجازت القوائم لديك كونها مجرد تقنية
-
واصبحت قوة سياسية؟
-
منذ زمن طويل.. الآن يمكن ان اقول لك حسناً
-
اول شكل للقوائم تواجد في "الألياذة"
-
والمتمثل في قائمة السفن
-
اما اهداف القوائم فكثيرة ومستحيل تعدادها
-
فأكون و كأني اعرف ما يكفي من اللغات
-
وهذا موضوع سياسي يتكرر مرار وتكرارا
-
في تاريخ الأدب.. فهم يفتقدون لتعدد اللغات
-
فالقائمة دائما تكون غير مكتملة
-
على الرغم من طولها
-
وهذا يمنح احساس باللانهاية
-
لذلك تكون ملجأ جميل
-
واستراتيجية ادبية
-
لمنح احساس اللانهاية
-
ومن الصعب توفير هذا الشعور بدون قائمة
-
اعتقد ان الوحيد الذي نجح في هذا
-
هو دانتي أليغييري
-
الذي في نهاية الجنة ينظر في "الله"
-
ويختصر كل شئ في ثلاث جمل بدون صنع قائمة
-
هذه حالة استثنائة جدا
-
اعتقد اني اكتشفت القوائم وتولعت بهم
-
لأني بدأت من القرون الوسطى
-
من خلال قراءة شعر القرون الوسطى
-
واتذكر حين اصبحت بروفيسورا في هارفرد
-
خطرت لي فكرة تنظيم المحاضرات بشكل قوائم
-
لكني نبذت الفكرة لأسباب عدة
-
وقبل سنتين..
-
ينظم متحف اللوفر كل سنة
-
في تشرين الأول حيث يمنحون المتحف لشخص ما
-
ويخبرونه هو او هي بأن يفعلوا ما يشاؤون
-
وفي تلك السنة اختاروني واختاروا القائمة
-
نظم المتحف حفلات ونقاشات ومعارض
-
وكل شئ اعتمادا على فكرة القائمة
-
واصبحت القائمة كتابا ضخما
-
لذلك نظمت قائمة للقوائم
-
قراءة كتبك تجربة قوية جداً
-
وقد كنت احاول قراءتهم بصوت عالٍ
-
مما أرعب الأشخاص الذين معي في المنزل
-
وهذه ايضا تأثيرات روحانية
-
فالاديان كلها ما هي الا ابتهالات
-
مثل ابتهال "العذراء المباركة"
-
والمسبحة
-
وتكرار سلسلة طويلة من العناصر
-
التي يمكن ان تؤدي احيانا الى الأكتفاء
-
لذلك يمكن ان تخلق القوائم الأكتفاء
-
القائمة السياسية تهدف فقط
-
الى الايحاء بأمكانية الاكتفاء
-
وعلى العكس, تنتج القائمة الدينية الاكتفاء
-
لقد قرأت انك تملك 50 الف كتاب
-
هل هذا صحيح؟
-
نعم, لكن شقتي في ميلانو
-
تحتوي على 30 الف فقط
-
فلم يتبق بها مجال
-
وقد اضطررت للانتقال عدة مرات
-
لذلك توقفت عند 30 الف
-
ويجب ان يبقوا 30 ألف
-
لذلك, كل 6 أشهر اقرر ايهم انقل
-
الى الريف او الى مكتبي في الجامعة
-
لكنهم يمكن ان يكونوا 50 الف
-
لقد سألتك هذا السؤال
-
لأني قرأت انك تعتقد ان الكتاب الالكتروني
-
السؤال الذي اطرحه غالبا في كل مكان
-
حين يسمع شخص ما اني اكتب عن الكتب
-
هو هل سيكون عندنا كتب بعد 10 سنوات او 5؟
-
وقد كتبت ان الكتاب الالكتروني
-
لن يحل محل الكتاب التقليدي
-
هل هذا صحيح؟
-
اسمعي..في هذه اللحظة اغير بعض افكاري
-
حيال هذه المشكلة
-
لأني كنت مقتنعا بأستحالة قراءة رواية
-
بصيغة الكترونية
-
لكن منذ اخر رحلة لي في تشرين الأول
-
التي استمرت لمدة 20 يوما
-
واخذت معي 10 او 12 كتاب للقراءة
-
مما سبب آلم في ذراعي
-
لكن في هذه الرحلة خزنت الكتب
-
على جهاز الآيباد
-
حوالي 20 او 25 رواية
-
ولأسبوعين كنت اقرأهم في سريري
-
الأمر محرج قليلاً
-
فأذا حركت اصبعك بسرعة
-
او تنتقل الصفحات بعيداً
-
لكن مع الكتاب التقليدي
-
تستطيع ان تفعل بما ترغب
-
لكن المشكلة الحقيقية ذات جانبين
-
فمن جهة الجاذبية الفيزيائية للكتاب الورقي
-
فأذا وجدت كتاب طفولتي
-
بأوراقه البنية وآثار قراءتي
-
وخربشاتي
-
فهذا شئ يرضي ذاكرتي
-
لكني اذا وجدته على ذاكرة الكترونية
-
لن امتلك إتجاهه أي عاطفة حقيقية
-
وهنالك مشكلة اخرى
-
لدي كتب ترجع لـ500 سنة
-
حين افتحها تبدو وكأنها طبعت بالأمس
-
وأوارقها البيضاء تصدر الصوت
-
ليس لدينا أي دليل يثبت
-
أن هذه الكتب الألكترونية
-
ستستمر لأكثر من 10 سنوات
-
ليس لدينا لأنهم خلال 10 سنوات
-
سيغيرون نوعية الحاسوب
-
فالحواسيب التي تشغل القرص المرن
-
تغيرت لتشغل محرك فلاش
-
وبذا لا يوجد دليل على استمراريتها
-
الكتب تنجو من إنقطاع الطاقة
-
قرأت اليوم على الطائرة
-
في تلك المجلات المليئة بالأعلانات
-
النتي تتحدث عن كراسٍ الكترونية للكلاب
-
وعن أنف صناعي
-
وكان هناك فكرة مذهلة
-
إذا أمتلكت صورة متناظرة
-
وحولتها الى صيغة رقمية
-
يمكنك ان تحفظها لأبنائك
-
الصورة الفوتغرافية على الورق
-
لها فرص بقاء اكبر من الصيغة الرقمية
-
حينها سأكون سعيدا جداً اذا اختفت كل الكتب
-
ويبدأ كل الناس بالقراءة عبر الحاسوب
-
وبذلك تصبح مجموعتي المؤلفة
-
من 50 الف كتاب
-
ثمينة بقدر كنز توتاكاما
-
هذا حقيقي فعلا
-
لكن تبادر لذهني حين كنت اقرأ
-
مقالة عن تعليقك على الكتب الالكترونية
-
قائلا لو اقتصرنا على الكتب الالكترونية
-
"اسم الوردة" لن تكون موجودة
-
فالنص لن يكون..
-
فلا يمكن وضع السم بجانب جهاز "كندل"
-
فالكتب لها كيان ادبي
-
كما قلت لها وجود أيروتيكي
-
وكيان ملموس
-
فالكتاب لا يقتصر على القصة كما قلت
-
واعرف انك مقتنع بهذا
-
الكتاب مذكرات قراءتي ايضا
-
سأعطيك مثالا
-
انا مرتبط بعمق بفلسفة العصور الوسطى
-
وقد اشتريت كتب في بداية الخمسينات
-
صاحبتني أثناء كتابة أطروحة الدكتوراه
-
وكل 5 او 10 سنوات ارجع اليهم
-
واجد ملاحظات بالاسود والاحمر
-
لكن مثل كل الكتب المنشورة في الخمسينات
-
لا يمكن لمسها لأنها ستتمزق
-
سيكون من الاسهل شراء نسخة اخرى
-
مقابل 10 دولارات
-
لكن تلك النسخة هي ما تثيرني
-
بكل تلك الملاحظات
-
هذه قصة
-
مسيرتي ان صح التعبير
-
قصة نموي الفكري
-
هذه النسخة وهذا الكتاب
-
اما الآخر فلن يتحدث الي
-
واذا كان الكتاب على ذاكرة لن يهمني ايضا
-
صحيح اننا نستطيع تحديد الاسطر في الايباد
-
لكن طريقة التحديد لدي مشابهة لطريقتك
-
فلن اعرف ان كان التحديد يعود لي او لكِ
-
يكون التمييز مجهول
-
هنالك شئ بخصوص التحديد الالكتروني
-
فكما قلت التحديد مميز وخاص
-
ويختلف عندي عما عند غيري
-
لأن الكتاب كتبه شخص اخر
-
لكن بعد قراءته ولمسه يصبح عملك انت
-
وهذا شئ مهم في الكتاب
-
اتذكر بصفتي جامع كتب اني وجدت مرة
-
نسخة ترجع للقرن الـ16
-
لأحد أعمال پاراسـِلسوس
-
ولم تكن ذات اهمية مميزة
-
لأنها جزء من سلسلة من 15 جزء
-
كانت غير مكتملة
-
لكنها كانت ممتلئة تماما بتعليقات
-
بالالمانية واللاتينية
-
كتبها كاتب مجهول
-
بألوان مختلفة
-
وأسطر محددة
-
وكأنه عمل فني
-
كما في صناعة الانسجة
-
وهذا مذهل حقا
-
فهذا يخبرني بقصة طويلة
-
عن شخص ما كان هناك
-
وترك آثاره خلفه
-
لقد قلت انك تعرف العصور الوسطى جيدا
-
والعصور المظلمة كانت جزء من عملك الاكاديمي
-
وقد كتبت عن القرنين الـ19 و الـ20
-
هل تغيرت الطبيعة الانسانية؟
-
هل تغيرنا او هل تطورنا اخلاقيا؟
-
انت مؤهل تماما للتعليق على هذا
-
لأنك تعرف العصور المظلمة جيدا
-
و تعرف العالم المعاصر
-
اعتقد ان التطور الوحيد لنوعنا
-
هو في طول الحياة البشرية
-
هذا كل شئ؟
-
هذا هو التحسن الوحيد للنوع
-
القيم الأخلاقية تغيرت
-
وحدثت مذابح في بعض القرون
-
اكثر مما يحدث اليوم
-
في القرون الوسطى هنالك اسطورة تقول
-
ان من يذهبون لكنيسة معينة
-
يكتسبون نعمة النجاة لمدة 40 سنة
-
وهذا يعني ان الـ40 سنة انجاز جيد
-
وايضا, كانت القطة تعيش 12 او لـ14 سنة
-
انا لست غبيا لأقول "لا يوجد تحسن"
-
لا, هنالك تحسن جيد ومثير للاهتمام
-
لكن من الاشياء الاساسية..
-
وهذا احد الاسباب
-
التي تجعل قراءة شئ مثل "اسم الوردة"
-
تجربة مثيرة لنا
-
لأنك تظهر اختلاف الحياة بكافة النواحي
-
مثل طرق جمع الطعام
-
او طريقة نوم الناس
-
او انارة العالم بالنار فقط
-
لكن مع هذا نفس المشاعر
-
يمتلكون نفس المشاعر
-
المشاعر الاساسية هي ذاتها
-
وكذلك طريقة انتاج الاطفال هي نفسها
-
نحن لم نتغير كثيرا
-
لكن هذه التأملات في الماضي
-
وحتى تجربة القراءة لها وظيفة اخرى
-
فهي تتيح لنا فرصة العيش اطول
-
اي شخص أمي
-
قد يكون شخص متوحش في الغابة
-
ويمكن ان يكون سياسي مهم
-
لم يقرأ اي كتاب في حياته
-
الشخص الأمي يموت بعد ان عاش
-
70 او 60 او 80 سنة
-
وهذه هو مدى حياته
-
انا عشت 10 الآف سنة
-
انا كنت موجودا حين اغتيل يوليوس سيزر
-
كنت موجودا في معركة ووترلو
-
كنت موجودا مع ماكبث
-
هذا انا وانتِ والعديد منا
-
لقد تشربنا
-
او حُقنا
-
بحيوات العديد من الناس الآخرين
-
لذا في نهاية حياتنا
-
نكون عشنا لسنوات ممتدة
-
ولهذا من المثير اكتشاف الماضي
-
ومعرفة كيف انه حتى من خلال
-
مشاركة الأحاسيس العقلية المشابهة
-
اختلف اناس الماضي في التعبير عنها
-
او المعاناة منها
-
ولذلك التعليم ينقذ الناس
-
ينقذ الناس.. هذه طريقة رائعة للوصف
-
لكن فكرة ان الادب يعزز
-
الخلود الشخصي ويساعد الذات
-
الخلود الشخصي مهم بقدر الخلود الجسدي
-
سنستقبل اسئلتكم
-
اذا رغبتم بطرح سؤال
-
تقدموا للامام بينما ننتظر
-
كتبتك تحتوي ايضا على السخرية
-
على الارجح ترى قيمتها
-
فأعمالك ليست محبطة كليا
-
نعم حين اريد وصف وضع مأساوي
-
لأن هذا انا وهذه طريقتي للنظر الى العالم
-
اذا لم تستجب للحياة بسخرية ستضيع
-
لا تأخذ الامور بجدية مبالغة
-
خصوصا امورك الخاصة
-
لا تأخذ نفسك على محمل الجد
-
نعم..نعم
-
و مقولة هوراس والبول العظيم
-
"اخطر اعداء الانسانية هم اولئك
-
الذين يأخذون انفسهم على محمل الجد"
-
السياسيين عادة
-
هم من يأخذون انفسهم على محمل الجد
-
هتلر كان شخصا اخذ نفسه على محمل الجد
-
بدون اي اثر للسخرية
-
نعم..نعم بالضبط
-
هناك سخرية في نهاية كل شئ
-
فمع جميع تطلعاتنا البشرية
-
فحتى وسط كل مآسينا و مصاعبنا
-
بالنهاية سنموت جميعا وتنتهي حياتنا
-
ولكن لا تزال لدينا هذه الطموحات الكبيرة
-
نعم,, لكني على الارجح اخطأت القصد
-
فالسخرية نوعا ما اداة ضد الكراهية
-
ففي روايتي
-
سيمونيني شخص عنصري بشكل واضح
-
فهو يكره الجميع
-
ليس اليهود فقط بل الالمان والفرنسيين
-
والنساء.. خصوصا النساء وهكذا
-
والكراهية شعور غريب
-
في نهاية الرواية
-
"راجكوفسكي" رئيس الشرطة
-
يدلي بأعتذار بخصوص الكراهية
-
والحب انتقائي جدا
-
اذا كنت احبك فأريدكِ ان تحبيني بالمقابل
-
ولا اريدك ان تحبي شخص آخر
-
ولا اريد من ذلك الشخص الآخر ان يحبك
-
إذاً, الحب يقيد العلاقات الانسانية
-
اما الكراهية فكريمة
-
ودافئة
-
توحد الناس جميعا ضد أناس آخرين
-
ولهذا يستخدمها السياسيون عادة
-
فهم لا يدعون للحب بل يدعون للكراهية
-
"يجب ان تموت مقاتلاً العدو"
-
الحكومة لا تقول ابداً بضرورة حب البعض
-
الكنيسة تقول هذا لكن ليس الحكومات
-
من المريع ان تحب
-
الكراهية على العكس مريحة جدا
-
والطريقة الوحيدة للتخلص من اغراء الكره
-
هي في السخرية
-
لقد قلت اننا نكذب حين نقول "سررت برؤيتك"
-
اكره الناس حين يأتي السباكون الى منزلي
-
يعملون لمدة ساعتين ويطلبون مبلغا معينا
-
ولكن حين يذهبون و يستمر الصنبور بالرشح
-
استشيط غضبا
-
وحينها اتمتم
-
"انه ذكي.. هو بروفيسور سيميائيات
-
في جامعة بولونيا"
-
وهذا جدير بأن ينقذك
-
من كراهية اولئك الرجال المساكين
-
لدينا اسئلة.. تفضل
-
اعتقد ان سؤالي ليس مرتبطا بالموضوع
-
انه سؤال شخص
-
اتساءل اذا كنت تؤمن بالله
-
واذا كان جوابك نعم.. فكيف تفسر الشرور
-
مثل سيمونيني او هتلر او الشرور عامة؟
-
هل تعتقد انها طريقة الله بالسخرية
-
ليضمن الا تتسم حياتنا بالملل؟
-
للاجابة عن السؤال الثاني عن الشر
-
يجب ان تقرأي للقديس اوغسطين
-
الذي كرس جزء من حياته
-
لحل مشكلة الشر
-
بخصوص الله فأنا لا اتحدث بشؤوني الخاصة
-
على اية حال, الشئ الوحيد المؤكد
-
هو ان الله يؤمن بي
-
انا احب فكرة كون السخرية
-
حصن ضد الكراهية
-
ان تكون وسيلة
-
لحماية الفرد من السلبية الطاغية
-
في الحقيقة هذه فكرة عميقة
-
ويمكن ان تكن وسيلة للحماية
-
كما في هذه الحالة
-
نعم لقد احسسنا بذلك
-
لماذا نقرأ؟
-
نعم لماذا نقرأ؟
-
الشخص العادي لماذا يلتقط كتاب ويقرأه؟
-
اعني انت لديك فضول الشديد
-
لكن لماذا؟
-
حسناً.. الصحف بين فترة واخرى
-
تقول ان الشباب يقرأون اقل من قبل
-
لكن انا لا استطيع الفهم
-
لأنه في اوربا وامريكا
-
بنايات من عدة طوابق
-
تبيع الكتب
-
ومليئة بالشباب الذين يتصفحونها
-
اذا ما الذي يحدث؟
-
فأما ان يكون هؤلاء الشباب يروجون
-
لمحلات الكتب هذه الشبيهة بناطحات السحاب
-
ويشكلون نسبة 0% من الـ7 مليارات نسمة
-
التي تعيش الان في عالمنا
-
وهو امر صحيح تماما
-
لكن على الارجح, حين كنت شابا
-
لم اتمكن من دخول محل الكتب
-
لأنه كان كئيبا
-
والرجل يرتدي الاسود ويسألني ما الذي تريده؟
-
وارتعب فورا واقول لا اريد شيئا
-
ربما كانت نسبة الشباب الذين يقرأون انذاك
-
هي نفسها اليوم
-
حينها كان الناس مليارين فقط وليسوا 7
-
وهكذا يتضح ان القراء دائما اقلية
-
لكنها تعتمد
-
فهم اقلية في ايطاليا وليس في اليابان
-
لو ذهبتي الى قطار الانفاق في اليابان
-
تجدين الجميع يقرأ
-
في الولايات المتحدة يقرأون اكثر من ايطاليا
-
صحف اكثر وكتب اكثر
-
ويتركونها بعد قراءتها
-
وهذه مشكلة اخرى
-
انا لست متشائما كليا بخصوص القراءة
-
لأننا نقرأ في مناسبات عديدة
-
قبل 30 او 40 سنة
-
قال مارشال ماكلوهان
-
"مجرة كوتنبرغ انتهت الآن
-
ولم يتبقَ غير التواصل البصري..."
-
ومن ثم مات ولو كان موجودا
-
لشاهد الحواسيب تمنح "مجرة نوتبرغ"
-
اعادة بعث عظيمة
-
في الحاسوب انت تقرأ ان لم تقرأ تضيع تماماً
-
الحاسوب ليس تلفازا
-
فكل اولئك الناس الذين يقرأون في الحاسوب
-
هم قراء
-
حتى ان لم يقرأوا الكتب
-
سأكون حذرا جداً في تشائمي
-
لكن بالأحرى اتسائل ما الذي يقرأونه؟
-
وهذه مشكلة اخرى
-
ما الذي يفعلونه في الحاسوب
-
أيبحثون في مواقع فلسفية
-
ام في مواقع اباحية؟
-
لدينا سؤال آخر
-
انت رجل طريف ومرح جداً
-
لقد اضحكتنا
-
فما الذي يُضحكك؟
-
لقد قالت انك أضحكت الجمهور
-
وتسائلت عما يُضحكك؟
-
ما نوع السخرية التي تعجبك؟
-
السخرية لا تعني بالضرورة الضحك
-
انا غير قادر على منحك أجابة
-
لأن جميع الفلاسفة حاولوا وصف الضحك
-
لكنهم فشلوا
-
آملت طوال حياتي ووعدت بشكل متكرر
-
بأن اكتب كتاباً عن الضحك
-
بدون ان اكتبه فعلا
-
وهكذا بعد موتي
-
سيكتب العديد من الناس
-
اطاريح عن نظريتي الضائعة عن الضحك
-
الضحك هو حالة فيزيائي
-
نحن نضحك احياناً بداعي الأزدراء
-
واليأس
-
ضحك الأسرى اليابانيون بسبب الأحراج
-
وتعجب الأمريكيون من ضحكهم
-
لقد ضحكوا بسبب أحراجهم من الوقوع في الأسر
-
العديد من الناس خصوصا في أمريكا
-
أعتادوا على الضحك في حفلات التعري
-
وهو نوع آخر من الضحك بسبب الأحراج
-
خصوصاً أن كانت الزوجة بجوارهم
-
الايطاليون لا يضحكون في حفلات التعري
-
إذاً, نحن نضحك لأسباب عديدة
-
أحيانا لأننا سعداء
-
لكننا لا نضحك بالضرورة بسبب موقف كوميدي
-
وفي حالة السخرية
-
نحن لا نضحك
-
نحن نبتسم وهذا تصرف مختلف
-
نحن نضحك اذا نزل جنرال من البانثيون ويتعثر
-
هذا موقف مضحك
-
لا نضحك اذا وقعت الحادثة لسيدة مسنة
-
بل على العكس نتخذ موقفاً مشفقاً
-
وتبتسم إذا تنكرت السيدة المسنة
-
بمظهر فتاة صغيرة
-
هنالك مقالة لبيرادلو عن السخرية
-
مقالة جميلة
-
اكرر, إذا تعثر الجنرال تضحك
-
إذا تعثرت السيدة المسنة لا تضحك
-
إذا اعتقدت السيدة المسنة
-
أنها لا تزال فتاة صغيرة
-
تبتسم
-
هذه دعابة الملاحظة
-
ونمزج دعابة الملاحظة هذه بالتفهم
-
البعد, والطرفة, و قليل من التهكم
-
وهذا موقف ممزوج
-
اذا, انا غير قادر على أجابتك سيدتي
-
بورفيسور أيكو, أريد أن اعرف
-
كيف كان لطفولتك في ظل الفاشية
-
تأثير على مسيرتك الأدبية؟
-
كطفل؟
-
نعم النمو في ايطاليا الفاشية
-
يسأل كيف أثر هذا عليك؟
-
قبل كل شئ
-
نمتلك استيعاب هائل
-
لتجربة خطف العالم بين ليلة وضحاها
-
اعني سقط موسوليني للمرة الاولى
-
في تموز 1943
-
ثم عاد بعدها في أيلول
-
واجتمعت الفاشية رسميا للمرة الأولى
-
كنت حينها بالحادية عشرة
-
وتلقيت تعاليمي وفقاً لمعايير الدكتاتورية
-
كنت مذهول بسبب التغير المفاجئ في القصة
-
في اليوم التالي ارسلتني أمي الى كشك الصحف
-
لأرى اذا كان هناك اي صحيفة
-
لأنه كان من المستحيل
-
مع هذا الزلزال نشر اي صحيفة
-
وأكتشفت عدم وجود صحف
-
غير تلك الجديدة بعناوين جديدة
-
واحداها هي "المسيحيون الديمقراطيون"
-
والأخرى للحزب الليبرالي
-
والحزب الاشتراكي واخرى للحزب الشيوعي
-
ولم اكن غبياً لأعتقد ان هذه الصحف
-
ظهرت بين ليلة وضحاها
-
واضح انهم تواجدوا في مكان ما قبلاً
-
وفجأة فهمت ما معنى الديكتاتورية
-
فهي تغطي وتضغط على وجود هذه الأشياء
-
كانوا غير مرئيين
-
الحقيقة أنهم كانوا منفيين في بلدان أخرى
-
وفهمت وعرفت كلمة جديدة في يوم واحد
-
ان كل التحليل الذي اجريته
-
لما حدث لي خلال السنوات الـ10 السابقة
-
شكل طريقة تفكيري وحكمي
-
على هذه الاحداث التاريخية
-
ربما بسبب تلك التجربة كتبت هذا الكتاب
-
أرغب بمعرفة سبب
-
عدم ترجمتهم لكتيبك "كيف تكتب أطروحة"
-
الى اللغة الأنكليزية؟
-
لكن ليس هذا سؤالي لك
-
في رواية "جزيرة اليوم السابق"
-
ما هو مصدرك "لنظرية الأخطاء"؟
-
مصدر معلوماتي؟
-
مصدر معلوماتك بخصوص "نظرية الأخطاء"
-
في "جزيرة اليوم السابق"
-
نظرية ماذا؟
-
الأخطاء
-
نظرية الأخطاء
-
أنا لا أفهم الكلمة الأخيرة
-
"نظرية الأخطاء"
-
ذكرت "جزيرة اليوم السابق"
-
والسؤال عن الخط الزمني
-
ولكن نظرية ماذا؟
-
نظرية الأخطاء التي تلغي نفسها
-
الأخطاء التي تلغي نفسها
-
أنا لا أفهم
-
لا أتذكر اني تحدثت عن "نظرية أخطاء"
-
في اليوم السابق
-
فهمت الكلمة
-
لكني لا أتذكر مكان أستخدامها
-
لكن دعني أجيب عن سؤالك الأول
-
لماذا لم أنشر ترجمة أنكليزية
-
لأنه كتاب عن كيفية كتابة أطروحة دكتوراه
-
كُتب ليناسب وضع ايطاليا حينها
-
حيث هناك اطروحة دكتوراه
-
تختلف عن الدكتوراه في أمريكا
-
فهي تكتب بعد سنوت البكلوريوس الأربعة
-
بعد السنوات الأربعة في ايطاليا
-
هناك اطروحة دكتوراه
-
حين تكتب بصورة جيدة
-
تعادل درجة الدكتوراه
-
لذلك كتاب موجه لهذا النوع
-
الوضع كان مختلفا في الدول الانكلو-ساكسونية
-
لذلك أوصيت دائما بعدم ترجمة هذا الكتاب
-
وقد تُرجم خلافاً لرغبتي
-
في بلدان اخرى مختلفة
-
وأيضا لأني حاولت حينها
-
شرح كيفية طباعة الأطروحة
-
لم يكن توجد حواسيب حينها
-
وكتابي كان به تعليمات عن كيفية طباعتها
-
واعتقد ان الاجيال الشابة لم تشاهد طابعة ابداً
-
بخصوص السؤال الثاني
-
هناك شئ ما بخصوصه
-
أذا كنت مضطرا للشرح...
-
انا لا اريد تشويش الكتاب
-
لكنه بخصوص كل هذه الساعات في الوعاء
-
كل الساعات المستخدمة لتحديد..
-
نعم..نعم
-
نعم
-
اكيد..
-
خط الطول
-
اها تقصد حسابات المراحل الزمنية
-
نعم ومن ثم هناك موضوع انها "نظرية الأخطاء"
-
شئ سري وهم يحاولون التجسس عليهم
-
لذا اريد ان اعرف من أين عرفت بشأنها؟
-
أوف.. هناك الكثير من الكتابات عن هذا
-
لكن الأمر المثير أنه في نفس سنة نشر روايتي
-
نُشر كتاب لدافا سوبل عن مسألة خطوط الطول
-
حيث يتم شرح كل هذه الأمور بشكل جيد
-
وبشكل مماثل لجأنا انا وسوبل لنفس المصادر
-
و أتذكر اننا التقينا وضحكنا
-
ضحكنا لأننا اعطينا الأنطباع
-
أننا نسخنا من بعضنا
-
ونشرنا كتابينا بنفس الوقت
-
لقد كانت قصة معقدة للغاية
-
واكرر ان كتاب سوبل بهذا الحجم
-
لكن هناك كتب عن الموضوع بهذا الكبر
-
أقترح عليك أستخدام غوغل
-
وأبحث عن خطوط الطول
-
وتنظيم خطوط الطول
-
وستجد الكثير من المواد
-
أنا اسفة اعتقدت انك تقول "أخطاء"
-
لهذا لم اتدخل
-
لدينا سؤال أخر
-
لقد وصفت الاحاسيس
-
الاحاسيس الشهوانية التي تنتابك
-
حين تقرا كتاب او حين تكتب
-
اتسائل ما التأثير
-
الذي تمارسه الوسائل الالكترونية
-
على كتابتك والعملية الأبداعية؟
-
اعتقد اننا سنتمكن من قياس
-
تأثير الكتابة الالكترونية
-
في السنوات الـ50 او الـ100 القادمة
-
لدي أحساس على سبيل المثال
-
بأنها ستؤثر على تركيب الجمل
-
هنالك شئ من الصعوبة في الترجمة
-
من اللغات اللاتينية الى الانكلو-ساكسونية
-
لأن اللغات اللاتينية لغات تركيبية
-
اقول مثلاً "على الرغم من ذلك"
-
"عوضاً عن"
-
"لذلك"
-
بينما في الخطاب الانكلو ساكسوني
-
يضعون توكيدات متعددة
-
وانت تضع الفحوى الدالة على السبب والنتيجة
-
لذلك من الصعب الترجمة
-
عند الكتابة الكترونياَ
-
تعمد الى "القطع" و "اللصق"
-
وان تحرك المادة
-
فأذا بدأت المادة بعبارة
-
"عوضاً عن"
-
فهي لن تعمل في الموقع الجديد
-
لذا تحاول التخلص من العبارات
-
"عوضاً عن" و "على الرغم من"
-
"مع هذا" و "لذلك"
-
هذا سيغير نمط اللغات اللاتينية
-
يتغير الايقاع
-
الى أي مدى؟
-
لا نعرف,, المدى زمني قصير
-
30 سنة أو اقل
-
لذا نحن لا نعرف
-
سيؤثر هذا على حرية الكتابة
-
لأنه على العكس من الرأي العام الغبي
-
الرأي العام دائماً غبي
-
والا ما كان عاماً
-
الآلة لا تقضي على الطموح
-
على العكس, فهي تساعد
-
والسبب أنه عند الكتابة بالقلم
-
تتوقف مخيلتك بسبب مقاومة المادة
-
لكن الحاسوب يتتبع سرعة دماغك
-
فأنت تمتلك الوقت لتصحح
-
فلا بأس بأرتكاب الأخطاء
-
فأنت تسرع
-
وهذا نوع من الكتابة الألكترونية السريالية
-
لكن لننظر للرأي العام
-
كان هنالك ناقد قال
-
واضح ان كتاب "بندول فوكو" خُزن على حاسوب
-
لأن احدى الشخصيات تكتب في الحاسوب
-
لكن هذا لا يعني ان الكتاب كُتب بالحاسوب
-
بنفس الطريقة
-
كون "راسكولينكوف" قاتل
-
لا يعني ان دوستويفسكي قاتل أيضاً
-
الناس يربطون الشخصيات بالكاتب
-
وهذا كان دليل ان الكتاب كُتب في الحاسوب
-
عدا الجزء الأخير عن النفير في المقبرة
-
بسبب شاعريته لذا ارتأى انه كتب باليد
-
الآن, كل الكتاب كُتب بواسطة القلم
-
عدا..مشهد المقبرة الذي كتب كله بالحاسوب
-
لأني فكرت به مرات عديدة من قبل
-
وحين وصلت لهذه النقطة كنت مثل روبنستاين
-
لقد كتبت هذا الجزء بدون أي تردد
-
وهكذا ترون كيف تغير الكتابة الالكترونية
-
ما يُعرف بالألهام وبهجة الكتابة
-
لدينا متسع لسؤال واحد
-
وبعدها سيوقع البروفيسور كتبه
-
نسخ "مقبرة براغ"
-
ومرحب بكم للقدوم لتوقيع كتبكم
-
نعم
-
ارغب بمعرفة العلاقة بين عملك في السيميائية
-
و كتاباتك الروائية؟
-
كيف يؤثر احدهم على الآخر؟
-
أعتقد بعدم وجود صلة بينهما
-
فأنا أرى نفسي
-
باحث يعمل في الجامعة 5 ايام
-
واكتب الروايات في نهاية الأسبوع
-
لكن القراء والنقاد يجدون العديد من الروابط
-
وهذا يعني اني لست أنفصاميا
-
هنالك صلة
-
دائما يصعب على الشخص
-
ان يحكم على عمله
-
استطيع ان اروي لك شيئاً
-
هناك سلسلة في امريكا
-
تدعى "مكتبة الفلاسفة الأحياء"
-
بدأت قبل 15 سنة
-
بوجود جون ديوي وبرترند رسل
-
ومن حينها المجال في تداعٍ
-
فأنا آخرهم
-
ويجب عليهم أن ينهوا العمل قبل موتي
-
لأنها "مكتبة الفلاسفة الأحياء"
-
والكتب.. كانت كتب مؤلفة من 1000 صفحة
-
وتحتوي على 100 صفحة
-
عن سير حياة المفكرين والفلاسفة
-
و25 مقالة كتبها أناس مختلفون
-
التي من المفترض ان توفر أجابات
-
انا مرتعب من وجهة النظر هذه
-
وقرر محررو السلسلة
-
ان لا تكون المقالات الـ25
-
في كتاب "مكتبة الفلاسفة الأحياء"
-
عن أعمالي الأكاديمية فقط
-
بل عن رواياتي أيضاً
-
كونها مساهمة في المجالين
-
الفلسفية والسيميائية
-
حسناً؟ هكذا ببساطة
-
شكراً لكم جميعاً