قراءة رواية لأمبرتو ايكو بمثابة الدخول لغابة سحرية فهي جرعة بسيطة وعاطفية لتأسيس حياة من الهمسات مثقلة بالتاريخ و متوجة بالأساطير يكتب عن رهبان ساخطين ومتاحف تكنولوجية وفي عمله الاخير يكتب عن المقابر المليئة بأرواح مرتجفة ومظلمة يكتب ايكو عن أمور نعرفها جميعاً كالشهوة والطمع والحب والفضول والحسد يمكن لكتبه ان تتحدانا بخصوصية تلك الحقبة لكنها مسلية أيضاً على الأرجح أنتم تعرفون الأمور التي قلتها لكني أرجو ان تعرفوه أفضل بعد جلسة اليوم لذلك يشرفني بأن تتفضلوا معي بالترحيب بالبروفيسور أمبرتو أيكو في شيكاغو بروفيسور.. تحتوي روايتك الجديدة على عناصر نميزها جميعاً فأحداثها تجري في القرن التاسع عشر لكن "مقبرة براغ" تتضمن أشياء معاصرة مثل كل أنواع المؤامرات والمكائد التي تنتشر في كل مكان فسؤالي لكَ هو كيف تنبأت بحدوث هذه الأمور في أيامنا هذه؟ لقد كتبت هذه الرواية لأني كنت مؤمناً بأمكانية حدوثها سواء الآن أو في المستقبل وحين شرعت بالكتابة وعلى الرغم من قيامي بأبحاث كثيرة للغوص في القرن التاسع عشر و للعيش في تلك الحقبة كنت مدركاً أني أكتب عن شئ قريب مني وكنت أفكر دائماً بشخص أعرفه و أتمنى أن يستخدم القراء هذه الرواية كدليل للنظر حولهم وأكتشاف العديد من "سيمونيني" قائلين "أنظروا هذا سيمونيني" وهذا آخر يمكن ان تفعلوا هذا في أيطاليا لكن يمكن ان تفعلوها في شيكاغو وواشنطن وباريس أيضا لقد كتبت بشكل كبيرعن وظيفة عمليات التزوير في التاريخ الأنساني منذ البداية بل أحيانا تكون لها وظيفة أيجابية مثل أختراع الممالك المهيبة وأنطلاق الناس لأكتشاف العالم في سبيل أيجاد هذه الممالك مثل أسطورة "الدورالدو" وغيرها و أحيانا يكون لها آثار سلبية كما هو حال قضية بروتوكولات حكماء صهيون لذلك فأن النشاطات اليومية للسياسيين والصحفيين والصحف تهدف لخلق دوسييه مزيف ولنشر أخبار مزيفة ان الاهتمام ببرامج اللغة انا عالم سيميائي لذلك اهتم بأشكال التواصل المختلفة وانا مهتم ايضاً بالكذب لأنه نشاط انساني نموذجي الكلب دائما ما يقول الحقيقة فهو حين ينبح هذا يعني وجود شخص بالخارج لم اقابل سابقا كلب ينبح ليخدعني بوجود شخص في الخارج الكلب عاجز عن الكذب نحن نكذب بأستمرار حتى في حياتنا اليومية فالقول "سررت للقائك" ما هو الا كذبة مهذبة والقول "تبدو بصحة جيدة اليوم" ايضا نحن نكذب لاسباب عديدة الحياة الانسانية مليئة بالكذب والاخبار الملفقة وغيرها لهذا نرى ان "سيمونيني" كاذب استثنائي كاذب محترف لو اعطيتنا لمحة عن هذه الشخصية التي ترجع للقرن التاسع عشر التي تهيأ خيوط كل المؤامرات في ذلك القرن والتي تشمل تزوير بروتوكلات حكماء صهيون واشكال التزوير الاخرى والأشياء السيئة التي حدثت في القرن الـ19 ممكن ان تكون من تخطيط هذه الشخصية وتحتل مذكراته جزء كبير من الرواية والتي تعبرعن سروره ومبرراته لما يفعل والتي تختصرها العبارة اللاتينية odi ergo sum والتي تعني "أنها موجود لأكره" وهذه احدى العبارات التي صدمتني لأنها تبدو مشابهة لما نسمعه اليوم فنحن نسمع مختلف الاشياء الفظيعة التي تزعزع العالم مثل الأزمات الأقتصادية والأضطرابات السياسية و الأرهاب والحوادث الفظيعة الأخرى التي نعتقد أنها جديدة لكنها في الحقيقة لها جذور ترجع لقرون خلت ورواياتك الأخرى أيضاُ تتمحور حول المؤامرات وعجزنا عن العيش وأستغلال أقصى طاقاتنا بصفتنا كائنات أخلاقية على الاقل كان هنالك "بندول فوكو" واحد لكنه كان كان مختلف بشكل من الاشكال لأنه كان مهووسا بالمؤامرة العالمية ولذلك كان هذا تمثيل غريب للأشخاص الذين يؤمنون او يدعون الأيمان بالمؤامرة العامة في هذه الحالة يصنع سيمونيني مؤامرات حقيقية لكننا يجب ان نميز بين المؤامرة والوهم بوجود مؤامرات عالمية فمثلاً, من أجل قتل "يوليوس سيزر" تآمروا في اليوم الذي قبله او في نفس اليوم وقامت كاتالينا بالتآمر واعلن عنها سيسيرو في مجلس الشيوخ وهذه المؤامرة التي حدثت في روما هي نفسها في واشنطن حيث يتأمر الناس للسيطرة على مصرف او تغيير كاهن لكن الوهم بالمؤامرة العامة يقتضي وجود شخص لا نعرفه يحاول تنظيم كل شئ في العالم حيث يتمتع بسلطة عقائدية وهو مسؤول عن كل شئ ونحن لسنا مسؤولين عن شئ ولهذا يستخدم الطغاة فكرة المؤامرة العامة لكي يتجنبوا الأنتقاد وليبقوا شعبهم موحد ضد شخص ما حين كنت صغيرا, انا ولدت في 1932 وبذلك قضيت السنوات الـ10 الأولى من حياتي في ظل التعليم الفاشي و علمونا كره مؤامرة البلوتوقراطية واليهود وكانت هذه هي المؤامرة العالمية حسناً, لقد احتفلنا في ايطاليا بالأمس بمناسبة أستقالة برلسكوني وقد قرأت في الصحف ان الناس غنوا Hallelujah دائما ما تحدث برلسكوني عن مؤامرة القضاة والشيوعيين على الرغم من عدم وجود شيوعيين في هذا الزمن ولا يمكن ايجادهم لكنه اشار بأستمرار الى وجودهم محذرا الايطاليين منهم وبهذا تخترع المؤامرات والمؤامرة اليهودية عنصر مهم في هذا الوهم وليس في القرن التاسع عشر فقط فأحدى الوثائق وهي "البروتوكولات" كتبت بالتأكيد في النصف الثاني للقرن الـ19 وانا اقول "بالتأكيد" لأن الدليل الوحيد هو نشرهم في روسيا في 1905 لكن إعدادها استغرق بضعة عقود لنقل منذ 1860 او 1850 و حتى نهاية القرن ان عدم التيقن من اختراع هذه الوثائق اتاح لي فرصة كتابة قصة خيالية عنهم ربطت بعض الاحداث بسيمونيني والتي قام بها أشخاص آخرين لكننا لا نعرف من هم هؤلاء تحديدا بسبب تورط أيادي كثيرة بالعمل الطريف أنه حين ذكرت عدم وجود أي شيوعي في العالم تذكرت هذه النكتة التي تقول الجامعات هي الشيوعي الوحيد في أمريكا ربما يكون هذا صحيحاً لا نمتلك الا وقت قليل اليوم و سنستقبل اسئلة الجمهور بعد دقائق بعد ان ننتهي من الكلام هنا و ان رغبتم ارجو ان تتفضلوا للأمام لنسمعكم بشكل جيد فأذا كان يدور بخلدكم اي سؤال تقدموا للأمام بأنتظار تلقينا لأسئلتكم اريد ان اذكر انك تحب القوائم فهارس طويلة كتبك مليئة بقوائم جميلة وطويلة ولديك مقطع رائع... وكتبت كذلك كتاب عن القوائم نعم تماماً وشرحت اسبابها وحين اوضحت الاسباب بدأت افكر بكل الكتب التي تحتوي على قوائم ولم افكر بها من قبل "موبي ديك" تحتوي على قوائم طويلة و رواية كولن هاريسون "ليل مانهاتن" ايضا "The Things They Carried" لتيم اوبراين بها قوة فريدة واتسائل متى ادركت ذلك؟ متى تجازت القوائم لديك كونها مجرد تقنية واصبحت قوة سياسية؟ منذ زمن طويل.. الآن يمكن ان اقول لك حسناً اول شكل للقوائم تواجد في "الألياذة" والمتمثل في قائمة السفن اما اهداف القوائم فكثيرة ومستحيل تعدادها فأكون و كأني اعرف ما يكفي من اللغات وهذا موضوع سياسي يتكرر مرار وتكرارا في تاريخ الأدب.. فهم يفتقدون لتعدد اللغات فالقائمة دائما تكون غير مكتملة على الرغم من طولها وهذا يمنح احساس باللانهاية لذلك تكون ملجأ جميل واستراتيجية ادبية لمنح احساس اللانهاية ومن الصعب توفير هذا الشعور بدون قائمة اعتقد ان الوحيد الذي نجح في هذا هو دانتي أليغييري الذي في نهاية الجنة ينظر في "الله" ويختصر كل شئ في ثلاث جمل بدون صنع قائمة هذه حالة استثنائة جدا اعتقد اني اكتشفت القوائم وتولعت بهم لأني بدأت من القرون الوسطى من خلال قراءة شعر القرون الوسطى واتذكر حين اصبحت بروفيسورا في هارفرد خطرت لي فكرة تنظيم المحاضرات بشكل قوائم لكني نبذت الفكرة لأسباب عدة وقبل سنتين.. ينظم متحف اللوفر كل سنة في تشرين الأول حيث يمنحون المتحف لشخص ما ويخبرونه هو او هي بأن يفعلوا ما يشاؤون وفي تلك السنة اختاروني واختاروا القائمة نظم المتحف حفلات ونقاشات ومعارض وكل شئ اعتمادا على فكرة القائمة واصبحت القائمة كتابا ضخما لذلك نظمت قائمة للقوائم قراءة كتبك تجربة قوية جداً وقد كنت احاول قراءتهم بصوت عالٍ مما أرعب الأشخاص الذين معي في المنزل وهذه ايضا تأثيرات روحانية فالاديان كلها ما هي الا ابتهالات مثل ابتهال "العذراء المباركة" والمسبحة وتكرار سلسلة طويلة من العناصر التي يمكن ان تؤدي احيانا الى الأكتفاء لذلك يمكن ان تخلق القوائم الأكتفاء القائمة السياسية تهدف فقط الى الايحاء بأمكانية الاكتفاء وعلى العكس, تنتج القائمة الدينية الاكتفاء لقد قرأت انك تملك 50 الف كتاب هل هذا صحيح؟ نعم, لكن شقتي في ميلانو تحتوي على 30 الف فقط فلم يتبق بها مجال وقد اضطررت للانتقال عدة مرات لذلك توقفت عند 30 الف ويجب ان يبقوا 30 ألف لذلك, كل 6 أشهر اقرر ايهم انقل الى الريف او الى مكتبي في الجامعة لكنهم يمكن ان يكونوا 50 الف لقد سألتك هذا السؤال لأني قرأت انك تعتقد ان الكتاب الالكتروني السؤال الذي اطرحه غالبا في كل مكان حين يسمع شخص ما اني اكتب عن الكتب هو هل سيكون عندنا كتب بعد 10 سنوات او 5؟ وقد كتبت ان الكتاب الالكتروني لن يحل محل الكتاب التقليدي هل هذا صحيح؟ اسمعي..في هذه اللحظة اغير بعض افكاري حيال هذه المشكلة لأني كنت مقتنعا بأستحالة قراءة رواية بصيغة الكترونية لكن منذ اخر رحلة لي في تشرين الأول التي استمرت لمدة 20 يوما واخذت معي 10 او 12 كتاب للقراءة مما سبب آلم في ذراعي لكن في هذه الرحلة خزنت الكتب على جهاز الآيباد حوالي 20 او 25 رواية ولأسبوعين كنت اقرأهم في سريري الأمر محرج قليلاً فأذا حركت اصبعك بسرعة او تنتقل الصفحات بعيداً لكن مع الكتاب التقليدي تستطيع ان تفعل بما ترغب لكن المشكلة الحقيقية ذات جانبين فمن جهة الجاذبية الفيزيائية للكتاب الورقي فأذا وجدت كتاب طفولتي بأوراقه البنية وآثار قراءتي وخربشاتي فهذا شئ يرضي ذاكرتي لكني اذا وجدته على ذاكرة الكترونية لن امتلك إتجاهه أي عاطفة حقيقية وهنالك مشكلة اخرى لدي كتب ترجع لـ500 سنة حين افتحها تبدو وكأنها طبعت بالأمس وأوارقها البيضاء تصدر الصوت ليس لدينا أي دليل يثبت أن هذه الكتب الألكترونية ستستمر لأكثر من 10 سنوات ليس لدينا لأنهم خلال 10 سنوات سيغيرون نوعية الحاسوب فالحواسيب التي تشغل القرص المرن تغيرت لتشغل محرك فلاش وبذا لا يوجد دليل على استمراريتها الكتب تنجو من إنقطاع الطاقة قرأت اليوم على الطائرة في تلك المجلات المليئة بالأعلانات النتي تتحدث عن كراسٍ الكترونية للكلاب وعن أنف صناعي وكان هناك فكرة مذهلة إذا أمتلكت صورة متناظرة وحولتها الى صيغة رقمية يمكنك ان تحفظها لأبنائك الصورة الفوتغرافية على الورق لها فرص بقاء اكبر من الصيغة الرقمية حينها سأكون سعيدا جداً اذا اختفت كل الكتب ويبدأ كل الناس بالقراءة عبر الحاسوب وبذلك تصبح مجموعتي المؤلفة من 50 الف كتاب ثمينة بقدر كنز توتاكاما هذا حقيقي فعلا لكن تبادر لذهني حين كنت اقرأ مقالة عن تعليقك على الكتب الالكترونية قائلا لو اقتصرنا على الكتب الالكترونية "اسم الوردة" لن تكون موجودة فالنص لن يكون.. فلا يمكن وضع السم بجانب جهاز "كندل" فالكتب لها كيان ادبي كما قلت لها وجود أيروتيكي وكيان ملموس فالكتاب لا يقتصر على القصة كما قلت واعرف انك مقتنع بهذا الكتاب مذكرات قراءتي ايضا سأعطيك مثالا انا مرتبط بعمق بفلسفة العصور الوسطى وقد اشتريت كتب في بداية الخمسينات صاحبتني أثناء كتابة أطروحة الدكتوراه وكل 5 او 10 سنوات ارجع اليهم واجد ملاحظات بالاسود والاحمر لكن مثل كل الكتب المنشورة في الخمسينات لا يمكن لمسها لأنها ستتمزق سيكون من الاسهل شراء نسخة اخرى مقابل 10 دولارات لكن تلك النسخة هي ما تثيرني بكل تلك الملاحظات هذه قصة مسيرتي ان صح التعبير قصة نموي الفكري هذه النسخة وهذا الكتاب اما الآخر فلن يتحدث الي واذا كان الكتاب على ذاكرة لن يهمني ايضا صحيح اننا نستطيع تحديد الاسطر في الايباد لكن طريقة التحديد لدي مشابهة لطريقتك فلن اعرف ان كان التحديد يعود لي او لكِ يكون التمييز مجهول هنالك شئ بخصوص التحديد الالكتروني فكما قلت التحديد مميز وخاص ويختلف عندي عما عند غيري لأن الكتاب كتبه شخص اخر لكن بعد قراءته ولمسه يصبح عملك انت وهذا شئ مهم في الكتاب اتذكر بصفتي جامع كتب اني وجدت مرة نسخة ترجع للقرن الـ16 لأحد أعمال پاراسـِلسوس ولم تكن ذات اهمية مميزة لأنها جزء من سلسلة من 15 جزء كانت غير مكتملة لكنها كانت ممتلئة تماما بتعليقات بالالمانية واللاتينية كتبها كاتب مجهول بألوان مختلفة وأسطر محددة وكأنه عمل فني كما في صناعة الانسجة وهذا مذهل حقا فهذا يخبرني بقصة طويلة عن شخص ما كان هناك وترك آثاره خلفه لقد قلت انك تعرف العصور الوسطى جيدا والعصور المظلمة كانت جزء من عملك الاكاديمي وقد كتبت عن القرنين الـ19 و الـ20 هل تغيرت الطبيعة الانسانية؟ هل تغيرنا او هل تطورنا اخلاقيا؟ انت مؤهل تماما للتعليق على هذا لأنك تعرف العصور المظلمة جيدا و تعرف العالم المعاصر اعتقد ان التطور الوحيد لنوعنا هو في طول الحياة البشرية هذا كل شئ؟ هذا هو التحسن الوحيد للنوع القيم الأخلاقية تغيرت وحدثت مذابح في بعض القرون اكثر مما يحدث اليوم في القرون الوسطى هنالك اسطورة تقول ان من يذهبون لكنيسة معينة يكتسبون نعمة النجاة لمدة 40 سنة وهذا يعني ان الـ40 سنة انجاز جيد وايضا, كانت القطة تعيش 12 او لـ14 سنة انا لست غبيا لأقول "لا يوجد تحسن" لا, هنالك تحسن جيد ومثير للاهتمام لكن من الاشياء الاساسية.. وهذا احد الاسباب التي تجعل قراءة شئ مثل "اسم الوردة" تجربة مثيرة لنا لأنك تظهر اختلاف الحياة بكافة النواحي مثل طرق جمع الطعام او طريقة نوم الناس او انارة العالم بالنار فقط لكن مع هذا نفس المشاعر يمتلكون نفس المشاعر المشاعر الاساسية هي ذاتها وكذلك طريقة انتاج الاطفال هي نفسها نحن لم نتغير كثيرا لكن هذه التأملات في الماضي وحتى تجربة القراءة لها وظيفة اخرى فهي تتيح لنا فرصة العيش اطول اي شخص أمي قد يكون شخص متوحش في الغابة ويمكن ان يكون سياسي مهم لم يقرأ اي كتاب في حياته الشخص الأمي يموت بعد ان عاش 70 او 60 او 80 سنة وهذه هو مدى حياته انا عشت 10 الآف سنة انا كنت موجودا حين اغتيل يوليوس سيزر كنت موجودا في معركة ووترلو كنت موجودا مع ماكبث هذا انا وانتِ والعديد منا لقد تشربنا او حُقنا بحيوات العديد من الناس الآخرين لذا في نهاية حياتنا نكون عشنا لسنوات ممتدة ولهذا من المثير اكتشاف الماضي ومعرفة كيف انه حتى من خلال مشاركة الأحاسيس العقلية المشابهة اختلف اناس الماضي في التعبير عنها او المعاناة منها ولذلك التعليم ينقذ الناس ينقذ الناس.. هذه طريقة رائعة للوصف لكن فكرة ان الادب يعزز الخلود الشخصي ويساعد الذات الخلود الشخصي مهم بقدر الخلود الجسدي سنستقبل اسئلتكم اذا رغبتم بطرح سؤال تقدموا للامام بينما ننتظر كتبتك تحتوي ايضا على السخرية على الارجح ترى قيمتها فأعمالك ليست محبطة كليا نعم حين اريد وصف وضع مأساوي لأن هذا انا وهذه طريقتي للنظر الى العالم اذا لم تستجب للحياة بسخرية ستضيع لا تأخذ الامور بجدية مبالغة خصوصا امورك الخاصة لا تأخذ نفسك على محمل الجد نعم..نعم و مقولة هوراس والبول العظيم "اخطر اعداء الانسانية هم اولئك الذين يأخذون انفسهم على محمل الجد" السياسيين عادة هم من يأخذون انفسهم على محمل الجد هتلر كان شخصا اخذ نفسه على محمل الجد بدون اي اثر للسخرية نعم..نعم بالضبط هناك سخرية في نهاية كل شئ فمع جميع تطلعاتنا البشرية فحتى وسط كل مآسينا و مصاعبنا بالنهاية سنموت جميعا وتنتهي حياتنا ولكن لا تزال لدينا هذه الطموحات الكبيرة نعم,, لكني على الارجح اخطأت القصد فالسخرية نوعا ما اداة ضد الكراهية ففي روايتي سيمونيني شخص عنصري بشكل واضح فهو يكره الجميع ليس اليهود فقط بل الالمان والفرنسيين والنساء.. خصوصا النساء وهكذا والكراهية شعور غريب في نهاية الرواية "راجكوفسكي" رئيس الشرطة يدلي بأعتذار بخصوص الكراهية والحب انتقائي جدا اذا كنت احبك فأريدكِ ان تحبيني بالمقابل ولا اريدك ان تحبي شخص آخر ولا اريد من ذلك الشخص الآخر ان يحبك إذاً, الحب يقيد العلاقات الانسانية اما الكراهية فكريمة ودافئة توحد الناس جميعا ضد أناس آخرين ولهذا يستخدمها السياسيون عادة فهم لا يدعون للحب بل يدعون للكراهية "يجب ان تموت مقاتلاً العدو" الحكومة لا تقول ابداً بضرورة حب البعض الكنيسة تقول هذا لكن ليس الحكومات من المريع ان تحب الكراهية على العكس مريحة جدا والطريقة الوحيدة للتخلص من اغراء الكره هي في السخرية لقد قلت اننا نكذب حين نقول "سررت برؤيتك" اكره الناس حين يأتي السباكون الى منزلي يعملون لمدة ساعتين ويطلبون مبلغا معينا ولكن حين يذهبون و يستمر الصنبور بالرشح استشيط غضبا وحينها اتمتم "انه ذكي.. هو بروفيسور سيميائيات في جامعة بولونيا" وهذا جدير بأن ينقذك من كراهية اولئك الرجال المساكين لدينا اسئلة.. تفضل اعتقد ان سؤالي ليس مرتبطا بالموضوع انه سؤال شخص اتساءل اذا كنت تؤمن بالله واذا كان جوابك نعم.. فكيف تفسر الشرور مثل سيمونيني او هتلر او الشرور عامة؟ هل تعتقد انها طريقة الله بالسخرية ليضمن الا تتسم حياتنا بالملل؟ للاجابة عن السؤال الثاني عن الشر يجب ان تقرأي للقديس اوغسطين الذي كرس جزء من حياته لحل مشكلة الشر بخصوص الله فأنا لا اتحدث بشؤوني الخاصة على اية حال, الشئ الوحيد المؤكد هو ان الله يؤمن بي انا احب فكرة كون السخرية حصن ضد الكراهية ان تكون وسيلة لحماية الفرد من السلبية الطاغية في الحقيقة هذه فكرة عميقة ويمكن ان تكن وسيلة للحماية كما في هذه الحالة نعم لقد احسسنا بذلك لماذا نقرأ؟ نعم لماذا نقرأ؟ الشخص العادي لماذا يلتقط كتاب ويقرأه؟ اعني انت لديك فضول الشديد لكن لماذا؟ حسناً.. الصحف بين فترة واخرى تقول ان الشباب يقرأون اقل من قبل لكن انا لا استطيع الفهم لأنه في اوربا وامريكا بنايات من عدة طوابق تبيع الكتب ومليئة بالشباب الذين يتصفحونها اذا ما الذي يحدث؟ فأما ان يكون هؤلاء الشباب يروجون لمحلات الكتب هذه الشبيهة بناطحات السحاب ويشكلون نسبة 0% من الـ7 مليارات نسمة التي تعيش الان في عالمنا وهو امر صحيح تماما لكن على الارجح, حين كنت شابا لم اتمكن من دخول محل الكتب لأنه كان كئيبا والرجل يرتدي الاسود ويسألني ما الذي تريده؟ وارتعب فورا واقول لا اريد شيئا ربما كانت نسبة الشباب الذين يقرأون انذاك هي نفسها اليوم حينها كان الناس مليارين فقط وليسوا 7 وهكذا يتضح ان القراء دائما اقلية لكنها تعتمد فهم اقلية في ايطاليا وليس في اليابان لو ذهبتي الى قطار الانفاق في اليابان تجدين الجميع يقرأ في الولايات المتحدة يقرأون اكثر من ايطاليا صحف اكثر وكتب اكثر ويتركونها بعد قراءتها وهذه مشكلة اخرى انا لست متشائما كليا بخصوص القراءة لأننا نقرأ في مناسبات عديدة قبل 30 او 40 سنة قال مارشال ماكلوهان "مجرة كوتنبرغ انتهت الآن ولم يتبقَ غير التواصل البصري..." ومن ثم مات ولو كان موجودا لشاهد الحواسيب تمنح "مجرة نوتبرغ" اعادة بعث عظيمة في الحاسوب انت تقرأ ان لم تقرأ تضيع تماماً الحاسوب ليس تلفازا فكل اولئك الناس الذين يقرأون في الحاسوب هم قراء حتى ان لم يقرأوا الكتب سأكون حذرا جداً في تشائمي لكن بالأحرى اتسائل ما الذي يقرأونه؟ وهذه مشكلة اخرى ما الذي يفعلونه في الحاسوب أيبحثون في مواقع فلسفية ام في مواقع اباحية؟ لدينا سؤال آخر انت رجل طريف ومرح جداً لقد اضحكتنا فما الذي يُضحكك؟ لقد قالت انك أضحكت الجمهور وتسائلت عما يُضحكك؟ ما نوع السخرية التي تعجبك؟ السخرية لا تعني بالضرورة الضحك انا غير قادر على منحك أجابة لأن جميع الفلاسفة حاولوا وصف الضحك لكنهم فشلوا آملت طوال حياتي ووعدت بشكل متكرر بأن اكتب كتاباً عن الضحك بدون ان اكتبه فعلا وهكذا بعد موتي سيكتب العديد من الناس اطاريح عن نظريتي الضائعة عن الضحك الضحك هو حالة فيزيائي نحن نضحك احياناً بداعي الأزدراء واليأس ضحك الأسرى اليابانيون بسبب الأحراج وتعجب الأمريكيون من ضحكهم لقد ضحكوا بسبب أحراجهم من الوقوع في الأسر العديد من الناس خصوصا في أمريكا أعتادوا على الضحك في حفلات التعري وهو نوع آخر من الضحك بسبب الأحراج خصوصاً أن كانت الزوجة بجوارهم الايطاليون لا يضحكون في حفلات التعري إذاً, نحن نضحك لأسباب عديدة أحيانا لأننا سعداء لكننا لا نضحك بالضرورة بسبب موقف كوميدي وفي حالة السخرية نحن لا نضحك نحن نبتسم وهذا تصرف مختلف نحن نضحك اذا نزل جنرال من البانثيون ويتعثر هذا موقف مضحك لا نضحك اذا وقعت الحادثة لسيدة مسنة بل على العكس نتخذ موقفاً مشفقاً وتبتسم إذا تنكرت السيدة المسنة بمظهر فتاة صغيرة هنالك مقالة لبيرادلو عن السخرية مقالة جميلة اكرر, إذا تعثر الجنرال تضحك إذا تعثرت السيدة المسنة لا تضحك إذا اعتقدت السيدة المسنة أنها لا تزال فتاة صغيرة تبتسم هذه دعابة الملاحظة ونمزج دعابة الملاحظة هذه بالتفهم البعد, والطرفة, و قليل من التهكم وهذا موقف ممزوج اذا, انا غير قادر على أجابتك سيدتي بورفيسور أيكو, أريد أن اعرف كيف كان لطفولتك في ظل الفاشية تأثير على مسيرتك الأدبية؟ كطفل؟ نعم النمو في ايطاليا الفاشية يسأل كيف أثر هذا عليك؟ قبل كل شئ نمتلك استيعاب هائل لتجربة خطف العالم بين ليلة وضحاها اعني سقط موسوليني للمرة الاولى في تموز 1943 ثم عاد بعدها في أيلول واجتمعت الفاشية رسميا للمرة الأولى كنت حينها بالحادية عشرة وتلقيت تعاليمي وفقاً لمعايير الدكتاتورية كنت مذهول بسبب التغير المفاجئ في القصة في اليوم التالي ارسلتني أمي الى كشك الصحف لأرى اذا كان هناك اي صحيفة لأنه كان من المستحيل مع هذا الزلزال نشر اي صحيفة وأكتشفت عدم وجود صحف غير تلك الجديدة بعناوين جديدة واحداها هي "المسيحيون الديمقراطيون" والأخرى للحزب الليبرالي والحزب الاشتراكي واخرى للحزب الشيوعي ولم اكن غبياً لأعتقد ان هذه الصحف ظهرت بين ليلة وضحاها واضح انهم تواجدوا في مكان ما قبلاً وفجأة فهمت ما معنى الديكتاتورية فهي تغطي وتضغط على وجود هذه الأشياء كانوا غير مرئيين الحقيقة أنهم كانوا منفيين في بلدان أخرى وفهمت وعرفت كلمة جديدة في يوم واحد ان كل التحليل الذي اجريته لما حدث لي خلال السنوات الـ10 السابقة شكل طريقة تفكيري وحكمي على هذه الاحداث التاريخية ربما بسبب تلك التجربة كتبت هذا الكتاب أرغب بمعرفة سبب عدم ترجمتهم لكتيبك "كيف تكتب أطروحة" الى اللغة الأنكليزية؟ لكن ليس هذا سؤالي لك في رواية "جزيرة اليوم السابق" ما هو مصدرك "لنظرية الأخطاء"؟ مصدر معلوماتي؟ مصدر معلوماتك بخصوص "نظرية الأخطاء" في "جزيرة اليوم السابق" نظرية ماذا؟ الأخطاء نظرية الأخطاء أنا لا أفهم الكلمة الأخيرة "نظرية الأخطاء" ذكرت "جزيرة اليوم السابق" والسؤال عن الخط الزمني ولكن نظرية ماذا؟ نظرية الأخطاء التي تلغي نفسها الأخطاء التي تلغي نفسها أنا لا أفهم لا أتذكر اني تحدثت عن "نظرية أخطاء" في اليوم السابق فهمت الكلمة لكني لا أتذكر مكان أستخدامها لكن دعني أجيب عن سؤالك الأول لماذا لم أنشر ترجمة أنكليزية لأنه كتاب عن كيفية كتابة أطروحة دكتوراه كُتب ليناسب وضع ايطاليا حينها حيث هناك اطروحة دكتوراه تختلف عن الدكتوراه في أمريكا فهي تكتب بعد سنوت البكلوريوس الأربعة بعد السنوات الأربعة في ايطاليا هناك اطروحة دكتوراه حين تكتب بصورة جيدة تعادل درجة الدكتوراه لذلك كتاب موجه لهذا النوع الوضع كان مختلفا في الدول الانكلو-ساكسونية لذلك أوصيت دائما بعدم ترجمة هذا الكتاب وقد تُرجم خلافاً لرغبتي في بلدان اخرى مختلفة وأيضا لأني حاولت حينها شرح كيفية طباعة الأطروحة لم يكن توجد حواسيب حينها وكتابي كان به تعليمات عن كيفية طباعتها واعتقد ان الاجيال الشابة لم تشاهد طابعة ابداً بخصوص السؤال الثاني هناك شئ ما بخصوصه أذا كنت مضطرا للشرح... انا لا اريد تشويش الكتاب لكنه بخصوص كل هذه الساعات في الوعاء كل الساعات المستخدمة لتحديد.. نعم..نعم نعم اكيد.. خط الطول اها تقصد حسابات المراحل الزمنية نعم ومن ثم هناك موضوع انها "نظرية الأخطاء" شئ سري وهم يحاولون التجسس عليهم لذا اريد ان اعرف من أين عرفت بشأنها؟ أوف.. هناك الكثير من الكتابات عن هذا لكن الأمر المثير أنه في نفس سنة نشر روايتي نُشر كتاب لدافا سوبل عن مسألة خطوط الطول حيث يتم شرح كل هذه الأمور بشكل جيد وبشكل مماثل لجأنا انا وسوبل لنفس المصادر و أتذكر اننا التقينا وضحكنا ضحكنا لأننا اعطينا الأنطباع أننا نسخنا من بعضنا ونشرنا كتابينا بنفس الوقت لقد كانت قصة معقدة للغاية واكرر ان كتاب سوبل بهذا الحجم لكن هناك كتب عن الموضوع بهذا الكبر أقترح عليك أستخدام غوغل وأبحث عن خطوط الطول وتنظيم خطوط الطول وستجد الكثير من المواد أنا اسفة اعتقدت انك تقول "أخطاء" لهذا لم اتدخل لدينا سؤال أخر لقد وصفت الاحاسيس الاحاسيس الشهوانية التي تنتابك حين تقرا كتاب او حين تكتب اتسائل ما التأثير الذي تمارسه الوسائل الالكترونية على كتابتك والعملية الأبداعية؟ اعتقد اننا سنتمكن من قياس تأثير الكتابة الالكترونية في السنوات الـ50 او الـ100 القادمة لدي أحساس على سبيل المثال بأنها ستؤثر على تركيب الجمل هنالك شئ من الصعوبة في الترجمة من اللغات اللاتينية الى الانكلو-ساكسونية لأن اللغات اللاتينية لغات تركيبية اقول مثلاً "على الرغم من ذلك" "عوضاً عن" "لذلك" بينما في الخطاب الانكلو ساكسوني يضعون توكيدات متعددة وانت تضع الفحوى الدالة على السبب والنتيجة لذلك من الصعب الترجمة عند الكتابة الكترونياَ تعمد الى "القطع" و "اللصق" وان تحرك المادة فأذا بدأت المادة بعبارة "عوضاً عن" فهي لن تعمل في الموقع الجديد لذا تحاول التخلص من العبارات "عوضاً عن" و "على الرغم من" "مع هذا" و "لذلك" هذا سيغير نمط اللغات اللاتينية يتغير الايقاع الى أي مدى؟ لا نعرف,, المدى زمني قصير 30 سنة أو اقل لذا نحن لا نعرف سيؤثر هذا على حرية الكتابة لأنه على العكس من الرأي العام الغبي الرأي العام دائماً غبي والا ما كان عاماً الآلة لا تقضي على الطموح على العكس, فهي تساعد والسبب أنه عند الكتابة بالقلم تتوقف مخيلتك بسبب مقاومة المادة لكن الحاسوب يتتبع سرعة دماغك فأنت تمتلك الوقت لتصحح فلا بأس بأرتكاب الأخطاء فأنت تسرع وهذا نوع من الكتابة الألكترونية السريالية لكن لننظر للرأي العام كان هنالك ناقد قال واضح ان كتاب "بندول فوكو" خُزن على حاسوب لأن احدى الشخصيات تكتب في الحاسوب لكن هذا لا يعني ان الكتاب كُتب بالحاسوب بنفس الطريقة كون "راسكولينكوف" قاتل لا يعني ان دوستويفسكي قاتل أيضاً الناس يربطون الشخصيات بالكاتب وهذا كان دليل ان الكتاب كُتب في الحاسوب عدا الجزء الأخير عن النفير في المقبرة بسبب شاعريته لذا ارتأى انه كتب باليد الآن, كل الكتاب كُتب بواسطة القلم عدا..مشهد المقبرة الذي كتب كله بالحاسوب لأني فكرت به مرات عديدة من قبل وحين وصلت لهذه النقطة كنت مثل روبنستاين لقد كتبت هذا الجزء بدون أي تردد وهكذا ترون كيف تغير الكتابة الالكترونية ما يُعرف بالألهام وبهجة الكتابة لدينا متسع لسؤال واحد وبعدها سيوقع البروفيسور كتبه نسخ "مقبرة براغ" ومرحب بكم للقدوم لتوقيع كتبكم نعم ارغب بمعرفة العلاقة بين عملك في السيميائية و كتاباتك الروائية؟ كيف يؤثر احدهم على الآخر؟ أعتقد بعدم وجود صلة بينهما فأنا أرى نفسي باحث يعمل في الجامعة 5 ايام واكتب الروايات في نهاية الأسبوع لكن القراء والنقاد يجدون العديد من الروابط وهذا يعني اني لست أنفصاميا هنالك صلة دائما يصعب على الشخص ان يحكم على عمله استطيع ان اروي لك شيئاً هناك سلسلة في امريكا تدعى "مكتبة الفلاسفة الأحياء" بدأت قبل 15 سنة بوجود جون ديوي وبرترند رسل ومن حينها المجال في تداعٍ فأنا آخرهم ويجب عليهم أن ينهوا العمل قبل موتي لأنها "مكتبة الفلاسفة الأحياء" والكتب.. كانت كتب مؤلفة من 1000 صفحة وتحتوي على 100 صفحة عن سير حياة المفكرين والفلاسفة و25 مقالة كتبها أناس مختلفون التي من المفترض ان توفر أجابات انا مرتعب من وجهة النظر هذه وقرر محررو السلسلة ان لا تكون المقالات الـ25 في كتاب "مكتبة الفلاسفة الأحياء" عن أعمالي الأكاديمية فقط بل عن رواياتي أيضاً كونها مساهمة في المجالين الفلسفية والسيميائية حسناً؟ هكذا ببساطة شكراً لكم جميعاً