كوّن هويتك الشخصية | جيني فليندرز | TEDxBellevueCollege

سيُجادل القليل بأنه لن تسنح لك فرصة ثانية لتكوين انطباع جيد عن نفسك، جيني فليندرز ليست ضمنهم.
تُحدثنا جيني، مديرة تنفيذية سابقة في شركة ميكروسوفت، من واقع خبراتها الشخصية عن أهمية تكوين هوية شخصية.

ألقيت هذه المحادثة في مؤتمر TEDx باستخدام صيغة مؤتمر TED، ولكن بتنظيمٍ مستقل من قبل المجتمع المحلي. لمعرفة المزيد يرجى زيارة: TED.http://ted.com/tedx

من منكم استيقظ هذا الصباح مُفكرًا
باستمرار في تحسين هويته الشخصية،

أو تكوين انطباع أولي لا مثيل له؟

هل من أحد؟

لا أعتقد ذلك.

(ضحك)

حسنًا،

أتدرك ذلك الوقت حين تستيقظ مُبكرًا
قبل شروق الشمس والظلام يعم المكان بالخارج.

في الحقيقة، لا يجب أن تكونوا
مُستيقظًا في ذلك الوقت.

ولكنك مُستيقظ.

فربما لديك مُقابلة عمل
أو امتحان هام يجعلك مُتوترًا

وتتسارع نبضات قلبك قليلًا،

وتعلم أنه في أي لحظة سيرن جرس المنبه
بجوار سريرك بصوت عالٍ، أليس كذلك؟

خمنوا ماذا؛ يبقى الحال كما هو عليه،
ولا يُمكنك الهروب منه.

منذ سنوات عديدة،
في بداية حياتي المهنية

كنت مُمددة على السرير في راحة ودفء وأمان،

لكني أعلم جيدًا
أن هناك يومًا هامًا بانتظاري.

فيجب أن أقدم أول عرض تسويقي استراتيجي لي.

وما جعل اليوم أسوأ،

هو أنني سأقدم العرض أمام فريق
من كبار المسئولين التنفيذيين بالشركة.

أتدرون؟

هم أذكياء، ومن الصعب إرضاؤهم،
وسريعون في اتخاذ القرارات.

أثناء استعدادي، أدركت أنه
لا يجب عليّ فقط أن أقدم عرضًا شيقًا،

بل يجب أن أبدو بمظهر احترافي.

لذلك، أحضرت ما أدعوه "بدلة القوة"

ولا يُوجد بها قبعة أو تخرج منها
جنية تنفث الغبار، بل تبدو جيدة.

إذن، أنا الآن أرتدي البدلة
وأجلس بمقعد السائق بالعربة،

وأقود إلى المكتب في صمت
وأتمرن على العرض التقديمي.

إليكم الأمر؛ قررت أن أتواجد بغرفة
الاجتماعات قبل 30 دقيقة من بدء عرضي.

هل تعلمون السبب؟

ليس لكي أتواجد في الوقت المُحدد،

الأمر أكثر تعقيدًا من ذلك؛

أريد أن أقيّم الجو السائد بالغرفة.

أريد أن أدرس الحضور ولغة جسدهم،

وأرى ما تبدو عليه أجواء الغرفة،

حتى أعدل من عرضي إن اقتضى الأمر،

لأنني لست الوحيدة
التي ستُقدم عرضها ذلك اليوم.

مر الوقت، وجاء دوري.

توجهت لطاولة العرض بثقة.

بالرغم من أنني كنت بغاية التوتر،

والعرق يملأ راحة يدي،

لكن لا تُظهر أي إشارة على ذلك، أليس كذلك؟

بل تجمع شتات نفسك وتقف مُنتصبًا،

دخلت الغرفة وحييت الجميع بابتسامة.

ما زلت أحافظ على وضعيتي بالوقوف، وكتفاي
مشدودان للخلف لأعطي الإيحاء بالقوة.

نظرت، عن قصد، لكل فرد من أعضاء
اللجنة التنفيذية الذين سأقدم لهم عرضي

وبدأت عرضي بالنظر مُباشرة في أعينهم
بكل ثقة، لأنني سأسيطر على الموقف.

أتدرون، لقد أجدى نفعًا.

جذبت انتباههم وحافظت على ذلك أثناء تقديمي
للعرض وإخبارهم عن المشكلة والحل الذكي لها.

في الأساس، كل ما أقوم به هو أنني أحكي
قصة تُوضح الفرصة التي وفرتها لهم.

حسنًا، أتدرون؟

علمت بعد ذلك أنه تمت ترقيتي
للعمل في قارة أخرى.

أردت أن أشارككم تلك التجربة لأنها
تُظهر مدى قوة تأثير تكوين انطباع أولي.

من يدري ما كان سيحدث إن أخفقت.

لا توجد فرصة ثانية.

فخلال بضع ثوان، يأخذ الناس ملاحظات
عن بعضهم البعض وعن المواقف وعن البيئة.

ويُحولونها إلى آراء.

نحن نقوم بهذا في مُنتهى السرعة.

ضف على ذلك سرعة تطور التكنولوجيا.

الأمر مُدهش للغاية.

فبُمجرد أن أذكر "وسائل التواصل الاجتماعي"،
إلا وأحصل على ابتسامة من الجميع.

وفرت وسائل التواصل الاجتماعي
منصات لتُعبّر عن نفسك وتُسوق لها.

وستوافقونني الرأي بأنه هناك تطبيق
لكل شيء تقريبًا بحياتنا، أليس كذلك؟

ولكن إليكم ما لا يُمكن أن تجدوه
هذه الأيام على الإنترنت أو من خلال تطبيق:

سُمعتك،

وهويتك الشخصية،

وقدرتك على تطبيق الآداب المهنية
بشكل صحيح في بيئة العمل.

أتدرون؟

خلال البضع دقائق القادمة،
أنا أقرب ما يكون من هذا التطبيق.

لذا، ضعوا هواتفكم جانبًا، وابدأوا بالتحميل

إليكم السبب، على مدى السنوات الـ25 الماضية
كونت علاقات مع أشخاص من جميع أنحاء العالم.

ولفعل هذا، كان عليّ أن أطور باستمرار
مهاراتي الاجتماعية ومهارات التواصل لديّ،

وأن أكون قادرة على تكوين
انطباعات أولية قوية لدى الآخرين،

والأهم من هذا،
أن أنشئ هويتي الشخصية.

واليوم، أقدم ندوات،

وأعتقد أنه لديّ أفضل وظيفة لأنني أعمل
مع مختلف الأشخاص وأساعدهم على تحديد هويتهم،

ليس فقط من خلال تحديد ما يفعلونه،

ولكن لمَ يفعلون ذلك ولمَ هو هام لهم.

حين تُريد أن تظهر بشكل جيد،
سأساعدك على تكوين أفضل صورة لك.

بالطبع تعلمون أن العلاقات المبنية
على الثقة لا تتكون بمُجرد الضغط على زر ما.

بل هي عملية تتطلب تواصلًا بشريًا،

تواصلًا بشريًا صادقًا.

وستوافقوني الرأي،

فالعلاقات الشخصية والاحترافية
تتطلب الكثير من العمل.

هنا تكمن الفكرة:

الأسلوب الذي تظهر به،
والطريقة التي تعرض بها نفسك،

والانطباع الأولي الذي تُكونه هو ما يُعطي
الآخرين فكرة عن كيفية مُعاملتك،

لأنهم سيُلاحظون الدلائل غير اللفظية
مثل: لغة جسدك وملابسك.

هل لديك تواصل بصري أم تفتقر لذلك؟

هل تُنصت باهتمام؟

نبرة صوتك.

إذن، ربما بعد ما قلته،
فأنت تجلس في مقعدك وتُفكر:

"هذا ليس عادلًا.
هل حقًا يُفكر الآخرون في كل تلك الأمور؟"

إنهم يفعلون ذلك.

تعلمون القول المأثور القديم، أليس كذلك؟
"لا تحكم على الكتاب من غلافه"

جميعنا نفعل ذلك، إنها الطبيعة البشرية،
والسبب يكمن في أدمغتنا وتصوراتنا،

فمُخيلاتنا، أولًا وقبل كل شيء،
بغاية القوة.

إذ توجد العديد من البيانات
داخل أدمغتنا نتخذها مرجعًا

حين يتعلق الأمر بنظرتنا للآخرين
في أول لقاء لنا.

فكر في الوقت الذي وقعت فيه بالحب.

تتخذ تلك اللحظة كمرجع.

من المدهش أننا كبشر
نأخذ كل صورة وكل فعل وكل موقف

ونبدأ في ملئ الفراغات حوله
بناءً على ما نراه وما لا نراه،

وأحيانًا بناءً على ما نُريد أن نراه.

إنها الطبيعة البشرية؛ فجميعنا نفعل بذلك.

فهمتم قصدي، أليس كذلك؟

الانطباع الأول هام.

وكذلك هويتك الشخصية، فهي أكثر أهمية.

إذن، ماذا أعني بالهوية الشخصة؟

حسنًا، أنا أمثل نفسي.

أنت تُمثل نفسك.

فجميعنا في هذه الغرفة
نُمثل أنفسنا بطريقة أو بأخرى،

سواء أكوننا تلك الصورة عن قصد أم بدون قصد.

بهذه الحالة، إن فكرت بالأمر، فهويتك

هي الانطباع المُتكوّن بذهن الآخرين
والمشاعر التي تراودهم حين يفكرون بك.

هذا مُلخص للفكرة التي يُكونوها عنك
في عقولهم.

إذن، فهويتك الشخصية أداة قوية وفعالة.

تُمكنك من الترويج لنفسك
وتُميزك عن الآخرين.

لكن يجب أن تسأل نفسك:

هل الهوية التي لديّ اليوم
هي الأدق والأكثر تأثيرًا لي؟

هنا تكمن الفكرة:

جميعنا نستطيع القيام بذلك،

جميعنا نستطيع تزييف البضع ثوان الأولى
من انطباع الآخرين عنّا، أليس كذلك؟

جميعنا نعلم كيفية تحسين صورتنا
حين نُريد ذلك.

نعلم جيدًا كيفية القيام
بذلك، إذن، نستطيع التزييف.

إياك مُطلقًا أن تُزيف من صورتك الشخصية؛
بل يجب أن تكون صحيحة وصادقة.

يجب أن تكون صحيحة وصادقة.

في هذه الحالة،

يجب أن تكون هويتك الشخصية نتاج جهد
متواصل لكي تكون أفضل نسخة منك.

إن كانت نسختك 1.0 يجب أن تحسنها إلى 1.5
ثم 2.5 أثناء تطور حياتك المهنية والشخصية.

فالخبرات التي تكتسبها
خلال حياتك ستُضاف إلى هويتك.

إذن، من أين تبدأ؟

أنا مُتأكدة أنكم جميعًا
بحثتم عن مشروع ما هذا الأسبوع،

أو بعضكم بحث عن وصفة أو كتاب ما.

ولكن، ماذا عن إنجاز بحث عن نفسك؟

سأشارككم بضعة أسئلة لتسألوها لأنفسكم،
وأريدكم أن تُدونوا الإجابات

لأنها ستقودك لتحديد هويتك الشخصية.

وهي جزء بسيط لما يُمكننا التطرق إليه،
ولكن أعتقد أنكم ستفهمون قصدي.

حسنًا، ابدأ بنفسك أولًا.

من السهل الإجابة على السؤال: "ما هو شغفك؟"

"أحب العربات الحمراء"
لا، ليست الإجابة الصحيحة.

ما هو شغفك الحقيقي؟
ما أكثر شيء تُحب القيام به؟

فكر بالأمر، لأن الإجابة ليست بتلك السهولة
حين تُفكر بجدية حول ما تُريد فعله بحياتك.

وبعدها فكر بأعظم صفاتك.

ما الذي يُميزك عن الآخرين؟

فيمَ تبرع؟

إن طلبت منك أن تُلخص قصتك وتحكي
عن نفسك في دقيقتين فماذا ستقول؟

فكر في الأمر.

والآن لنتطرق للنقطة الثانية،

وفكر كيف يراك الآخرون.

هل يعتقدون أنك جيد فيما تقوم به
مثلما تعتقد أنك جيد؟

هل يعلمون ما هو شغفك؟

كيف سيصفونك حين لا تكون مُتواجدًا معهم؟

كيف سيتحدثون عنك حين تطلب منهم
أن يكونوا مرجعًا لك في وظيفة جديدة؟

ماذا سيقولون عنك؟

فكروا في الأمر:
هل فكرت في هذا من قبل؟

هذا ما أريدكم أن تفعلوه:

اطلب رأي عائلتك وأصدقائك
وزملائك بالعمل ورفقائك

واسألهم بأن يخبروك كيف سيصفونك للآخرين.

سيُعطيك هذا فكرة أولية
عن هويتك لدى الآخرين.

إذن، فكر في تلك الأسئلة ودون الإجابات،

وابدأ بوصف نفسك وتحديد هويتك.

يجب أن تبدأ بفعل ذلك وأن تعيشه.

وأعني ذلك حرفيًا، لأنه كلما تدربت
كلما تحسنت مقدرتك في سرد قصتك

يجب أن تكون قادرًا على سرد قصتك.

لكن احذر،

ذكرت وسائل التواصل الاجتماعي من قبل

من فضلك، اجعل كلامك ثابتًا لا يتغير في جميع
المنصات حين تتحدث عن نفسك وعن هويتك.

لا تعمل على هويتك المهنية
وفي نفس الوقت تُظهر المنصات خلاف ذلك.

أعتقد أنكم تفهمون قصدي، أليس كذلك؟

أعتقد أن ما تكتبه على الإنترنت يُعبّر عنك.

لذا احذر، كن ذكيًا، وفكر قليلًا.

وإن راودتك أي شكوك، لا تضغط
على الزر ولا تنشر الأمر.

فكر جيدًا،

واحرص قبل أن تنشر أي شيء
على تلك المنصات، ولدينا الكثير منها،

يجب أن يكون لك ملف موحد بها جميعًا.

ويجب أن يُعبر ملفك باختصار عنك
وأن يجذب انتباه الآخرين.

ومن هنا يبدأ العمل الشاق،

لأنه يتوجب عليك البدء في رعاية
شبكتك الاجتماعية لأنها ستؤثر على حياتك.

وسيُشير الناس إليك،
لأن هويتك ستُصبح ما يُميزك عن الآخرين،

وسيُشير إليك الآخرون بناءً على هويتك.

إذن، خذ وقتك وفكرّ في هويتك وقيّم موقفك،
وفكر في كيفية تحسينها للأفضل.

الآن، حان دورك.

إن وجدت نفسك في نفس الموقف الذي كنت فيه
من قبل، وواثقة أنك ستكون كذلك في يوم ما،

تأكد من أن تأخذ نفسًا عميقًا،
وراقب من حولك والبيئة المحيطة بك أولًا.

وارفع من وعيك الذاتي بالمواقف الاجتماعية
التي تتطلب ذكاءً.

وحين يتوجب عليك الظهور بشكل جيد،
كوّن انطباعًا لا مثيل له.

كن قادرًا على التحدث
عن هويتك بناءً على خبراتك.

إليكم الحقيقة:

الحياة سلسلة من اللحظات المتواترة

هذا ما أريدكم أن تفعلوه:

أظهر نفسك جيدًا للآخرين،

وكون هوية شخصية تعكس بصدق حقيقتك.

إن فعلت ذلك،

يإمكانك الاستفادة من كل لحظة في حياتك.

شكرًا لكم.

(تصفيق)