Return to Video

لِمَ بعض الأشخاص أكثر إيثاراً من الأخرين

  • 0:01 - 0:03
    في مكانٍ ما، يوجدُ هناك رجلاً
  • 0:03 - 0:06
    يشبه قليلاً الممثل (إدريس إلبا)،
  • 0:06 - 0:08
    أو كان يشبهه على الأقل قبل عشرين عاماً
  • 0:08 - 0:10
    لا أعرف أي شيْ آخر عنه،
  • 0:10 - 0:12
    عدا أنه أنقذ حياتي ذات مرة
  • 0:12 - 0:14
    بتعريض حياته الشخصية إلى الخطر.
  • 0:15 - 0:20
    ركض هذا الرجل عبر أربعة مسارات
    للطريق السريع في منتصف الليل
  • 0:20 - 0:22
    ليعيدني إلى بر الأمان
  • 0:22 - 0:25
    بعد حادث سيارة كادت تتسبب في مقتلي.
  • 0:25 - 0:27
    وكما هو واضح، تركني الأمر كله
    مهزوزة حقاً،
  • 0:27 - 0:31
    و لكنه أيضاً تركني بهذا النوع من الحاجة
    الماسة والرغبة الملحة
  • 0:31 - 0:33
    لفهم السبب الذي دفعه للقيام بذلك،
  • 0:34 - 0:37
    ما هي القوى الداخلية التي دفعته
    لإتخاذ الخيار
  • 0:37 - 0:38
    الذي أدين بحياتي له،
  • 0:38 - 0:42
    للمخاطرة بحياته لإنقاذ حياة غريب؟
  • 0:42 - 0:47
    بعبارة اخرى، ما هي دوافع قدرته
    أو قدرة أي شخص آخر على الإيثار؟
  • 0:48 - 0:50
    لكن دعوني أولاً أخبركم ما الذي حدث.
  • 0:50 - 0:51
    تلك الليلة، كنتُ في عمر 19 سنة
  • 0:51 - 0:54
    وأقود عائدة إلى منزلي
    في تاكوما/ ولاية واشنطن،
  • 0:54 - 0:56
    على الطريق السريع رقم 5،
  • 0:56 - 0:58
    عندما اندفع كلب صغير أمام سيارتي.
  • 0:58 - 1:00
    و قمت تماماً بعمل ما لا ينبغي عليكم فعله،
  • 1:01 - 1:02
    وهو الإنحراف لتجنبه.
  • 1:02 - 1:05
    و اكتشفت لماذا لا ينبغي عليكم
    القيام بذلك.
  • 1:05 - 1:07
    لقد صدمت الكلب على أية حال،
  • 1:07 - 1:10
    و أخرج ذلك السيارة عن مسارها،
  • 1:10 - 1:12
    ومن ثم دارت بشكل سريع على الطريق السريع،
  • 1:12 - 1:16
    حتى انتهى بها المطاف في المسار السريع
    من الطريق السريع
  • 1:16 - 1:19
    ويتجه الجزء الخلفي منها إلى حركة
    قدوم الحافلات
  • 1:19 - 1:20
    وثم توقف المحرك عن العمل.
  • 1:21 - 1:25
    و كنت واثقة في تلك اللحظة أنني
    على وشك الموت أيضاً،
  • 1:26 - 1:27
    ولكنني لم أمُت
  • 1:27 - 1:30
    بسببب تصرف ذلك الرجل الوحيد الشجاع
  • 1:30 - 1:31
    الذي لابد وأنه إتخذ قراره
  • 1:31 - 1:34
    ضمن جزء من الثانية من رؤيته
    لسيارتي المحاصرة
  • 1:34 - 1:39
    بأن يوقف سيارته ويركض عبر أربعة
    مسارات لحركة سير الطريق السريع
  • 1:39 - 1:41
    في الظلام
  • 1:41 - 1:43
    لينقذ حياتي.
  • 1:43 - 1:46
    و بعد أن أعاد سيارتي إلى العمل مرة أخرى
  • 1:46 - 1:49
    و أعادني إلى برَ الأمان وتأكد من أنني
    سأكون على ما يرام،
  • 1:49 - 1:51
    انطلق مبتعداً بسيارته مرة أخرى.
  • 1:51 - 1:53
    لم يقل لي حتى أسمه،
  • 1:53 - 1:55
    و أنا متأكدة أنني نسيتُ أن أشكره.
  • 1:56 - 1:58
    لذلك وقبل أن أواصل إلى أبعد من ذلك،
  • 1:58 - 2:00
    أريد حقاً أن أتوقف لحظة
  • 2:00 - 2:03
    أتوقف لأقول شكراً لذلك الغريب.
  • 2:03 - 2:08
    (تصفيق)
  • 2:11 - 2:12
    أقولُ لكم كل هذا
  • 2:12 - 2:16
    لأن أحداث تلك الليلة
    غيرت مجرى حياتي إلى حدٍ ما.
  • 2:16 - 2:18
    لقد أصبحت باحثة علم النفس،
  • 2:18 - 2:23
    وكرَست عملي لفهم قدرة الإنسان
    على الإهتمام بالآخرين.
  • 2:23 - 2:25
    من أين تأتي وكيف تتطور،
  • 2:25 - 2:27
    و ما هي الأشكال النهائية
    التي يمكن أن تتخذها؟
  • 2:28 - 2:31
    هذه الأسئلة مهمَة فعلاً
    لفهم الجوانب الأساسية
  • 2:31 - 2:33
    لطبيعة الإنسان الإجتماعية.
  • 2:33 - 2:35
    الكثير من الناس، ويشملُ هذا الجميع
  • 2:35 - 2:38
    من الفلاسفة والإقتصاديين
    إلى الأشخاص العاديين
  • 2:38 - 2:42
    يعتقدون أن الطبيعة البشرية أنانية
    في الأصل
  • 2:42 - 2:46
    وأن ما يحفزنا هي الأمور التي تصب
    في مصلحتنا الشخصية فقط.
  • 2:46 - 2:50
    ولكن إن كان ذلك صحيحاً، لِمَ بعض
    الأشخاص، مثل الغريب الذي أنقذني،
  • 2:50 - 2:53
    يقومون بأشياء تدلُ على نكران ذاتهم
    كمساعدتهم للآخرين
  • 2:53 - 2:55
    معرضين أنفسهم للمخاطر الجسيمة والكلفة؟
  • 2:56 - 2:57
    الإجابة على هذا السؤال
  • 2:57 - 3:01
    تتطلب البحث في جوهر أعمال
    الإيثار الإستثنائية،
  • 3:01 - 3:04
    وما قد يجعل الأشخاص الذين ينخرطون
    في هذه الأعمال
  • 3:04 - 3:06
    يختلفون عن الآخرين.
  • 3:06 - 3:09
    لكن حتى وقت قريب، تم القيام بعمل القليل
    جدًا حول هذا الموضوع.
  • 3:10 - 3:12
    تصرفات الرجل الذي قام بإنقاذي
  • 3:12 - 3:15
    تطابق التعريف الأشد صرامة للإيثار،
  • 3:15 - 3:17
    وهو تصرف تطوعي مكلَف
  • 3:17 - 3:20
    بدافع من الرغبة في مساعدة شخص آخر.
  • 3:21 - 3:24
    وهو كذلك تصرف غير أناني
    ويهدفُ إلى صالح الشخص الآخر فقط.
  • 3:25 - 3:27
    ما هو الشيء الذي يمكنه
    ان يفسَر تصرفاً من هذا النوع؟
  • 3:28 - 3:30
    من الواضح أن إحدى الإجابات هي الرحمة،
  • 3:30 - 3:32
    والتي هي المحرك الأساسي للإيثار.
  • 3:33 - 3:34
    وعندها يصبحُ السؤال،
  • 3:34 - 3:37
    لماذا يبدو أن لدى بعض الأشخاص
    صفة الإيثار أكثر من غيرهم؟
  • 3:38 - 3:42
    وربما يكون الجواب هو أن أدمغة الأشخاص
    ذوي القدرة العالية على الإيثار
  • 3:42 - 3:44
    مختلفة بطرق أساسية.
  • 3:45 - 3:47
    ولكن لمعرفة كيف ذلك،
  • 3:47 - 3:49
    بدأتُ في الواقع من الطرف المضاد،
  • 3:50 - 3:51
    بالأشخاص المعتلين نفسيًا
  • 3:53 - 3:56
    النهج المتعارف عليه لفهم
    الجوانب الأساسية للطبيعة الإنسانية،
  • 3:56 - 3:58
    مثل الرغبة في مساعدة الأخرين،
  • 3:58 - 4:01
    هي دراسة الأشخاص الذين يفتقدون
    هذه الرغبة.
  • 4:01 - 4:03
    ويمثلُ المعتلون نفسيًا هذه الفئة بالضبط.
  • 4:04 - 4:07
    الإعتلال النفسي " السيكوباثي"
    هو اضطراب في النمو
  • 4:07 - 4:09
    مع وجود أصول جينية وراثية قوية،
  • 4:09 - 4:12
    و ينتج عنه شخصية قاسية القلب وغير مكترثة
  • 4:12 - 4:15
    و نزعة للإنخراط في تصرفات غير اجتماعية
    وعنيفة جداً في بعض الاحيان.
  • 4:16 - 4:19
    في إحدى المرات، قمت وزملائي
    في"المعهد الوطني للصحة العقيلة"
  • 4:19 - 4:22
    بإجراء أبحاث هي الأولى من نوعها
    لتصوير الدماغ
  • 4:22 - 4:24
    للمراهقين السيكوباتيين،
  • 4:24 - 4:27
    وأظهرت نتائجنا ونتائج الباحثين
    الأخرين الآن،
  • 4:27 - 4:29
    أن الأشخاص الذين لديهم الشخصية السيكوباتية
  • 4:29 - 4:32
    يظهرون بشكل أكيد ثلاث خصائص.
  • 4:33 - 4:38
    أولاً، رغم أنهم ليسوا غير حساسين
    لمشاعر الأخرين عموماً
  • 4:38 - 4:42
    هم غير حساسين تجاه الإيماءات
    التي تدل أن الآخرين في محنة.
  • 4:42 - 4:43
    و بالتحديد،
  • 4:43 - 4:47
    لديهم صعوبة في التعرَف على تعابير الوجه
    التي تعكس الخوف مثل هذا.
  • 4:47 - 4:50
    وتعكسُ تعابير الخوف الحاجة الملَحة
    و المحنة العاطفية،
  • 4:50 - 4:53
    وهي عادةً تثيرُ الشفقة والرغبة في المساعدة
  • 4:53 - 4:54
    في الأشخاص الذين يرونها،
  • 4:54 - 4:57
    لذلك فمن المنطقي أن الأشخاص
    الذين يفتقدون إلى التعاطف
  • 4:57 - 4:59
    يميلون أيضا ليكونوا عديمي الشعور
    لهذه الإشارات.
  • 5:01 - 5:02
    الجزء من الدماغ
  • 5:02 - 5:05
    الذي يعتبر الأكثر أهمية في التعرف
    على تعابير الخوف
  • 5:05 - 5:06
    يسمى "اللوزة العصبية".
  • 5:06 - 5:09
    هناك حالات نادرة جداً من الأشخاص
    الذين يفتقدون إلى "اللوزة" تماماً،
  • 5:09 - 5:13
    وهم غير قادرين بشكل كبير
    على تمييز تعابير الخوف.
  • 5:13 - 5:16
    و بينما البالغون والأطفال الأصحاء
  • 5:16 - 5:18
    يظهرون عادةً ارتفاعات كبيرة
    في نشاط اللوزة الدماغية
  • 5:18 - 5:20
    عندما ينظرون إلى تعابير الخوف،
  • 5:20 - 5:24
    فإن اللوزات الدماغية للسيكوباتيين هي أقل
    تفاعلاً لهذه التعابير.
  • 5:24 - 5:25
    و أحياناً لا تستجيب على الإطلاق،
  • 5:25 - 5:28
    وربما كان هذا هو سبب صعوبة
    إلتقاطهم لهذه الإشارات.
  • 5:29 - 5:32
    أخيراً، فإن اللوزات الدماغية للسيكوباتيين
    هي أصغر من المتوسط
  • 5:32 - 5:34
    بحوالي 18% إلى 20%،
  • 5:35 - 5:39
    إذاً، كل هذه النتائج موثوقة و قوية،
  • 5:39 - 5:40
    و هي مثيرة جدأ للإهتمام.
  • 5:40 - 5:42
    لكن تذكروا أن إهتمامي الرئيسي
  • 5:42 - 5:45
    هو ليس فهم لماذا لا يهتم الناس بالأخرين.
  • 5:45 - 5:47
    إنه فهم لماذا يهتمون.
  • 5:48 - 5:50
    إذاً فالسؤال الحقيقي هو،
  • 5:50 - 5:52
    هل يمكن للإيثار الإستثنائي،
  • 5:52 - 5:55
    الذي هو نقيض السيكوباتية
  • 5:55 - 5:58
    من حيث التعاطف والرغبة في مساعدة
    الأشخاص الأخرين،
  • 5:58 - 6:02
    أن ينشأ من دماغ هو أيضاً نقيض للسيكوباتية؟
  • 6:02 - 6:04
    دماغ معارض للسيكوباتية نوعاً ما،
  • 6:06 - 6:09
    قادر على تمييز خوف الأخرين بشكل أفضل،
  • 6:09 - 6:11
    لوزة دماغية ذات استجابة أعلى لهذا التعبير
  • 6:11 - 6:13
    وربما بحجم أكبر من المتوسط كذلك؟
  • 6:14 - 6:16
    كما أظهر بحثي الآن،
  • 6:16 - 6:17
    الفرضيات الثلاث كلها صحيحة.
  • 6:17 - 6:19
    وقد اكتشفنا ذلك
  • 6:19 - 6:22
    عن طريق فحص مجموعة من الأشخاص
    الإيثاريين بشكل استثنائي.
  • 6:22 - 6:24
    هؤلاء هم الأشخاص الذين منح كل واحد
    فيهم إحدى كليتيه
  • 6:24 - 6:26
    إلى شخص غريب تماماً.
  • 6:27 - 6:30
    إذاً هؤلاء هم أشخاص تطوعوا
    للخضوع إلى جراحة كبرى
  • 6:30 - 6:32
    لتتم إزالة واحدة من الكُلى السليمة لديهم
  • 6:32 - 6:34
    ويتمُ زراعتها في جسم لغريب مريض جدًا
  • 6:34 - 6:36
    لم يتقابلا أبدًا وربما لن يلتقيا مطلقًا .
  • 6:37 - 6:40
    "لماذا يقوم أي شخص بعمل هذا؟"
    هو السؤال الشائع جدًا.
  • 6:41 - 6:42
    وقد تكون الإجابة
  • 6:42 - 6:44
    أن أدمغة هؤلاء الإيثاريين الإستثنائيين
  • 6:44 - 6:46
    لديها خصائص مميزة.
  • 6:47 - 6:50
    هي أفضل في تمييز خوف الأخرين.
  • 6:50 - 6:54
    إنها حرفياً أفضل في الكشف عندما يكون
    شخص آخر في محنة.
  • 6:54 - 6:58
    قد يكون في جزء منه بسبب أن اللوزة الدماغية
    لديهم هي أكثر استجابةً لهذه التعابير.
  • 6:58 - 7:01
    وتذكروا، أن هذا هو نفس الجزء من الدماغ
    الذي وجدنا
  • 7:01 - 7:03
    أنه كان أقل استجابة عند
    الأشخاص السيكوباتيين.
  • 7:03 - 7:06
    وأخيراً، لديهم اللوزة الدماغية
    أكبر من المتوسط كذلك.
  • 7:06 - 7:07
    بحوالي 8%.
  • 7:08 - 7:10
    ومعاً، ما تشير إليه هذه البيانات
  • 7:10 - 7:13
    هو وجود شيء مثل الرعاية المستمرة
    في العالم
  • 7:13 - 7:17
    والتي نجدها عند طرف واحد من قبل
    الأشخاص السيكوباتيين بشكل مرتفغ،
  • 7:17 - 7:19
    وعند الطرف الآخر من قبل
    الأشخاص المتعاطفين جداً
  • 7:19 - 7:21
    والمدفوعين إلى أعمال شديدة الإيثار.
  • 7:23 - 7:27
    لكن يجب أن أضيف أن ما يجعل الأشخاص
    الإيثاريين بشكل إستثنائي مختلفين جداً
  • 7:27 - 7:29
    ليس فقط أن نسبة تعاطفهم أعلى من المتوسط.
  • 7:29 - 7:31
    إنهم،
  • 7:31 - 7:33
    ولكن ما هو أكثر دهشة حولهم
  • 7:33 - 7:35
    هو أنهم متعاطفون وإيثاريون
  • 7:35 - 7:38
    ليس فقط تجاه الأشخاص ضمن شبكتهم الإجتماعية
  • 7:38 - 7:40
    من الأصدقاء و العائلة، أليس كذلك؟
  • 7:40 - 7:43
    من أجل أن يكون لديكم مشاعر الشفقة
    تجاه أشخاص تحبونهم وتقفون معهم
  • 7:43 - 7:45
    فهذا أمر عادي.
  • 7:46 - 7:50
    يمتدُ تعاطف الإيثاريين النادر في الواقع
    إلى أبعد من تلك الدائرة،
  • 7:50 - 7:52
    حتى إلى أبعد من دائرة معارفهم الواسعة
  • 7:52 - 7:55
    إلى أشخاص خارج دائرتهم الإجتماعية تماماً.،
  • 7:55 - 7:57
    إلى الغرباء كلياً،
  • 7:57 - 7:59
    تماماً مثل الرجل الذي أنقذني.
  • 8:00 - 8:03
    الآن، قد سنحت لي الفرصة أن أسأل العديد
    من متبرعي الكلى الإيثاريين
  • 8:03 - 8:08
    كيف استطاعوا توليد مثل هذه
    الدائرة الواسعة من التعاطف
  • 8:08 - 8:11
    والتي جعلتهم مستعدين لمنح إحدى كُلاهم
    لشخص غريب تماماً.
  • 8:11 - 8:15
    ووجدت أنه كان سؤالاً صعباً بالنسبة إليهم
    ليجيبوا عليه في الحقيقة.
  • 8:15 - 8:19
    كنت أسال كل واحد فيهم،
    "كيف تكون مستعداً للقيام بهذا العمل
  • 8:19 - 8:21
    بينما ليس الكثير من الناس كذلك؟.
  • 8:21 - 8:23
    أنت واحد أقل من 2,000 أمريكي
  • 8:23 - 8:26
    الذين قاموا بمنح كلية إلى شخص غريب.
  • 8:26 - 8:28
    ما الذي يجعلك مميزاً جداً؟"
  • 8:28 - 8:30
    وماذا يقولون؟
  • 8:31 - 8:33
    يقولون، "لا شيْ.
  • 8:34 - 8:36
    لا يوجد أي شيء مميز بخصوصي.
  • 8:36 - 8:38
    أنا مثل أي شخص آخر."
  • 8:39 - 8:42
    و أعتقد أن هذه هي إجابة معبّرة حقًا،
  • 8:42 - 8:46
    لأنها تشيرُ إلى أن دوائر هؤلاء
    الإيثاريين لا تبدو كهذه،
  • 8:47 - 8:49
    وإنما تبدو مثل هذه.
  • 8:49 - 8:50
    ليس لها مركز.
  • 8:51 - 8:54
    لا يرى هؤلاء الإيثاريين أنفسهم في الواقع
  • 8:54 - 8:56
    كمركز لأي شيء.
  • 8:56 - 8:59
    كأفضل أو أكثر أهمية بشكل متأصل
    عن أي شخص آخر.
  • 9:00 - 9:03
    عندما سألت إحدى الإيثاريين لماذا يحملُ
    تبرعها بكليتها معنىً لها.
  • 9:03 - 9:06
    قالت، "لأن الأمر ليس بشأني أنا."
  • 9:07 - 9:09
    و قال آخر،
  • 9:09 - 9:11
    "أنا لست مختلفاً. أنا لست فريداً.
  • 9:11 - 9:14
    سيظهرُ بحثك هنا أنني مثلك تماماً."
  • 9:14 - 9:19
    أعتقد ان أفضل وصف لإنعدام التمركز
    حول الذات المذهل (الأنانية)
  • 9:19 - 9:20
    هو التواضع،
  • 9:20 - 9:24
    وهي خصلة وصفها "القديس أوغسطين" في كلماته
  • 9:24 - 9:25
    تجعلُ الرجال كالملائكة.
  • 9:26 - 9:28
    و ما السبب في ذلك؟
  • 9:28 - 9:31
    لأنه إن لم يكن هناك مركز لدائرتك،
  • 9:31 - 9:33
    فلن يكون هناك حلقات داخلية
    أو حلقات خارجية،
  • 9:33 - 9:36
    لن يكون هناك شخص أكثر أو أقل
    أحقيَة بإهتمامكم وتعاطفكم
  • 9:36 - 9:37
    من أي شخص آخر.
  • 9:38 - 9:41
    وأعتقد أن هذا هو في الواقع ما يميز
    الإيثاريين الإستثنائيين
  • 9:41 - 9:43
    عن الشخص العادي.
  • 9:43 - 9:47
    ولكنني أعتقد أيضاً أن هذه نظرة إلى العالم
    يمكنُ تحقيقها من قبل الكثير
  • 9:47 - 9:49
    وربما حتى غالبية الناس.
  • 9:49 - 9:51
    وأعتقد هذا لأنه عند المستوى المجتمعي،
  • 9:51 - 9:55
    فإن إنتشار الإيثار والتعاطف
    يحدثُ بالفعل في كل مكان.
  • 9:56 - 9:58
    أظهر الخبير النفسي "ستيفن بينكر"
    وآخرون غيره
  • 9:58 - 10:02
    أن الناس في كل أنحاء العالم
    أصبحت أقل وأقل تقبلاً
  • 10:02 - 10:04
    للمعاناة في الدوائر المتسعة
    للآخرين من أي وقتٍ مضى،
  • 10:04 - 10:07
    مما أدى إلى إنخفاض في جميع
    أنواع القسوة و العنف،
  • 10:07 - 10:11
    من الإساءة إلى الحيوانات إلى العنف الأسري
    إلى عقوبة الإعدام.
  • 10:11 - 10:14
    وأدى ذلك إلى زيادة في جميع أنواع الإيثار.
  • 10:14 - 10:17
    قبل مائة عام، ربما كان يطنُ الناس
    أنه من الغرابة
  • 10:17 - 10:19
    كيف أن الأمر عادي وطبيعي
  • 10:19 - 10:22
    بالنسبة إلى الأشخاص الذين
    يتبرعون بدمهم أو بنخاعهم العظمي
  • 10:22 - 10:24
    اليوم إلى أشخاص غرباء تمامًا.
  • 10:25 - 10:27
    هل من الممكن أنه بعد مائة عام من الآن
  • 10:27 - 10:29
    سيعتقد الناس أن التبرع بالكلية لشخص غريب
  • 10:29 - 10:31
    هو أمر طبيعي وعادي
  • 10:31 - 10:34
    كما ننظر إلى التبرع بالدم
    والنخاع العظمي اليوم؟
  • 10:34 - 10:35
    ربما.
  • 10:36 - 10:39
    إذاً، ما هو مصدر كل هذه التغييرات المذهلة؟
  • 10:39 - 10:40
    يبدو في جزء منه بسبب
  • 10:41 - 10:44
    إرتفاع الثروة ومستويات المعيشة.
  • 10:45 - 10:47
    فكلما تصبح المجتمعات أغنى وأفضل حالاً،
  • 10:47 - 10:50
    يبدو أن الناس يحولون محور
    إهتماماتهم إلى الخارج،
  • 10:50 - 10:54
    ونتيجة ذلك، تزداد كل أنواع
    الإيثار تجاه الغرباء،
  • 10:54 - 10:59
    من التطوع إلى التبرعات الخيرية
    وحتى التبرعات الإيثارية بالكلى.
  • 10:59 - 11:02
    ولكن تنتجُ هذه التغييرات أيضًا
  • 11:02 - 11:06
    نتيجة غريبة ومتناقضة،
  • 11:06 - 11:09
    وهي حتى عندما ا يصبحُ العالم مكاناً
    أفضل وأكثر إنسانية،
  • 11:09 - 11:10
    وهو كذلك الآن،
  • 11:10 - 11:13
    يوجد هناك تصوَر شائع جداً بأنه يصبح أسوء
  • 11:13 - 11:15
    وأكثر قسوة، وهو ليس كذلك.
  • 11:16 - 11:18
    ولا أعرف بالضبط سبب هذا،
  • 11:18 - 11:21
    لكن أعتقد أن السبب ربما يعودُ لأننا الأن
    نعرف أكثر بكثير
  • 11:22 - 11:25
    عن معاناة الغرباء في الأماكن البعيدة،
  • 11:25 - 11:27
    ولهذا نحن الأن نهتمُ أكثر بكثير
  • 11:27 - 11:29
    بمعاناة هؤلاء الغرباء البعيدين.
  • 11:30 - 11:34
    لكن ما هو واضح هو أن أنواع التغييرات
    التي نراها
  • 11:34 - 11:36
    تظهرُ أن مصادر الإيثار والتعاطف
  • 11:36 - 11:39
    هي جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية
    كما هي القسوة والعنف تمامًا،
  • 11:39 - 11:41
    ربما أكثر من ذلك،
  • 11:41 - 11:45
    وبينما يبدو أن بعض الأشخاص
    حساسون بطبيعتهم أكثر
  • 11:45 - 11:47
    تجاه معاناة الآخرين البعيدين عنهم،
  • 11:47 - 11:50
    أعتقدُ فعلاً أن قدرة أي شخص
    على إخراج ذاته
  • 11:50 - 11:52
    من مركز الدائرة
  • 11:52 - 11:56
    وتوسيع دائرة التعاطف نحو الخارج
    لتشمل حتى الغرباء
  • 11:56 - 11:59
    هي في متناول يد كل شخص تقريباً.
  • 12:00 - 12:01
    شكراً لكم.
  • 12:01 - 12:09
    (تصفيق)
Title:
لِمَ بعض الأشخاص أكثر إيثاراً من الأخرين
Speaker:
أبيغيل مارش
Description:

لماذا يقوم بعض الناس بأعمال غير أنانية، يساعدون الآخرين معرضين أنفسهم شخصياً للخطر؟ تدرسُ باحثة علم النفس "أبيغيل مارش" دوافع الأشخاص الذين يقومون بأعمال شديدة الإيثار، مثل التبرع باحدى الكليتين لشخص غريب تماما. فهل أدمغتهم مختلفة؟

more » « less
Video Language:
English
Team:
closed TED
Project:
TEDTalks
Duration:
12:21

Arabic subtitles

Revisions