الأسلحة غير القاتلة، هل هي خطر أخلاقي؟ | ستيفان كولمان | TEDxCanberra

رذاذ الفلفل، المسدسات الصاعقة، الرصاص المطاطي، كلها أسلحة "غير قاتلة" وهي تستخدم أكثر فأكثر من قبل قوات الشرطة المحلية، كذلك تستخدمها قوات الجيش التي يتم جلبها للسيطرة على حشود المدنيين وحالات أخرى.
بغض النظر عن اسمها، عُرف عن الأسلحة غير القاتلة أنها تتسبب بالقتل، وكما يوضّح "ستيفان كولمان"، فهي تملك العديد من الأخطار الخبيثة أيضاً. يشرح "ستيفان" الأخلاقيات المعقدة والعواقب غير المتوقعة لاستخدام الأسلحة غير القاتلة للسيطرة على المدنيين.

ما أريد أن أحدثكم عنه اليوم

هو أحد المشاكل التي تواجه
الجيش في العالم الغربي

- أستراليا، الولايات المتحدة،
بريطانيا وغيرها-

في بعض عمليات نشر
القوات التي يتعاملون معها

في العالم الحديث الآن.

إن فكرتم في أنواع الأغراض

التي أرسلنا أفراداً من الجيش الأسترالي
لأجلها في السنوات الأخيرة،

لدينا أشياء واضحة مثل العراق وأفغانستان،

ولكن لدينا أشياء مثل "تيمور الشرقية"
و"جزر السولومون"،

وغيرها الكثير.

والعديد من تلك الانتشارات

التي نرسل من أجلها أفراداً
من الجيش هذه الأيام

ليست حروباً تقليدية.

في الحقيقة، كثير من المهام التي
نطلب من أفراد الجيش القيام بها

في هذه الأوضاع

هي مهام يتم في دولهم - كأستراليا
والولايات المتحدة وغيرها-

إنجازها من قبل رجال الشرطة.

إذاً هناك العديد من المشاكل التي تظهر

لأفراد الجيش في هذه الحالات،

لأنهم يقومون بأشياء لم
يتم تدريبهم عليها مسبقاً.

كما يقومون بأشياء حيث يكون من هم في بلدهم

مُدرَّبون عليها بشكل مختلف ومُجهَّزون
لأجلها بشكل مختلف أيضاً.

الآن، هناك عدة أسباب
نرسل لأجلها أفراداً عسكريين،

بدلاً من الشرطة، للقيام بهذه المهام.

إن كان على أستراليا أن
ترسل 1000 شخص غداً

إلى "بابوا الغربية" على سبيل المثال،

نحن لا نملك 1000 شرطي يجولون
في الأرجاء بحيث يمكننا أن نرسلهم،

ولكننا نملك 1000 جندي يمكنهم الذهاب.

لذا عندما يتوجب علينا أن
نرسل أحدهم، نرسل من الجيش.

إنهم موجودون، إنهم متوفرون.

وهكذا، يتم استخدامهم
للذهاب والقيام بتلك الأشياء

ويعيشون بمفردهم

ولا يملكون كل هذا الدعم الإضافي.

بحيث يكونوا قادرين
على القيام بها بتلك الطريقة.

ولكنهم غير متدربين كطريقة
تدريب رجال الشرطة،

كما أنهم غير مجهزين طبعاً
كما يتم تجهيز رجال الشرطة،

لذلك أثار هذا مجموعة
من المشكلات لديهم

عند تعاملهم مع تلك القضايا.

وأحد تلك الأشياء التي ظهرت على
وجه الخصوص والذي يثير اهتمامي،

هو قضية فيما

إذا كنا نرسل أفراداً من الجيش
للقيام بذلك النوع من المهام

فيتوجب علينا أن نجّهزهم بشكل مختلف،

وبالأخص، فيما إذا يتوجب
إعطاؤهم سماحيات لاستخدام

بعض الأسلحة غير
القاتلة التي تملكها الشرطة.

فبما أنهم يقومون ببعض الأعمال المتشابهة،

ربما يتوجب عليهم أن
يملكوا بضع تلك الأشياء.

وهناك مجموعة من الأمكنة حيث
يمكن لتلك الأشياء أن تكون مفيدة جداً.

على سبيل المثال، عندما
يكون لديك حواجز عسكرية.

عندما يصل الناس إلى تلك الحواجز

ويكون العسكري غير متأكد فيما
إذا كان هذا الشخص عدائي أم لا،

لنقل أن الشخص يصل إلى هنا، وهم يتساءلون،

"هل هذا الشخص انتحاري أم لا؟

هل هناك شيء ما مخبأ تحت ثيابه؟

ما الذي سيحدث؟"

هم لا يعلمون إن كان الشخص عدائي أم لا.

إن لم يتبع الشخص التعليمات قد
ينتهي بهم الأمر إلى إطلاق النار عليه،

ومن ثم يكتشفون فيما إذا نعم،
أطلقوا النار على الشخص المناسب،

أو لا، لقد كان ذلك شخصاً بريئاً

ولكنه لم يفهم ما الذي يجري.

إذاً إن امتلكوا أسلحة غير
قاتلة، فسوف يقولون،

"يمكننا استخدامها في هذا النوع من الحالات.

إن أطلقنا على شخص ولم يكن عدائي،

فعلى الأقل لن نتسبب بمقتله."

في حالة أخرى: هذه الصورة
مأخوذة من إحدى المهمات

في "البالكانز" في أواخر التسعينات.

هذه الحالة مختلفة بعض الشيء،

حيث ربما يعرفون أن شخصاً ما عدائي،

هناك شخص يطلق النار عليهم

أو يقوم بفعل آخر عدائي واضح،

يلقي بالأحجار، أي شيء.

ولكن إن استجابوا،

هناك طيف من الناس البريئين الآخرين،

والذين قد يتأذوا أيضاً.

سيكون ذلك ضرراً جانبياً

حيث لن يود الجيش أن يتحدث عنه.

إذا مجدداً، سيقولون: "مع وجود
سماحية للأسلحة غير القاتلة،

حيث إن كنا نعلم أن شخصاً ما عدائي،

يمكننا أن نقوم بشيء ما حيالهم،

ونعرف أنه في حال أصبنا شخص آخر،

على الأقل لن نتسبب بمقتله."

لقد تم اقتراح فكرة أخرى،

بما أننا نضع العديد من
الروبوتات في هذا المجال

يمكننا أن نرى الوقت الذي

سنقوم فيه فعلاً بإرسال تلك
الروبوتات إلى الميدان

بحيث تكون ذاتية القرار.

ستتخد قراراتها الخاصة بها بشأن أي
من الناس ستطلق عليه النار وأيهم لا،

دون تدخل الإنسان.

إذاً الاقتراح هو،

إن كنا سنرسل الروبوتات
ونسمح لهم بالقيام بذلك،

ربما ستكون فكرة جيدة لو
أنهم تسلحوا بأسلحة غير قاتلة،

فإن اتخذ الروبوت قراراً سيئاً
وأطلق النار على الشخص الخطأ،

مجدداً، لن يتسببوا بقتله.

الآن، هناك طيف واسع من أنواع
الأسلحة غير القاتلة المختلفة،

بعضها متوفر الآن،

بعضها قيد التطوير.

لديكم الأشياء التقليدية مثل بخاخ الفلفل،

بخاخ الفلفل في الأعلى هناك،

أو المسدسات الصاعقة هنا،

أما هذا في اليمين العلوي
هنا يسمى "الليزر المبهر"

يتسبب بعمى الفرد مؤقتاً

وتضليله.

لديكم البندقيات غير القاتلة

التي تحتوي على كريات مطاطية
بدلاً من المعدن التقليدي.

وهذه في الوسط هنا، الشاحنة الكبيرة،

تسمى "نظام الصد الفعال"

هو شيء يعمل عليه جيش
الولايات المتحدة حالياً.

إنه بشكل أساسي جهاز
إرسال للموجات الدقيقة.

إنه يشبه الفكرة التقليدية
لشعاع الحرارة.

إنه يصل إلى مدى بعيد جداً،

مقارنةً بأي من هذه الأنواع الأخرى.

أي شخص يتعرض للأشعة
يشعر بحرارة حارقة مفاجئة،

ويريد فقط أن يبتعد عن طريقها.

إنه أكثر أعقد بكثير من فرن المايكروويف،

ولكنه بشكل أساسي يجعل جزيئات الماء تغلي

في المستوى السطحي للبشرة.

فتشعر بهذه الحرارة الهائلة،

وتقول: "أود أن أبتعد عن الطريق."

وهم يعتقدون أن ذلك سيكون مفيداً جداً

في الأماكن التي نحتاج فيها أن نفرّق
جمعاً من الحشود في منطقة معينة

إن أصبح الحشد عدائياً.

إن كنا بحاجة لأن نبقي
الناس بعيداً عن مكان معين،

يمكننا ذلك مع هذه
الأنواع من الأشياء.

إذاً هناك طيف واسع من
الأسلحة غير القاتلة المختلفة

التي يمكننا أن نعطيها لفرد من الجيش،

وهناك العديد من الحالات

التي ينظرون إليها ويقولون،

"هذه الأشياء ستكون مفيدة جداً."

ولكن كما قلت،

فالجيش والشرطة مختلفون جداً.

(ضحك)

نعم، لا يتطلب منكم الأمر
أن تعاينوا هذا جدًا لتدركوا

أنهم قد يكونون مختلفين جداً.

وعلى وجه الخصوص،

تصرفاتهم تجاه استخدام القوة

والطريقة التي تدربوا بها على استخدامها

مختلفة بشكل خاص.

فالشرطة،

-وأنا أعلم هذا لأنني ساعدت
في تدريب الشرطة-

الشرطة، وخصوصاً في السلطات
القضائية الغربية على الأقل،

متدربون على عدم تصعيد القوة،

ويحاولون تجنب استخدام القوة حيثما أمكن،

وأن يستخدموا الأسلحة غير
القاتلة فقط كملاذهم الأخير.

أما أفراد الجيش فيتم تدريبهم للحرب.

فهم متدربون على أنه حالما يسوء الوضع،

فإن خيارهم الأول هو القوة القاتلة.

حالما يبدأ الوضع بأن يصبح فوضوياً،

(ضحك)

يمكنك أن تبدأ بإطلاق النار على الناس.

إذاً فسلوك كل منهم

تجاه استخدام القوة القاتلة مختلف جداً،

وأعتقد أنه جليّ إلى حد ما

أن سلوكهم تجاه استخدام الأسلحة غير القاتلة

سيكون أيضاً مختلف جداً
عما هو عليه مع الشرطة.

وبما أننا نمتلك مسبقاً عديداً من المشاكل

مع استخدام الشرطة للأسلحة
غير القاتلة في حالات متعددة،

اعتقدت أنها ستكون فكرة رائعة
أن ننظر إلى بعض تلك الأشياء

ونربطها مع السياق العسكري.

كنت متفاجئاً جداً عندما بدأت
بفعل ذلك لرؤية أنه، في الحقيقة،

حتى الناس الذين يدعمون استخدام
الأسلحة غير القاتلة من قبل الجيش

لم يقوموا بذلك.

يبدو أنهم يفكرون بشكل عام،

"لماذا نهتم بما حدث مع الشرطة؟

نحن ننظر إلى أمر مختلف،"

ويبدو أنهم لم يدركوا

أنهم كانوا ينظرون إلى أشياء
متشابهة إلى حد كبير.

لذا بدأت بالتحري عن بعض تلك القضايا،

وأعاين الطريقة التي يستخدم
فيها الشرطة الأسلحة غير القاتلة

عندما يتم تقديمها لهم،

وبعض المشاكل التي قد تنشأ
عن هذا النوع من الأشياء

عندما يقومون فعلياً بتقديمها لهم.

وبالطبع، لكوني أسترالي،

بدأت بمعاينة الأشياء في أستراليا،
وأنا على علم أنه بخبرتي

بالمرات المتعددة التي تم جلب
الأسلحة غير القاتلة فيها إلى أستراليا.

أحد الأشياء التي عاينتها على وجه
الخصوص كان استخدام رذاذ الفلفل

- أو يسمى رذاذ نبتة الفليلة
"أوليوريسن كابسيكام"-

من قبل الشرطة الأسترالية،

ورؤية ما الذي حدث عندما
تم التعرف على هذا السلاح،

وهذا النوع من القضايا.

وأحد الدراسات التي وجدتها، وهي
مثيرة للاهتمام على وجه الخصوص،

كانت في "كوينزلاند"،

لأنهم كانوا يملكون فترة
تجريبية لاستخدام زذاذ الفلفل

قبل أن يوسعوا استخدامها أكثر.

ثم عدت وألقيت نظرة على
بعض المنحنيات الإحصائية هنا.

الآن، عندما تعرّفوا على رذاذ
الفلفل في "كوينزلاند"،

كانوا حصريين جداً.

وزير الشرطة وكومة من التصريحات
العلنية قد قامت حول ذلك.

كانوا يقولون: "يهدف هذا حصراً
إلى منح الشرطة خياراً

بين الصراخ وإطلاق النار.

هذا شيء يمكنهم استخدامه
عوضاً عن السلاح الناري

في الحالات التي كان عليهم سابقاً
فيها أن يطلقوا النار على أحدهم."

لذا نظرت إلى المنحنيات الخاصة
بإطلاق الرصاص للشرطة.

ولا يمكنكم حقاً أن تجدوها بسهولة

للولايات الأسترالية الفردية،

وتمكنت فقط من العثور على هذه.

هذه من معهد أسترالي لتقارير علم الجريمة.

يمكنكم أن ترون، في الكتابة
الدقيقة في الأعلى:

"وفيات من رصاص الشرطة"
وهذا يعني ليس فقط من أطلق الشرطة عليهم

بل الناس الذين أطلقوا على
أنفسهم أثناء وجود الشرطة.

ولكن تعبر هذه الإحصائيات عن البلد بأكملها،

ويمثل السهم الأحمر النقطة
حيث قالت فيها "كوينزلاند"،

"نعم، هذه هي المرحلة حيث سنعطي

كل رجال الشرطة في جميع أرجاء الولاية

سماحية لاستخدام بخاخ الفلفل."

لذا يمكنكم أن تروا أنه هناك ستة
وفيات قد أدت إلى ذلك نوعاً ما،

في كل سنة ولعدد من السنوات.

وكان هناك شرارة في بضعة سنوات سابقة،

ولكنها لم تكن في "كوينزلاند".

هل يعلم أحدكم أين كانت؟

لم تكن في "بورت آرثر"، لا.

"فيكتوريا"؟، نعم، صحيح.

لقد كانت كل الشرارة في "فيكتوريا".

(ضحك)

لذا لم يكن الأمر أن "كوينزلاند"
كانت تملك مشكلة معينة

مع الوفيات بسبب الشرطة وغيرها.

إذاً، هذه كانت المرحلة
التي أدخلوا الأسلحة فيها.

إذاً ست طلقات نارية في جميع أرجاء البلد،

متسقة إلى حد ما مع السنين السابقة.

السنتين التاليتين كانتا السنوات
التي درسوها: 2001 و2002.

هل يريد أحدكم أن يخمن عدد المرات،

مع العلم بكيفية إدخالهم ذلك،

عدد المرات التي استعملت فيها شرطة
"كوينزلاند" بخاخ الفلفل في تلك الفترة؟

مئات؟

واحد؟ ثلاثة؟

الألف يبدو جيداً أكثر.

تم إدخاله حصراً ليكون بديلاً
عن استخدام القوة القاتلة،

بديل بين الصراخ وإطلاق النار.

سأقوم بمخاطرة هنا

وأقول أنه لو أن شرطة "كوينزلاند"
لم تمتلك بخاخ الفلفل،

لم يكونوا ليطلقوا النار على 2,226 شخصاً.

في هاتين السنتين.

(ضحك)

في الحقيقة، إن ألقيتم نظرة على
الدراسات التي كانوا يعاينونها،

المواد التي كانوا يجمعونها ويفحصونها،

يمكنكم أن تروا أن المشتبه بهم كانوا
مسلحين في حوالي 15% من الحالات فقط

التي استخدم فيها بخاخ الفلفل.

لقد جرى استخدامه
بشكل روتيني في تلك الفترة،

وطبعاً، لا يزال استخدامه روتيني،

لأنه لم توجد شكاوي على ذلك،

ليس في سياق هذه الدراسة على أية حال،

لقد جرى استخدامه بشكل روتيني
للتعامل مع الناس العدائيين،

أو العدائيين المحتملين،

وأيضاً استُخدم في كثير من الأحيان

للتعامل مع الناس الذين ببساطة
لا يخضعون بشكل سلبي.

هذا الشخص لا يقوم بأي عمل عدائي،

ولكنه فقط لا ينفذ
ما يطلبون منه تنفيذه.

إنه لا يطيع الإرشادات
التي نعطيه إياها،

إذاً سنعطيه بخاخ الفلفل،
هذا سيجعله يسرع.

كل شيء سيعمل على نحو أفضل بهذه الطريقة.

كان هذا شيئاً تم إدخاله حصراً

ليكون بديلاً عن السلاح الناري،

ولكن يتم استخدامه بشكل روتيني

للتعامل مع طيف واسع من
أنواع أخرى من المشاكل.

أحد القضايا المحددة التي تظهر الآن

مع استخدام الجيش للأسلحة غير القاتلة،

ويقول الناس "قد تكون هناك بعض المشاكل"

هناك بعض المشاكل المحددة
التي يتم التركيز عليها.

وأحد تلك المشاكل هو: يمكن استخدام
الأسلحة غير القاتلة دون تمييز.

أحد المبادئ الأساسية لاستخدام الجيش للقوة

هو أنه عليك أن تكون محدداً،

يجب أن تكون حذراً بشأن
الذي تطلق النار عليه.

إذاً أحد المشاكل المقترحة
بشأن الأسلحة غير القاتلة

هو أنه يمكن استخدامها دون تمييز

فيمكنكم استخدامها ضد طيف واسع من الناس،

لأنه لن يتوجب عليك أن
تقلق كثيراً بعد الآن.

وفي الحقيقة، أحد الأمثلة
بالتحديد التي تحدث برأيي

حيث يمكنكم أن تشاهدوها،

كان حصار مسرح دوبروفكا في موسكو عام 2002،

حيث معظمكم، على عكس طلابي في
أكاديمية قوات الدفاع الأسترالية،

تبلغون من العمر ما يكفي لتتذكروها

أذاً أتى الشيشانيون وسيطروا على المسرح.

لقد كان بحوزتهم حوالي 700 رهينة.

وقد أطلقوا سراح بعض الناس،

ولكن لا زال لديهم حوالي 700 رهينة.

والقوات الخاصة للشرطة
العسكرية الروسية "سبيتسناز"،

أتوا واقتحموا المسرح.

وطريقتهم كانت أنهم ضخوا
المكان بأكمله بغاز مخدر.

وتبين أن العديد من الرهائن قد ماتوا

نتيجة استنشاق الغاز.

لقد كان هذا الاستخدام دون تمييز.

لقد ضخوا الغاز في المسرح بأكمله.

وموت الناس ليس مفاجأة،

لأنك لا تعلم كمية الغاز
التي سيستنشقها كل شخص،

ما الوضعية التي سيقعون بها عندما
يفقدون الوعي وغيرها من الأمور.

وفي الحقيقة، كان هناك شخصان
فقط تم إطلاق النار عليهما

في تلك الحادثة.

لدا عندما ألقوا نظرة عليها لاحقاً،

تم اطلاق النار على شخصين فقط وضوحاً،

من قبل المحتجِزين أو من قبل قوات الشرطة

أثناء محاولتهم التعامل مع الوضع.

افتراضياً كل من قُتل

قُتل بسبب استنشاق الغاز.

الحصيلة النهائية للرهائن
غير واضحة بعض الشيء.

ولكن ذلك مؤكد أكثر من ذلك قليلاً،

لأن آخرين ماتوا خلال
الأيام القليلة القادمة.

لذا كانت هذه إحدى
المشاكل التي تحدثوا عنها،

أنه يمكن استخدام الأسلحة من دون تمييز.

المشكلة الثانية التي يتحدث
عنها الناس أحياناً

حول استخدام الجيش للأسلحة غير القاتلة،

وهو في الحقيقة السبب، أنه في
اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية،

من الواضح أنه لا يمكنكم
استعمال عملاء مكافحة الشغب

كنوع من الأسلحة النارية،

وهو أنهم يرون أنه أحياناً
يمكن استخدام الأسلحة غير القاتلة

ليس كبديل للقوة القاتلة،

بل كمضاعفة للقوة القاتلة:

أي تستخدمون الأسلحة غير القاتلة أولاً،

لتكون أسلحتكم القاتلة فعالة أكثر.

فالناس الذين تطلقون النار
عليهم لن يتمكنوا من الهرب.

لن يكونوا على دراية بما يحدث،
وستتمكنون من قتلهم بشكل أفضل.

وهذا بالضبط ما حدث هنا.

فمحتجزي الرهائن الذين
فقدوا الوعي بسبب الغاز

لم يتم أخذهم إلى الحجز،

ببساطة تم إطلاق النار على رؤوسهم.

إذاً تم استخدام السلاح
غير القاتل في هذه الحالة

على أنه مضاعف للقوة القاتلة،

لجعل القتل فعال أكثر في هذه الحالة بالذات.

وهناك مشكلة أخرى أريد أن أذكرها سريعاً

هو أنه هناك كومة كبيرة من المشاكل

مع الطريقة التي يتم تعليم الناس
بها استخدام الأسلحة غير القاتلة،

وتدريبهم عليها واختبارهم وغيرها.

لأنه يتم اختبارها في بيئات لطيفة وآمنة.

ويتم تعليم استخدامها في بيئات لطيفة وآمنة،

كهذه، حيث يمكنك أن
ترى تماماً ما الذي يجري.

الشخص الذي يرش رذاذ الفلفل
يكون مرتدياً قفازاً مطاطياً

وذلك حرصاُ على ألا يتلوثوا وما إلى ذلك.

ولكنها لا تستخدم أبداً هكذا.

فهي تستخدم خارجاً في العالم الحقيقي،

مثلا في "تكساس"، كذلك:

أعترف، هذه الحالة بالذات هي التي
أثارت اهتمامي بهذا الموضوع.

حدثت بينما كنت أعمل مع زميلي في البحث

في الأكاديمية البحرية الأمريكية.

وقد بدأت التقارير الإخبارية
تتحدث عن هذا الوضع،

حيث كانت امرأة تتجادل مع أحد رجال الشرطة.

لم تكن عدائية.

في الواقع، كان هو أطول
مني بحوالي ستة إنشات،

أما هي كان طولها هكذا.

وفي النهاية قالت له،

"حسناً، سأعود إلى سيارتي."

وقال لها: "إن عدتِ إلى سيارتك،
سأصعقك بالمسدس الصاعق."

فقلت هي: "أوه، هيا، اصعقني"، فقام بصعقها.

وكل ذلك تم تصويره على كاميرا الفيديو

التي تعمل في مقدمة سيارة الشرطة.

إذاً كان عمرها 72.

وقد وجد أن هذه أكثر
طريقة ملائمة للتعامل معها.

وهناك أمثلة أخرى لأشياء من هذا النوع،

حيث تعتقدون،

"هل هذه طريقة ملائمة
لاستخدام الأسلحة غير القاتلة؟"

"يطلق رئيس الشرطة بمسدس صاعق
على رأس فتاة عمرها 14 سنة."

"لقد كانت تهرب.
ماذا كان يفترض بي أن أفعل غير ذلك؟"

(ضحك)

أو في فلوريدا:

"يطلق شرطي طفل ذو 6 أعوام
في مدرسة ابتدائية."

وقد تعلموا كثيراً من ذلك بشكل واضح،
لأنه في نفس المقاطعة:

"سياسة مراجعة الشرطة بعد صدمة الأطفال:"

"صعق طفل ثاني بمسدس صاعق خلال أسابيع."

شرطة نفس المقاطعة.

طفل آخر بعد أن تم صعق
الصبي ذو الأعوام الستة.

وفقط في حال كنتم تعتقدون أن
هذا سيحدث فقط في الولايات المتحدة،

فقد حدث في كندا أيضاً:

وبعث إلي زميل بهذه من لندن.

ولكن المفضلة بالنسبة لي، علي أن
أعترف أنها من الولايات المتحدة:

"الشرطة تصعق امرأة معاقة
تبلغ من العمر 86 عاماً في سريرها."

(ضحك)

تفقدت التقارير عن هذه الحادثة.

نظرت إليها، وكنت متفاجئاً جداً.

وضوحاً، لقد اتخذت وضعاً
مهدداً أكثر في سريرها.

(ضحك)

لا أمزح معكم، هذا ما قيل بالضبط:

" لقد اتخذت وضعاً
مهدداً أكثر في سريرها."

حسناً.

ولكنني سأذكركم

أنا أتحدث عن استخدام
الجيش للأسلحة غير القاتلة،

فما علاقة هذه القصص؟

السبب أن الشرطة أكثر
تحفظاً في استخدام القوة

من الجيش.

هم مدربون أن يكونوا
أكثر تحفظاً لاستخدام القوة

من الجيش.

هم مدربون على أن يفكروا
أكثر، ويحاولوا تهدئة الوضع.

إذاً إن كنتم تملكون هذه المشاكل
مع عناصر الشرطة

مع الأسلحة غير القاتلة،

ما الذي يجعلكم تظنون

أن الأمر سيكون أفضل مع رجال الجيش؟

آخر شيء أريد أن أقوله:

عندما أتحدث مع الشرطة

عن الشكل المحتمل الأفضل
للسلاح غير القاتل،

تقريباً جميعهم يجيب بنفس الجواب قطعاً.

يقولون: "يجب أن يكون شيئاً شريراً كفاية

لكي لا يريد الناس أن يُضربوا بهذا السلاح.

فإن هددتم باستخدامه،

سيمتثل الناس لذلك.

ولكنه سيكون أيضاً شيئاً

لا يترك آثاراً دائمة."

بعبارة أخرى،

سلاحكم غير القاتل الأفضل
هو شيء ممتاز للإساءة.

ماذا يمكن لهؤلاء الرجال أن يفعلوا
لو أتيحت لهم المسدسات الصاعقة،

أو أتيحت لهم نسخة بشرية
ومحمولة من نظام الصد الفعال،

شعاع حراري صغير يمكنك استخدامه على الناس

دون أن يقلقك الأمر.

إذاً أعتقد نعم،

هناك طرق يكون فيها السلاح
غير القاتل رائعاً في هذه الحالات،

ولكن هناك كومة كبيرة من المشاكل

يجب أخذها بعين الاعتبار أيضاً.

شكراً جزيلاً لكم.

(تصفيق)