Return to Video

Stay Human - The Reading Movie (2013)

  • 0:13 - 0:21
    أيها الأخوة، أصبح شعارنا "حافظوا على إنسانيتكم" الآن أيضاً كتاباً.
  • 0:21 - 0:25
    تجدون فيه قصة المذبحة التي استمرت ثلاثة أسابيع
  • 0:25 - 0:28
    والتي كتبتها حسب مقدرتي
  • 0:28 - 0:31
    وفي معظم الأحيان في ظروف من كثير من عدم الاستقرار
  • 0:31 - 0:36
    والتي غالباً ما أخربشها حول الجحيم الذي يعيشه كل من حولي في دفتر ملاحظات بالٍ
  • 0:36 - 0:39
    بينما أكون جاثماً في سيارة إسعاف تطلق صفارتها في الشارع.
  • 0:39 - 0:44
    أو أنقرها بشكل مسعور على لوحة مفاتيح أي جهاز حاسوبٍ يتوفر لدي،
  • 0:44 - 0:50
    وغالباً داخل أحد الأبنية المترنحة كبندولٍ مجنون من شدة الانفجارات التي تقع حولنا.
  • 0:50 - 0:55
    من الواجب عليَّ تحذيركم بأن الغوص في هذا الكتاب قد يكون محفوفاً بالمخاطر.
  • 0:55 - 0:59
    هذه الأوراق مؤذيةٌ وملطّخةٌ بالدماء
  • 0:59 - 1:04
    كما إنها مشبعةٌ بالفوسفور الأبيض، وهي حادةٌ كحدة شظايا قنبلةٍ.
  • 1:04 - 1:11
    أما إذا قُرئت في هدوء غرفة نومٍ، فإن جدرانكم ستهتزّ بفعل صرخاتنا التي سبّبها الرعب.
  • 1:11 - 1:18
    إنني أشعر بالقلق على شغاف قلوبكم التي أعترف أنها لم تصبح حتى الآن عازلةً لأصوات الألم.
  • 1:18 - 1:23
    الرجاء الاحتفاظ بهذا الكتاب في مكانٍ آمنٍ في متناول الفتيان
  • 1:23 - 1:28
    فبذلك ربما يطّلعون بسرعةٍ على عالم ليس شديد البعد عنهم،
  • 1:28 - 1:35
    حيث اللامبالاة والتمييز العنصري تمزّق نظراءهم إلى قطعٍ صغيرة وكأنهم مجرد دمىً باليةً.
  • 1:35 - 1:43
    وبهذه الطريقة ربما يكون ذلك لقاحاً لهم، منذ نعومة أظفارهم، ضد التمييز العنصري وضد وباء العنف تجاه أي شخص مختلف عنا
  • 1:43 - 1:50
    أو ضد الحياد عندما يواجَه بالظلم. ومن أجل الغد ومن أجل أن تحافظوا على إنسانيتكم
  • 1:50 - 1:53
    إنني أثق بكم أيها الذين تثقون بي
  • 1:53 - 1:57
    ليس من أجل أولئك الذين ماتوا بل من أجل الذين أصيبوا بجراح قاتلة في هذه المذبحة البشعة.
  • 1:57 - 2:04
    أضمكم ضمة كبيرة بقدر اتساع البحر الأبيض المتوسط الذي بقدر ما يباعدنا عن بعضنا بقدر ما يضمنا
  • 2:04 - 2:06
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 2:06 - 2:19
    لا استسلام، المخلص لكم: فيتوريو
  • 2:19 - 2:21
    27 كانون الأول 2008
  • 2:21 - 2:24
    غيرنيكا في غزَّة
  • 2:24 - 2:26
    شقتي في غزَّة مواجهة للبحر
  • 2:26 - 2:30
    منظر بانورامي لطالما كان له فعل العجائب على مزاجي، وغالباً ما كان يتم تعكير ذلك المزاج بسبب كل هذا البؤس الذي تسببه الحياة تحت الحصار
  • 2:30 - 2:36
    كان ذلك قبل هذا الصباح عندما انفتح كل الجحيم خارج نافذتي
  • 2:36 - 2:41
    استيقظنا على صوت سقوط القنابل التي نزل العديد منها على بعد بضعة مئات من الأمتار من منزلي
  • 2:41 - 2:49
    وقد سقط بعض من أصدقائي صريعاً بفعل تلك القنابل.
  • 2:49 - 2:53
    وصل عدد الضحايا حتى الآن إلى 210 قتلى، لكن الرقم يتجه نحو الازدياد بشكل دراماتيكي. إنها عملية سفك دماء غير مسبوقة.
  • 2:53 - 3:01
    لقد دمروا المرفأ المقابل لشقتي حتى سُويِّ بالأرض، وسحقوا مركز الشرطة.
  • 3:01 - 3:05
    بلغني أن وسائل الإعلام الغربية تمالئ إسرائيل مكررةً
  • 3:05 - 3:10
    البيانات الصحفية التي يصدرها الجيش الإسرائيلي بشكل ببغاوي
  • 3:10 - 3:15
    والتي تبعاً لها، فإن الهجمات تستهدف فقط أوكار حماس الإرهابية بدقة تشبه دقة العملية الجراحية.
  • 3:15 - 3:22
    في الواقع الفعلي، عند زيارة مشفى الشفاء وهو مشفى المدينة الرئيس، والتحديق في الخطوط الفوضوية التي تشكّلها الجثث الملقاة في فنائه
  • 3:22 - 3:28
    فإننا في الغالب ما نرى مدنيين بين أولئك الذين ينتظرون العلاج، مستلقين بشكل عشوائي جنباً إلى جنب جثث أخرى تنتظر دفناً شرعياً.
  • 3:28 - 3:38
    هل يمكنك أن تتخيل غزَّة؟ كل منزل فيها يتكئ على الآخر وكل بناء يرتفع فوق البناء المتاخم.
  • 3:38 - 3:45
    غزَّة هي المكان الأعلى كثافة سكانية في العالم
  • 3:45 - 3:49
    والذي يعني أنه عندما تلقي قنبلة من ارتفاع 10000 متر فإنك بشكل حتمي ستذبح العديد من المدنيين.
  • 3:49 - 3:56
    إنك تعلم ذلك، وبالتالي أنت مذنب ومدان، فهذه الجريمة لم تقع عن طريق الخطأ، وبالتأكيد ليس هنالك أي مجال لتجنّب حصول أضرار جانبية.
  • 3:56 - 4:02
    عندما قُصِفَ مركز الشرطة الرئيس في العباس
  • 4:02 - 4:08
    تضررت المدرسة الابتدائية المجاورة أيضاً بفعل الانفجار.
  • 4:08 - 4:13
    كان الوقت نهاية الدوام الدراسي وكان التلاميذ في الشارع.
  • 4:13 - 4:17
    أغلبهم مُزِّقَت مريلاتهم السماوية اللون المتناثرة، كانت مضمخة بالدماء.
  • 4:17 - 4:22
    وعند قصف أكاديمية الشرطة في دير البلح
  • 4:22 - 4:26
    سقط بعض القتلى والجرحى في السوق المجاور، وهو سوق غزَّة الرئيس.
  • 4:26 - 4:32
    لقد رأينا الدماء تسيل من جثث الحيوانات والبشر وتمتزج ببعضها لتجري في جداول على إسفلت الطرقات.
  • 4:32 - 4:41
    إنها غيرنيكا تتجلى حقيقة!!
  • 4:41 - 4:46
    رأيت جثامين عديدة في لباس موحّد في كثير من المشافي التي زرتها، واعلم أن العديد منها يعود لأطفال.
  • 4:46 - 4:53
    اعتدت أن ألقي التحية عليهم كلما أقابلهم في الشارع وأنا في طريقي إلى الميناء أو أتمشى نحو المقهى الرئيس في المساء.
  • 4:53 - 5:01
    أعرف العديد منهم بالاسم. اسم وتاريخ وعائلة متقطعة الأوصال.
  • 5:01 - 5:07
    كانت الغالبية العظمى من الضحايا شباناً بين الـ 18 والـ 20 من العمر،
  • 5:07 - 5:11
    وأغلبهم كانوا من دون ميول سياسية. فهم لا يؤيدون فتح ولا حماس،
  • 5:11 - 5:14
    وبكل بساطة انتسبوا إلى قوات الشرطة بعدما أنهوا دراستهم الجامعية
  • 5:14 - 5:19
    لكي يؤمّنوا لأنفسهم فرصة عمل في غزَّة
  • 5:19 - 5:23
    التي تعيش تحت الحصار الإسرائيلي المجرم حيث وصلت نسبة العاطلين عن العمل فيها إلى 60% من السكان.
  • 5:23 - 5:30
    ليس لديّ اهتمام بالدعاية
  • 5:30 - 5:33
    وأنا أدع عينيّ تشهدان، وأبقي أذنيّ مصغيتين لأصوات صفارات الإنذار وقرقعات الـ TNT.
  • 5:33 - 5:40
    لم أرَ أيّ «إرهابي» بين المصابين هذا اليوم، ليس هنالك سوى مدنيين ورجال شرطة.
  • 5:40 - 5:45
    ليلة البارحة فقط كنت أمرح مع اثنين منهم حول طريقتهم بارتداء القفطان اتقاءً للبرد
  • 5:45 - 5:51
    أريد الحقيقة لأعوّض لهؤلاء الموتى.
  • 5:51 - 5:56
    لم يطلقوا ولو طلقة واحدة ضد إسرائيل، كما لم تكن لهم النية في ذلك
  • 5:56 - 6:00
    ما دامت وظيفتهم لا تتطلب ذلك. كانوا يعملون كمراقبين لحركة السير مسؤولين عن الأمن الداخلي.
  • 6:00 - 6:07
    كما إن الميناء كان بعيداً جداً عن الحدود الإسرائيلية على كل حال.
  • 6:07 - 6:13
    لديّ كاميرا تصوير فيديو، لكنني اكتشفت اليوم مدى فشلي الفظيع كمصِّور.
  • 6:13 - 6:18
    بالإضافة إلى أنه ليس لديّ الجرأة على تصوير الجثث المشوّهة أو الوجوه المبللة بالدموع. لا أستطيع التصوير،
  • 6:18 - 6:23
    فأنا نفسي انخرطت بالبكاء.
  • 6:23 - 6:27
    ذهبت والمتطوعون الآخرون من حركة التضامن الدولية إلى مشفى الشفاء للتبرع بالدم.
  • 6:27 - 6:35
    وهناك تلقّينا اتصالاً يفيد بأن سارة، الصديقة العزيزة،
  • 6:35 - 6:39
    قد قتلت بسبب إصابتها بشظية قرب منزلها في مخيم جباليا للاجئين.
  • 6:39 - 6:47
    كانت شخصاً محبباً بروح مشرقة، وقد خرجت لتشتري الخبز لعائلتها.
  • 6:47 - 6:53
    رحلت وتركت وراءها 13 طفلاً.
  • 6:53 - 6:56
    تلقيت منذ لحظة مكالمة من توفيق في قبرص،
  • 6:56 - 6:59
    وتوفيق هو طالب فلسطيني أسعفه حظه فغادر معسكر الاعتقال الهائل المسمى غزَّة
  • 6:59 - 7:06
    على ظهر أحد قواربنا التابعة لحركة غزَّة الحرة كي يبدأ من جديد في مكان آخر.
  • 7:06 - 7:13
    سألني إن كنت قد زرت عمه ونقلت سلامه إليه كما وعدته.
  • 7:13 - 7:20
    لقد اعتذرت لأنه لم يكن لديّ الوقت الكافي.
  • 7:20 - 7:25
    وفي جميع الأحوال كان الوقت قد تأخر، لقد دفن تحت الأنقاض في منطقة المرفأ مع آخرين.
  • 7:25 - 7:30
    أطلقت إسرائيل تهديدها الرهيب بأن ما حصل حتى الآن هو مجرد اليوم الأول من حملة القصف التي قد تستمر لأسبوعين.
  • 7:30 - 7:33
    إنهم يريدون تحويل المكان إلى صحراء، ثم يُسمّونها عمليةً للسلام.
  • 7:33 - 7:40
    في هذا الوقت يأتي صمت العالم (المتحضر) الذي يصيب الآذان بالصمم أكثر من أصوات الانفجارات التي تغطّي المدينة
  • 7:40 - 7:44
    ككفنٍ من الموت والإرهاب.
  • 7:44 - 7:50
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 7:50 - 7:53
    29 كانون الأول/ديسمبر 2008
  • 7:53 - 8:10
    الموت ببطء في أثناء إصغاء السمع من دون جدوى
  • 8:10 - 8:13
    رائحة الفوسفور اللاذعة
  • 8:13 - 8:15
    تملأ الهواء بينما السماء ترتجف بفعل زلزلة الأرض المستمر.
  • 8:15 - 8:18
    أصبحت أذناي صمّاوين بفعل الانفجارات، أمّا عيناي فمملوءتان بالدموع بسبب كل هذه الجثث.
  • 8:18 - 8:22
    وقفت أمام مشفى الشفاء، وهو المشفى الرئيس في غزَّة،
  • 8:22 - 8:29
    عندما تلقينا التحذير الإسرائيلي الرهيب الأحدث: لقد قرروا قصف الجناح الذي في طور البناء.
  • 8:29 - 8:33
    لم يكن ذلك أول استهداف للمشافي، فالبارحة تعرّض مشفى الوئام للقصف،
  • 8:33 - 8:39
    ومستودع الأدوية في رفح، والجامعة الإسلامية،
  • 8:39 - 8:44
    وعدد من المساجد الموزعة في كل أنحاء القطاع، من دون الحاجة إلى ذكر العديد من البنى التحتية التابعة للمواطنين والتي قصفت أيضاً.
  • 8:44 - 8:49
    على ما يبدو، وحين لم تعد قادرة على إيجاد أهداف محسوسة، اتجهت القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية إلى قتل الوقت باستهداف
  • 8:49 - 8:55
    أماكن العبادة والمدارس والمستشفيات.
  • 8:55 - 9:01
    في كل ساعة وفي كل دقيقة تتكرر أحداث 11 أيلول/سبتمبر هنا،
  • 9:01 - 9:03
    والغد هو دائماً يومٌ جديدٌ للحِداد، جالباً معه يأساً يوازي ذلك الحداد.
  • 9:03 - 9:07
    يمكنك ملاحظة الطائرات الحربية والحوامات وهي تجوب السماء بشكل مستمر،
  • 9:07 - 9:12
    ترى وميضاً، لكنك أصبحت هالكاً لا محالة، فقد فات أوان الهروب.
  • 9:12 - 9:15
    لا يوجد في القطاع ملاجئ مضادة للقنابل، وليس هنالك في الواقع مكانٌ آمن.
  • 9:15 - 9:20
    لا أستطيع الاتصال بأصدقائي في رفح ولا حتى بأولئك الذين يعيشون شمال مدينة غزَّة،
  • 9:20 - 9:25
    راجياً أن يكون السبب هو الضغط على خطوط الاتصالات، آمل ذلك.
  • 9:25 - 9:30
    لم أنم منذ 60 ساعة ويمكن قول الشيء نفسه عن الغزيين.
  • 9:30 - 9:34
    أمضيت ليلة البارحة برفقة ثلاثة أشخاص من أعضاء حركة التضامن الدولية في مشفى العودة في مخيم جباليا للاجئين.
  • 9:34 - 9:38
    وكنا في حالة ترقب مخيف للهجوم البري الأكثر رعباً والذي لم يسبق له مثيل.
  • 9:38 - 9:46
    لكن الدبابات الإسرائيلية اصطفت على طول حدود القطاع
  • 9:46 - 9:52
    كما تكلمنا، مالئةً طريقها بالصرير كما لو كانت في موكب جنائزي.
  • 9:52 - 9:57
    حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف سقطت قنبلة على بعد 800 متر من المشفى،
  • 9:57 - 10:01
    فأدت موجة الصدمة الصادرة عن الانفجار إلى نسف العديد من نوافذه وتفتيتها إلى قطع صغيرة، مما أدى إلى جرح النزلاء الجرحى بطبيعة الحال.
  • 10:01 - 10:06
    هرعت سيارة إسعاف إلى مكان وقوع القنبلة حيث قُصِفَ أحد المساجد، لكنه ولحسن الحظ كان فارغاً حينها.
  • 10:06 - 10:13
    لسوء الحظ (رغم أن الحظ لا يمكنه أن يفعل شيئاً
  • 10:13 - 10:19
    فما بالك مع المجرم والإرهاب المتعمد الذين سيقومان بمجزرة ضد المدنيين).
  • 10:19 - 10:23
    ضربت القنبلة الإسرائيلية كذلك بناءاً مجاوراً للمسجد الذي دُمِّر تدميراً شبه كامل.
  • 10:23 - 10:28
    راقبنا بينما كان يتم سحب ستة أجساد بالغة الصغر لستّ أخوات من تحت الركام،
  • 10:28 - 10:32
    خمس منهن قتلى وواحدة بين الحياة الموت. قاموا بتمديد الفتيات الصغيرات على الإسفلت الأسود،
  • 10:32 - 10:36
    حيث بَدَونَ مثل دمىً محطمةً ومرميةً وكأنها أصبحت غير قابلةٍ للاستعمال.
  • 10:36 - 10:42
    لم يكن قتلهن قد حصل بالخطأ، إنه رعب متعمَّد واستخفافي.
  • 10:42 - 10:46
    وحسبما قال الأطباء في مشفى الشفاء وصل عدد الضحايا حتى هذه اللحظة إلى 320 شهيداً وأكثر من 1000 جريح،
  • 10:46 - 10:49
    سيواجه حوالى 60% منهم مصيرهم بالموت خلال الساعات أو الأيام القادمة بعد أن يكونوا قد تحمّلوا المعاناة الطويلة
  • 10:49 - 10:55
    هنالك العديد من المفقودين.
  • 10:55 - 11:02
    خلال اليومين الماضيين كانت هنالك نساء يائسات يبحثن عن أزواجهن
  • 11:02 - 11:04
    أو أبنائهن في المشافي، لكن في الغالب من دون جدوى.
  • 11:04 - 11:07
    كان منظر المشرحة مرعباً.
  • 11:07 - 11:09
    أبلغتني إحدى الممرضات أنه بعد ساعات من البحث بين أشلاء القتلى في الثلاجة، ميزت امرأة فلسطينية
  • 11:09 - 11:12
    يد زوجها المبتورة. كان ذلك كل ما بقي لها من زوجها،
  • 11:12 - 11:15
    بالإضافة إلى محبس الزواج في إصبعه، بقيةُ حبٍّ أبديٍّ كان كلٌّ منهما قد أقسم للآخر على الإخلاص له.
  • 11:15 - 11:19
    خارج أحد المنازل الذي كانت تسكنه عائلتان، تتوضع بعض أشلاء هي ما تبقى منهم،
  • 11:19 - 11:25
    لقد أظهروا لأقاربهم نصف جذع إنسان وثلاث أرجل.
  • 11:25 - 11:30
    يغادر في هذا الوقت أحد القوارب التابعة لحركة غزَّة الحرة ميناء لارنكا في قبرص.
  • 11:30 - 11:36
    اتصلت بأصدقائي على متن المركب، لقد جمعوا كميات من الأدوية وحمّلوها بإحكام في المركب
  • 11:36 - 11:39
    يجب أن يصل غزَّة غداً حوالى الساعة الثامنة مساء.
  • 11:39 - 11:46
    بدورنا نحن على هذا الطرف نتمنى أن يستمر الميناء في الوجود بعد ليلة أخرى من القصف المتواصل.
  • 11:46 - 11:52
    سأبقى على اتصال بهم في رحلتهم خلال هذه الليلة.
  • 11:52 - 11:56
    رجاءً، ليوقف أحدٌ ما هذا الكابوس.
  • 11:56 - 12:00
    إن اختيار البقاء صامتاً يعني بطريقة أو بأخرى تقديم الدعم للذين يقومون بالإبادة الجماعية التي تجري حالياً.
  • 12:00 - 12:03
    فلتصرخوا معبّرين عن نقمتكم في كل عاصمة من عواصم العالم (المتحضّر)،
  • 12:03 - 12:05
    في كل مدينة، وفي كل ساحة، ولتعبّر هذه الصرخات عن الألم والرعب.
  • 12:05 - 12:10
    هنالك شريحة من البشر تموت بينما تصيخ السمع بألم، بانتظار أية استجابة.
  • 12:10 - 12:14
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 12:14 - 12:19
    30 كانون الأول/ديسمبر 2008
  • 12:19 - 12:23
    مصانع الملائكة
  • 12:23 - 12:54
    كانت جباليا وبيت حانون ورفح ومدينة غزَّة المحطات الأولى لرحلتي وفق خريطتي الخاصة إلى الجحيم.
  • 12:54 - 12:58
    مهما نشر الإعلام من أقوال كبار القادة الإسرائيليين
  • 12:58 - 13:02
    فسيتم ترديده في أوربا والولايات المتحدة بشكل ببغاوي بعد مروره على خبراء التضليل
  • 13:02 - 13:14
    إلا أنني بذاتي كنت في الأيام القليلة الماضية شاهد عيانٍ على قصف المساجد والمدارس
  • 13:14 - 13:22
    والجامعات والمشافي والأسواق والكثير الكثير من الأبنية المدنية.
  • 13:22 - 13:31
    أكد مدير مشفى الشفاء
  • 13:31 - 13:42
    أنه قد تلقى اتصالات من عناصر في الجيش الإسرائيلي
  • 13:42 - 13:51
    تأمره بإخلاء المشفى وإلا فإنه سيواجه مصير إمطاره بالصواريخ. لكنهم لن يسمحوا للجيش أن يرعبهم.
  • 13:51 - 13:57
    عليَّ أن أنام في المرفأ (بالرغم من أن أعيننا لم تغمض لمرة واحدة في غزَّة منذ أربعة أيام على الأقل)،
  • 13:57 - 14:04
    لكن هذا المرفأ كان عرضة للقصف المتواصل طيلة الليل.
  • 14:04 - 14:23
    لم تعد تُسمَع أصوات صفارات سيارات الإسعاف خلال جولاتها المحمومة،
  • 14:23 - 14:28
    ولسبب بسيط هو أنه لم تبقَ أرواح حية في الميناء والضواحي المحيطة به. الجميع أموات،
  • 14:28 - 14:35
    ويبدو الأمر كأنك تدوس في مقبرة إثر وقوع زلزال.
  • 14:35 - 14:45
    الوضع أشبه ما يكون بوقوع كارثة طبيعية، إنه حقد دفين وثوران كلبي
  • 14:45 - 15:02
    صب فوق رؤوس الناس في غزَّة مثل الرصاص الذائب، ممزِّقاً الأجساد البشرية إلى قطع.
  • 15:02 - 15:11
    وعلى عكس كل التوقعات، وحَّدَ هذا العدوان الفلسطينيين قاطبة وجمعهم عبر معاناتهم الجماعية مذبحةً شنيعة.
  • 15:11 - 15:23
    كان هنالك أناس لم يُلقوا التحية على بعضهم حتى الفترة الأخيرة
  • 15:23 - 15:35
    وذلك بسبب انتمائهم إلى فصائل متعارضة.
  • 15:35 - 15:45
    لكن عندما يسقط وابل القنابل من السماء على ارتفاع 10000 متر
  • 15:45 - 15:59
    عليك أن تكون على ثقة بأنها لن تقوم بالتفريق بين الرايات المدلاة من نافذتك سواء أكانت لحماس أم لفتح.
  • 15:59 - 16:09
    كما إنه ليس هنالك ما يسمى بعملية عسكرية أشبه بالجراحية بدقتها.
  • 16:09 - 16:20
    فعندما بدأت القوات الجوية والبحرية قصفها كانت العمليات الجراحية الوحيدة التي جرت
  • 16:20 - 16:34
    هي ما قام به الأطباء بلا تردد بقطع أطراف تحولت إلى ما يشبه العجينة
  • 16:34 - 16:43
    حتى ولو كان بالإمكان إنقاذ تلك الأيادي أو الأرجل.
  • 16:43 - 16:56
    ليس هنالك وقت، عليك بالركض، فالوقت الذي ستمضيه بشكل جديّ بمعالجة الأطراف المصابة
  • 16:56 - 17:06
    ربما يسبب وفاةً للجريح التالي الذي ينتظر بالرتل كي ينقل للعلاج أو إلى ما هو أسوا من ذلك.
  • 17:06 - 17:14
    يوجد في مشفى الشفاء 600 مريض مقيم، حالاتهم حرجة إلى حد كبير، مع عدم توفر سوى 29 جهاز تنفس اصطناعي.
  • 17:14 - 17:28
    لديهم نقص في كل شيء وخاصة في الطاقم الخبير.
  • 17:28 - 17:38
    لهذا السبب بعينه، كنا منهكين (ولا يعود السبب الرئيس لقلة النوم
  • 17:38 - 17:55
    بقدر ما هو بسبب لا مبالاة ورضوخ الحكومات الغربية لإسرائيل في جرائمها).
  • 17:55 - 18:03
    قررنا الليلة الماضية أنه الوقت المناسب لإحدى السفن الأربع التابعة لحركة غزَّة الحرة كي تغادر ميناء لارنكا في قبرص
  • 18:03 - 18:11
    حاملةً طاقماً طبياً وثلاثة أطنان من الأدوية.
  • 18:11 - 18:24
    انتظرتهم لكن من دون جدوى، كان من المفترض أن يرسو مركبهم في الثامنة من هذا الصباح.
  • 18:24 - 18:37
    لكن بدل ذلك اعترضتهم 11 سفينة حربية إسرائيلية على بعد 90 ميلاً بحرياً من غزَّة،
  • 18:37 - 18:44
    في محاولة منهم لإغراقهم في المياه الدولية.
  • 18:44 - 18:56
    لقد صدموهم ثلاث مرات
  • 18:56 - 19:07
    مسببين خللاً في عمل المحرك وتسرباً في الهيكل.
  • 19:07 - 19:13
    وبالصدفة المحضة بقي الطاقم والركاب على قيد الحياة
  • 19:13 - 19:19
    وقرروا إرساء المركب في ميناء صور في جنوب لبنان.
  • 19:19 - 19:25
    ورغم ازدياد إحباط رفاقي بسبب صمت العالم (المتحضر) المصمّ للآذان
  • 19:25 - 19:32
    فإنهم سيقومون بمحاولة ثانية قريباً.
  • 19:32 - 19:41
    في الحقيقة لقد قاموا بتفريغ الأدوية من مركبنا المتضرر المسمى «الكرامة»
  • 19:41 - 19:51
    وحمّلوها على مركب آخر جاهز للإبحار متوجهاً بشكل مباشر نحو غزَّة.
  • 19:51 - 19:58
    كانت أسئلة بعض الصحافيّين الذين أجروا معي لقاءات تتمحور حول الوضع الإنساني للفلسطينيين في غزَّة
  • 19:58 - 20:06
    وكأن المشكلة تنحصر فقط في الطعام والماء والكهرباء ونقص الوقود
  • 20:06 - 20:17
    أكثر من تمحورها حول من هو المسبّب الفعلي لكل هذا
  • 20:17 - 20:31
    رأيت في مشفى العودة جثثاً لا تُنزَل
  • 20:31 - 20:40
    من سيارات الإسعاف فقط بل من العربات الخشبية التي تقطرها الحيوانات.
  • 20:40 - 21:04
    تقوم الدبابات والطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار وطائرات الأباتشي وأعنف جيش في العالم
  • 21:04 - 21:10
    بمهاجمة أناس يستخدمون الحمير وسيلةَ نقلٍ أساسية لهم، كما في زمن السيد المسيح.
  • 21:10 - 21:25
    وتبعاً لمركز الميزان لمراقبة أوضاع حقوق الإنسان
  • 21:25 - 21:37
    وفي الوقت الذي كنا نتكلم فيه مع الصحافيين قتل 55 طفلاً بسقوط قنبلة،
  • 21:37 - 21:54
    بينما دخل 20 شخصاً في حالة احتضار، كما أصيب 40 شخصاً بجروح بليغة
  • 21:54 - 22:02
    حولت إسرائيل المستشفيات والمشارح الفلسطينية إلى مصانع للملائكة،
  • 22:02 - 22:10
    غير مدركة حجمَ الكراهية التي جلبتها لنفسها في فلسطين وبقية العالم.
  • 22:10 - 22:16
    إن مصانع الملائكة تنتج ملائكة عبر خط إنتاج يعمل من دون توقف في هذه الليلة أيضاً:
  • 22:16 - 22:26
    أستطيع الجزم بذلك من أصوات الانفجارات التي يمكنني سماعها من نافذتي.
  • 22:26 - 22:37
    هذه الجثث المبتورة والمقطعة إلى قطع صغيرة، هذه الحيَوات التي تبددت قبل أن تسنح لها الفرصة بالتفتح،
  • 22:37 - 22:47
    ستبقى كابوساً يتكرر أمامي لبقية حياتي.
  • 22:47 - 22:59
    وإذا كان لا يزال بمقدوري إيجاد القوة التي تدفعني للحديث حول هذا،
  • 22:59 - 23:13
    فإن مردّ ذلك هو فقط أنني أريد تحقيق العدالة لهؤلاء الذين لم يعودوا يمتلكون صوتاً، هؤلاء الذين لم يسبق لهم أن حظوا بفرصة إسماع صوتهم ولو لبرهة،
  • 23:13 - 23:23
    ربما كان ذلك في صالح أولئك الذين ليس لديهم آذان يسمعون بها.
  • 23:23 - 23:29
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 23:29 - 23:49
    1 كانون الثاني/يناير 2009
  • 23:49 - 23:56
    الكارثة غير الطبيعية
  • 23:56 - 24:41
    حلّت السنة الجديدة مع استمرار توقّع الكآبة والموت اللذين رافقا سابقتها،
  • 24:41 - 24:44
    لم أرَ من قبل قط هذا القدر من القنابل يسقط حول شقّتي أمام المرفأ،
  • 24:44 - 24:46
    وقع انفجار على بعد 100 مترٍ اهتزازاً قوياً لبنايتنا المؤلفة من سبعة طوابق،
  • 24:46 - 24:52
    جاعلاَ إياها تتأرجح كرقّاص ساعةٍ مجنونٍ.
  • 24:52 - 24:55
    عندما انفجرت ألواح زجاج النافذة، اعترانا الخوف من أن البناية ستنقلب.
  • 24:55 - 25:00
    كانت لحظة رعب صلّيت وتعلّقت بوهم أن تكون البناية قد شيدت وفق معايير مقاومة الزلازل
  • 25:00 - 25:03
    **وهم غير محتمل,
  • 25:03 - 25:08
    ** غزَّة قد توضّعت على طول خط من الأرض لا يتعرض للزلازل.
  • 25:08 - 25:15
    الزلازل من حولنا تسمى إسرائيل.
  • 25:15 - 25:17
    استمرّيت في بحثي المستميت عن هؤلاء الأصدقاء الذين لم يعودوا يجيبون على الهاتف.
  • 25:17 - 25:21
    ** أحمد في منزله,
  • 25:21 - 25:25
    ** في أحد الأبنية الذي ما زال قائماً في مركز حيّ تلّ الهوى في مدينة غزَّة
  • 25:25 - 25:30
    ** من حوله
  • 25:30 - 25:33
    سيناريو إيحائي يعيد ما حصل في حي الشيعة في بيروت
  • 25:33 - 25:38
    ..بعد أن عملت القنابل على تسويته بالأرض في حرب 2006
  • 25:38 - 25:39
    **تلك القنابل و من نفس المصدر تسقط على رؤوسنا حالياً.
  • 25:39 - 25:44
    احمد بخير,
  • 25:44 - 25:48
    ** وأقرباؤه بخير,
  • 25:48 - 25:52
    بالرغم من أن والدته كادت تشرف على الموت يوم السبت الماضي.
  • 25:52 - 25:54
    إنها تُدرِّس في مدرسة بلقيس التابعة للأونروا
  • 25:54 - 25:56
    في ذلك اليوم بقيت في صفها فترة أكثر قليلاً من المعتاد,
  • 25:56 - 25:59
    وهو ما ساهم في بقائها على قيد الحياة.
  • 25:59 - 26:03
    فقد دفن العديد من التلاميذ بينما كانوا يقفون في موقف الباص تحت ركامٍ نَجمَ عن انفجار قريب.
  • 26:03 - 26:06
    ** فقد دفن العديد من التلاميذ بينما كانوا يقفون في موقف الباص تحت ركامٍ نَجمَ عن انفجار قريب.
  • 26:06 - 26:08
    كما وقعت قنبلة في الليلة الماضية على سيارة أحمد
  • 26:08 - 26:10
    الفستقية اللون والاقتصادية ,
  • 26:10 - 26:17
    ****اذ كان يتجوّل فيها باحثاً عن خبز،
  • 26:17 - 26:20
    ...في مدينة أصبح يباع فيها الطحين بثمن يعادل ثمن الذهب.
  • 26:20 - 26:22
    بالنسبة إلى رفيق، فقد استطعت في النهاية الوصول إليه عبر الهاتف.,
  • 26:22 - 26:27
    بدا صوته الخفيض وكأنه يحاول أن يرتفع من عمق سحيق
  • 26:27 - 26:31
    وطبقة صوته تشي باليأس والحزن...
  • 26:31 - 26:34
    بسبب سماعه للتو خبر وفاة ثلاثة من أعز أصدقائه خلال الهجوم على الميناء.
  • 26:34 - 26:37
    في واحدة من أواخر المقاهي التي لا تزال تعمل في غزَّة ,
  • 26:37 - 26:40
    **** والتي تقدم القهوة إضافة إلى خدمة الإنترنيت،
  • 26:40 - 26:47
    ومع ابتسامة سخرية تعلو وجهي، عرضت على صديقين مقالة أخبارية على جهاز حاسوبي المحمول...
  • 26:47 - 26:50
    .تتحدث عن «قتيل و382 جريحاً»
  • 26:50 - 26:54
    لم تكن تلك المقالة تتمحور حول العدد المتوقع لضحايا سقوط صاروخ القسام
  • 26:54 - 26:58
    ** الذي أطلق نحو إسرائيل البارحة ولم يسبب أذى لأحد،
  • 26:58 - 27:02
    كن كان ذلك من آثار المذبحة التي سببتها عروض الألعاب النارية التي أطلقت في إيطاليا احتفالاً بالسنة الجديدة
  • 27:02 - 27:07
    أبلغت أصدقائي أن حماس تكون ساذجة,
  • 27:07 - 27:10
    إذا كانت تعتقد أن بإمكانها مقارعة إسرائيل باستخدامها هذه الألعاب المصنوعة محلياً.
  • 27:10 - 27:15
    عليهم أن يأخذوا دروساً في نابلس لصناعة صواريخ قاتلة حقيقية.
  • 27:15 - 27:18
    بالنسبة إليّ، وحيث إنني شخص مسالم ومن دعاة اللاعنف، فإنني أشمئزّ من أي نوع من الهجمات الفلسطينية ضد إسرائيل،
  • 27:18 - 27:22
    لكننا هنا في أشد درجات الغضب من تلك الأقوال المأثورة القديمة والمضجرة,
  • 27:22 - 27:30
    ...التي تقول إن هذه المذبحة...
  • 27:30 - 27:36
    هي ردّ فعل إسرائيل على إطلاق الفلسطينيين لتلك الصواريخ المتواضعة المصنوعة محلياً.
  • 27:36 - 27:39
    ولأجل الدقة، فإنه منذ عام 2002 حتى يومنا هذا
  • 27:39 - 27:42
    ..لم تؤدِّ صواريخ القسام التي أطلقت على إسرائيل سوى إلى مقتل 18 شخصاً فقط،
  • 27:42 - 27:47
    بينما أحصينا يوم السبت الماضي وفي غضون ساعتين فقط
  • 27:47 - 27:50
    سقوط أكثر من 250 قتيلاً من المدنيين في مشافي غزَّة..
  • 27:50 - 27:54
    استعلمت في المقهى حول وقف إطلاق النار الذي دعا إليه الاتحاد الأوروبي ورفضته إسرائيل،
  • 27:54 - 27:57
    مع العلم بأن الاتحاد الأوروبي يستطيع فرض على إسرائيل حين يشاء، كونه واحداً من تلك الشريحة الواسعة من الذين يزودونها بالتجهيزات الحربية الضخمة التي تحتاج إلى استهلاكها والتي تستجرّها من ترسانة هذا الاتحاد..
  • 27:57 - 28:03
    جميعهم يهزّون رؤوسهم وهم متجهّمون..
  • 28:03 - 28:09
    هل كان هنالك حقاً في يوم ما هدنة,
  • 28:09 - 28:15
    قبل هذا الهجوم العنيف على سكان شرعيين مجردين من السلاح؟
  • 28:15 - 28:17
    في تشرين الثاني/نوفمبر وحده قتل الجيش الإسرائيلي 17 فلسطينياً
  • 28:17 - 28:19
    (ليصبح الإجمالي 43 منذ بدء سريان وقف إطلاق النار).
  • 28:19 - 28:23
    وحتى قبل ذلك، فإن الحصار الإجرامي لغزَّة
  • 28:23 - 28:28
    ...سببّ وفاة أكثر من 200 مريض فلسطيني.
  • 28:28 - 28:32
    أولئك المرضى الذين لديهم موافقات للعلاج في مستشفيات أجنبية مدعمة بالوثائق التي في حوزتهم،
  • 28:32 - 28:36
    ...وقد منعوا من الخروج إلى أي مكان بسبب إغلاق الحدود.
  • 28:36 - 28:40
    كما دمّر الحصارُ الإجرامي الذي تفرضه إسرائيل الاقتصادَ المترنّح أصلاً ,
  • 28:40 - 28:45
    مخلّفاً نسبة 60% من العاطلين عن العمل،
  • 28:45 - 28:50
    مجبراً 80% من العائلات الفلسطينية على العيش على المساعدات الإنسانية.
  • 28:50 - 28:54
    هذه المساعدات التي تصل بالقطَّارة ..
  • 28:54 - 28:57
    ...عابرة الستار الحديدي الذي ضرب حول أكبر سجن مفتوح في العالم غزَّة!
  • 28:57 - 29:02
    أُجبرنا على إخلاء المقهى بسرعة ,
  • 29:02 - 29:08
    بعد تلقّي عدد لا يحصى من مكالمات التهديد بأن المقهى سيقصف وفي غضون دقائق.
  • 29:08 - 29:14
    البارحة في مخيم جباليا للاجئين.
  • 29:14 - 29:17
    أطلقت طائرة إف 16,عدة صواريخ على سيارة إسعاف
  • 29:17 - 29:24
    توفي الطبيب إيهاب المدهون
  • 29:24 - 29:27
    وممرضه الأمين محمد أبو حصيرة.
  • 29:27 - 29:32
    ** لهذا السبب ظهرنا نحن - متطوّعي حركة التضامن الدولية
  • 29:32 - 29:36
    في مؤتمر صحافي
  • 29:36 - 29:39
    أمام كاميرات محطات التلفزة الفلسطينية الأكثر شعبية.
  • 29:39 - 29:44
    **أبلغنا إسرائيل..
  • 29:44 - 29:46
    ... أننا سوف نركب سيارات الإسعاف هذه,
  • 29:46 - 29:50
    آملين أن يكون وجودنا فيها، كدوليين، رادعاً، ولو بسيطاً،
  • 29:50 - 29:54
    ***...ضد هذه الجرائم الدموية واللاإنسانية.
  • 29:54 - 29:58
    أحياناً تصبح أحاديثنا كئيبة إلى حدّ ما:
  • 29:58 - 30:03
    من المحتمل في نهاية هذا الهجوم الدموي الهائل...
  • 30:03 - 30:06
    ...أن يخرج عدد منا إلى هناك ويُجري إحصاءً نهائياً للعدد الكبير من الضحايا الموزعين بين قتلى ومفقودين.
  • 30:06 - 30:12
    أما في الوقت الراهن فإننا نحاول ألاّ نفكر بذلك.
  • 30:12 - 30:15
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 30:15 - 30:21
    3 كانون الثاني/يناير 2009
  • 30:21 - 30:25
    أرواح تطالب بالعدالة
  • 30:25 - 30:58
    بينما أكتب هذه الكلمات، تكون الدبابات الإسرائيلية قد دخلت القطاع
  • 30:58 - 31:00
    بدأ اليوم بالطريقة ذاتها التي انتهى فيها اليوم الذي سبقه
  • 31:00 - 31:03
    الأرض تهتز تحت أقدامنا
  • 31:03 - 31:06
    السماء والبحر يتواطئان ضدنا إلى ما لا نهاية في الأعلى
  • 31:06 - 31:10
    وعلى الأقدار معلّقة مصائر مليون ونصف المليون من الناس
  • 31:10 - 31:13
    الذين خرجوا من مأساة العيش تحت الحصار إلى العيش في كارثة الهجوم
  • 31:13 - 31:16
    الذي يستهدف المدنيين
  • 31:16 - 31:19
    بدا الأفق مضطرباً بسبب اللهب الذي يغطيه
  • 31:19 - 31:22
    ، وكانت أصوات طلقات المدافع تسمع من البحر بينما كانت القنابل تنهمر كالمطر من السماء طيلة الصباح.
  • 31:22 - 31:26
    قوارب الصيد ذاتها التي اصطحبناها إلى داخل البحر المفتوح منذ عدة أيام
  • 31:26 - 31:29
    ووصلنا بها أبعد من تلك الأميال الستة المفروضة من قبل إسرائيل بحصارها غير القانوني والإجرامي
  • 31:29 - 31:36
    قد تحولت الآن إلى حطام متفحّم
  • 31:36 - 31:40
    إذا حاول رجال الإطفاء القضاء على الحرائق
  • 31:40 - 31:45
    فإنهم سيتحولون على الفور إلى أهداف لبنادق الإف16¬
  • 31:45 - 31:48
    كما حصل البارحة.
  • 31:48 - 31:52
    بعد هجوم آخر،
  • 31:52 - 31:56
    وعندما يكون قد عُرف العدد المتوقع للقتلى (إذا كان ذلك ممكناً)
  • 31:56 - 31:59
    سيكون لزاماً إعادة بناء المدينة فوق صحراء من الأنقاض.
  • 31:59 - 32:01
    أعلنت وزيرة الخارجية الإسرائيلية
  • 32:01 - 32:07
    للعالم أنه ليس هنالك حالة طوارئ إنسانية في غزَّة.
  • 32:07 - 32:11
    من الواضح أن من يعتبر نفسه المحتكر الوحيد للأرقام
  • 32:11 - 32:14
    هو في موقف إنكار لهذه المذبحة وسيكون تماماً مثل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد
  • 32:14 - 32:19
    إن الفلسطينيين متفقون مع تسيبي ليفني على شيء واحد
  • 32:19 - 32:23
    وهو (كما أبلغني جوزيف، سائق سيارة الإسعاف الذي يدعو ليفني «القاتلة وعميلة الموساد المحترفة السابقة»)
  • 32:23 - 32:28
    سيدخل المزيد من الغذاء عبر الحدود
  • 32:28 - 32:32
    لأنه ببساطة لم يدخل شيء في كانون الأول/ديسمبر
  • 32:32 - 32:38
    حيث لم يتم السماح بمرور أي شيء عبر سياج الأسلاك الشائكة الذي ضربته إسرائيل.
  • 32:38 - 32:41
    . ولكن ما الغاية من بيع الخبز الطازج في مقبرة؟
  • 32:41 - 32:44
    أولى الأولويات هي وجوب إيقاف القصف بشكل فوري،
  • 32:44 - 32:47
    وقبل تزويد الباقين على قيد الحياة بأي شيء.
  • 32:47 - 32:53
    فالجثث لا تأكل،
  • 32:53 - 32:57
    إنها فقط تؤمّن السماد العضوي للتربة،
  • 32:57 - 33:01
    وفي الوقت الحاضر لم تكن غزَّة أكثر خصوبة مما هي الآن نتيجة تفسّخ الجثث.
  • 33:01 - 33:03
    من جهة أخرى، ينبغي أن تزيد جثث الأطفال المنزوعة الأحشاء والموجودة في المشارح
  • 33:03 - 33:05
    من الشعورَ بالذنب عند أولئك المتفرجين غير المبالين
  • 33:05 - 33:11
    والذين بإمكانهم فعل شيء ما.
  • 33:11 - 33:15
    فقد ظهرت صور الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو يلعب الغولف
  • 33:15 - 33:19
    شاشات كل القنوات الفضائية العربية
  • 33:19 - 33:22
    العربية في مشهد بدا وكأنه (إحراز) مزيد من ثياب الحداد التي تغطي هذه الأرض
  • 33:22 - 33:27
    (وبحدوث ذلك، فإنه لا يوجد أحد هنا يتوهم بأن أوباما سيصنع الأعاجيب
  • 33:27 - 33:30
    كي يغيّر سياسة الولايات المتحدة بشكل جذري).
  • 33:30 - 33:34
    فتحت إسرائيل معبر إيريتس البارحة
  • 33:34 - 33:38
    كي تُخرِجَ كل الأجانب الذين ما زالوا يوجدون في غزَّة.
  • 33:38 - 33:43
    ولم يبقَ سوانا نحن أعضاء حركة التضامن الدولية،
  • 33:43 - 33:47
    xxx
  • 33:47 - 33:51
    حيث خاطبنا اليوم الحكومة الإسرائيلية عبر مؤتمر صحافي
  • 33:51 - 33:53
    شارحين لها الدوافع التي ألزمتنا بالبقاء.
  • 33:53 - 33:55
    لقد شعرنا بالاشمئزاز نتيجة فتح المعابر لإخراج الأجانب
  • 33:55 - 34:00
    الذين يعتبرون الشهود العيان الوحيدين لهذه المجزرة،
  • 34:00 - 34:04
    بينما أبقوها محكمة الإغلاق
  • 34:04 - 34:09
    لمنع دخول الأطباء والممرضين الأمميين
  • 34:09 - 34:12
    الذين كافحوا للدخول وإيصال بعض مواد الإغاثة لزملائهم الفلسطينيين الأبطال.
  • 34:12 - 34:15
    لن نذهب إلى أي مكان
  • 34:15 - 34:18
    لأننا نؤمن بأن وجودنا هنا ضروري
  • 34:18 - 34:24
    لتقديم رواية شاهد عان للجرائم التي تُقتَرف بحق سكان مدنيين مجردين من السلاح
  • 34:24 - 34:26
    ساعة بساعة ودقيقة بدقيقة.
  • 34:26 - 34:28
    لقد وصل عدد الضحايا حتى هذه اللحظة إلى أكثر من 445 قتيلاً
  • 34:28 - 34:34
    وأكثر من 2300 جريح، والعديد العديد من المفقودين.
  • 34:34 - 34:37
    وفي الوقت الذي كنت أكتب فيه هذا التقرير قطَّعت قنبلة أجساد 63 من القاصرين إلى أشلاء.
  • 34:37 - 34:40
    في حين لم تعلن إسرائيل حتى هذه اللحظة سوى عن سقوط ثلاثة قتلى في جانبها
  • 34:40 - 34:45
    لم نَلُذْ بالفرار
  • 34:45 - 34:50
    كما نصحتنا قنصلياتنا
  • 34:50 - 34:54
    لأننا مدركون بأن إسهامنا من خلال وجودنا كدروع بشرية في سيارات الإسعاف التي تقدّم الإسعافات الأولية
  • 34:54 - 34:56
    يمكن أن يكون حاسماً في إنقاذ الأرواح.
  • 34:56 - 34:59
    مرة أخرى قصف الطيران الإسرائيلي الليلة الماضية سيارة إسعاف في مدينة غزَّة.
  • 34:59 - 35:04
    ومنذ يومين توفي طبيبان في مخيم جباليا
  • 35:04 - 35:08
    للاجئين بفعل صاروخ أطلق عليهما من مروحية أباتشي.
  • 35:08 - 35:14
    . شخصياً، أنا لن أغادر القطاع
  • 35:14 - 35:17
    لأن أصدقائي ناشدوني ألا أتخلى عنهم،
  • 35:17 - 35:21
    أصدقائي الناجين إضافة إلى القتلى منهم
  • 35:21 - 35:24
    الذين يحتشدون حولي كالأشباح في الليالي التي يجافيني فيها النوم،
  • 35:24 - 35:27
    وجوههم الشفافة ما زالت تبتسم لي.
  • 35:27 - 35:30
    الوقت: الساعة 7 و33 دقيقة مساءً،
  • 35:30 - 35:33
    المكان: مشفى الهلال الأحمر في جباليا.
  • 35:33 - 35:37
    . وبينما كنت متصلاً عبر الهاتف مع حشود المتظاهرين في ميلانو
  • 35:37 - 35:39
    سقط العديد من القنابل أمام المشفى.
  • 35:39 - 35:42
    تحطّم الزجاج الأمامي،
  • 35:42 - 35:46
    ولحسن المصادفات لم تتضرر سيارات الإسعاف.
  • 35:46 - 35:49
    أصبح القصف أكثر تكراراً وقوة في الساعات الأخيرة.
  • 35:49 - 35:50
    وقد انهار مسجد إبراهيم المقدم بشكل جزئي
  • 35:50 - 35:55
    بفعل القنابل
  • 35:55 - 36:00
    إنه المسجد العاشر الذي يدمّر خلال أسبوع.
  • 36:00 - 36:03
    لقد قتل 12 شخصاً بفعل قصف هذا المسجد وجرح 50 آخرون.
  • 36:03 - 36:06
    استوقفتني سيدة مسنّة قابلتها في الشارع بعد الظهر
  • 36:06 - 36:08
    لتسألني إن كانت إسرائيل تظن نفسها تعيش فترة القرون الوسطى أم عام 2009،
  • 36:08 - 36:12
    إذا أخذنا في الاعتبار الطريقة التي تستمر فيها بضرب المساجد بهذه الدقة.
  • 36:12 - 36:15
    . يبدو الأمر وكأنها تركز على حرب مقدسة شخصية ضد مراكز العبادة الإسلامية في غزَّة.
  • 36:15 - 36:21
    انهمار شديد آخر للقنابل يضرب مخيم جباليا، لتدخل
  • 36:21 - 36:26
    بعده الدبابات. هذه الدبابات التي روّعت المناطق الحدودية بصرير جنازيرها،
  • 36:26 - 36:33
    ها هي الآن تدخل شمال غرب قطاع غزَّة وتدمر البيوت عن بكرة أبيها متراً تلو متر
  • 36:33 - 36:38
    إنهم يدفنون ماضي ومستقبل كل العائلات والمواطنين الحاليين الذين
  • 36:38 - 36:43
    طردوا من أرضهم بطريقة غير شرعية،
  • 36:43 - 36:49
    لم يجدوا أي شكل من الملاجئ التي يمكنها إيواءهم سوى تلك الأكواخ في مخيمات اللاجئين.
  • 36:49 - 36:55
    هُرعنا خارجين إلى جباليا إثر سقوط وابل من التهديدات المرعبة من السماء ليلة الجمعة الماضية:
  • 36:55 - 36:58
    : عبارة عن مئات من الوريقات الصغيرة قذفت من الطائرات
  • 36:58 - 37:04
    حاملةً أوامر بإخلاء مخيم اللاجئين إخلاءً تماماً.
  • 37:04 - 37:11
    لسوء الحظ تم تنفيذ هذا التهديد.
  • 37:11 - 37:13
    . قرر الناس الأكثر ثراء النجاة بشكل فوري حاملين معهم بعض الممتلكات
  • 37:13 - 37:17
    جهاز تلفزيون وجهاز عرض DVD
  • 37:17 - 37:20
    وبعض القطع التذكارية من تلك الحياة التي وجدت مرة على أرض فلسطين،
  • 37:20 - 37:25
    هذه الأرض التي فُقِدَت منذ ما يقارب الستين عاماً.
  • 37:25 - 37:27
    . لم تجد الغالبية العظمى من السكان مكاناً ترحل إليه.
  • 37:27 - 37:33
    . سوف يواجهون تلك الدبابات التواقة لإزهاق أرواحهم
  • 37:33 - 37:36
    بسلاح وحيد ترك لهم،
  • 37:36 - 37:39
    وهو شرف الموت ورؤوسهم شامخة.
  • 37:39 - 37:43
    رفاقي وأنا مدركون الخطر الضخم الذي سنواجهه
  • 37:43 - 37:45
    سنواجهه هذه الليلة أكثر من أي ليلة أخرى.
  • 37:45 - 37:49
    لكننا أكثر شعوراً بالارتياح لوجودنا وسط هذا الجحيم الغزي
  • 37:49 - 37:54
    من استرخائنا في نعيم حضري في أوروبا أو أمريكا،
  • 37:54 - 37:57
    حيث يحتفل الناس بقدوم العام الجديد،
  • 37:57 - 38:01
    غير واعين حقاً لدرجة تواطئهم في تلك اللحظة
  • 38:01 - 38:05
    مع عملية ذبح كل هؤلاء المدنيين.
  • 38:05 - 38:08
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 38:08 - 38:11
    5 كانون الثاني/يناير 2009
  • 38:11 - 38:16
    أطباء لهم أجنحة: عرفة عبد الدايم
  • 38:16 - 38:51
    «إلى أهالي غزَّة الأبرياء: إن حربنا ليست موجهة ضدكم بل ضد حركة حماس،
  • 38:51 - 38:55
    ، إذا لم يوقفوا إطلاق الصواريخ ضدنا فأنتم في خطر».
  • 38:55 - 39:03
    تلك هي الرسالة التي يخرج بها تسجيل يمكنك سماعه الآن لدى رفعك سماعة الهاتف للرد على المتصل.
  • 39:03 - 39:09
    . الجيش الإسرائيلي يعيش حالة توهُّم
  • 39:09 - 39:16
    أن الفلسطينيين ليس لديهم عيون أو آذان.
  • 39:16 - 39:24
    فلا عيون كي ترى أن القنابل تضرب أهدافاً مدنية على الأغلب،
  • 39:24 - 39:28
    وبشكل خاص المساجد
  • 39:28 - 39:31
    (التي بقصف مسجد عمر بن عبد العزيز في بيت حانون يكون قد وصل عدد المساجد المستهدفة إلى 15)،
  • 39:31 - 39:38
    والمدارس والجامعات والأسواق والمشافي
  • 39:38 - 39:40
    ولا آذان كي تسمع صرخات الأطفال الناتجة عن الألم
  • 39:40 - 39:47
    هؤلاء الأطفال الذين يعتبرون ضحايا بريئة،
  • 39:47 - 39:53
    وفي الوقت نفسه، كان قد تم اتخاذهم مسبقاً هدفاً لأعمال القصف هذه.
  • 39:53 - 39:59
    تبعاً لسجلات المشافي وحتى كتابة هذه السطور،
  • 39:59 - 40:01
    إن 120 من القاصرين قد تم استهدافهم بالقنابل،
  • 40:01 - 40:07
    وبلغت الخسائر في الأرواح 548 حتى هذه اللحظة،
  • 40:07 - 40:11
    بالإضافة إلى 2700 جريح وعدد أكبر من المفقودين.
  • 40:11 - 40:15
    منذ يومين لم يتم التمييز بين الليل والنهار في مشفى الهلال الأحمر في مخيم جباليا للاجئين.
  • 40:15 - 40:19
    فطائرات الأباتشي تمطرنا بشكل متواصل بالقنابل المضيئة
  • 40:19 - 40:26
    لدرجة لم يعد باستطاعتنا التمييز فيها بين الليل والنهار.
  • 40:26 - 40:33
    وقد أحدثت نيران المدفعية المتكررة الصادرة عن دبابة تتمركز على بعد أقل من كيلومتر من المشفى
  • 40:33 - 40:39
    فتحات خطيرة في جدران المشفى،
  • 40:39 - 40:43
    لكن تم تدبّر طريقة لإبقائها صامدة وسليمة إلى حد ما حتى الصباح.
  • 40:43 - 40:48
    . أُطلقت عشر قنابل من الفوسفور الأبيض على الحقل المجاور
  • 40:48 - 40:52
    بالتزامن مع إطلاق نيران الرشاشات التي تنفجر في كل مكان
  • 40:52 - 40:58
    بالنسبة إلى أطباء مشفى الهلال الأحمر، يعتبر هذا القصف رسالة واضحة من الجيش الإسرائيلي تتضمن أمراً
  • 40:58 - 41:03
    بالإخلاء الفوري للمشفى،
  • 41:03 - 41:07
    أو ستواجه التدمير المحتّم.
  • 41:07 - 41:13
    الجرحى إلى مشفى آخر
  • 41:13 - 41:16
    واتخذنا من شارع النادي مقراً لسيارات الإسعاف العاملة.
  • 41:16 - 41:18
    أما طاقم هذه السيارات الطبي فقد جلس على الرصيف منتظراً النداءات
  • 41:18 - 41:21
    التي أتت الواحد تلو الآخر بشكل مسعور.
  • 41:21 - 41:26
    للمرة الأولى منذ بداية العدوان الإسرائيلي،
  • 41:26 - 41:31
    رأيت بالفعل جثثاً لرجال من المقاومة الفلسطينية.
  • 41:31 - 41:34
    حفنة من الأفراد بجانب مئات من الضحايا المدنيين
  • 41:34 - 41:37
    الذين تصاعد عددهم بعد الشروع بالهجوم البرّي.
  • 41:37 - 41:41
    في أعقاب إطلاق النار على مسجد جباليا
  • 41:41 - 41:45
    الذي خلف 11 قتيلاً وخمسين جريحاً،
  • 41:45 - 41:52
    وهو ما حصل بينما كانت الدبابات تدخل القطاع، وطيلة يوم السبت، ومن على متن سيارات الإسعاف،
  • 41:52 - 41:54
    أدركنا وقتها تماماً كم كانت جبارة وقوية بشكل مرعب
  • 41:54 - 41:59
    وكأن الأيام السابقة كانت تفتقر إلى القوة التدميرية.
  • 41:59 - 42:04
    في بيت حانون
  • 42:04 - 42:11
    تم استهداف إحدى العائلات بينما كانت مجتمعة أمام مدفئة حطب،
  • 42:11 - 42:16
    بقذيفة من قذائف المدفعية القاتلة التي سقطت على منزلها.
  • 42:16 - 42:17
    أسعفنا 15 جريحاً
  • 42:17 - 42:21
    بينهم 4 في حالات ميؤوس منها.
  • 42:21 - 42:24
    في ما بعد،
  • 42:24 - 42:27
    وحوالى الساعة الثالثة والنصف صباحاً
  • 42:27 - 42:30
    أجبنا على نداء استغاثة،
  • 42:30 - 42:31
    إلا أننا وصلنا بعد فوات الأوان.
  • 42:31 - 42:34
    ثلاث نسوةٍ كنَّ يقفن أمام الباب الخارجي لمنزلهن وهنّ ينتحبن،
  • 42:34 - 42:36
    قمن بتسليمنا فتاة في الرابعة من عمرها ملفوفة بخرقة بيضاء، أصبحت كفنها،
  • 42:36 - 42:38
    وقد كانت ببرودة الحجارة في ذلك الوقت.
  • 42:38 - 42:42
    عائلة أخرى في مخيم جباليا ضُربت عن بكرة أبيها، لكن هذه المرة بواسطة الطائرات الحربية.
  • 42:42 - 42:46
    جرحت فتاتان بالغتان بفعل الشظايا.
  • 42:46 - 42:49
    تأذى صبيَّان من العائلة بشكل طفيفٍ،
  • 42:49 - 42:54
    لكن صياحهما يدلّ على أنهما يعانيان صدمة نفسية،
  • 42:54 - 42:58
    وهي ما سيحملانه معهما طيلة حياتهما
  • 42:58 - 43:01
    كضرر يبدو أعمق من أي ندبة على خديهما.
  • 43:01 - 43:06
    ورغم ذلك ليس هنالك من أحد يتذكرهما أو يشير إليهما،
  • 43:06 - 43:10
    كما إن هنالك آلافاً من الأطفال الذين يعانون مرضاً عقلياً حقيقياً
  • 43:10 - 43:14
    تسبّب به الرعب الناتج عن القصف المتواصل،
  • 43:14 - 43:16
    ، أو تسبب به ما هو أسوأ من ذلك، ألا وهو مشاهدة أهلهم أو أشقائهم وقد تقطّعوا لأشلاء بفعل الانفجارات.
  • 43:16 - 43:20
    إن الجرائم التي تلطّخ إسرائيل أيديها المدمّاة بها في هذه الساعات
  • 43:20 - 43:25
    تتخطى كثيراً حدود ما يمكن تخيّله.
  • 43:25 - 43:33
    يمنعنا الجنود من التحرك لتقديم المساعدة للناجين
  • 43:33 - 43:39
    من الكارثة الهائلة التي ليست بفعل الطبيعة.
  • 43:39 - 43:42
    عندما يكون الجرحى ممددين بقرب العربات المدرعة التي هاجمتهم للتو،
  • 43:42 - 43:46
    يكون من غير المسموح لنا نحن القابعين في سيارات الهلال الأحمر الوصول إلى أية نقطة قريبة منهم،
  • 43:46 - 43:48
    لأن الجنود يعمدون إلى تسديد البنادق نحونا.
  • 43:48 - 43:54
    فقبل أن يكون باستطاعتنا عقد الأمل على التوجه نحو أي حياة إنسانية لتقديم العون إليها،
  • 43:54 - 44:01
    نحتاج إلى مرافقة سيارة واحدة على الأقل من السيارات التابعة للصليب الأحمر
  • 44:01 - 44:06
    وذلك بفضل الاتفاقية الموقعة بين الصليب الأحمر والقيادة العليا للجيش الإسرائيلي.
  • 44:06 - 44:10
    حاولْ فقط أن تلجأ إلى طلب ذلك وتخيّلْ كم من الوقت ستأخذ هذه الإجراءات
  • 44:10 - 44:17
    التي هي بمثابة حكم الإعدام
  • 44:17 - 44:21
    لكل هؤلاء الذين ينتظرون كي يتم نقلهم أو أن يحظوا بالعناية السريعة.
  • 44:21 - 44:25
    تتعزز هذه الحقيقة حين نعلم أن الصليب الأحمر لديه جرحاه الذين يجب عليه أن يسعفهم
  • 44:25 - 44:27
    والذين لا يتركون له مجالاً للرد على كل مكالمة من مكالماتنا.
  • 44:27 - 44:31
    يجب علينا والحالة هذه أن نركن السيارة في منطقة «آمنة»، وعبارة «منطقة آمنة» أصبحت تلطيفية في غزَّة،
  • 44:31 - 44:38
    وننتظر الناس كي يحضروا أقاربهم المحتاجين للعناية إلينا وغالباً ما يحملونهم ويجيئون مشياً على الأقدام.
  • 44:38 - 44:44
    إليكم ما حصل معنا في الساعة الخامسة والنصف من فجر هذا اليوم.
  • 44:44 - 44:50
    أوقفنا سيارة الإسعاف ولكن من دون إطفاء المحرك في وسط تقاطع،
  • 44:50 - 44:58
    وكنا نحاول أن ندل أقارب أحد المرضى الذين كانوا في طريقهم إلينا على مكاننا بالهاتف.
  • 44:58 - 45:01
    وبعد عشر دقائق من الانتظار المثير للأعصاب
  • 45:01 - 45:05
    للأعصاب قررنا أن نخلي المكان لتلبية نداء آخر تلقّيناه
  • 45:05 - 45:11
    لمحناهم وهم ينعطفون قادمين نحونا ببطء،
  • 45:11 - 45:13
    كانت عربة يجرها بغل محملة ببعض الأناس.
  • 45:13 - 45:17
    تبين أنهم زوجين وولداهما.
  • 45:17 - 45:20
    إن ذلك هو أفضل صورة يمكن بها وصف هذه اللاحرب. لأن هذه الحرب ليست حرباً تقليدية.
  • 45:20 - 45:26
    فليس هنالك جيشان يتعاركان في جبهة واحدة،
  • 45:26 - 45:29
    بل شعب يعاني حصاراً فرضته عليه طائرات حربية مقاتلة وقوات بحرية وواحدة من أكثر عناصر المشاة قوة في العالم،
  • 45:29 - 45:34
    وبالتأكيد مصحوبة بأكثر التكنولوجيات تقدماً في مجال التجهيزات العسكرية.
  • 45:34 - 45:37
    إنهم هنا يهاجمون قطاعاً بائساً من الأرض
  • 45:37 - 45:42
    مساحته فقط 360 كم2،
  • 45:42 - 45:52
    مكان ما زال السكان يستخدمون فيه البغال للتنقل،
  • 45:52 - 45:56
    ومقاومته هي خليط من فصائل عدة تكمن قوتها الحقيقية الوحيدة في استعدادها للشهادة.
  • 45:56 - 45:59
    عندما اقتربت العربة التي يجرها البغل بشكل كافٍ،
  • 45:59 - 46:04
    دنونا منهم ونظرنا برعب إلى الشحنة المخيفة التي تحملها.
  • 46:04 - 46:12
    كان هنالك طفل مستلقٍ وجمجمته مفتوحة،
  • 46:12 - 46:17
    وبكل دقة كانت كرتا عينيه متدليتان خارج محجريهما،
  • 46:17 - 46:22
    تتمايلان في وجهه مثل تَيْنِك العينين اللتين في نهاية قرني سرطان بحريّ. عندما حملناه كان لا يزال يتنفس.
  • 46:22 - 46:25
    . أما أخوه الأصغر فقد انتزعت أحشاء صدره،
  • 46:25 - 46:29
    ويمكنك بوضوح إحصاء عدد أضلاعه البيضاء من خلال لحمه الممزق.
  • 46:29 - 46:35
    كانت والدتهما تضغط بكلتا يديها على ذلك الصدر المنزوع الأحشاء،
  • 46:35 - 46:39
    وكأنها تحاول إصلاح ما عملت على خلقه ثمرة حبها،
  • 46:39 - 46:44
    وما قد عملت الكراهية المجهولة المصدر التي يحملها الجنود على
  • 46:44 - 46:48
    كسره إلى الأبد هذه اللحظة.
  • 46:48 - 46:52
    ما زال هنالك جريمة أخرى أريد أن أكتب عنها
  • 46:52 - 46:56
    وهناك أيضاً حِدادنا الذي لا تحصى عدد مراته.
  • 46:56 - 46:58
    تابع الجيش الإسرائيلي استهداف سيارات الإسعاف.
  • 46:58 - 47:03
    فبعد ذبح الطبيب والممرضة في جباليا منذ أربعة أيام،
  • 47:03 - 47:05
    كانت الضحية الجديدة لهذا اليوم هي أحد أصدقائنا: إنه عرفة عبد الدايم ذو الـ 35 عاماً
  • 47:05 - 47:10
    والأب لأربعة أطفال.
  • 47:10 - 47:14
    تلقينا مكالمة هاتفية من مدينة غزَّة في الساعة الثامنة والنصف من صباح أمس.
  • 47:14 - 47:21
    لقد أصيب مدنيان برصاصات رشاش دبابة.
  • 47:21 - 47:23
    فاندفعت إحدى سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر لتقديم المساعدة لهما.
  • 47:23 - 47:29
    كان عرفة وأحد الممرضين يمددان الجريحين في سيارة الإسعاف،
  • 47:29 - 47:33
    وبينما كانا يغلقان باب السيارة
  • 47:33 - 47:39
    أطلقت إحدى الدبابات قذيفتها عليهما.
  • 47:39 - 47:43
    أصابت القذيفة عنق واحد من الجرحى وقتلت صديقنا عرفة.
  • 47:43 - 47:45
    تمكن الممرض نادر الذي كان يرافقهم من النجاة،
  • 47:45 - 47:48
    وقد خرج للعمل بالرغم من أنه كان مريضاً في المشفى التي يعمل فيها.
  • 47:48 - 47:54
    عرفة الذي يعمل مدرساً في المدرسة الابتدائية كان يساهم متطوعاً كمسعف طوارئ.
  • 47:54 - 47:58
    كنا قد أُمطرنا بالقنابل ولكن لم يطاوعنا قلبنا للاتصال بعرفة في حالة خطيرة جداً كهذه.
  • 47:58 - 48:02
    وهو يقدم على هذا العمل طوعاً وبإرادته، ويقوم به رغم علمه التام بحجم المخاطر التي يضع نفسه فيها،
  • 48:02 - 48:08
    مقتنعاً، وبينما هو على هذه الحال بعيداً عن عائلته،
  • 48:08 - 48:15
    أن هنالك بشراً آخرين بحاجة للحماية والمساعدة.
  • 48:15 - 48:20
    لقد افتقدنا مزاحه
  • 48:20 - 48:23
    وروح الدعابة المُعدي لديه والذي لا يمكن مقاومته
  • 48:23 - 48:27
    وافتقدنا بلسم الروح في لحظاتنا الكئيبة.
  • 48:27 - 48:30
    على أحدٍ ما أن يوقف هذه المذبحة.
  • 48:30 - 48:34
    في الأيام القليلة الماضية رأيت أشياء وسمعت صخباً
  • 48:34 - 48:38
    وشممت أبخرة نتنة ومهلكة، لن تكون لديّ الشجاعة لأتحدث عنها
  • 48:38 - 48:41
    إذا ما قُدِّر وأصبح لديّ أطفال. هل من أحد هناك؟
  • 48:41 - 48:44
    تعاسة شعور الإنسان بالعزلة وأنه تم التخلي عنه
  • 48:44 - 48:50
    هو الشعور نفسه الذي يوازيه منظر أحد أحياء غزَّة بعد غارة جوية كبيرة.
  • 48:50 - 48:56
    مساء السبت
  • 48:56 - 48:59
    تم وصلي عبر الهاتف مع الحشود المحتجة في ميلانو،
  • 48:59 - 49:05
    قمت بتمرير جهاز الهاتف للأطباء والممرضين الأبطال الذين أعمل معهم في الوقت الحالي.
  • 49:05 - 49:07
    لقد بدا الاطمئنان عليهم للحظات قليلة.
  • 49:07 - 49:11
    المظاهرات التي تعمّ العالم هي دليل على أنه لا يزال هنالك أحد ما يمكنك الوثوق به،
  • 49:11 - 49:17
    لكن لا تزال هذه المظاهرات غير كبيرة بشكل كاف كي تمارس الضغط المطلوب على الحكومات الغربية
  • 49:17 - 49:21
    التي عليها أن تضع إسرائيل في الزاوية،
  • 49:21 - 49:25
    مجبرة إياها على تحمّل المسؤولية عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها.
  • 49:25 - 49:32
    العديد من النساء الحوامل المرتعبات يضعن مواليدهن قبل الأوان في هذه الفترة.
  • 49:32 - 49:35
    كنت شخصياً حاضراً مع ثلاثٍ منهن بينما كنّ مندفعات إلى غرفة الولادة.
  • 49:35 - 49:44
    إحدى هذه النسوة هي سميرة، بعد سبعة أشهر من الحمل.
  • 49:44 - 49:50
    أنجبت مولودها الصغير جداً والجميل الذي سمي أحمد،
  • 49:50 - 49:55
    وبينما كنت مندفعاً وإياها على متن سيارة الإسعاف نحو مشفى العودة
  • 49:55 - 49:59
    تاركين خلفنا ما بدا عبر مرآة السيارة على أنه سيناريو الدمار والموت
  • 49:59 - 50:03
    (في الأماكن التي كنّا منذ لحظات نلتقط منها الجثث).
  • 50:03 - 50:06
    فكرت للحظة بأن هذه الحياة الجديدة التي على وشك التفتح يمكنها أن تكون
  • 50:06 - 50:11
    بشارة أملٍ وسلامٍ قادمَيْن في المستقبل.
  • 50:11 - 50:16
    لكن الوهم سرعان ما تلاشى مع أول قذيفة
  • 50:16 - 50:21
    من مركز جباليا سقطت بجانب سيارة الإسعاف التي تقلّنا.
  • 50:21 - 50:24
    تلك الأمهات الشجاعات اللواتي ولدنَ بحزن
  • 50:24 - 50:28
    مخلوقات لم تشاهد شيئاً في محيطها سوى اللون الأخضر للدبابات
  • 50:28 - 50:32
    وعربات الجيب العسكرية، أو الومضات السريعة التي تسبق الانفجار.
  • 50:32 - 50:36
    أي نوع من البالغين سيكونونه عندما يكبرون؟
  • 50:36 - 50:41
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 50:41 - 50:45
    6 كانون الثاني/يناير 2009
  • 50:45 - 50:51
    النكبة
  • 50:51 - 51:34
    إنهم يمشون في مواكب وهم خائفون، عيونهم شاخصة نحو الأعلى،
  • 51:34 - 51:38
    مستسلمون للسماء التي ما زالت تمطر عليهم رعباً وموتاً،
  • 51:38 - 51:40
    متخوّفين من الأرض التي تواصل ارتجافها تحت أقدامهم في كل خطوة يخطونها،
  • 51:40 - 51:44
    ومن الحفر التي تنفتح في الأماكن التي كانت مرة منازل
  • 51:44 - 51:49
    ومدارس وجامعات وأسواقاً ومشافٍ.
  • 51:49 - 51:51
    رأيت قوافلَ لفلسطينيين يائسين
  • 51:51 - 51:56
    .يُخلون جباليا وبيت حانون وكل مخيمات اللاجئين في غزَّة
  • 51:56 - 52:02
    للتجمهر في المدارس التابعة للأمم المتحدة
  • 52:02 - 52:07
    وكأنهم ناجون من زلزال، أو أنهم ضحايا تسونامي
  • 52:07 - 52:13
    يقضم قطاع غزَّة وسكانه المدنيين
  • 52:13 - 52:20
    من دون شفقة، أو التزام بحقوق الإنسان أو اتفاقيات جنيف.
  • 52:20 - 52:23
    والأهم من ذلك، من دون أن تقوم ولو دولة غربية واحدة برفع إصبعها لإيقاف هذه المجزرة
  • 52:23 - 52:30
    أو أن ترسل طاقماً طبياً إلى هنا أو توقف الإبادة الجماعية التي تلطّخ إسرائيل يديها فيها في هذه الساعات.
  • 52:30 - 52:37
    تستمر الهجمات العشوائية ضد المشافي وأطقمها الطبية؛
  • 52:37 - 52:48
    فالبارحة، وبعد مغادرتي مشفى العودة في جباليا، تلقيت مكالمة هاتفية من ألبيرتو
  • 52:48 - 52:57
    زميلنا الإسباني في حركة التضامن الدولية،
  • 52:57 - 53:06
    يفيد بأن قنبلة قد ألقيت على المشفى
  • 53:06 - 53:12
    وأن الممرض أبو محمد قد أصيب إصابة بالغة في رأسه.
  • 53:12 - 53:16
    *** ومنذ دقائق قليل
  • 53:16 - 53:20
    كنت أمام المقهى أستمع إلى قصص عن الأعمال البطولية لأبطال أبو محمد الشيوعيين، قادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين:
  • 53:20 - 53:25
    جورج حبش وأبو علي مصطفى وأحمد سعدات.
  • 53:25 - 53:34
    أشرقت عيناه عندما أخبرته
  • 53:34 - 53:41
    بأن فهمي الأول لفلسطين ومأساتها الهائلة قد وصلني بالكامل عن طريق
  • 53:41 - 53:50
    والديَّ الشيوعيين
  • 53:50 - 53:54
    سألني من كان أكثر قادة اليسار الإيطالي ثورية؟
  • 53:54 - 54:04
    فأجبته: إنه (أنطونيو غرامشي)
  • 54:04 - 54:08
    أما بالنسبة إلى قادة اليسار هذه الأيام فقد أخبرته أنني سأفكر بالموضوع وأبلغه في اليوم التالي.
  • 54:08 - 54:17
    لكن أبو محمد يقبع الآن في غيبوبة في المشفى ذاته الذي يعمل فيه.
  • 54:17 - 54:23
    لقد وفّر على نفسه الإجابة المخيبة للآمال.
  • 54:23 - 54:31
    تلقيت حوالى منتصف الليل مكالمة، من إيفا هذه المرة،
  • 54:31 - 54:41
    تقول إن البناء الذي توجد فيه يتعرّض للهجوم في هذه اللحظات.
  • 54:41 - 54:46
    إنني أعرف ذلك البناء جيداً: إنه في مركز مدينة غزَّة
  • 54:46 - 54:50
    أمضيت إحدى الليالي هنالك بصحبة بعض المصورين الصحافيين الفلسطينيين
  • 54:50 - 54:54
    الذين يتطلب منهم عملهم محاولة التقاط شيءٍ من خلال الصور والكلمات
  • 54:54 - 55:00
    عن الكارثة التي لم تتسبب بها الطبيعة والتي نقاسيها طيلة الأيام العشرة الأخيرة.
  • 55:00 - 55:10
    ويعمل في هذا البناء وكالة «رويترز» و«فوكس نيوز» و«روسيا اليوم» والعديد العديد من وكالات الأنباء المحلية والأجنبية
  • 55:10 - 55:14
    وجميعها أصبحت عرضة لقصف إحدى المروحيات الإسرائيلية التي أطلقت سبعة صواريخ عليه.
  • 55:14 - 55:22
    تمكّنوا من إجلاء الجميع في الوقت المناسب قبل أن يصاب أي شخص بجروح خطيرة.
  • 55:22 - 55:29
    كل أولئك المصورين التلفزيونيين والفوتوغرافيين والمراسلين، وجميعهم فلسطينيون،
  • 55:29 - 55:36
    قد سلّموا بأن إسرائيل لن تسمح بوجود صحافيين دوليين في غزَّة.
  • 55:36 - 55:43
    لا توجد أية أهداف استراتيجية بجانب ذلك المبنى،
  • 55:43 - 55:50
    ولا مقاومين يقاتلون المدرّعات الإسرائيلية القاتلة
  • 55:50 - 55:59
    التي تتمركز على مسافة بعيدة باتجاه الشمال.
  • 55:59 - 56:04
    من الواضح أن أحداً ما في تل أبيب لا يمكنه تحمّل صور المجازر ضد المدنيين،
  • 56:04 - 56:12
    **وهو يعارض تلك الأوامر التي يصدرها الضباط الإسرائيليون، بينما يقدّم الصحافيون المرتزقة مشهياتهم في مؤتمراتهم الصحافية..
  • 56:12 - 56:17
    تقنع هذه المؤتمرات الصحافية العالم
  • 56:17 - 56:26
    .بأن غرض القصف هو استهداف «إرهابيّي» حماس فقط،
  • 56:26 - 56:36
    وليس أي أحد من هؤلاء الأطفال الذين تم تشويههم بشكل وحشي والذين نسحبهم من تحت الأنقاض يومياً.
  • 56:36 - 56:41
    في حي الزيتون الذي يبعد 10 كيلومترات عن جباليا،
  • 56:41 - 56:47
    **انهار بناء بفعل القصف على عائلة مخلفاً عشرة قتلى.
  • 56:47 - 56:58
    وقد انتظرت سيارات الإسعاف لساعات عدة قبل أن تتمكن من الوصول إلى تلك المنطقة
  • 56:58 - 57:02
    بسبب إصرار الجنود الإسرائيليين على إطلاق النار علينا.
  • 57:02 - 57:09
    إنهم يطلقون النار على سيارات الإسعاف ويقصفون المستشفيات.
  • 57:09 - 57:14
    منذ عدة أيام وبينما كانت محطة إذاعية معروفة جيداً في ميلانو
  • 57:14 - 57:19
    تجري معي لقاءً مباشراً أشار أحد دعاة السلام الإسرائيليين لي بكل وضوح
  • 57:19 - 57:24
    .أنه في هذه الحرب يستخدم كلا الطرفين جميع الأسلحة المتوفرة لديه.
  • 57:24 - 57:29
    عندها دعوت إسرائيل إلى أن تلقي إحدى قنابلها النووية علينا،
  • 57:29 - 57:33
    ...تلك الأسلحة التي يخفونها بعيداً ويتحدّون بذلك جميع اتفاقيات الحد من الانتشار النووي
  • 57:33 - 57:41
    لماذا لا تلقي تلك القنبلة التي تمتلكها
  • 57:41 - 57:53
    وتضع حداً للمعاناة اللاإنسانية لآلاف الأشخاص الممددين في خرقهم التي يرتدونها في ردهات المشافي الشديدة الاكتظاظ التي زرتها؟
  • 57:53 - 57:59
    التقطت البارحة بعض الصور بالأبيض والأسود لقافلة من العربات التي تجرها البغال
  • 57:59 - 58:04
    والمحملة فوق طاقتها بشكل لا يمكن تصوّره بالأطفال الذين يلوّحون بالرايات البيض نحو السماء
  • 58:04 - 58:17
    ووجوههم شاحبة ومرتعبة.
  • 58:17 - 58:24
    وأنا أتأمل الصور السريعة لهؤلاء اللاجئين الهاربين، كانت الرعشات تنتابي وتصل إلى أسفل عمودي الفقري.
  • 58:24 - 58:31
    إذا كان يمكن مطابقة هذه الصور مع صور أولئك الذين يمثلون نكبة عام 1948 ,
  • 58:31 - 58:38
    فإنهم سيكونون أتقن صورة مطابقة لهم
  • 58:38 - 58:48
    تتحمل الدول والحكومات الجبانة وغير المبالية والتي تدّعي الديمقراطية
  • 58:48 - 58:59
    المسؤولية الكاملة عن المأساة الجديدة،
  • 58:59 - 59:02
    إنها نكبة جديدة، نوع جديد من التطهير العرقي الذي يلحق بالفلسطينيين الآن.
  • 59:02 - 59:09
    حتى لحظات قليلة أحصينا 650 قتيلاً بينهم 153 طفلاً
  • 59:09 - 59:13
    بالإضافة إلى 3000 جريح وعدد غير معروف من المفقودين.
  • 59:13 - 59:21
    أما عدد القتلى من المدنيين الإسرائيليين فلا يزال ثابتاً على الرقم 4.
  • 59:21 - 59:29
    لكن بعد ظهر هذا اليوم تتطلب الخسائر في الأرواح في الجانب الفلسطيني إعادة إحصاء،
  • 59:29 - 59:35
    منذ أن شرع الجيش الإسرائيلي بمهاجمة مدارس الأمم المتحدة
  • 59:35 - 59:43
    التي وفرت الملجأ للآلاف الذين أخرجوا من منازلهم تحت تهديد الهجوم الوشيك
  • 59:43 - 59:52
    لقد طاردوهم خارج مخيماتهم وقراهم، فقط من أجل تجميعهم في مكان واحد
  • 59:52 - 59:59
    كي يصبحوا هدفاً سهلاً.
  • 59:59 - 60:08
    هاجموا ثلاث مدارس اليوم، المدرسة الأخيرة كانت تسمى الفاخورة في جباليا
  • 60:08 - 60:17
    وقد استُهدفت بضربة شديدة في الوسط. قتل أكثر من 40 شخصاً
  • 60:17 - 60:21
    في خفقة قلب، رجالاً ونساءً وأطفالاً وشيوخاً
  • 60:21 - 60:31
    ممن صدّقوا أنفسهم أنهم في مأمن داخل تلك الجدران الزرقاء اللون المزينة بشعار الأمم المتحدة!
  • 60:31 - 60:36
    الناس الذين لجأوا إلى المدارس العشرين الأخرى التابعة للأمم المتحدة يرتعدون خوفاً الآن.
  • 60:36 - 60:41
    ليس هنالك أي مخرج إلى أي مكان خارج قطاع غزَّة.
  • 60:41 - 60:51
    هذا ليس لبنان حيث المدنيون في القرى الجنوبية المستهدفة بالقنابل الإسرائيلية
  • 60:51 - 60:58
    ..يمكنهم الهروب إلى الشمال أو إلى سورية أو الأردن.
  • 60:58 - 61:01
    فمن خلال كونه سجناً هائلاً في الهواء الطلق أصبح قطاع غزَّة فخاً مميتاً.
  • 61:01 - 61:07
    نظرنا بعضنا إلى بعض بذهول
  • 61:07 - 61:13
    متسائلين: إن كان مجلس الأمن
  • 61:13 - 61:26
    ..سيدين بالإجماع هذه الهجمات
  • 61:26 - 61:28
    بعد أن استهدفت مدارسه.
  • 61:28 - 61:34
    إن أحداً ما في الخارج قد قرر بحق
  • 61:34 - 61:41
    .تحويل هذا المكان إلى صحراء ويقوم بعدها بتسمية ذلك سلاماً.
  • 61:41 - 61:47
    تنتظرنا الآن ليلة طويلة في سيارة الإسعاف، على الرغم من أن الفجر هنا قد أصبح لا شيء إلاّ وهم.
  • 61:47 - 61:52
    أبراج هوائيات الهواتف النقالة على طول القطاع قد دمرت وقد توقفنا عن الاعتماد عليها لخدمة هواتفنا.
  • 61:52 - 61:57
    آمل أنني يوماً ما سأكون قادراً على رؤية كل أصدقائي الذين لم أعد أستطيع الاتصال بهم، لكنني لست واقعاً تحت أي وهمٍ.
  • 61:57 - 62:07
    في فترة الظهر يصبح كل شخص في غزَّة هدفاً متحركاً
  • 62:07 - 62:17
    لقد اتصلت بي القنصلية الإيطالية للتو قائلين إنهم سيخلون غداً شخصاً من التابعية الإيطالية،
  • 62:17 - 62:26
    وهي راهبة مسنّة أمضت السنوات العشرين الأخيرة تعيش بقرب الكنيسة الكاثوليكية في غزَّة
  • 62:26 - 62:37
    .والتي قد تم تبنّيها من قبل الفلسطينيين في القطاع.
  • 62:37 - 62:47
    حثني القنصل بلطف على استغلال هذه الفرصة
  • 62:47 - 62:55
    لأهرب مع الراهبة من هذه الجهنم.
  • 62:55 - 63:01
    شكرته على هذا العرض وقلت له إنني لن أبرح هذا المكان، بكل بساطة أنا لا أستطيع.
  • 63:01 - 63:07
    فإكراماً للخسائر التي عانيناها
  • 63:07 - 63:14
    قبل أن نكون إيطاليين وإسبانيين وبريطانيين أو أستراليين، نحن الآن جميعنا فلسطينيون.
  • 63:14 - 63:22
    لو كنا قادرين على أن نصبح كذلك ولو لدقيقة واحدة فقط كل يوم
  • 63:22 - 63:26
    بالطريقة التي كنا فيها جميعاً يهوداً أثناء الهولوكست
  • 63:26 - 63:37
    لكنا حسب ما أعتقد قد تجنّبنا المذبحة الحالية.
  • 63:37 - 63:48
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 63:48 - 63:53
    7 كانون الثاني/يناير 2009
  • 63:53 - 64:03
    المقاليع في مواجهة قنابل الفوسفور الأبيض
  • 64:03 - 64:32
    «خذ بعض القطط، قططاً صغيرةً ناعمةً، ضعها في صندوق من الكرتون»،
  • 64:32 - 64:34
    قال جمال الذي يعمل جراحاً في مشفى الشفاء وهو المشفى الرئيس في غزَّة
  • 64:34 - 64:38
    بينما وضع أحد الممرضين أمامنا صندوقين من الكرتون ملطخين بالدم.
  • 64:38 - 64:42
    علّق جمال: «اختمه! وبعدها اقفز عليه بكل ثقلك وقوتك
  • 64:42 - 64:47
    ...حتى تشعر بأن العظام الصغيرة قد انطحنت، ثم تسمع المواء الأخير المكتوم»
  • 64:47 - 64:52
    حدقت بالصناديق بدهشة وتابع الطبيب:...
  • 64:52 - 64:56
    " «حاول أن تتخيل ما قد يحدث بعد أن يتم توزيع صور هذا الصندوق.
  • 64:56 - 65:03
    غضبٌ لدى الرأي العام ناجمٌ عن دوافع أخلاقية،
  • 65:03 - 65:08
    إضافة إلى احتجاجات جمعيات الرفق بالحيوان...»
  • 65:08 - 65:12
    استمر الأطباء على هذا المنوال
  • 65:12 - 65:15
    وأنا كنت غير قادر على إشاحة نظري عن الصناديق التي عند أقدامنا
  • 65:15 - 65:18
    "«أوقعت إسرائيل مئات المدنيين في فخ عبر حصارهم في مدرسة وكأنهم في صندوق
  • 65:18 - 65:20
    وكان بينهم أطفال ثم عملت على سحقهم بقنابلها القوية.
  • 65:20 - 65:24
    ماذا كان رد فعل العالم؟
  • 65:24 - 65:29
    تقريباً لا شيء.
  • 65:29 - 65:35
    كان من الممكن أن نكون أفضل حالاً لو كنا حيوانات أكثر من كوننا فلسطينيين،
  • 65:35 - 65:38
    فقد كان يمكن أن نكون محميين».
  • 65:38 - 65:40
    عند كلامه حول هذه النقطة انحنى الطبيب على أحد الصناديق وفتح غطاءه أمامي.
  • 65:40 - 65:44
    كان في داخله أطراف مبتورة، أذرع وأرجل، بعضها من الركبة إلى الأسفل
  • 65:44 - 65:48
    .أعضاء أخرى مع عظم الفخذ ملحقاً بها، الأعضاء المبتورة كانت قد أصيبت في مدرسة الفاخورة التابعة للأمم المتحدة في جباليا
  • 65:48 - 65:54
    .. والتي وصل عدد المصابين فيها إلى 50.
  • 65:54 - 66:00
    متذرعاً بالرد على مكالمة طارئة، أستأذنت من جمال
  • 66:00 - 66:08
    وهُرعت نحو دورة المياه لأتقيأ.
  • 66:08 - 66:12
    قبل هذه الحادثة بقليل كنت منخرطاً في نقاش مع دكتور عبد، وهو طبيب عيون،
  • 66:12 - 66:15
    حول إشاعات تتحدث عن قيام الجيش الإسرائيلي
  • 66:15 - 66:19
    .بإمطارنا بقنابل غير تقليدية تحرّم معاهدة جنيف استخدامها
  • 66:19 - 66:25
    مثل القنابل العنقودية والفوسفور الأبيض.
  • 66:25 - 66:29
    قنابل مشابهة تماماً لتلك التي استخدمها الجيش الإسرائيلي خلال حربه الأخيرة على لبنان
  • 66:29 - 66:33
    .التي استخدمتها أيضاً الطائرات الحربية الأمريكية في الفلوجة في انتهاك سافر للقوانين والمواثيق الدولية.
  • 66:33 - 66:36
    أمام مشفى العودة شهدنا وصوّرنا تساقط قنابل الفوسفور الأبيض..
  • 66:36 - 66:41
    .على بعد حوالى 500 متر من مكان وقوفنا،
  • 66:41 - 66:47
    وهي المسافة البعيدة بشكل كاف لمنعنا من التأكد من وجود أي مدنيين تحت طائرة الأباتشي الإسرائيلية،
  • 66:47 - 66:51
    لكن الحدث كان قريباً جداً جداً مع ذلك.
  • 66:51 - 66:55
    تحرّم معاهدة جنيف لعام 1980
  • 66:55 - 67:02
    استخدام الفوسفور الأبيض كسلاح في مناطق وجود المدنيين،
  • 67:02 - 67:05
    وتسمح به فقط كستارة دخان للتمويه أو للإضاءة.
  • 67:05 - 67:08
    لا شك بأن استخدام هذا السلاح في غزَّة
  • 67:08 - 67:13
    ..التي تعتبر أرضها المنطقة الأكثر كثافة سكانية في العالم،
  • 67:13 - 67:18
    يُعدّ جريمة حرب.
  • 67:18 - 67:21
    أخبرني الدكتور عبد بأنه ليس لديهم في مشفى الشفاء
  • 67:21 - 67:25
    القدرة الطبية أو العسكرية
  • 67:25 - 67:28
    كي يتأكدوا من افتراضهم ان الجراح التي يختبرونها على بعض الجثث قد حصلت بالتأكيد بفعل أسلحة محرّمة.
  • 67:28 - 67:32
    لكنه قال كلمته الفصل وهي أنه وخلال عشرين عاماً أمضاها في عمله
  • 67:32 - 67:36
    **...لم يرَ قط إصابات كتلك الموجودة على الجثث الموجودة في الممر.
  • 67:36 - 67:42
    لقد أبلغني عن الصدمات المصابة بها الجماجم،
  • 67:42 - 67:46
    مع تلك الكسور التي تصل إلى عظمة في التجويف الأنفي والفك وعظام الخد وقنوات الأنف وعظام الأنف والحنك
  • 67:46 - 67:51
    ...جميعها تظهر علامات اصطدام قوة هائلة مواجهة لوجه الضحية.
  • 67:51 - 67:54
    ما وجده، وهو شيء غير قابل للتوضيح، كان الفقدان التام لكرتي العينين
  • 67:54 - 68:02
    اللتين من المفترض أن تتركا أثراً في مكانٍ ما ضمن الجمجمة حتى بوجود تلك الصدمة العنيفة.
  • 68:02 - 68:08
    بدلاً من ذلك نراهم يجيئون إلى المشفى بجثث لفلسطينيين من دون أية عيون على الإطلاق
  • 68:08 - 68:12
    وكأن أحداً ما قد اقتلعهما جراحياً قبل أن يسلّم الجثث إلى قاضي التحقيق في الجرائم.
  • 68:12 - 68:18
    سمحت لنا إسرائيل بأخذ العِلم أنها قد أغدقت علينا بكرمها: ثلاث ساعات من وقف إطلاق النار اليومي
  • 68:18 - 68:24
    بين الساعة الواحدة والرابعة بعد الظهر.
  • 68:24 - 68:30
    بيانات القيادة العسكرية الإسرائيلية تعتبر
  • 68:30 - 68:35
    بالمكانة ذاتها من درجة الثقة التي تحظى بها تصاريح قادة حماس في ما يخص قيامهم بتنفيذ مجزرة بالجنود الإسرائيليين.
  • 68:35 - 68:38
    ولأكون أكثر وضوحاً حول هذه النقطة، إن عدوّ تل أبيب الأسوأ هو ذاته ذلك الذي يحارب تحت ظل نجمة داوود.
  • 68:38 - 68:42
    البارحة غادرت سفينة حربية ميناء غزَّة
  • 68:42 - 68:50
    حاملة على متنها مجموعة كبيرة ممن يعتقد أنهم فدائيون من المقاومة الفلسطينية ...
  • 68:50 - 68:58
    .متحركين كجبهة متّحدة حول جباليا.
  • 68:58 - 69:02
    لقد أطلق الإسرائيليون نيران مدافعهم عليها.
  • 69:02 - 69:06
    لكن، وكما تبين فيما بعد، كان أولئك هم جنودهم أنفسهم وقد نتج عن القصف قتل ثلاثة جنود
  • 69:06 - 69:10
    وجرح نحو عشرين آخرين.
  • 69:10 - 69:12
    لا تنطلي على أحد هنا مزاعم وقف إطلاق النار الذي دعت إليه إسرائيل،
  • 69:12 - 69:18
    .فكما حصل في الساعة الثانية من بعد ظهر هذا اليوم، كانت رفح موضع هجوم مروحية أباتشي
  • 69:18 - 69:22
    كما وقعت مجزرة أخرى بحق الأطفال في جباليا:
  • 69:22 - 69:26
    ذبحت ثلاث أخوات صغيرات بعمر سنتين وأربع سنوات وستّ سنوات
  • 69:26 - 69:32
    من عائلة عبد رب
  • 69:32 - 69:36
    ومنذ نصف ساعة فقط كانت سيارة إسعاف تابعة لمشفى الهلال الأحمر تتعرض للقصف.
  • 69:36 - 69:41
    كان رفيقاتي من حركة التضامن الدولية، إيفا وألبيرتو، راكبين في تلك السيارات وقد عملا على تصوير كل ما حصل،
  • 69:41 - 69:44
    ومرّرا جميع تلك الأفلام والصور إلى وسائل الإعلام الرئيسة كافة.
  • 69:44 - 69:51
    أصيب حسن برصاص في ركبته وهو الخارج حديثاً من حداد على صديقه عارف،.
  • 69:51 - 69:59
    موظف الإسعاف الذي قتل منذ يومين بينما كان ذاهباً لتقديم العون للمصابين في غزَّة.
  • 69:59 - 70:03
    *** توقفا في منتصف الطريق كي يلتقطا جسد رجل على وشك الموت،
  • 70:03 - 70:08
    عندها انهمرت عليهما عشر طلقات من قنّاص إسرائيلي.
  • 70:08 - 70:14
    أصابت رصاصة ركبة حسن وامتلأت سيارة الإسعاف بالفتحات.
  • 70:14 - 70:18
    في السفر باتجاه مشفى القدس
  • 70:18 - 70:23
    ***..في واحداً من آخر سائقي التاكسي الشجعان القليلين جداً الذين ما زالوا يعملون.
  • 70:23 - 70:29
    كنا نمشي بشكل متعرّج لتفادي القنابل،
  • 70:29 - 70:34
    وفي زاوية أحد الشوارع رأيت مجموعة من الزقاقيين الوسخي الهيئة في ثيابهم الرثة الذين
  • 70:34 - 70:39
    يشبهون تماماً الأطفال ماسحي الأحذية في فيلم سيوشا (sciuscia) في فترة ما بعد الحرب الإيطالية.
  • 70:39 - 70:42
    قذفوا الحجارة بواسطة مقاليعهم نحو السماء،
  • 70:42 - 70:48
    على عدوّ بعيد لا يمكن الوصول إليه ويلهو بحياتهم.
  • 70:48 - 70:53
    إنها استعارة مجنونة يمكن استخدامها كلقطة فوتوغرافية حول اللامعقولية في هذا المكان وفي هذه اللحظة.
  • 70:53 - 70:57
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 70:57 - 71:01
    8 كانون الثاني/يناير 2009
  • 71:01 - 71:10
    أنا لن أغادر وطني!
  • 71:10 - 71:37
    معجون وفرشاة أسناني، شفرات ومعجون الحلاقة،
  • 71:37 - 71:39
    الثياب التي أرتديها، دواء السعال الذي أتناوله للتخلص من سعالي المزمن،
  • 71:39 - 71:42
    علب التبغ التي اشتريتها لأحمد، وبعض التبغ لغليوني.
  • 71:42 - 71:47
    هاتفي النقال، وكمبيوتري المحمول الذي به وبشكل لا أستطيع مقاومته أقوم بطباعة بيانات شاهد العيان من الجحيم الذي يحيط بي.
  • 71:47 - 71:53
    كل ما هو مطلوب من أجل الاستمرار في حياة معقولة وكريمة في غزَّة يأتي من مصر،
  • 71:53 - 71:58
    ويصل إلى رفوف الحوانيت عبر الأنفاق.
  • 71:58 - 72:08
    وهي ذاتها الأنفاق التي لم تتوقف إسرائيل عن قصفها بشكل عنيف طيلة الاثنتي عشرة ساعة الماضية
  • 72:08 - 72:14
    مدمرةً آلاف المنازل في رفح قرب الحدود.
  • 72:14 - 72:21
    منذ عدة أشهر قمت بإصلاح ثلاث من أسناني النخرة،
  • 72:21 - 72:30
    وفي نهاية العملية سألت طبيب الأسنان الفلسطيني الذي عالجني عن مصدر تجهيزات معالجة الأسنان التي يستخدمها،
  • 72:30 - 72:36
    كالمخدّر والحقن والحشوات الخزفية وكل التجهيزات الأخرى.
  • 72:36 - 72:41
    وبنظرة ماكرة على وجهه أومأ بيده: من تحت الأرض.
  • 72:41 - 72:49
    ليس هنالك من شك أن المتفجرات والأسلحة قد تمّ تهريبها أيضاً عبر الأنفاق تحت رفح،
  • 72:49 - 72:54
    وهي الطريقة ذاتها التي تستخدمها المقاومة لمحاولة احتواء التقدم المخيف للدبابات الإسرائيلية.
  • 72:54 - 72:59
    لكن هذا لا شيء إذا ما قورن بالأطنان من البضائع الاستهلاكية التي تعبر إلى غزَّة المجوَّعة
  • 72:59 - 73:06
    تحت هذا الحصار الإجرامي.
  • 73:06 - 73:15
    من السهل الحصول عن طريق الإنترنيت على صور تظهر كيف أنه حتى الماشية تأتي من مصر عبر الأنفاق.
  • 73:15 - 73:22
    فالماعز الذي يعطى مسكَّناً ويُوثَق بالحبال، والأبقار،????
  • 73:22 - 73:26
    يتم إنزالها إلى بئر مصري لتعود إلى الظهور في هذه الجهة كي تنتج الحليب والجبن واللحوم.
  • 73:26 - 73:36
    حتى المشافي الرئيسة في القطاع يتمّ تزويد مخازنها خلسة بما تحتاجه عبر الحدود.
  • 73:36 - 73:44
    الأنفاق هي الوسيلة الوحيدة للفلسطينيين كي يستمروا على قيد الحياة بسبب الحصار.
  • 73:44 - 73:50
    في وصول نسبة البطالة إلى 60%
  • 73:50 - 73:55
    مجبراً 80% من العائلات على الاعتماد على المساعدات الإنسانية في معيشتهم.
  • 73:55 - 74:03
    وصف زملاؤنا في حركة التضامن الدولية في رفح ما شاهدوه
  • 74:03 - 74:10
    من نزوح جماعي لآلاف السكان على أنه: قوافل اللاجئين اليائسين الذين يغادرون وطنهم إلى مصر محمّلين على عربات تجرّها البغال،
  • 74:10 - 74:17
    وهو سيناريو شوهد من قبل، مثله كمثل ظاهرة الديجا فو (Déjà vu) . في الأيام الأخيرة كانت المنشورات الورقية تنزل كالمطر من الطائرات ناشرة الذعر بين الفلسطينيين لدفعهم إلى إخلاء منازلهم.
  • 74:17 - 74:23
    وحيث إن إسرائيل تنفّذ تهديداتها دائماً، ها هي القنابل تسقط الآن من طائراتها.
  • 74:23 - 74:33
    اليوم سيقضي مشردون جدد ليلتهم عند أقربائهم أو أصدقائهم أو معارفهم في غزَّة.
  • 74:33 - 74:41
    فبعد مذبحة الليلة الماضية في جباليا لن يجرؤَ أحدٌ قطُّ على اللجوء إلى المدارس التابعة للأمم المتحدة.
  • 74:41 - 74:48
    لكن عدداً لا يستهان به ليس لديه أحد أو مكان آمن للذهاب إليه،
  • 74:48 - 74:53
    وسيمضون الليل متضرعين إلى الله ألّا يشملهم القصف،
  • 74:53 - 74:58
    حيث ليس هنالك من أحد على وجه الكرة الأرضية لديه اهتمام بوجودهم.
  • 74:58 - 75:00
    في هذا الوقت وصل عدد الضحايا إلى 768 قتيلاً بينهم 219 طفلاً، ووصل عدد الجرحى إلى 3129 جريحاً.
  • 75:00 - 75:07
    أما عدد القتلى بين المدنيين الإسرائيليين فما زال، مشكوراً، محافظاً على ثباته عند الرقم 4 فقط.
  • 75:07 - 75:11
    في حيّ الزيتون الواقع شرقي من مدينة غزَّة، لم تستطع سيارات الإسعاف
  • 75:11 - 75:16
    الوصول إلى مكان وقوع إحدى المجازر إلا بعد انقضاء عدة ساعات على وقوعها،
  • 75:16 - 75:26
    الوصول إلى مكان وقوع إحدى المجازر إلا بعد انقضاء عدة ساعات على وقوعها،
  • 75:26 - 75:34
    وعند وصولهم أخيراً إلى هنالك قاموا بإخلاء سبع عشرة جثةً وعشرة جرحى،
  • 75:34 - 75:39
    وجميعهم ينتمون إلى عائلة السموني.
  • 75:39 - 75:45
    كانت عمليةُ إعدامٍ كاملةٍ.
  • 75:45 - 75:49
    كان من الممكن ملاحظة الفتحات التي سبّبها الرصاص في جثث الأطفال الصغيرة
  • 75:49 - 75:54
    ????????????????
  • 75:54 - 75:58
    كانت الليلتان الأخيرتان في مشافي غزَّة أكثر هدوءاً من المعتاد،
  • 75:58 - 76:00
    كوننا لم نقدم المساعدة إلا للعشرات بدل المئات كالمعتاد.
  • 76:00 - 76:04
    من الواضح أنه بعد المجزرة التي وقعت في مدرسة الفاخورة،
  • 76:04 - 76:10
    تجاوز الجيش الإسرائيلي العدد اليومي للإصابات التي يحققها بين المدنيين،
  • 76:10 - 76:15
    وذلك كتقدمة لحكومته العطشى للدماء نظراً لقرب حصول الانتخابات.
  • 76:15 - 76:19
    لدينا إحساس بأن المشارح سوف تمتلئ إلى حد التخمة هذه الليلة أيضاً.
  • 76:19 - 76:23
    مطلقين صفارات سيارات الإسعاف، كنا نتابع نقل النساء الحوامل إلى المشفى حيث يلدن قبل الأوان.
  • 76:23 - 76:28
    يبدو الأمر وكأن الطبيعة وغريزة البقاء
  • 76:28 - 76:34
    تقنعان هؤلاء الأمهات الشجاعات بأن في أيديهن تحديد موعد ولادة أطفالهن،
  • 76:34 - 76:41
    للتعويض عن عدد القتلى الآخذ في التزايد.
  • 76:41 - 76:48
    صرخات المواليد الجدد عندما يخرجون للحياة
  • 76:48 - 76:53
    هي الشيء الوحيد الذي يمكنه أن يطغى على أصوات انفجار القنابل للحظات معدودة.
  • 76:53 - 77:00
    طلبت زميلتنا ليلى في حركة التضامن الدولية من أطفال جيراننا كتابة انطباعاتهم عن المأساة الشنيعة التي نقاسيها.
  • 77:00 - 77:03
    وفي ما يلي بعض المقتطفات من كلماتهم، حيث يمكن مشاهدة الرعب الذي تخلّفه الحرب من خلال نظرات أطفال غزَّة البريئة والنقية.
  • 77:03 - 77:07
    ?????????????????????
  • 77:07 - 77:12
    كتبت سوزان ابنة الخمسة عشر ربيعاً:
  • 77:12 - 77:22
    الحياة في غزَّة شديدة الصعوبة. في الواقع لا يمكننا وصف كل شيء.
  • 77:22 - 77:29
    حيث لا نستطيع النوم ولا نستطيع الذهاب إلى المدرسة أو الدراسة.
  • 77:29 - 77:32
    لدينا الكثير من المشاعر المختلطة، فأحياناً نشعر بالخوف والقلق
  • 77:32 - 77:34
    بسبب قصف الطائرات والزوارق لنا 24 ساعة في اليوم.
  • 77:34 - 77:39
    وأحيانا نشعر بالملل بسبب انقطاع التيار الكهربائي في النهار، وفي الليل لا يتوفر التيار سوى لمدة أربع ساعات،
  • 77:39 - 77:43
    الوقت حينئذ لمشاهدة الأخبار على شاشة التلفاز،
  • 77:43 - 77:47
    ونرى كيف يُجرَح الأطفال والأمهات ويموتون. ذلك أننا نعيش في ظلِّ الحصار والحرب».
  • 77:47 - 77:52
    وكتبت فاطمة ذات الثلاثة عشر ربيعاً:
  • 77:52 - 78:01
    كان هذا الأسبوع الأشد قساوة في حياتنا.
  • 78:01 - 78:05
    ذهبنا إلى المدرسة في اليوم الأول من الامتحان النهائي للفصل الأول
  • 78:05 - 78:11
    وبعدها بدأت التفجيرات، وقد قتل العديد من الطلاب وجرح آخرون،
  • 78:11 - 78:14
    ومن المؤكد أن بعض الطلاب فقدوا أحد أقربائهم أو جيرانهم.
  • 78:14 - 78:17
    لا يوجد كهرباء ولا طعام ولا حتى خبز.
  • 78:17 - 78:21
    ماذا يمكننا أن نفعل؟ إنهم الإسرائيليون!
  • 78:21 - 78:27
    جميع البشر في كل أنحاء العالم يحتفلون بالسنة الجديدة، أما نحن فنحتفل على طريقتنا».
  • 78:27 - 78:32
    سارة وعمرها 11 ربيعاً كتبت:
  • 78:32 - 78:35
    «غزَّة تعيش تحت الحصار، إنها أشبه بسجن كبير: لا ماء فيها ولا كهرباء.
  • 78:35 - 78:38
    يشعر الناس بالخوف، إنهم لا ينامون ليلاً وكل يوم يقتل المزيد.
  • 78:38 - 78:45
    قتل حتى الآن 400 شخص وجرح أكثر من 2000.
  • 78:45 - 78:49
    والتلاميذ يتقدمون الآن للامتحان النهائي للفصل الأول، لذلك قصفت اسرائيل وزارة التعليم والعديد من الوزارات الأخرى.
  • 78:49 - 78:56
    «متى سينتهي هذا؟»
  • 78:56 - 79:01
    وهم ينتظرون مزيداً من القوارب التي تحمل ناشطين أمثال فيتوريو وليلى».
  • 79:01 - 79:08
    داروين وعمره 8 سنوات:
  • 79:08 - 79:18
    «أنا طفل فلسطيني: لا أريد أن أغادر وطني،
  • 79:18 - 79:21
    لذلك سأحصل على بعض الفوائد، لأنني لا أريد أن أغادر وطني
  • 79:21 - 79:27
    وإنني أسمع صوت الصواريخ، لذلك لا أريد أن أغادر وطني».
  • 79:27 - 79:30
    مريم عمرها 4 سنوات.
  • 79:30 - 79:35
    سألها أشقاؤها: ماذا تشعرين عندما تسمعين أصوات الصواريخ؟
  • 79:35 - 79:39
    فأجابت: «أنا خائفة».
  • 79:39 - 79:45
    قبل أن تركض لتحتمي خلف والدها
  • 79:45 - 79:47
    الحزن يلفّ غموض غزَّة في الأيام العشرة الأخيرة,
  • 79:47 - 79:51
    لا أستطيع أن أشحن بطارية هاتفي النقال وكمبيوتري المحمول إلا في المشافي.
  • 79:51 - 79:54
    نشاهد التلفاز مع الأطباء وموظفي الإسعاف بينما نكون بانتظار نداء مستعجل.
  • 79:54 - 80:00
    وننصت إلى أصوات لعلعة الرصاص في البعيد، وبعد دقائق قليلة تفيدنا قنوات التلفزة العربية
  • 80:00 - 80:04
    بالمكان الدقيق الذي حصل فيه الانفجار.
  • 80:04 - 80:08
    غالباً ما نشاهد أنفسنا على هذه القنوات ونحن نسحب الجثث من بين الأنقاض، وكأن رؤية هذه الجثث ذاتها على أرض الواقع لم تكن كافية لنا.
  • 80:08 - 80:15
    في الليلة الماضية أدرت جهاز التلفاز على قناة إسرائيلية.
  • 80:15 - 80:21
    في الليلة الماضية أدرت جهاز التلفاز على قناة إسرائيلية. كانوا يعرضون برنامجاً حول مهرجان للموسيقى التقليدية مع فتيات استعراض نحيلات، مختتمين البرنامج بعرض للألعاب النارية.
  • 80:21 - 80:25
    بعد ذلك عدنا إلى الرعب، ليس على شاشة التلفاز لكن في سيارات الإسعاف.
  • 80:25 - 80:36
    للإسرائيليين الحق بالضحك والغناء حتى وهم يقترفون المجازر بحق جيرانهم الفلسطينيين.
  • 80:36 - 80:40
    أما الفلسطينيون فلا يطلبون سوى أن يموتوا ميتة مختلفة عن هذا الموت،
  • 80:40 - 80:48
    كتلك التي كانت في العصور السحيقة.???
  • 80:48 - 80:53
    حافظو على إنسانيتكم!
  • 80:53 - 81:01
    9 كانون الثاني/يناير 2009
  • 81:01 - 81:07
    ** قتل أبقراط
  • 81:07 - 81:13
    ضربت فرقة إعدام في غزَّة
  • 81:13 - 81:45
    **...بأبقراط عرض الحائط، مسدّدة بنادقها إليه ومطلقة عليه النار.
  • 81:45 - 81:50
    إن التصريحات المنافية للعقل التي أدلى بها الناطق باسم الشرطة السرية الإسرائيلية
  • 81:50 - 81:54
    حول إعطاء الجيش الضوء الأخضر لإطلاق النار على سيارات الإسعاف
  • 81:54 - 81:59
    ...لأنها حسب زعمهم تنقل إرهابيين،
  • 81:59 - 82:06
    , لهي مثال على قيمة الحياة البشرية كما ينظر إليها الإسرائيليون هذه الأيام،
  • 82:06 - 82:13
    حياة أعدائهم بالطبع.
  • 82:13 - 82:19
    إن الأمر يستحق إعادة مطالعة
  • 82:19 - 82:27
    ...ما هو منصوص عليه في قَسَم أبقراط
  • 82:27 - 82:33
    الذي يقسم كل طبيب على الالتزام به
  • 82:33 - 82:38
    ...قبل ممارسته مهنة الطب.
  • 82:38 - 82:41
    الفقرات التالية تستحق الملاحظة بشكل خاص:
  • 82:41 - 82:45
    «أتعهد بتكريس نفسي بكل جدية لخدمة الإنسانية.
  • 82:45 - 82:48
    سوف أمارس مهنتي بكل ضمير وكرامة
  • 82:48 - 82:51
    سوف تكون صحة مريضي أول اهتماماتي. سوف أعالج جميع المرضى بكل حرص والتزام.
  • 82:51 - 82:58
    لن أسمح لأي اعتبار أو دين أو عرق
  • 82:58 - 83:09
    أو سياسة حزبية أو موقف اجتماعي بالتدخل بين واجبي ومريضي».
  • 83:09 - 83:18
    قتل تسعةُ أطباء وممرّضين متطوعين منذ بداية حملة القصف،
  • 83:18 - 83:31
    وتم استهداف عشر سيارات إسعاف بالمدفعية الإسرائيلية.
  • 83:31 - 83:38
    يرتجف الناجون من الخوف،
  • 83:38 - 83:44
    لكنهم يرفضون التراجع ولو خطوة إلى الوراء
  • 83:44 - 83:52
    إن وميض ضوء سيارات الإسعاف القرمزي
  • 83:52 - 83:58
    ...هو الضوء الوحيد في شوارع غزَّة المعتمة،
  • 83:58 - 84:01
    عدا الوميض الذي يسبق الانفجارات
  • 84:01 - 84:04
    بالنسبة إلى الجرائم، أصدر بيير ويتاتش رئيس منظمة الصليب الأحمر في غزَّة التقرير الأحدث.
  • 84:04 - 84:07
    لم تستطع سيارات الإسعاف التابعة له الدخول إلى موقع مجزرة حي الزيتون شرقي مدينة غزَّة
  • 84:07 - 84:14
    إلا بعد 24 ساعة من الهجوم الإسرائيلي.
  • 84:14 - 84:19
    وقد أفاد عمّال الإسعاف
  • 84:19 - 84:25
    ..أنهم وجدوا أنفسهم وسط مشهد دموي مرعب:
  • 84:25 - 84:34
    «في أحد المنازل وجدنا أربعة أطفال صغار بجانب جثة والدتهم.
  • 84:34 - 84:38
    كانوا من الضعف بحيث لا يستطيعون الوقوف على أقدامهم.
  • 84:38 - 84:40
    كذلك وجدنا رجلاً في مقتبل العمر وكان أيضاً لا يقوى على النهوض من شدة ضعفه.
  • 84:40 - 84:45
    كما وجدنا نحو عشرين جثة مسجّاة في فراشها»
  • 84:45 - 84:53
    شهود العيان على هذه المجزرة الكبيرة وصفوا ما حصل بأن الجنود الإسرائيليين
  • 84:53 - 84:58
    قاموا بعد وصولهم إلى الحي
  • 84:58 - 85:07
    بتجميع عدد كبير من عائلة السموني في بناية واحدة
  • 85:07 - 85:13
    ...ومضوا بعد ذلك إلى رمي القنابل عليها بشكل متكرر.
  • 85:13 - 85:21
    كنت وزملائي في حركة التضامن الدولية نجوبُ المكان في سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر لأيام
  • 85:21 - 85:24
    ****ونعاني هجماتٍ عدة
  • 85:24 - 85:31
    واجبنا نحن الذين في سيارات الإسعاف أن ننقذ الجرحى وليس أن ننقل الفدائيين.
  • 85:31 - 85:38
    عندما نجد أحداً ما غارقاً في بركة من دمه
  • 85:38 - 85:45
    لن يكون لدينا الوقت للتحقق من أوراقه الثبوتية أو أن نسأله إن كان من مؤيدي حماس أم فتح.
  • 85:45 - 85:48
    كان غالبية الجرحى بحالة حرجة بحيث لا يستطيعون التكلم، حالهم كحال الموتى.
  • 85:48 - 85:56
    منذ عدة أيام،
  • 85:56 - 86:02
    وبينما كنا ننقل أحد المصابين بجراح بليغة،
  • 86:02 - 86:09
    قفز مصاب آخر جراحه طفيفة إلى داخل سيارة الإسعاف
  • 86:09 - 86:16
    فما كان منا إلا أن دفعناه على الفور إلى خارج السيارة
  • 86:16 - 86:19
    لنوضح لمن كان يراقبنا من الأعلى
  • 86:19 - 86:23
    . أننا لا نعمل كسيارة أجرة تنقل أعضاء حركة المقاومة حيث يشاؤون.
  • 86:23 - 86:32
    في الليلة الماضية وفي مشفى القدس بمدينة غزَّة أدخلت مريم ذات السبعة عشر عاماً محمولة
  • 86:32 - 86:35
    وهي في حالة مخاض متقدمة،
  • 86:35 - 86:39
    والدها وأخت زوجها اللذين توفيا كانا قد أخرجا من المشفى عينه هذا الصباح،
  • 86:39 - 86:45
    كلاهما كانا ضحية قصف عشوائي.
  • 86:45 - 86:53
    وضعت مريم طفلاً رائعاً خلال الليل
  • 86:53 - 86:55
    غير دارية بحقيقة أنه
  • 86:55 - 87:05
    ...وبينما كانت مستلقية في غرفة الولادة ,
  • 87:05 - 87:12
    وصل زوجها الشاب إلى المشرحة في الطابق الذي تحتها.
  • 87:12 - 87:16
    في نهاية الأمر،
  • 87:16 - 87:18
    بدأت حتى الأمم المتحدة ترى
  • 87:18 - 87:22
    ...أننا جميعنا في غزَّة موجودون على المركب ذاته،
  • 87:22 - 87:30
    وأننا جميعاً أهداف متحركة للقّناصين.
  • 87:30 - 87:32
    وصل عدد الخسائر حتى الآن إلى 789 قتيلاً
  • 87:32 - 87:36
    و3300 جريح
  • 87:36 - 87:40
    (410 منهم في حالة حرجة)
  • 87:40 - 87:44
    ومن بين القتلى 230 طفلاً، إضافة إلى عدد غير محدد من المفقودين.
  • 87:44 - 87:50
    أما عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي
  • 87:50 - 87:53
    .فما زال متوقفاً عند العدد 4.
  • 87:53 - 87:58
    في هذا الوقت أعلن جون جنغ مدير عمليات الأونروا
  • 87:58 - 88:03
    (وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) في غزَّة.
  • 88:03 - 88:07
    عن تعليق النشاطات الإنسانية للوكالة في قطاع غزَّة.
  • 88:07 - 88:12
    التقيت بجنغ في مكتب راماتان الصحافي
  • 88:12 - 88:19
    ورأيته يهزّ إصبعه بازدراء للإسرائيليين أمام الكاميرات.
  • 88:19 - 88:23
    علقت الأمم المتحدة نشاطاتها في غزَّة بعد مقتل اثنين من العاملين لديها البارحة،
  • 88:23 - 88:28
    وللسخرية، كان ذلك خلال فترة الساعات الثلاث المخصصة لوقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه إسرائيل، وعادةً ما تفشل هي في التزامه.
  • 88:28 - 88:33
    "«المدنيون في غزَّة لديهم ثلاث ساعات يومياً بتصرفهم كي يبقوا على قيد الحياة،
  • 88:33 - 88:41
    بينما لدى الإسرائيليين الواحد والعشرون ساعة المتبقية
  • 88:41 - 88:48
    ...ليحاولوا فيها إبادتهم».
  • 88:48 - 88:58
    ذلك ما سمعت جنغ يقوله بينما كان على بعد خطوتين مني.
  • 88:58 - 89:08
    ياسمين، زوجة احد الصحافيين الذين ينتظرون بالرتل على معبر إيريتس كتبت لي من القدس.
  • 89:08 - 89:12
    **أبلغتني أن إسرائيل لن تسمح لهؤلاء الصحافيين بالعبور كي لا يقوم بتصوير أو وصف هذه الكارثة غير الطبيعية الهائلة التي نزلت علينا خلال الثلاثة عشر يوماً الأخيرة.
  • 89:12 - 89:16
    وقالت:
  • 89:16 - 89:22
    "«ذهبت منذ يومين لإلقاء نظرة من الخارج على غزَّة.
  • 89:22 - 89:29
    كان الصحافيون من كل أنحاء العالم متجمهرين فوق تلة رملية
  • 89:29 - 89:41
    على بعد بضعة كيلومترات من الحدود
  • 89:41 - 89:43
    عدد لا يحصى من الكاميرات كان موجهاً نحونا.
  • 89:43 - 89:47
    كانت الطائرات تحوم فوق الرؤوس بحيث كنت تسمعها لكنك لا تستطيع رؤيتها.
  • 89:47 - 89:53
    كان الأمر أشبه بالهلوسة،
  • 89:53 - 89:57
    أشبه بشيء كأنه في رأسك، حتى ترى الدخان الأسود يرتفع في أفق غزَّة.
  • 89:57 - 90:01
    الهضبة ذاتها أصبحت أيضاً موقعاً سياحياً بالنسبة إلى الإسرائيليين الذين يقطنون في تلك المنطقة.
  • 90:01 - 90:05
    جاؤوا بمناظيرهم الضخمة وكاميراتهم
  • 90:05 - 90:09
    لمشاهدة عمليات القصف مباشرةً».
  • 90:09 - 90:14
    وبينما كنت أكتب بسرعة جنونية هذه القطعة من التقرير الإخباري،
  • 90:14 - 90:21
    سقطت قنبلة على المبنى المجاور الذي أُوجد فيه الآن
  • 90:21 - 90:27
    اهتز زجاج النوافذ جراء الانفجار وآلمتني أذناي.
  • 90:27 - 90:32
    نظرت عبر النافذة فرأيت المبنى الذي يحوي معظم وكالات الأنباء العربية وهو يُقصف.
  • 90:32 - 90:39
    إنه واحد من أعلى مباني مدينة غزَّة
  • 90:39 - 90:44
    ويدعى بناء الجوهرة.
  • 90:44 - 90:47
    يتمركز فريق التصوير بشكل دائم في الطابق الأعلى
  • 90:47 - 90:56
    وأستطيع أن أراهم جميعاً يلوّحون بأيديهم
  • 90:56 - 91:00
    .بينما لا تزال غيمة من الدخان الأسود تغطيهم.
  • 91:00 - 91:03
    في هذه البقعة من العالم يعتبر موظفو الإسعاف والصحافيون أكثر المهنيين بطولة.
  • 91:03 - 91:07
    زرت البارحة تميم في مشفى الشفاء،
  • 91:07 - 91:09
    إنه صحافي نجا من هجوم جوي.
  • 91:09 - 91:15
    لقد شرح لي ما يظنه أن إسرائيل تتبنى
  • 91:15 - 91:22
    التقنية الإرهابية ذاتها التي تتبناها منظمة القاعدة
  • 91:22 - 91:26
    قصف الأبنية
  • 91:26 - 91:31
    والانتظار حتى قدوم الصحافيين وسيارات الإسعاف
  • 91:31 - 91:36
    ثم تعمل على إطلاق قنبلة أخرى
  • 91:36 - 91:39
    ... لتنهي ما بدأته الأولى.
  • 91:39 - 91:42
    في هذه الحالة يمكننا أن نتبين لماذا
  • 91:42 - 91:45
    ..يوجد بين المصابين العديد من الصحافيين والمسعفين.
  • 91:45 - 91:48
    وبينما هو يقول ذلك، أومأت الممرضات اللواتي كنّ حول سريره برؤوسهن تأييداً لكلامه.
  • 91:48 - 91:51
    مبتسماً، أظهر لي تميم ما تبقّى من رجليه المقطوعتين.
  • 91:51 - 91:54
    كان سعيداً لأنه ما زال على قيد الحياة كي يخبر القصة،
  • 91:54 - 91:59
    في حين زميله محمد
  • 91:59 - 92:03
    توفي والكاميرا في يده عندما وقع الانفجار الثاني القاتل.
  • 92:03 - 92:09
    في أثناء ذلك سألت عن القنبلة التي سقطت على المبنى المجاور
  • 92:09 - 92:15
    حيث جرح صحافيان فلسطينيان
  • 92:15 - 92:18
    أحدهما يعمل لصالح التلفزيون الليبي والآخر لصالح تلفزيون دبي.
  • 92:18 - 92:24
    يعتبر هذا تذكيراً قاسياً بأنه لا يجوز أن يتم تسجيل أو وصف هذه المجزرة بأي شكل من الأشكال.
  • 92:24 - 92:30
    كل ما بقي لي هو الأمل
  • 92:30 - 92:35
    ..بعدم وجود أحد من بين القادة العسكريين الإسرائيليين
  • 92:35 - 92:41
    يقرأ جريدة إلمانيفستو
  • 92:41 - 92:43
    أو من هو معتاد على زيارة مدوّنتي على شبكة الإنترنيت.
  • 92:43 - 92:52
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 92:52 - 92:55
    10 كانون الثاني/يناير 2009
  • 92:55 - 93:00
    التدمير الشامل: العمل جارٍ على قدم وساق
  • 93:00 - 93:03
    أعطتنا بعض العائلات الفلسطينية عدداً من المنشورات الورقية التي سقطت من السماء في الأيام القليلة الماضية
  • 93:03 - 93:09
    إنها نوع من المجاملة أبدتها القوة الجوية الإسرائيلية بدلاً عن القنابل المألوفة
  • 93:09 - 93:30
    تقول القصاصة الأولى:
  • 93:30 - 93:36
    "إلى كل الناس الذين يعيشون في هذه المنطقة
  • 93:36 - 93:40
    بسبب النشاطات الإرهابية والإرهابيين المنحدرين من مناطقكم والذين يقومون بهجمات إرهابية ضد إسرائيل
  • 93:40 - 93:49
    فقد وجدت القوات الحربية الإسرائيلية نفسها مرغمة على القيام بعمل فوري في منطقتكم
  • 93:49 - 93:56
    ونتيجة لذلك فإننا نلحّ عليكم بأن تُخلوا المنطقة في الحال من أجل سلامتكم
  • 93:56 - 94:01
    التوقيع الجيش الإسرائيلي».
  • 94:01 - 94:05
    باختصار، يلصق الإسرائيليون على كل باب عبارة «العمل جارٍ على قدم وساق»
  • 94:05 - 94:14
    وذلك قبل تهديم أحياء كاملةً
  • 94:14 - 94:22
    وبذلك يحطمون الآمال في حياةٍ ما حاضراً ومستقبلاً
  • 94:22 - 94:29
    من الواضح أن هؤلاء الذين ليس لديهم مكان يهربون إليه قد كتب عليهم أن يُدفَنوا تحت أطنان من الأنقاض
  • 94:29 - 94:32
    لقد حذّرونا منذ فترة قصيرة أنهم ينوون إلقاء المزيد من المنشورات
  • 94:32 - 94:41
    مهددين بأن «مرحلة جديدة من الحرب على الإرهاب على وشك أن تبدأ».
  • 94:41 - 94:46
    في الحقيقة بدا قادة الجيش الإسرائيلي مهذبين:
  • 94:46 - 94:52
    طلبوا من سكان غزَّة أن يتعاونوا قبل أن يسحقوهم كالحشرات
  • 94:52 - 95:01
    إذا لم تكن المنشورات مقنعة بشكل كافٍ
  • 95:01 - 95:08
    فالسبب يعود إلى أن القوات الجوية كانت تقرع على أسطح منازل غزَّة بلطف
  • 95:08 - 95:13
    إنه نوع جديد من التكتيك، فقد ألقيت قنابل أقل فاعلية بعض الشيء
  • 95:13 - 95:18
    مع ذلك فهي من القوة بحيث تستطيع تصديع الأسقف وإزالتها عن المنازل، مقنعةً ساكنيها بإخلائها
  • 95:18 - 95:24
    بعد دقيقتين أو ثلاث اندفعت الطائرات بالقرب منا من جديد ولم يتبقَّ شيء من المنازل
  • 95:24 - 95:27
    أين سيذهب القاطنون؟
  • 95:27 - 95:34
    ليس هنالك من ملجأ آمن على طول القطاع وعرضه
  • 95:34 - 95:43
    أما بالنسبة إليّ فقد أصبحت أخاف على حياتي حين أكون في سيارة الإسعاف أو ماراً بالقرب من جامع أو مدرسة
  • 95:43 - 95:54
    أكثر مما أخاف حين أقف أمام أي من المباني الحكومية التي لا تزال قائمة
  • 95:54 - 96:05
    في الليلة الماضية، وعلى بعد 20 متراً من منزلي
  • 96:05 - 96:09
    دمرت طائرة حربية محطة إطفاء حريق
  • 96:09 - 96:13
    أما هذا الصباح فقد اكتشفت حفرةً عمقها بضعة أمتار على الطريق الموازي للميناء
  • 96:13 - 96:20
    كانت تبدو وكأن نيازكَ نزلت من السماء وحفرتها كما في أفلام الخيال العلمي
  • 96:20 - 96:29
    الفرق هنا هو أن هذه التأثيرات الخاصة مؤلمة كثيراً
  • 96:29 - 96:32
    عند زيارتك مشفى الشفاء المكتظ بالجرحى الذين ينتظرون المعالجة
  • 96:32 - 96:36
    يمكنك الالتقاء بطبيب لا يبدو عربياً:
  • 96:36 - 96:45
    إنه مادس غيلبرت الطبيب النرويجي من منظمة نورواك غير الحكومية
  • 96:45 - 96:56
    غيلبرت طبيب مخدِّر قام بتأكيد شكوكنا باستخدام إسرائيل أسلحة محرمة دولياً ضد المدنيين في غزَّة:
  • 96:56 - 97:03
    «يأتي إلينا العديد من الجرحى الذين بحاجة إلى بتر أكيد حيث تكون أرجلهم قد سحقت
  • 97:03 - 97:08
    وذلك حسب اعتقادي بتأثير قنابل الديم» (Dime)
  • 97:08 - 97:12
    (وقنبلة الديم نوع مبتكر من القنابل
  • 97:12 - 97:18
    وخصصت لضرب أهداف محددة وإحداث أكبر قدر ممكن من الضرر حيث تحدث موجة قاتلة في منطقة سقوطها)
  • 97:18 - 97:27
    ويحصل هذا بينما مفوّضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي
  • 97:27 - 97:35
    تقول في تقريرها بأنه قد حصلت: «انتهاكات خطيرة جداً ربما وصلت إلى اعتبارها جرائم حرب».
  • 97:35 - 97:40
    آخر مثال على جريمة كهذه هو تلك الجريمة التي وقعت منذ ساعات قليلة شرقي جباليا
  • 97:40 - 97:44
    حيث كانت عائلة عبد ربه بعد لحظة من إخلاء منزلها
  • 97:44 - 97:57
    تُحضِر بعض الحاجيات الغذائية من حانوت صغير
  • 97:57 - 98:05
    حين قصفت بقنبلة أدت على الفور إلى وفاة ثمانية من أفرادها، بالإضافة إلى جرح اثنين بجروح بالغة
  • 98:05 - 98:14
    كان لدى الناس الذين تكلمت إليهم في الطريق انطباعاً بأن اسرائيل تقتنص الفرص
  • 98:14 - 98:21
    حتى عندما يكون إلقاء القنابل من دون توقّف والمدفعية الميدانية تتقدم ببطء
  • 98:21 - 98:27
    لا يواجه الجنود الإسرائيليون مشكلة بكيفية تأمين حصص الطعام الفردية المخصصة للعسكريين ومراكمتها
  • 98:27 - 98:30
    على عكس أهل غزَّة الذين لم يتبقَّ لديهم ولو كسرة خبز
  • 98:30 - 98:36
    كن الخبّازين، وبعد أن نفد الطحين منهم، قاموا بخلط ما بقي لديهم بالطحين المخصص للحيوانات
  • 98:36 - 98:39
    إنه خبز بائت منذ أسبوع ومخضرٌّ بفعل العفن
  • 98:39 - 98:46
    تستطيع طبخه فوق نار قطعتين من الحطب
  • 98:46 - 98:52
    ويمكنني أن أؤكد لك أنه حتى عند ذلك لا يكون طيب المذاق
  • 98:52 - 99:01
    حمَّلت إسرائيل على جميع مواقع الإنترنيت عشرات الأفلام الملتقطة وفق خاصية عين الطائر
  • 99:01 - 99:07
    عارضة فيها ما تزعمه دقة عمليات القصف
  • 99:07 - 99:20
    ضد «الإرهابيين» أو ضد مستودعات أسلحة ومتفجرات العدو المفترضة
  • 99:20 - 99:26
    إن عدد الضحايا المدنيين المذهل كافٍ لدحض هذه الأفلام
  • 99:26 - 99:30
    أتعجب كيف يمكن إسرائيل أن تصف نفسها أنها متحضرة وديمقراطية
  • 99:30 - 99:38
    في وقت لا يتوانى فيه جيشها، في إطار سعيه لقتل وتهجير عدوّه
  • 99:38 - 99:50
    عن ضرب وتهديم بناءٍ مكتظٍ بالسكان، دافناً العشرات من الضحايا الأبرياء أحياءً
  • 99:50 - 99:55
    إن مَثَل ذلك كمثل الجيش الإيطالي إذا ما حاول القبض على مجرم خطير من المافيا
  • 99:55 - 100:02
    فإنه يعمد إلى قصف مركز مدينة بالميرو بشكل عنيف.
  • 100:02 - 100:07
    وصل عدد القتلى الفلسطينيين إلى 821 قتيلاً
  • 100:07 - 100:17
    بينهم 93 امرأة و235 طفلاً
  • 100:17 - 100:20
    كما قتل 12 مسعفاً كانوا على رأس عملهم، وتوفي ثلاثة صحافيين. أما الجرحى فقد وصل عددهم إلى 3350 جريحاً
  • 100:20 - 100:30
    أكثر من نصفهم تحت سن 18 عاماً
  • 100:30 - 100:37
    ووفق «مركز الميزان لحقوق الإنسان» في جباليا المشهود له بصدقيته
  • 100:37 - 100:43
    فإن 85% من الضحايا المدنيين الفلسطينيين قتلوا بمذابح في الأسبوعين الأخيرين
  • 100:43 - 100:54
    ومع ذلك فقد بقي عدد القتلى بين الإسرائيليين متوقفاً عند الرقم 4.
  • 100:54 - 101:03
    إذا لم تستطع الأمم المتحدة حماية السكان المدنيين الفلسطينيين
  • 101:03 - 101:16
    الفلسطينيين من الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة لمواثيقها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان
  • 101:16 - 101:22
    فإن أصدقائي في حركة غزَّة الحرة سوف يوجّهون إليها طلقة، إذ إنهم جاهزون، كما كانوا دائماً، للإبحار إلى غزَّة خلال بضعة أيام
  • 101:22 - 101:25
    وسيكون من بين من سيأتي أطباء وممرضون وناشطين في مجال حقوق الإنسان
  • 101:25 - 101:32
    يعتبرون أنه من واجبهم الشخصي فعل أي شيء يقدرون عليه في المجال الإنساني لتقديم بعض إجراءات الحماية
  • 101:32 - 101:41
    لقد حاولوا من قبل القدوم آملين الوصول إلى هنا في 31 كانون الأول/ديسمبر على متن قارب الكرامة
  • 101:41 - 101:48
    لكن البحرية الإسرائيلية قصفت مركبنا في المياه الدولية
  • 101:48 - 101:53
    في محاولة منهم لإغراقه، وتحدثوا في وقت لاحق عن الأمر على أنه كان حادثاً
  • 101:53 - 101:58
    سوف أنتظر أصدقاءنا مع حمولتهم من المساعدات الإنسانية بين أنقاض ما بقي من المرفأ
  • 101:58 - 102:10
    متمنياً ألا يقع (حادثٌ) مماثلٌ بعيداً عن الشاطئ هذه المرة
  • 102:10 - 102:15
    المنشور الثاني الذي ألقته الطائرات والذي قمنا بترجمته هو عبارة عن صراخ:
  • 102:15 - 102:25
    «يا أهالي غزَّة كونوا مسؤولين عن مصيركم!
  • 102:25 - 102:33
    مثل الإرهابيون في غزَّة وأولئك الذين يطلقون الصواريخ ضد إسرائيل تهديداً على حياتكم
  • 102:33 - 102:38
    وحياة عائلاتكم
  • 102:38 - 102:47
    إذا أردتم أن تساعدوا عائلاتكم وإخوتكم في غزَّة
  • 102:47 - 102:54
    كل ما عليكم القيام به هو الاتصال بالرقم الوارد أدناه وإعطاؤنا معلومات
  • 102:54 - 103:02
    عن أماكن وجود هؤلاء المسؤولين عن إطلاق الصواريخ
  • 103:02 - 103:12
    لقد حوّلتكم الميليشيا الإرهابية إلى أولى ضحايا أعمالها
  • 103:12 - 103:18
    إن الوقاية من المزيد من الأعمال الوحشية التي ارتكبت هي الآن مسؤوليتكم
  • 103:18 - 103:24
    لا تتردّدوا! نضمن لكم التكتم الكامل على أسمائكم
  • 103:24 - 103:27
    يمكنكم الاتصال بنا على الرقم التالي...
  • 103:27 - 103:32
    كما يمكنكم الكتابة لنا على عنوان البريد الإلكتروني التالي...
  • 103:32 - 103:39
    لتزويدنا بما يتوفر لديكم من معلومات عن النشاطات الإرهابية».
  • 103:39 - 103:43
    أدعو إولئك الذين يكتبون لي للتعبير عن تضامنهم أن يستمروا بالتعبير عن غضبهم
  • 103:43 - 103:48
    ضد المجزرة التي تحدث حالياً ويستمروا بدعم حقوق إلإنسان.
  • 103:48 - 103:55
    وإذا كان لديكم خمس دقائق من الوقت وبطاقة اتصال دولية
  • 103:55 - 104:00
    فإن التفاصيل الواردة في المنشور يمكن أن تكون مساعدة لكم في الاتصال بتلك الأرقام
  • 104:00 - 104:03
    والتعبير عن ازدرائكم لأولئك الذين يقامرون بسخرية بحياة مليون ونصف المليون من البشر عن طريق الجو والبحر والبر
  • 104:03 - 104:07
    لن يكون هنالك أفضل من هذه الطريقة لاستهلاك بطاقة الاتصال
  • 104:07 - 104:15
    هؤلاء الـ 235 طفلاً المذبوحون يطلبون منكم ذلك.
  • 104:15 - 104:27
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 104:27 - 104:34
    13 كانون الثاني/يناير 2009
  • 104:34 - 104:39
    العُقبان ومنتهزو الفرص
  • 104:39 - 104:48
    ما زلنا نحاول أن نخلق طرقاً للخلاص عبر البحر
  • 104:48 - 104:59
    وأن نوجد ممراً خارج هذه الأرض المعذبة التي أصبحت الآن مصادرة وحبيسة
  • 104:59 - 105:05
    هذه الأرض المغتصبة في كل بوصة منها والتي تحولت إلى مقبرة للجثث التي حرمت من الرقاد بسلام
  • 105:05 - 105:15
    الآن ومنذ عدة أيام
  • 105:15 - 105:47
    أصبحت حتى الجنازات أهدافاً للطائرات الإسرائيلية
  • 105:47 - 105:51
    وكأن الفلسطينيين المقتولين يستحقون عقاباً إضافياً وهم موتى أيضاً
  • 105:51 - 105:54
    إذا كان الممر الآمن ينازع كي يشق طريقه
  • 105:54 - 105:59
    ويساعد أناساً في رمقهم الأخير
  • 105:59 - 106:06
    فإن روح الإنسانية
  • 106:06 - 106:14
    وهو إسم واحد من أربعة مراكب تابعة لحركة غزَّة الحرة سيحاول أن يكون موجوداً من أجل نقلهم
  • 106:14 - 106:16
    لقد أبحر اليوم من لارنكا في قبرص
  • 106:16 - 106:20
    وسوف يجلب معه أطناناً من المساعدات الطبية التي ستفرغ في ميناء غزَّة
  • 106:20 - 106:27
    يصاحبه أربعون طبيباً وممرضاً وصحافيون
  • 106:27 - 106:32
    وأعضاء في البرلمان الأوروبي ونشطاء حقوق إنسان ممثلين لـ 17 بلداً مختلفاً
  • 106:32 - 106:36
    إن كائنات بشرية من أمثالي
  • 106:36 - 106:38
    وأمثال العديد ممن يعبّرون عن سخطهم
  • 106:38 - 106:44
    هم على استعداد للمخاطرة بحياتهم
  • 106:44 - 106:47
    بدل أن يذرعوا غرف جلوسهم بسلبية جيئة وذهاباً
  • 106:47 - 106:51
    بدل أن يذرعوا غرف جلوسهم بسلبية جيئة وذهاباً بينما يشاهدون نشرات الأخبار
  • 106:51 - 106:57
    التي لا تُظهر سوى جزءٍ يسيرٍ مما تفعله المذبحة التي وقعت على رؤوسنا هنا
  • 106:57 - 107:05
    في التاسع والعشرين من كانون الأول/ديسمبر
  • 107:05 - 107:08
    أصابت قذيفة أصدقائي على متن قارب الكرامة
  • 107:08 - 107:10
    الذي هاجمته البحرية الإسرائيلية محاولةً إغراقهم
  • 107:10 - 107:13
    توجَّب عليهم إطلاق نداء استغاثة والهروب إلى لبنان
  • 107:13 - 107:16
    بالمحرك المعطوب الذي عانى فشلَ إقلاعٍ إضافة إلى التسرب في هيكله
  • 107:16 - 107:18
    في تلك الحادثة كانت الصدفة المحضة هي التي منعت إصابة أحدٍ على المركب إصابة بالغة
  • 107:18 - 107:27
    لذلك نأمل
  • 107:27 - 107:30
    أن يتم إنقاذ (حقوق الإنسان) غداً إضافة إلى حياة الناشطين
  • 107:30 - 107:35
    هنالك كوارث مخيفة في هذا العالم كالزلازل والأعاصير
  • 107:35 - 107:39
    والظواهر الطبيعية المحتمة
  • 107:39 - 107:44
    لكن غزَّة تعاني كارثة ليست بفعل الطبيعة، إنها كارثة إنسانية
  • 107:44 - 107:48
    أطالت إسرائيل استمرارها
  • 107:48 - 107:53
    ملحقة الخراب بشعبٍ مدفوعٍ منذ مدة طويلة نحو الفاقة والاستسلام
  • 107:53 - 107:54
    الغزيون شعب يائس يفتقر إلى الخبز والحليب لإطعام أولاده
  • 107:54 - 108:01
    لن يكون بإمكانهم ذرف الدموع بعد الآن عند الحداد
  • 108:01 - 108:06
    لأنه فُرِض على عيونهم حميةٌ صارمة
  • 108:06 - 108:09
    لا يمكن أن يستمر عالمنا بتجاهل هذه المأساة
  • 108:09 - 108:15
    أما إذا استمر في تجاهلها فنحن لا نريد أي جزء منه
  • 108:15 - 108:18
    إننا نتضرع كل يوم للّذي في السماء فوقنا لإيقاف هذه الإبادة الجماعية
  • 108:18 - 108:23
    لكن غداً
  • 108:23 - 108:29
    كل ما سنطلبه منه هو أن يصل مركبنا الصغير إلى شاطئ غزَّة
  • 108:29 - 108:33
    مع حمولته وحالة التعاطف والشفقة التي يحملها طاقمه
  • 108:33 - 108:37
    كذلك نطلب أن يحصل الفلسطينيون على الحقوق ذاتها التي يتمتع بها الإسرائيليون
  • 108:37 - 108:40
    أو يتمتع بها أي شعب آخر على الكرة الأرضية
  • 108:40 - 108:45
    يمكن البحر أن يكون مرساة الأمل
  • 108:45 - 108:50
    أو جزءاً من مخطط عمل للتدمير. فتبعاً لوكالة (معاً) للأنباء، ووكالة رويترز
  • 108:50 - 108:52
    اللتين ترددان خطبهما
  • 108:52 - 108:56
    فإن الولايات المتحدة الأمريكية على وشك أن تشحن حمولة 300 طن من الأسلحة إلى إسرائيل
  • 108:56 - 109:00
    بسفينة شحن تبحر من اليونان
  • 109:00 - 109:05
    أسلحة وكميات ضخمة من المتفجرات وصمامات التفجير
  • 109:05 - 109:10
    هي كل ما تحتاج إسرائيل
  • 109:10 - 109:13
    لتجريف آلاف المنازل من أساساتها
  • 109:13 - 109:16
    هنالك 120,000 مشرد تم تهجيرهم للتو من غزَّة إلى جباليا
  • 109:16 - 109:22
    لكن الأكثرية، ومن ضمنهم العديد من أصدقائي
  • 109:22 - 109:28
    لا يملكون نقوداً، وليس لديهم مكان يهربون إليه
  • 109:28 - 109:31
    الصحافيون والأطباء وحفّارو القبور
  • 109:31 - 109:36
    لم يتوقفوا عن عملهم منذ ستة عشر يوماً، فأصبحوا أكثر المهنيين انشغالاً في غزَّة
  • 109:36 - 109:38
    إن العقبان التي تحوم في السماء وتتبع الطائرات التي ترمي قنابلها تثير مزيداً من الكراهية لدى الفلسطينيين
  • 109:38 - 109:43
    وخاصة تجاه أولئك الذين يجلسون حيث كان ياسر عرفات
  • 109:43 - 109:50
    (1929-2004) رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية معتاداً أن يجلس
  • 109:50 - 109:53
    إنهم الآن يتلهفون للمجيء والسيطرة على العرش المتربع فوق رماد غزَّة
  • 109:53 - 109:56
    وصل عدد الضحايا حتى الآن إلى 923 قتيلاً
  • 109:56 - 110:00
    و4150 جريحاً
  • 110:00 - 110:08
    بما فيهم 255 طفلاً فلسطينياً ذبحوا بشكل فظيع
  • 110:08 - 110:17
    ولا يزال عدد القتلى بين الإسرائيليين متوقفاً عند العدد 4
  • 110:17 - 110:24
    ظهرت إشاعات مفادها أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد أبلغ حكومته
  • 110:24 - 110:33
    أن وصول عدد الضحايا بين المدنيين إلى 1000 قتيل هو الذي سيقرر الحد الذي بعده سيتم وقف هذه الهجمات الوحشية وقتل الأطفال
  • 110:33 - 110:41
    إن هذا لأمر يشبه إلى حدّ ما الذي يحصل في أسواق فوكسيريا في بالميرو
  • 110:41 - 110:45
    حيث إن ربع لحم البقر يعلّق في الخارج أمام الزبائن كي يصفى منه الدم
  • 110:45 - 110:48
    وتقوم أنت بالمساومة على ثمن الكيلو الواحد
  • 110:48 - 110:55
    عدد قليل من الفلسطينيين غير متفقين الآن مع ظهور إسماعيل هنية على الشاشة الصغيرة هنا في قطاع غزَّة
  • 110:55 - 111:01
    لا يمكنك التحدث حول وقف إطلاق النار من دون التأسيس في الوقت عينه لرفع الحصار
  • 111:01 - 111:10
    إن الاستمرار في فرض الحصار على غزَّة، التي تحولت الآن إلى كومة من الأنقاض
  • 111:10 - 111:21
    وعدم السماح بوصول المؤن والأدوية
  • 111:21 - 111:27
    ومنع الجرحى والمرضى من المغادرة
  • 111:27 - 111:32
    هو أمر مساوٍ للحكم عليهم بإطالة أمد عذابهم
  • 111:32 - 111:37
    كانت هذه باختصار الكلمات التي قالها قائد حركة حماس
  • 111:37 - 111:49
    ووجّهها من غرفة محصّنة تحت الأرض، يعلم الله وحده موقعها. لقد وجدت هذه الكلمات صداها عند الرأي العام في غزَّة
  • 111:49 - 111:56
    إنه خطاب قائد كان يمكنه أن يهرب ويلجأ إلى مكان آخر
  • 111:56 - 112:03
    لكنه على العكس من ذلك آثر البقاء مواجهاً خطر سقوط قنبلة على رأسه مثله مثل الآخرين جميعاً
  • 112:03 - 112:06
    تمت مقاطعتي بينما كنت أكتب هذه القطعة
  • 112:06 - 112:09
    بمكالمة هاتفية مرعبة كالعادة
  • 112:09 - 112:14
    تأمرنا بمغادرة المبنى قبل قصفه
  • 112:14 - 112:20
    في الوقت الحالي أوجَدُ في بناء تعمل فيه وكالات الأنباء ووسائل الإعلام العالمية الرئيسة
  • 112:20 - 112:30
    ومن بينها الجزيرة وراماتان ورويترز
  • 112:30 - 112:36
    أُجبرنا على فصل أجهزتنا الكومبيوترية المحمولة والاندفاع إلى الدرج والتجمع في الشارع
  • 112:36 - 112:44
    حيث حدقنا شاخصين بأنظارنا نحو السماء محاولين التحقق
  • 112:44 - 112:48
    أين سيضرب برق التدمير هذه المرة
  • 112:48 - 112:52
    ولن يكون هنالك أية كاميرا أو مراسلين لتوثيق المذبحة التي سترتكب بحق المدنيين هذه الليلة
  • 112:52 - 112:56
    لأنه لدينا إحساسٌ بأن عدد القتلى بين المدنيين سيكون أكثر من المعتاد
  • 112:56 - 113:03
    وبينما ما زلت واقفاً في الطريق حدقت بألبيرتو
  • 113:03 - 113:10
    اقترب مني، فهمست له سائلاً
  • 113:10 - 113:17
    إن كان يظن بأن من المعقول أن تكون مكالمات التهديد قد وجهت إلينا بشكل خاص
  • 113:17 - 113:21
    بعد اكتشاف ذلك الموقع الأمريكي على شبكة الإنترنت
  • 113:21 - 113:26
    الذي يصنّفنا كأهداف، وما جاء على ذلك الموقع هو التالي:
  • 113:26 - 113:33
    إنذار بأن الجيش الإسرائيلي يستهدف حركة التضامن الدولية
  • 113:33 - 113:40
    الرقم التالي للاتصال في حال استطعت أن تحدد أماكن وجود عناصر حماس وأعضاء حركة التضامن الدولية التابعين لها
  • 113:40 - 113:46
    يمكنك الاتصال من الولايات المتحدة على الرقم التالي:
  • 113:46 - 113:50
    011-972-2-5839749.
  • 113:50 - 113:58
    أما من البلدان الأخرى فعليكم عدم طلب الرقم 011
  • 113:58 - 114:01
    ساعدونا على تحييد حركة التضامن الدولية
  • 114:01 - 114:05
    التي من المؤكد أنها قد أصبحت جزءاً من حركة حماس منذ اندلاع الحرب
  • 114:05 - 114:10
    الهدف الأول للقوات الجوية الإسرائيلية والقوات البرية الأمريكية من حركة التضامن الدولية:
  • 114:10 - 114:17
    هو فيتوريو أريغوني (الصورة الظاهرة أدناه) يوجد الآن في غزَّة ويساعد حماس
  • 114:17 - 114:20
    تم نسخ هذه الوثيقة من موقع (stoptheism.com)
  • 114:20 - 114:28
    لا تزعجوا أنفسكم بزيارة هذا الموقع
  • 114:28 - 114:31
    أو إظهار رابط له على مواقعكم الإلكترونية
  • 114:31 - 114:35
    إنها قضية اجتماعية يجب تمريرها إلى الأجيال القادمة لدراستها
  • 114:35 - 114:40
    في تحليله الأقرب للحاضر
  • 114:40 - 114:46
    سوف يصدر المستقبل حكمه غير القابل للاستئناف:
  • 114:46 - 114:54
    كم هو مقدار الحقد الذي كان يحمله أولئك الخالون من المشاعر
  • 114:54 - 114:59
    فلتوجهوا حقدكم ضد أي شيء يمكن أن يموّل جميع الجيوش
  • 114:59 - 115:02
    ولنجعل من هذا الحقد ذلك الشعور الذي يمكن أن يجمع جماهير الشعوب بعضها مع بعض
  • 115:02 - 115:06
    لا يوجد داعٍ لدى أعدائي
  • 115:06 - 115:13
    ولدى هؤلاء الذين يتمنون استشهادي بأن يتصلوا على ذلك الرقم
  • 115:13 - 115:16
    فالجيش الإسرائيلي يعلم بالضبط أين يمكنه إيجادي هذه الليلة
  • 115:16 - 115:21
    سأكون على متن إحدى سيارات الإسعاف التابعة لمشفى القدس
  • 115:21 - 115:26
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 115:26 - 115:32
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 115:32 - 115:37
    14 كانون الثاني/يناير 2009
  • 115:37 - 115:41
    الأطفال أقل من الله. الأطفال الذين ما زال قتلهم يُتخذ كتعويض لذلك الحقد الذي يتوارثه القتلة من جيل إلى آخر،
  • 115:41 - 115:46
    بالرغم من أنه لا ذنب لهم.
  • 115:46 - 115:50
    يبدو الجنود الذين يحملون نجمة داوود مرتاحين للأدوار التي يؤدونها مثلهم مثل العديد من ناطقي العبرية المعاصرين،
  • 115:50 - 115:55
    لذبحهم 253 طفلاً فلسطينياً حتى الآن.
  • 115:55 - 115:57
    إنه رعب لا نهاية له،
  • 115:57 - 116:39
    لأنه لن يوضع أي جندي أو ضابط إسرائيلي
  • 116:39 - 116:42
    أو أية حكومة إسرائيلية أمام مسوليتهم عن جرائم الحرب التي ارتكبها.
  • 116:42 - 116:48
    ولو أنه تم تجنّب قتل هؤلاء الضحايا البريئين لساعات قليلة،
  • 116:48 - 116:51
    فلربما لم يكن من الضروري تجنّب تدمير تلك الأبنية والحدائق التي تستخدم كستارة يعلّقون عليها ألعابهم وأحلامهم وطموحاتهم وخيالاتهم لما سيكونون عندما يكبرون
  • 116:51 - 116:57
    وأحلامهم وطموحاتهم وخيالاتهم لما سيكونون عندما يكبرون
  • 116:57 - 117:02
    أما الأماكن التي خصصت للتعويض عن فقدانهم أمهاتهم وآبائهم،
  • 117:02 - 117:04
    ولا سيما دور الأيتام، فقد أصبحت المكان المفضّل لتعشيش فصيلة من الطيور الآلية الإسرائيلية.
  • 117:04 - 117:07
    إنها المكان الذي تذهب إليه الطائرات المقاتلة لتضع قنابلها فيه.
  • 117:07 - 117:15
    كتب لي زميل في حركة التضامن الدولية من رفح يقول:
  • 117:15 - 117:18
    يوم الأحد في الحادي عشر من كانون الثاني/يناير في حوالى الساعة الثالثة فجراً
  • 117:18 - 117:21
    قامت طائرات الأف 16 بقصف دار للأيتام تابع لمؤسسة دار الفضيلة
  • 117:21 - 117:24
    الذي يضم مدرسة ومعهداً ومركزاً لتعليم الكمبيوتر
  • 117:24 - 117:29
    وجامعاً في شارع طه حسين في حي خربة العدس شمال شرقي رفح.
  • 117:29 - 117:33
    وقد تضررت أجزاء من المباني بشكل كبير.
  • 117:33 - 117:37
    كانت المدرسة تضم 500 طفل يتيم.
  • 117:37 - 117:41
    هذا الجهاد الإسرائيلي الشخصي ضد الأماكن الإسلامية المقدسة على طول القطاع
  • 117:41 - 117:45
    لا يزال جارياً على قدم وساق بمباركة من المجتمع الدولي الذي يمتنع عن إبداء أقلّ قدر من الاحتجاج.
  • 117:45 - 117:51
    فبالإضافة إلى مسجد خربة العدس
  • 117:51 - 117:55
    تم تسوية 20 مسجداً بالأرض حتى الآن.
  • 117:55 - 118:02
    شاكرين العناية الإلهية أنه لحد الآن لم يلمس صاروخ القسام أي كنيس يهودي.
  • 118:02 - 118:08
    وإلا فمن المؤكد أننا كنا قد سمعنا صرخات التنديد تصمّ الآذان في كل بقاع العالم.
  • 118:08 - 118:13
    لا بد أن الله يدفع ضريبة حين يتلقى الصلوات من الفلسطينيين.
  • 118:13 - 118:19
    من بين الضحايا الـ 950 هنالك 85% مدنيون،
  • 118:19 - 118:23
    في وقت تتقدم فيه آلة القتل الإسرائيلية الجهنمية ببطء مُحكمة السيطرة على كل غزَّة،
  • 118:23 - 118:25
    مدمّرةً المنازل والمدارس والجامعات والمشافي
  • 118:25 - 118:29
    من دون أية إشارة من المجتمع الدولي حول رغبته بمقاطعتها بسبب هذه الأعمال.
  • 118:29 - 118:34
    إنه دورنا الآن نحن،
  • 118:34 - 118:41
    كمواطنين عاديين من دون مواطنة
  • 118:41 - 118:46
    إن لم يكن من دون الشعور بالانتماء إلى مجمتع واحد ووحيد من مجتمعات الشعوب
  • 118:46 - 118:51
    ألا وهو الأسرة البشرية.
  • 118:51 - 118:58
    وقد حان الوقت لنضع العصي في عجلات هذه الآلة الجهنمية.
  • 118:58 - 119:02
    قابلت مؤخراً الدكتور حيدر عيد، الأستاذ في جامعة القدس، في مدينة غزَّة.
  • 119:02 - 119:08
    إنه مثقف يساري قاسٍ كالمسمار، وفي الوقت عينه طيب المعشر وعاطفي وكريم،
  • 119:08 - 119:11
    ومن الصنف المنقرض تماماً هذه الأيام في إيطاليا.
  • 119:11 - 119:13
    وإذا ما كانت هنالك إمكانية لإيجاد أحد من صنفه، فمن المحتمل أن صنفهم مسجون في سرداب ما تحت الأرض بعد أن أزيل من الذاكرة الجمعية.
  • 119:13 - 119:18
    ومن المستحيل أن يتكيف نوذجهم مع اتجاه الحزبين الديمقراطين والجمهوري
  • 119:18 - 119:19
    من حيث أن ما بعد الفاشيين يمشون يداً بيد مع ما بعد الاشتراكيين
  • 119:19 - 119:25
    مرددين جماعياً تلك اللازمة التي يدافعون فيها عن أية مذبحة تقترفها إسرائيل.
  • 119:25 - 119:30
    وصادف أن حيدر هو الناطق الرسمي باسم PACBI
  • 119:30 - 119:36
    وهي (الحملة الفلسطينية لمقاطعة إسرائيل أكاديمياً وثقافياً)
  • 119:36 - 119:38
    وأيضاً BNC (اللجنة الوطنية لحملة المقاطعة وفرض العقوبات وسحب الاستثمارات)
  • 119:38 - 119:41
    وقد ناقشت معه موضوع المقاطعة.
  • 119:41 - 119:44
    التاريخ معلِّم لكن ليس لديه طلاب.
  • 119:44 - 119:48
    في الوقت الحاضر يبدو كل من نيلسون مانديلا والماهاتما غاندي غير قادرَيْن على تقديم دروس علاجية.
  • 119:48 - 119:54
    فدرس التاريخ الذي قدّمه نموذج جنوب إفريقيا يمكن أن يبين لنا، مشكوراً، الطريق باتجاه إجبار إسرائيل الفاشية والاستعمارية
  • 119:54 - 119:57
    على المساومة.
  • 119:57 - 120:01
    وكان الامتناع عن مقاطعة نظام الفصل العنصري أشبه ما يكون بفعل التواطؤ معه.
  • 120:01 - 120:06
    ما الذي يمكن أن يكون قد تغير اليوم؟
  • 120:06 - 120:10
    فمثلي أنا، لا تعتقد الأغلبية العظمى من الشعب الفلسطيني بأن الرد المناسب على الاحتلال الإسرائيلي والمذبحة الجارية الآن
  • 120:10 - 120:13
    هو العمليات الانتحارية مثل (الكاميكاز) أو إطلاق الصواريخ على مستوطنة سديروت.
  • 120:13 - 120:17
    إن مقاطعة سلمية وغير عنفية
  • 120:17 - 120:24
    هي الرد الإنساني الأكثر قبولاً على صراع، بإفساده هذه المقاطعة يكون قد ساهم بتحويل كل بادرة إلى شيء غير إنساني.
  • 120:24 - 120:26
    إنه السلاح الأنجع في ترسانتنا اللاعنفية،
  • 120:26 - 120:31
    كما ذكّرتنا نعومي كلاين في مقالتها في الغارديان البريطانية مؤخراً
  • 120:31 - 120:33
    قرر حيدر النظر إلى الجانب المضيء بالرغم من مستنقع الدماء الذي نغوص فيه
  • 120:33 - 120:40
    وكما شعر العالم بأن الوقت قد حان لقول كلمة (كفى!) بعد مذبحة شاربفيل في 21 آذار/مارس عام 1960
  • 120:40 - 120:44
    عندما تم تقطيع أجساد 78 مواطناً إفريقياً إلى أجزاء بتواطؤ النظام البربري في جنوب إفريقيا،
  • 120:44 - 120:47
    فإن المذبحة الجارية حالياً والتي لا تقارن بشيء، ونجم عنها قتل 1000 مدني فلسطيني يمكنها أن تنفخ الروح في حملة قوية مشابهة
  • 120:47 - 120:54
    من أجل معاقبة إسرائيل على جرائمها
  • 120:54 - 120:57
    كما أن حيدر يدعم فكرة إقامة دولة إسرائيلية فلسطينية
  • 120:57 - 121:01
    علمانية وديمقراطية متعددة الأديان
  • 121:01 - 121:06
    ويرى أنه ليس هنالك حلاً واقعياً غير هذا للخروج من الصراع القائم
  • 121:06 - 121:12
    وبحميمية أكثر، حدثني عن النكبة التي لم يعاصرها حيث ولد بعدها بعدة سنوات
  • 121:12 - 121:21
    فكانت بحديثه وكأنها قد عادت إلى الحياة عبر القصص التي ورثها عن عائلته
  • 121:21 - 121:28
    وكصبي عاش بعد هذه المأساة تحدث من دون أي تكلف بالكلمات
  • 121:28 - 121:30
    وصلت النكبة إليه ككابوس
  • 121:30 - 121:35
    تغذّي عليه اللاشعور الجمعي لآلاف الفلسطينيين
  • 121:35 - 121:38
    لقد عاد هذا الكابوس إلى الحياة مرة أخرى قارعاً السقوف في يوم 27 كانون الأول/ديسمبر 2008
  • 121:38 - 121:44
    ولم يزل مستمراً يرمي بلاءه في الليالي التي لم تشهد نوماً منذ ذلك الحين
  • 121:44 - 121:48
    شجعني حيدر على البوح بهذا، لذلك أدوّن في مفكرتي البالية نداءه
  • 121:48 - 121:52
    بألّا أشتري بعد الآن أي شيء "صنع في إسرائيل"
  • 121:52 - 121:56
    ويمكنك اكتشاف المواد الإسرائيلية الصنع الموجودة على رفوف الحوانيت عن طريق الباركود الخاص بها
  • 121:56 - 121:59
    الذي يبدأ بالأرقام الثلاثة 729
  • 121:59 - 122:03
    وللحصول على قائمة كاملة عن تلك المنتجات يمكنكم الولوج إلى هذا الموقع www.boycottisraeligoods.org
  • 122:03 - 122:08
    قُم بكتابة قائمة كاملة وألصقها على باب ثلاجتك لحفظها من الضياع إلى حين القيام برحلة التبضع التالية
  • 122:08 - 122:12
    "إذا اشتريت ولو كأس ماء مستورد من إسرائيل
  • 122:12 - 122:16
    ربما تكون قد موّلت شراء إحدى الرصاصات التي ستجد لها مستقراً في جسد أحد أبنائنا" قال حيدر
  • 122:16 - 122:22
    رأت القوة الدافعة من أجل المقاطعة النورَ في فلسطين عام 2005
  • 122:22 - 122:28
    وهي تخطو الآن خطوات عملاقة إلى الأمام وتنتشر بين ملايين المستهلكين حول العالم
  • 122:28 - 122:32
    ويعتبر الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي طرد السفير الإسرائيلي
  • 122:32 - 122:38
    وقطع كل العلاقات مع الدولة التي تخنقنا حالياً
  • 122:38 - 122:46
    مثالاً يمكن أن يحتذي به جميع سياسيينا
  • 122:46 - 122:50
    صرّح قادة النضال ضد نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، نلسون مانديلا وروني كاسريلز وديسموند توتو
  • 122:50 - 122:57
    أن الاضطهاد الإسرائيلي للفلسطينيين يعتبر أبغض من ذلك الذي كان يمارس ضد المواطنين السود في جنوب إفريقيا
  • 122:57 - 123:02
    تعتبر هذه الأصوات أكثر جزماً من أصوات السياسيين الإيطاليين فراتيني وفاسينو
  • 123:02 - 123:07
    كما انضم بعض اليهود لحملة المقاطعة
  • 123:07 - 123:11
    حيث وصل عددهم حتى الآن إلى 500 عضوٍ من بينهم إيلان بابيه ونيتا غولان
  • 123:11 - 123:15
    أحفاد الناجين من المحرقة ضد اليهود الذين رفعوا احتجاجهم وشعاره (Never Again: أبداً لن تكون مرة أخرى!)
  • 123:15 - 123:18
    كما حثنا الشاعر الإسرائيلي أهارون شبتاي على التظاهر قائلاً:
  • 123:18 - 123:25
    «إن آمالي تقع على دعم الأوروبيين
  • 123:25 - 123:31
    آملاً أن أحفاد فولتير وروسو يمكن أن يساعدوا إسرائيل
  • 123:31 - 123:35
    لأن إسرائيل لن تنهي احتلالها إلى أن تقول أوروبا (كفى!)
  • 123:35 - 123:39
    لا يمكن لشيء أن يغيّر الوضع الحالي ويجلب لنا السلام، سوى الضغط الذي تمارسه الأمم المتحضرة والديمقراطية
  • 123:39 - 123:43
    ففي الحالة هذه، والجيش هو المتهم،
  • 123:43 - 123:48
    لا يمكن أن يكون هنالك تغيير من الداخل
  • 123:48 - 123:51
    وبسبب القيم التي تمثلها، على أوروبا أن ترفض استمرار التعاون مع إسرائيل
  • 123:51 - 123:54
    لذلك يجب أن يصبح الرقم 729 هو محرقتنا:
  • 123:54 - 123:57
    أبداً لن تكون مرة أخرى!».
  • 123:57 - 124:03
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 124:03 - 124:10
    15 كانون الثاني/يناير 2009
  • 124:10 - 124:14
    دوائر الجحيم في جباليا
  • 124:14 - 124:17
    لم يكن بإمكان الشاعر دانتي أليغيري تخيّل دوائر جحيمية كتلك التي تحدث في ردهات مشافي جباليا المصابة بلعنة ما
  • 124:17 - 124:23
    كما إن قوانين العدالة الإلهية قد أشاحت بوجهها عن هذا المكان بحيث إنه:
  • 124:23 - 124:28
    بقدر ما تكون الضحية بريئة بقدر ما تقلّ فرص تجنّب استشهادها عن طريق القصف
  • 124:28 - 124:31
    وفي مشفى كمال عدوان ومشفى القدس يبقى بلاط قسم الإسعاف الأولي الخزفي بمنتهى النظافة
  • 124:31 - 125:06
    لأن عمّال التنظيف يواظبون على تنظيف الدم الذي يقطر بغزارة
  • 125:06 - 125:09
    من النقالات التي تُجلب بشكل دائم لنقل الجثث المذبوحة
  • 125:09 - 125:13
    كان إياد مطوّق يمشي في الشارع عندما مزقت قنبلة بناءً ليس بعيداً عنه
  • 125:13 - 125:23
    هُرع هو وبعض المارّة لمحاولة المساعدة
  • 125:23 - 125:26
    عندما أطلقت القوات الإسرائيلية قنبلة أخرى على المبنى ذاته
  • 125:26 - 125:33
    لقد قتلت أباً لتسعة أطفال وأخوين
  • 125:33 - 125:40
    وأحد المارة الذين أسرعوا لتقديم المساعدة
  • 125:40 - 125:46
    يمكن أن تحكى القصة عينها عشرات ومئات المرات
  • 125:46 - 125:52
    لقد نُفّذت التقنية الإرهابية التامة بحذافيرها من قبل الجيش الإسرائيلي
  • 125:52 - 126:01
    ما تفعله هو أن تقوم بضرب قنبلة ثم تنتظر حتى وصول المسعفين
  • 126:01 - 126:05
    فتقوم بإلقاء قنبلة أخرى على الجرحى والناس الذين هُرعوا لتقديم المساعدة
  • 126:05 - 126:09
    في نظر إياد، تعتبر القنابل أمريكية الصنع، لكنها أيضاً تحمل ختم حسني مبارك، الدكتاتور المصري
  • 126:09 - 126:13
    الذي ينافس إيهود أولمرت هنا في غزَّة عندما يتعلق الأمر بإثارة الاستياء
  • 126:13 - 126:20
    خلف سرير إياد كان يستلقي رجل مسنّ محدّقاً بالسقف ويداه ملفوفتان باللاصق
  • 126:20 - 126:25
    علمت أنه قد فقد كل شيء، عائلته ومنزله
  • 126:25 - 126:33
    أخذ خالد يحدّق بشقوق اللاصق المتدلي
  • 126:33 - 126:37
    وكأنه يَنشُد جواباً للدمار الهائل الذي أصاب وجوده
  • 126:37 - 126:40
    لقد عَمَلَ في إسرائيل لخمسة وعشرين عاماً قبل الانتفاضة الأولى
  • 126:40 - 126:48
    وعرفاناً منها بذلك، حرمته إسرائيل من راتب تقاعدي
  • 126:48 - 126:55
    وكل ما عوّضته به هو سلسلة من الصواريخ من الأرض والجو على منزله
  • 126:55 - 127:03
    إنه يعاني الآن من الشظايا التي أصابته في كل أنحاء جسده
  • 127:03 - 127:09
    سألته إلى أين ينوي الذهاب بعد خروجه من المشفى
  • 127:09 - 127:11
    أجاب بأنه سوف ينضم إلى عائلته.. في الشوارع
  • 127:11 - 127:18
    على عكس عائلة خالد، هنالك الكثير من الناس الذين لا يعلمون أين يجدون مأوىً
  • 127:18 - 127:24
    الأكثر حظاً منهم عرض عليهم أقرباؤهم وأصدقاؤهم استضافتهم لديهم
  • 127:24 - 127:28
    لكن هل يمكنك القول بأن وجود 100 شخص محشورين في شقتين كل منهما مكونة من ثلاث غرف هو في الحقيقة حياة؟
  • 127:28 - 127:32
    لقد ألقيت قنبلتان على منزل شخص يدعى احمد جابر، لذلك قررت عائلته الهرب
  • 127:32 - 127:36
    لأن منهم من لن يكون محظوظاً في المرة الثالثة. جاء الانفجار الثالث
  • 127:36 - 127:41
    ودفن تحت ركام المنزل سبعة من أقربائه
  • 127:41 - 127:46
    بمن فيهم طفلان في سن التاسعة إضافة إلى أطفال جاره
  • 127:46 - 127:50
    أحمد قال: «لقد جعلونا نعود للوراء في الزمن إلى عام 1948
  • 127:50 - 127:56
    هذا عقابهم لنا بسب ارتباطنا بوطننا
  • 127:56 - 128:04
    يمكنهم أن يفصلوا ذراعيَّ وساقيَّ عن جسدي لكنهم لن يجبروني على ترك أرضي»
  • 128:04 - 128:08
    انتحى بي أحد الأطباء جانباً وأبلغني بأن ابنة أحمد، البالغة من العمر سبعة أعوام، أو ما تبقّى منها
  • 128:08 - 128:12
    قد أحضر الآن إلى المشفى في علبة كرتون
  • 128:12 - 128:16
    لم يطاوعهم قلبهم بإبلاغه كي لا يجعلوا وضعه الصحي غير المستقر يسوء أكثر
  • 128:16 - 128:21
    في المساء أخذوا جهاز الهاتف من إياد لمنعه من تلقّي المزيد من الأخبار السيئة
  • 128:21 - 128:28
    فقد ضربت قذيفة دبابة منزل أخته فاصلة رأسها عن جسدها في إطار تلك العملية
  • 128:28 - 128:32
    في النهاية لم يصل قارب حركة غزَّة حرة إلى ميناء غزَّة
  • 128:32 - 128:40
    لأنه وعلى بعد 100 ميل من وجهتهم المقررة اعترضتهم في المياه الدولية
  • 128:40 - 128:47
    أربعة قوارب حربية إسرائيلية
  • 128:47 - 128:52
    وكانت على أهبة الاستعداد لإطلاق النار على شحنتهم وقتل من عليها من أطباء وممرضات وناشطي حقوق إنسان
  • 128:52 - 128:59
    يجب ألا يجرؤ أحد على إعاقة المذبحة القائمة ضد المدنيين والتي بدأت منذ ثلاثة أسابيع ووصلت إلى أوجها الآن
  • 128:59 - 129:06
    في شرق جباليا وقرب الحدود
  • 129:06 - 129:12
    تحدّث شاهد عيان عن وجود عدد كبير من الجثث المتفسخة على الطرقات
  • 129:12 - 129:17
    وقد التهمت الكلاب لحمها المتعفن
  • 129:17 - 129:21
    ويوجد هنالك مئات من الأشخاص غير القادرين على الخروج إلى أي مكان رغم وجود العديد من الجرحى بينهم
  • 129:21 - 129:25
    كما لا تستطيع سيارات الإسعاف الدخول إلى المكان بسبب القنّاصين المنتشرين على الأسطح والتوّاقين إلى إطلاق النار
  • 129:25 - 129:33
    لقد سئم الفلسطينيون الهوان وسط هذه اللامبالاة من الجميع
  • 129:33 - 129:40
    حتى إن العديد منهم يتّهم الصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة بأنهم لا يفعلون ما فيه الكفاية
  • 129:40 - 129:44
    بما في ذلك القيام بواجبهم والتضحية بأنفسهم لإنقاذ المئات
  • 129:44 - 129:50
    لكننا نحن في حركة التضامن الدولية سنقوم، والحالة هذه، بتجهيز أنفسنا ببعض النقالات ونتقدم سيراً على الأقدام
  • 129:50 - 129:53
    إلى حيث خسفت روح الإنسانية بشكل فاق كل الحدود في هذه العملية
  • 129:53 - 129:59
    كان المستوطنون يجلسون بمؤخراتهم الثقيلة في غرف جلوسهم النظيفة على الكراسي المريحة باسترخاء يشاهدون ساستهم
  • 129:59 - 130:06
    وهم يفرطون في الكلام حول الإستراتيجيات العسكرية ضد حماس
  • 130:06 - 130:13
    في هذا الوقت كنّا، حرفياً، نذبح هنا
  • 130:13 - 130:17
    لقد قصفوا المشافي
  • 130:17 - 130:25
    ومع ذلك كان هنالك من لا يزال يدافع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها
  • 130:25 - 130:32
    أي بلد ذلك الذي يدّعي الحضارة
  • 130:32 - 130:40
    ويكون الدفاع عن النفس بالنسبة إليه معادلاً للهجوم؟
  • 130:40 - 130:43
    لقد أحصينا في الأيام العشرين التي انقضت 1075 من القتلى الفلسطينيين 85% منهم مدنيون
  • 130:43 - 130:46
    كما أحصينا 5000 جريح نصفهم تقلّ أعمارهم عن 18 سنة
  • 130:46 - 130:51
    وتم ذبح 303 أطفال بوحشية
  • 130:51 - 130:53
    وللعجب، فما زال عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي هو 4 قتلى فقط!
  • 130:53 - 130:57
    يشير هذا الأمر إلى أن إسرائيل تعتبر
  • 130:57 - 131:02
    ذبح ما مجموعه 250 فلسطينياً على الأقل في حمّام دم مبررٍ انتقاماً كافياً لكل ضحية مدنية إسرائيلية
  • 131:02 - 131:06
    كيف لا يمكن رد الفعل الوحيد الجانب هذا ألا يعود بنا القهقرى
  • 131:06 - 131:13
    إلى بعض الفترات الكئيبة من التاريخ الأوروبي الحديث؟
  • 131:13 - 131:19
    دعونا ندخل مباشرة في صلب الموضوع: هل نتحدث بشكل جدّي عن دفاع عن النفس؟
  • 131:19 - 131:24
    إلى الصحافيين الذين يدعمون اللازمة التي تقول إن حماس تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه الإبادة الجماعية
  • 131:24 - 131:31
    وعن خرق الهدنة بين فلسطين وإسرائيل
  • 131:31 - 131:34
    أرغب في تذكيرهم بموقف الأمم المتحدة من القضية
  • 131:34 - 131:43
    البروفيسور ريتشارد فولك، المقرر الخاص بحقوق الإنسان في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة
  • 131:43 - 131:49
    عبَّر بوضوح عن وجهة نظره:
  • 131:49 - 131:55
    في الحقيقة كانت إسرائيل هي من خرق وقف إطلاق النار في تشرين الثاني/نوفمبر
  • 131:55 - 132:00
    عبر، ما يمكننا وصفه بشكل حرفيّ، إبادة 17 فلسطينياً
  • 132:00 - 132:05
    والملاحظ أنه لم يسجل في الشهر المذكور سقوط أية ضحية في الجانب الإسرائيلي
  • 132:05 - 132:14
    ولا في تشرين الأول/أكتوبر أو في الشهرين اللذين سبقاه
  • 132:14 - 132:19
    وقد ذكَّرنا الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الحائز على جائزة نوبل للسلام، بهذه الحقيقة مؤخراً
  • 132:19 - 132:25
    حقاً إنه لشيء مخزٍ بشكل صارخ بأن يكون صحافي مثل ماركو ترافاجليو
  • 132:25 - 132:28
    الذي حظي بإعجابنا كمؤيد لحرية الصحافة
  • 132:28 - 132:32
    داعماً لـ «جيش الدفاع الإسرائيلي» فيعتمر خوذته
  • 132:32 - 132:36
    ويقوم بتسلية الجمهور عبر شاشة التلفزيون
  • 132:36 - 132:41
    بينما يسلّي هذا الجيش نفسه بما هو أكثر رواجاً في الوقت الحاضر ألا وهو:
  • 132:41 - 132:46
    إطلاق النار على الرضَّع في غزَّة
  • 132:46 - 132:53
    وبينما كنت أكتب بشكل محموم على كمبيوتري المحمول في مقر وكالة رامتان الإخبارية
  • 132:53 - 132:56
    كان جميع مراسلي وكالات الأنباء الفلسطينيين الموجودين حولي يرتدون سترات واقية للرصاص ويعتمرون خوذاً
  • 132:56 - 133:03
    لم يكونوا قد خرجوا توّاً من دباباتهم
  • 133:03 - 133:06
    بل كانوا بكل بساطة يجلسون أمام أجهزة الكمبيوتر طيلة الوقت
  • 133:06 - 133:11
    في طابقين إلى الأعلى حيث تقع مكاتب رويترز، وحيث أصيب، بصاروخ مؤخراً
  • 133:11 - 133:15
    نجم عنه إصابة صحفيين بجراح بالغة
  • 133:15 - 133:18
    جميع المكاتب الموجودة في المبنى خالية تقريباً ولا يوجد في الجوار إلّا أكثر الصحافيين بطولةً
  • 133:18 - 133:22
    يجب أن تُحكى حكاية هذا الجحيم باستمرار بطريقةٍ ما
  • 133:22 - 133:28
    مع أن إسرائيل قد أكدت لرويترز بداية هذا الأسبوع أنه لا يتوجب عليهم الإخلاء
  • 133:28 - 133:32
    باعتبار أنهم سيكونون آمنين في مكاتبهم
  • 133:32 - 133:36
    أدى قصف مبنى الأمم المتحدة هذا الصباح إلى إصابة العديد من الأشخاص
  • 133:36 - 133:41
    هذا المبنى الذي موّلت الحكومة الإيطالية بناءَه، إضافة إلى العديد من الأبنية الأخرى
  • 133:41 - 133:44
    أين أنت يا سيلفيو بيرلسكوني؟
  • 133:44 - 133:49
    سقط العديد من القتلى والجرحى
  • 133:49 - 133:54
    تكلّم جون جنغ مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» في قطاع غزَّة
  • 133:54 - 134:00
    بصراحة حول قنابل الفوسفور الأبيض
  • 134:00 - 134:03
    في حيّ تلّ الهوى في مدينة غزَّة يحترق جناحٌ كاملٌ من مشفى القدس في هذه اللحظات
  • 134:03 - 134:08
    وقد حوصر في الداخل 40 طبيباً وممرضة و100 مريض
  • 134:08 - 134:12
    إضافة إلى ليلى زميلتنا في حركة التضامن الدولية
  • 134:12 - 134:15
    وقد وصفت لنا تلك الساعات الأخيرة المثيرة عبر الهاتف
  • 134:15 - 134:18
    فقد تمركزت دبابة أمام المشفى بينما ينتشر القنّاصون في كل مكان وهم على استعداد لإطلاق النار على أي شيء
  • 134:18 - 134:21
    كما يسود الدمار في كل مكان
  • 134:21 - 134:26
    ومن خلال نوافذهم كان بإمكانهم ليلاً مراقبة بناء تلتهمه النيران بعد أن تم قصفه
  • 134:26 - 134:33
    وقد سمعوا أصوات استغاثات أطفال وعائلات بأكملها
  • 134:33 - 134:41
    تلتمس النجدة
  • 134:41 - 134:46
    كانوا عاجزين عن تقديم المساعدة
  • 134:46 - 134:51
    وهم يراقبون أناساً تخرج إلى الشوارع والنيران تشتعل فيهم
  • 134:51 - 134:57
    ثم ما يلبثون أن يتحولوا إلى رماد
  • 134:57 - 135:00
    لقد غيَّرَ الجحيم موقعه وجاء كي يتمركز في قلب غزَّة
  • 135:00 - 135:06
    وكنا نحن المغضوب عليهم
  • 135:06 - 135:10
    الذين ابتُلوا بهذه الكراهية اللاإنسانية
  • 135:10 - 135:12
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 135:12 - 135:15
    16 كانون الثاني/يناير 2009
  • 135:15 - 135:20
    انقلاب الجغرافيا رأساً على عقب
  • 135:20 - 135:23
    هنالك قصة تدور حول رجل فلسطيني مسنّ غادر منزله بحثاً عن وجبة طعام ...
  • 135:23 - 135:30
    خلال أحد الصباحات النادرة التي تم فيها وقف إطلاق النار.
  • 135:30 - 135:33
    وحين أراد العودة إلى منزله لم يستطع الاهتداء إلى الطريق.
  • 135:33 - 135:36
    كانت القذائف والقنابل قد غيرت معالم مدينة غزَّة بشكل جذري
  • 135:36 - 136:22
    عاملة على تشويه بنية المجتمع أيضاً.
  • 136:22 - 136:24
    أجبرت مئات العائلات على الفرار إلى وجهات مختلفة على طول القطاع وعرضه،
  • 136:24 - 136:27
    ، لدرجة أن مئات العائلات التي سكنت بجانب بعضها البعض لفترات طويلة...
  • 136:27 - 136:33
    فقدت الاتصال فيما بينها...
  • 136:33 - 136:36
    ولكي تصل إلى حي تل الهوى،
  • 136:36 - 136:39
    عليك أن تمشي عبر طريقٍ التفافية.
  • 136:39 - 136:44
    مخلّفة وراءها حُفراً وتلالاً مترامية من الأنقاض.
  • 136:44 - 136:47
    بعد 48 ساعة من الحصار انسحبت الدبابات الإسرائيلية ليلة البارحة
  • 136:47 - 136:53
    وتظل رائحة الموت الكريهة والواضحة دائمةَ الوجود في هذا المشهد المنعزل.
  • 136:53 - 136:58
    ناضلت للمرور بما تبقى من أبنية ومنازل وجثث متفحمة خارج العربات وسيارات الإسعاف.
  • 136:58 - 137:01
    وفي محاولة مني لإيجاد منزل أحمد
  • 137:01 - 137:06
    لم تكن مهمة سهلة بسبب التحول الجذري الذي سوّى الأحياء كافة بالأرض،
  • 137:06 - 137:09
    فأصبحت مجرد نفايات محترقة على يد القوات العسكرية الإسرائيلية.
  • 137:09 - 137:12
    . أتذكر أن أحمد كان يعيش في طرف طريق ترابي، لكن من المستحيل عليَّ الآن أن أميّز مكانه...
  • 137:12 - 137:18
    لأني كنت أكافح كي أخطو برجلي فوق سطح واسع واحد من الحطام ...
  • 137:18 - 137:26
    الذي يبدو وكأنه مُضِغ وبُصِق من قبل الدبابات.
  • 137:26 - 137:34
    وإذا ما التقطت الأقمار الصناعية صورة لغزَّة بعد انتهاء هجوم الإبادة الجماعية الهائل هذا،
  • 137:34 - 137:37
    فسيكون من الصعب إقناع أي كان بأن المدينة التي في الصورة هي ذاتها التي في صورة التقطت قبل عشرين يوماً.
  • 137:37 - 137:43
    أتيحت لي الفرصة بأن أضمّ أحمد مرة أخرى،
  • 137:43 - 137:49
    ، بدا الأمر وكأننا لم نرَ بعضنا منذ سنوات,
  • 137:49 - 137:54
    بعد رحلة طويلة من مكان بعيد.
  • 137:54 - 138:01
    لسوء الحظ لا يلوح في الأفق أي فجر جديد لرحلتنا نحو نهاية الليل،
  • 138:01 - 138:03
    ما عدا ذلك الذي بزغ بالإكراه تجاه أولئك الذين يصدرون الأوامر للجنرالات والجنود للقيام بهذه المذبحة.
  • 138:03 - 138:09
    دلني صديقي على المكان الذي تمركزت فيه دبابة إسرائيلية ليومين،
  • 138:09 - 138:18
    إنه يقع أمام حديقة منزله تماماً.
  • 138:18 - 138:21
    لقد بقيت عائلته خلال هذين اليومين متكومةً تحت الدرج،
  • 138:21 - 138:24
    متخوفة من أن قذيفة تطلق من مدفع هاون قد تزيلهم من الوجود في أية لحظة.
  • 138:24 - 138:28
    والليلة البارحة فقط، عصى أحمد أوامر والده المرتعب
  • 138:28 - 138:32
    وخرج زاحفاً على الأرض ليتجرأ على النظر عبر النافذة إلى المشهد الجهنمي الذي حوله.
  • 138:32 - 138:41
    رأى الدبابة تبتعد حتى حوالى ثلاثين متراً من منزله
  • 138:41 - 138:45
    مصطدمة بقوة بمصراع متجرٍ كبيرٍ محدثةً فجوةً فيه.
  • 138:45 - 138:47
    وراقب بعدها جنوداً خرجوا من العربة المدرعة
  • 138:47 - 138:54
    ودخلوا المتجر عبر الفجوة، متجولين فيه بمرح من أجل (التبضع).
  • 138:54 - 138:59
    ملأوا الدبابة بالبضائع إلى درجة أصبحوا يجاهدون من أجل الدخول فيها.
  • 138:59 - 139:04
    بعد ذلك وصف لي الضحكات التي كانوا يفتعلونها من أجل إدخال البهجة إلى قلوبهم والأغاني الساخرة
  • 139:04 - 139:11
    التي تأتي على شكل موسيقى تصويرية للانفجارات التي كانت تدوّي طيلة الليل
  • 139:11 - 139:14
    «علي، محمد هذه رسالة إلى ربكما الأكبر!».
  • 139:14 - 139:20
    المقاومة التي استطاعت أن تعيق تقدم الدبابات الإسرائيلية لعدة أيام
  • 139:20 - 139:23
    قد انتهت إلى الفشل في ظرف ساعات.
  • 139:23 - 139:27
    وبينما لم يستطع الكلاشنكوف سوى أن يدغدغ دروع الدبابات المصفحة،
  • 139:27 - 139:31
    كان بإمكان قذائف الهاون أن تنسف أي منزل عن بكرة أبيه.
  • 139:31 - 139:37
    وهي مفارقة تندرج على حي الأبراج السكني
  • 139:37 - 139:40
    ذي البنايات الشاهقة الذي تقطنه بشكل أساسي عائلاتُ الهيئة التدريسية الخاصة بجامعة الأقصى المتعاطفون مع حركة فتح
  • 139:40 - 139:46
    والذي لم يأوِ إليه بالتأكيد أي ممن يعتبره سكانه من «إرهابيي حماس».
  • 139:46 - 139:52
    وبقدر يقيني بهذه الحقيقة، فإنني على ثقة بأن هذا الأمر معروف على نطاق واسع في تل أبيب
  • 139:52 - 139:55
    التي لا يضيرها إن تحول هذا الحي إلى كومة من الأنقاض كبقيّة الأحياء الأخرى.
  • 139:55 - 139:59
    بجانب الأبنية المتهدمة كانت تنتصب مشفى القدس قبل أن تتعرض لحريق البارحة.
  • 139:59 - 140:03
    وقتها سارع رفاقي في حركة التضامن الدولية لمساعدة طاقم المشفى
  • 140:03 - 140:07
    على إخلاء الجرحى الثلاثمائة إلى مشفى الشفاء، مشفى مدينة غزَّة الثاني.
  • 140:07 - 140:14
    استغرق الأمر منهم ساعات عدة لأن نقل مرضى جراحهم بليغة
  • 140:14 - 140:19
    يتطلب استخدام سيارات إسعاف خاصة وهو ما يفتقده الفلسطينيون.
  • 140:19 - 140:25
    انتظرنا حتى آخر شخص تم إخلاؤه برفقة الطبيب داكفين بجوركليد من مؤسسة نورواك النرويجية غير الحكومية،
  • 140:25 - 140:32
    وسألنا الممرضات اللواتي نجون من الحريق بعض الأسئلة.
  • 140:32 - 140:38
    تلك قصص مرعبة مدعّمة ببيانات رفاقي شهود العيان
  • 140:38 - 140:42
    في حركة التضامن والذين شاهدوا على بعد 200 متر من المشفى حوالى 30 جثة
  • 140:42 - 140:49
    كان بينها نساء وأطفال، منهم من كان لا يزال على قيد الحياة
  • 140:49 - 140:54
    ولم يتمكن أحد من إسعافه لأن القنّاصين المنتشرين على الأسطح كانوا يطلقون النار على كل ما يتحرك.
  • 140:54 - 140:59
    تعود تلك الجثث النازفة الملقاة على الطريق لمدنيين نجوا من منازلهم التي شبت فيها النيران بعد تعرّضها للقصف.
  • 140:59 - 141:05
    ولم يتردد القنّاصون الإسرائيليون باصطيادهم واحداً تلوَ الآخر
  • 141:05 - 141:11
    بمن فيهم الأطفال عندما ظهروا على مناظير بنادقهم.
  • 141:11 - 141:18
    سأعترف أن شعاري «حافظوا على إنسانيتكم!»
  • 141:18 - 141:24
    قد تم اختباره بشكل مريع في الأيام القليلة الماضية، لكنه رغم ذلك بقي سليماً.
  • 141:24 - 141:27
    لقد استُلَّ خلال الأيام القليلة الماضية تماماً كفخر إنسان لارتباطه بأرضه الأصلية.
  • 141:27 - 141:32
    وقد تم وصفه أنه مثله مثل الهوية ومثل حق تقرير المصير الذي مكّن شعب غزَّة من الاستمرار.
  • 141:32 - 141:40
    في هذه الأثناء تستطيع أن تلاحظ أنه بدءاً من دكتور الجامعة إلى الناس الذين تلتقي بهم في الشارع، من الطبيب والممرض
  • 141:40 - 141:45
    إلى المراسلين الصحافيين وصيادي الأسماك والمزارعين،
  • 141:45 - 141:51
    الرجال والنساء والمراهقين، هؤلاء الذين خسروا كل شيء ولم يبقَ لديهم ما يخسرونه.
  • 141:51 - 141:55
    جميعهم يستخدم آخرَ نفَس له عبر القول: «إن شاء الله»
  • 141:55 - 142:02
    إكراماً لإيمانهم الصادق بأن جذورهم تمتد عميقاً في الأرض لدرجة
  • 142:02 - 142:09
    لن تستطع معها الجرافات المعادية أن تقتلعهم منها.
  • 142:09 - 142:15
    وبينما أكتب هذا تعرض شاشة تلفزيون بالقرب مني مشاهد من داخل مشفى الشفاء
  • 142:15 - 142:20
    يظهر فيها رجال تغطّي الدموع وجوههم كما لو أنهم يحاولون احتواء فيضان اليأس.
  • 142:20 - 142:23
    وليس بعيداً في حي الشجاعية شرق غزَّة، قتلت طلقة دبابة سبعة أشخاص وجرحت 25 آخرين،
  • 142:23 - 142:30
    وجميعهم كانوا يشاركون في جنازة لدفن أفراد عائلة كاملة قتلوا في اليوم السابق.
  • 142:30 - 142:34
    اعتذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك البارحة لـ (بان كي مون)، الأمين العام للأمم المتحدة،
  • 142:34 - 142:40
    عن قصف المدفعية الإسرائيلية مقرَّ وكالة غوث
  • 142:40 - 142:44
    اللاجئين الفلسطينيين في مدينة غزَّة
  • 142:44 - 142:52
    والذي بني بتمويل من الحكومة الإيطالية. (أين أنت يا بيرلسكوني؟).
  • 142:52 - 142:57
    وقال باراك إن هذا العمل ناتج عن «خطأ مريع».
  • 142:57 - 143:04
    لم يحمل كلام باراك أي اعتذار لعائلات الأطفال الفلسطينيين الـ 357 الذين قتلوا حتى الآن،
  • 143:04 - 143:10
    من الواضح أن ذلك لم يكن عن طريق الخطأ.
  • 143:10 - 143:17
    روى لي موظفو الإسعاف في الصليب الأحمر قصة تدور حول موقع مجزرة ذهبوا إليه في حي الزيتون.
  • 143:17 - 143:20
    كان هنالك طفل مصاب بسوء التغذية جاثماً أمام جثة والدته
  • 143:20 - 143:22
    التي وصلت إلى مرحلة متقدمة من التفسخ.
  • 143:22 - 143:28
    وكان قد اعتنى بجثتها لمدة أربعة أيام وكأنها ما زالت على قيد الحياة.
  • 143:28 - 143:31
    لقد مسح الدماء عن وجهها
  • 143:31 - 143:38
    وزحف بنفسه خلال أنقاض ما كان مرة منزلهم
  • 143:38 - 143:41
    جالباً لها الماء والخبز والبندورة ووضعها بعناية بالقرب من رأسها،
  • 143:41 - 143:48
    كان يعتقد أنها نائمة ليس إلا.
  • 143:48 - 143:52
    كان القنّاصة الإسرائيليون يمنعون الصليب الأحمر من الدخول إلى المنطقة لتقديم المساعدة،
  • 143:52 - 143:54
    فلم يتمكنوا من الوصول إلى موقع المجزرة إلا بعد عدة أيام.
  • 143:54 - 144:00
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 144:00 - 144:02
    17 كانون الثاني/يناير 2009
  • 144:02 - 144:05
    الحب تحت القصف
  • 144:05 - 144:11
    ممارسة الجنس تحت القصف: أتذكر أن صديقاً من نابلس أخبرني مرة
  • 144:11 - 144:14
    كم كان من الصعب عليه خلال الاحتلال أن يحصل على لحظة من الألفة مع زوجته
  • 144:14 - 144:19
    ففي إحدى الليالي وبينما كانا مستلقيين في لحظة عناق ملؤها الرقة، ضبطتهما رصاصة حين أقحمت نفسها بينهما فأصابت اللوح الخشبي في مقدمة السرير
  • 144:19 - 144:25
    على بعد بوصات من رأسيهما
  • 144:25 - 144:58
    يعتبر الغزل تحت القصف في غزَّة هذه الأيام أمراً مستبعداً
  • 144:58 - 145:01
    أما المستقبل الزوجي للمتزوجين حديثاً فإنه يُعَدُّ كي يأخذ شكل تحدٍّ
  • 145:01 - 145:04
    العديد منهم قد فقد منزله وهم الآن مجبرون على العيش متكومين على بعضهم البعض في مدارس الأونروا
  • 145:04 - 145:10
    أو محشورين في شقق صغيرة مع نحو 20 شخصاً
  • 145:10 - 145:16
    «اليوم هو السبت والأزواج الجدد في تل أبيب يخرجون للمرح في النوادي أو على شاطئ البحر
  • 145:16 - 145:22
    بينما في هذه الأثناء لا يمكننا هنا حتى أن نمارس الحب في أسِرَّتنا الخاصة»
  • 145:22 - 145:25
    هذا ما قاله وسام المتزوج في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي
  • 145:25 - 145:31
    «ومع ذلك لدينا أضواء متقطعة»
  • 145:31 - 145:38
    قال ذلك في إشارة منه إلى الأضواء التي تظهر وتختفي في الجنوب كدليل على أن القصف جارٍ وفي أوجِه
  • 145:38 - 145:43
    الشبان أمثال وسام والذين تصل أعمارهم إلى 19 سنة يصبحون آباءً في وقت مبكر جداً في هذه الحياة ويصبحون أجداداً وهم في منتصف أعمارهم
  • 145:43 - 145:49
    مدركين أنه - كونهم في فلسطين - فإن ذلك هو الشكل الوحيد الممكن لبقائهم على قيد الحياة
  • 145:49 - 145:55
    بينما كان يتم الحديث في الخارج حول وقف لإطلاق النار، قبلته حماس وكالعادة رفضته إسرائيل
  • 145:55 - 146:00
    حصل في اليومين الماضيين تصعيد في عمليات القصف
  • 146:00 - 146:03
    نتج عنه ازدياد ملحوظ في عدد الضحايا بين المدنيين
  • 146:03 - 146:07
    وصل البارحة فقط إلى 60 قتيلاً
  • 146:07 - 146:14
    فقد قتل نحو عشرة أشخاص خارج أحد الجوامع بعد أدائهم الصلاة
  • 146:14 - 146:23
    والذي أقلق الفلسطينيين أكثر هو الدعوة إلى وقف لإطلاق النار
  • 146:23 - 146:33
    من دون لحظ إعادة فتح المعابر الحدودية في الوقت عينه
  • 146:33 - 146:40
    فقبل السماح بدخول المواد المخصصة لإعادة البناء
  • 146:40 - 146:44
    مطلوب تأمين المواد الغذائية على وجه السرعة
  • 146:44 - 146:47
    وإخراج الجرحى ذوي الجراح البليغة إلى خارج القطاع للعلاج
  • 146:47 - 146:50
    لقد اكتظت المشافي إلى حد كبير بالمرضى
  • 146:50 - 146:55
    ففي قطاع غزة لا تصل قدرتها الاستيعابية سوى لـ 1500 سرير
  • 146:55 - 146:59
    بينما وصل عدد الجرحى في الوقت الحاضر إلى حوالى 5320 جريحاً
  • 146:59 - 147:04
    من جهة أخرى، وبالإضافة إلى أن الرأي العام الفلسطيني لا يثق بمصر، فإن الشخصية التي تم اختيارها لتكون وسيطاً في المحادثات
  • 147:04 - 147:08
    تشتهر قيادتها بالتزلف للإسرائيليين
  • 147:08 - 147:10
    «لماذا لا تتوسط الدول الأوروبية؟
  • 147:10 - 147:15
    فقد كان الدور الذي لعبته ألمانيا التي تعتبر بحق بلداً محايداً
  • 147:15 - 147:18
    حاسماً في التوصل إلى حل في النزاع بين حزب الله وإسرائيل»
  • 147:18 - 147:24
    سأل الأستاذ الجامعي حمزة الذي بدا كئيباً
  • 147:24 - 147:30
    هذا الصباح مدرسة أخرى تابعة للأونروا في بيت لاهيا
  • 147:30 - 147:38
    شمال قطاع غزة قصفتها دبابة إسرائيلية بعنف
  • 147:38 - 147:43
    فجرح جراء القصف 14 تلميذاً، في حين قتل بلال ومحمد الأشقر وهما أخوان يبلغان من العمر خمس وسبع سنوات
  • 147:43 - 147:46
    أما أمهما فقد نجت من الموت لكنها فقدت كلتا ساقيها
  • 147:46 - 147:49
    وجنباً إلى جنب 42,000 آخرين
  • 147:49 - 147:54
    لجأ بلال ومحمد إلى المدرسة بعد أن أمرتهم إسرائيل بإخلاء منازلهم
  • 147:54 - 147:59
    وقد ظنا أنهما سيكونان بمأمن هنالك مثلهم مثل الثلاثة والأربعين لاجئاً
  • 147:59 - 148:03
    الذين أبيدوا في السادس من كانون الثاني/يناير في مجزرة مدرسة الأونروا في جباليا
  • 148:03 - 148:08
    «كان هذان الطفلان بريئين بلا شك
  • 148:08 - 148:17
    تماما مثل عدم وجود شك بموتهما الآن»
  • 148:17 - 148:21
    هذا ما قاله جون جنغ مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في قطاع غزَّة
  • 148:21 - 148:24
    الذي يتابع بلا كلل، ورغم عدم وجود أية جدوى، إرسال تقاريره حول جرائم الحرب التي يقترفها الجيش الإسرائيلي
  • 148:24 - 148:31
    لكن جنرالات الجيش الإسرائيلي ما زالوا غارقين في التحضير للكلمة التي ينوون توجيهها للعالم حول «المهمة المنجزة»
  • 148:31 - 148:35
    عدت إلى ما تبقّى من مشفى تل الهوى
  • 148:35 - 148:42
    وهو الجزء الذي بقي سليماً من المبنى بعد أن شب فيه حريق بفعل القصف الإسرائيلي
  • 148:42 - 148:45
    ويتّخذ الآن كوحدة إسعاف وقاعدة لتوجيه سيارات الإسعاف مرة أخرى
  • 148:45 - 148:50
    واستمروا لعدة أيام بإخراج المصابين من تحت أنقاض الأبنية المجاورة لهم والمتضررة بشكل كبير
  • 148:50 - 148:55
    استضافت مشفى الشفاء طفلاً يدعى صهيب سليمان
  • 148:55 - 149:04
    وهو الناجي الوحيد من عائلة مكونة من 25 فرداً قتلوا جميعاً
  • 149:04 - 149:13
    كذلك توجد فتاة صغيرة تدعى هديل سموني فقدت 11 فرداً من عائلتها
  • 149:13 - 149:17
    ولن تجد من يعتني بها إن تمّ خروجها من المشفى
  • 149:17 - 149:23
    أرجو المعذرة، لكن هل من أحدٍ يمكنه أن يشرح لي أي نوع من المهام هي هذه التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي؟
  • 149:23 - 149:30
    تلك المهمة التي تبدأ بالعقاب الجماعي ولا تنتهي بالمجازر الجماعية
  • 149:30 - 149:39
    وقد أوجز أحد العرب المحبطين ويدعى رجا شميِّل هذه العملية على مدونته كالتالي:
  • 149:39 - 149:45
    خذ شريطاً من الأرض طوله 40 كيلومتراً وعرضه لا يتجاوز 5 كيلومترات
  • 149:45 - 149:51
    سمه غزَّة
  • 149:51 - 149:56
    ثم احشر فيه 1,400,000 نسمة
  • 149:56 - 150:02
    ثم أحطه بالبحر من الغرب ومصر مبارك من الجنوب وإسرائيل من الشمال
  • 150:02 - 150:07
    وأطلق عليه تسمية «أرض الإرهابيين»
  • 150:07 - 150:12
    ثم بعد ذلك أعلن الحرب عليه وقم بغزوه بـ 232 دبابة
  • 150:12 - 150:20
    و687 عربة مدرعة
  • 150:20 - 150:25
    و43 مطاراً حربياً
  • 150:25 - 150:27
    و105 طائرات حوّامة
  • 150:27 - 150:31
    و221 وحدة مدفعية أرضية
  • 150:31 - 150:37
    و349 مدفع هاون و3 أقمار صناعية للتجسس
  • 150:37 - 150:41
    و64 مخبراً و12 جاسوساً و8000 جندي مهاجم
  • 150:41 - 150:48
    بعد ذلك سمِّ كل هذا «إسرائيل تدافع عن نفسها»
  • 150:48 - 150:51
    بعد ذلك توقف لبرهة وأعلن
  • 150:51 - 150:55
    بأنك «تتجنب استهداف السكان المدنيين»
  • 150:55 - 150:57
    صف نفسك بأنك الديمقراطية الوحيدة القائمة
  • 150:57 - 151:01
    أياً كانت الطريقة التي تنظر فيها إلى الأمور، فإن معجزة فقط هي ما يمكن أن يمنع إصابة هؤلاء المدنيين
  • 151:01 - 151:06
    أما غير ذلك فهو مجرد كذب. لكن مرة أخرى صف العملية وقل إن «إسرائيل تدافع عن نفسها»
  • 151:06 - 151:12
    ينتصب الآن أمامنا السؤال التالي:
  • 151:12 - 151:16
    ماذا سيحصل لو تحوّل المهاجم ليصبح كاذباً؟
  • 151:16 - 151:21
    ماذا سيحصل لهؤلاء المدنيين العزّل من السلاح؟
  • 151:21 - 151:24
    ومع قوة نارية كهذه، كيف يمكن حتى للأم تيريزا
  • 151:24 - 151:28
    أو لميكي ماوس أن يتجنب ضرب جميع هؤلاء المدنيين؟
  • 151:28 - 151:33
    سمِّ العملية ما شئت
  • 151:33 - 151:41
    لكن إسرائيل تعرف حق المعرفة أن هؤلاء المدنيين موجودون هناك
  • 151:41 - 151:43
    وهي نفسها من قذفتهم إلى هناك
  • 151:43 - 151:47
    بعد كل ذلك عليك أن تسمّي الأمر بالتطهير العرقي، فقط حينئذٍ يمكن تصديقه أكثر
  • 151:47 - 151:51
    ما عدا اغتيال اثنين من قادتها
  • 151:51 - 151:56
    لم تعانِ حماس من هذا الهجوم
  • 151:56 - 152:02
    وبالتأكيد لم تخسر شعبيتها
  • 152:02 - 152:04
    هذا إن لم نقل إنها قد ربحت المزيد من هذه الشعبية
  • 152:04 - 152:09
    سيكون من الحكمة التذكر ولو لمرة، بأن حماس ليست بضعة إرهابيين أو حزباً سياسياً
  • 152:09 - 152:12
    إنها حركة
  • 152:12 - 152:18
    وفي هذا الإطار سيكون من المستحيل تحييدها بعواصف من القنابل العنقودية
  • 152:18 - 152:21
    عندما سألت بعض الفلسطينيين عن رأيهم في الأجندة الحقيقية التي تقف خلف هذه المذبحة الوحشية
  • 152:21 - 152:25
    أجاب العديد منهم بأنه سيكون لها الدور الكبير في الانتخابات الإسرائيلية التي ستجري في شباط/فبراير
  • 152:25 - 152:28
    لقد وضعوا حملة دعائية ناجحة تقوم على مبدأ صوت واحد في وقت واحد
  • 152:28 - 152:31
    كان الأمر يجري على هذا المنوال عشية الانتخابات السابقة جميعها
  • 152:31 - 152:37
    فمنذ شهر تقريباً، توقع بنيامين نتنياهو بأن يكون هو الرابح المؤكد
  • 152:37 - 152:39
    لكن الآن من المتوقع له أن يخسر في إطار المنافسة ضد إيهود أولمرت وتسيبي ليفني المتعطشين للدماء
  • 152:39 - 152:45
    أما أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا الذي يتنامى كقوة سياسية فقد حصل على 11 مقعداً في انتخابات 2006
  • 152:45 - 152:51
    لكن استطلاعاتً الرأي تظهر بأنهم يكتسبون شعبية رغم تصريحات كالتالي
  • 152:51 - 152:56
    "يجب أن تمحى غزة عن الخارطة باستخدام قنبلة نووية
  • 152:56 - 152:58
    كما فعل الأمريكيون ضد اليابانيين في نهاية الحرب العالمية الثانية"
  • 152:58 - 153:04
    صرح الصحافي الإسرائيلي أبراهام يهوشواع لصحيفة هآرتس البارحة قائلاً:
  • 153:04 - 153:09
    «لقد قتلنا أطفالهم اليوم لنحافظ على أطفال آخرين غداً»
  • 153:09 - 153:18
    ما أخشاه الآن هو أن «رحلته حتى نهاية الألفية»
  • 153:18 - 153:28
    قد انتهت على متن دبابة أمام مشفى يحترق
  • 153:28 - 153:31
    لقد دعانا فولتير لاحترام جميع الآراء
  • 153:31 - 153:36
    أما أنا من جانبي، فأقترح التوقف عن بذر بذور الكراهية
  • 153:36 - 153:41
    وريِّها بالدم وتغذيتها على الاستياء حتى نهاية العمر
  • 153:41 - 153:46
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 153:46 - 153:51
    19 كانون الثاني/يناير 2009
  • 153:51 - 153:56
    الأحياء والأموات
  • 153:56 - 154:00
    في غزَّة، وحدهم الأموات من شهد نهاية الحرب
  • 154:00 - 154:04
    أما بالنسبة إلى الأحياء فلا يمكن لأي وقف لإطلاق النار أن يُغني عن المعركة اليومية المتمثلة بالسعي الدائم للبقاء على قيد الحياة
  • 154:04 - 154:07
    لا يوجد لديهم مياه للشرب ولا غاز للطبخ ولا كهرباء
  • 154:07 - 154:13
    كما إنهم يفتقرون إلى الخبز والحليب لإطعام أطفالهم
  • 154:13 - 154:49
    وفقد الآلاف منهم منازلهم
  • 154:49 - 154:53
    أما المساعدات الإنسانية فتتسرب عبر المعابر بالقطّارة
  • 154:53 - 154:55
    ويعتريك الشعور بأن إحسان
  • 154:55 - 154:59
    القتلة المتواطئين، آنيٌّ فقط
  • 154:59 - 155:05
    سيسافر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون غداً إلى غزَّة
  • 155:05 - 155:08
    ونحن على ثقة بأن لدى جون جنغ مدير عمليات وكالة الغوث (الأونروا) في غزَّة الكثير من القصص لإبلاغه بها
  • 155:08 - 155:12
    بعد أن قصفت إسرائيل مدرستين تابعتين للأمم المتحدة
  • 155:12 - 155:15
    واغتالت أربعة من موظفيها
  • 155:15 - 155:19
    كما قصفت ودمّرت مركز الأونروا في مدينة غزَّة
  • 155:19 - 155:21
    محولةً أطناناً من الأدوية والمواد الغذائية التي كانت مخصصة للسكان المدنيين
  • 155:21 - 155:24
    إلى رماد خلال تلك العملية
  • 155:24 - 155:29
    تابعتْ جبالُ الأنقاض في غزَّة لفظ الجثث التي في جوفها إلى السطح
  • 155:29 - 155:38
    قام الصليب الأحمر البارحة في جباليا وفي تل الهوى في مدينة غزة وفي حي الزيتون
  • 155:38 - 155:40
    وبمساعدة متطوعي حركة التضامن
  • 155:40 - 155:43
    باستخراج 95 جثة من تحت الركام
  • 155:43 - 155:48
    وكان العديد منها في مرحلة متقدمة من التفسخ
  • 155:48 - 155:53
    أثناء تجوالي في شوارع غزَّة
  • 155:53 - 155:57
    وبعد تخلّصي من خوفي الدائم من فكرة سقوط قنبلة مصوّبة بشكل جراحي لتقطع عنقي
  • 155:57 - 156:03
    لا زال لدي الخوف من رؤية الكلاب الضالة التي تكون متحلقةً في دائرة
  • 156:03 - 156:11
    متخيلاً ما الذي يمكن أن يظهر أمام عينيَّ
  • 156:11 - 156:14
    أنا الذي أشكلُ وجبةً لها
  • 156:14 - 156:17
    الرجال الذين تبدو الراحة على وجوههم عادوا إلى الانتشار في المساجد والمقاهي
  • 156:17 - 156:22
    لكن من السهل اكتشاف نزوعهم إلى التظاهر بأن الحالة طبيعية
  • 156:22 - 156:24
    العديد منهم إما فقدوا قريباً أو لم يبقَ لديهم مكان للعيش فيه
  • 156:24 - 156:31
    ويتظاهرون بعودتهم إلى روتينهم اليومي كي يرفعوا من معنويات زوجاتهم وأولادهم
  • 156:31 - 156:36
    بطريقةٍ ما، حتى هذه الكارثة يجب التعامل معها
  • 156:36 - 156:39
    توجّهنا هذا الصباح بسيارة الإسعاف إلى أكثر الأحياء طالها التدمير في غزَّة
  • 156:39 - 156:42
    وهما حيي تل الهوى والزيتون
  • 156:42 - 156:47
    وتنقلنا من باب لباب حاملين في أيدينا ورقة استبيان لإجراء مسح حول مدى الضرر الذي لحق بالأبنية
  • 156:47 - 156:52
    مسجلين المتطلبات الأكثر إلحاحاً بالنسبة إلى العائلات التي تقطن هناك، وكان أكثر ما يحتاجونه هو الأدوية للمرضى وكبار السن والرز والزيت والطحين، أي ما هو ضروري من أجل حصولهم على لقمة عيش
  • 156:52 - 156:55
    الأدوية للمرضى وكبار السن والرز والزيت والطحين
  • 156:55 - 157:01
    أي ماهو ضروري من أجل حصولهم على لقمة عيش
  • 157:01 - 157:06
    كل ما كان يمكننا تقديمه لهم حتى الآن هو أمتار من رقائق النايلون
  • 157:06 - 157:12
    ليستعيضوا بها عن زجاج نوافذهم المكسر اتقاءً للبرد
  • 157:12 - 157:15
    أبلغني زملائي في حركة التضامن الدولية في رفح
  • 157:15 - 157:21
    أن البلدية قد وزعت بضعة آلاف من الدولارات
  • 157:21 - 157:25
    على العائلات التي هُدمت منازلها بشكل كلي وسويت بالأرض بفعل القنابل
  • 157:25 - 157:29
    التي وجهت إسرائيل قنابل مماثلة لها لتدمير الأنفاق
  • 157:29 - 157:34
    عند انتهاء معارك حرب تموز/يوليو في لبنان
  • 157:34 - 157:38
    وزّع حزب الله ملايين من الدولارات على شكل شيكات لدعم المواطنين اللبنانيين المشردين
  • 157:38 - 157:43
    أما في غزَّة المحاصرة والتي فرضت عليها المقاطعة
  • 157:43 - 157:47
    فمن الصعب على حماس أن تتمكن من دعم مناصريها
  • 157:47 - 157:51
    بما هو بالكاد يكفي لبناء حظيرة للماشية
  • 157:51 - 157:56
    كما قال خالد، وهو مزارع من رفح
  • 157:56 - 158:03
    وحيث إن الهدنة أحادية الجانب، قررت إسرائيل من طرفها ألّا تحترمها
  • 158:03 - 158:05
    فقد قتل البارحة طفل فلسطيني وجرح آخر في خان يونس
  • 158:05 - 158:11
    شرق مدينة غزة
  • 158:11 - 158:14
    كما أمطرت حوامة إسرائيلية منطقة سكنية شرق مدينة غزَّة بقنابل الفوسفور الأبيض
  • 158:14 - 158:18
    وفعلت الشيء ذاته في جباليا
  • 158:18 - 158:22
    أما اليوم فقد أطلقت سفينة حربية قذائفها على سهل مفتوح
  • 158:22 - 158:25
    من دون أن تصيب أحداً بأذى
  • 158:25 - 158:32
    لكن بينما أقوم بكتابة هذا التقرير تواردت أنباء عن تقدم دبابات نحونا
  • 158:32 - 158:37
    مع أنه ليس لدينا علم بإطلاق أي صاروخ فلسطيني في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة
  • 158:37 - 158:40
    الصحافيون الدوليون يتذمرون بسبب الأنباء التي انتشرت على طول القطاع
  • 158:40 - 158:45
    لم يستطيعوا الدخول سوى اليوم، لأن إسرائيل لم تسمح لهم بالمرور إلا بعد أن أوشكت المذبحة على الانتهاء
  • 158:45 - 158:47
    وبينما كنت واقفاً بجانب الهيكل المحترق لما تبقى من مشفى القدس في مدينة غزَّة
  • 158:47 - 158:53
    سألني مراسل الـ بي بي سي المذهول كيف أن الجيش
  • 158:53 - 158:56
    يمكن أن يكون قد أخطأ وأصاب مبنىً مدنياً بدل من إصابة معقل "الإرهابيين"
  • 158:56 - 159:01
    أجبته:
  • 159:01 - 159:06
    «للسبب عينه الذي دفع الأطفال للفرار من الأبنية المحترقة
  • 159:06 - 159:12
    كي يصبحوا على مرمى القنّاصة المتمركزين على الأسطح
  • 159:12 - 159:18
    والذين لم يترددوا بقتلهم
  • 159:18 - 159:24
    ناثرين أدمغتهم فوق الطريق»
  • 159:24 - 159:28
    عندها قطّب المراسل حاجبيه أكثر
  • 159:28 - 159:33
    إن الفرق الهائل بيننا نحن شهود العيان والضحايا المباشرين لهذه المذبحة من جهة
  • 159:33 - 159:34
    وبين أولئك الذين سمعوا بها من خلال قصصنا قد أصبح الآن أكثر بروزاً
  • 159:34 - 159:39
    أُبلغتُ من روما بأن الاتحاد الأوروبي ينوي
  • 159:39 - 159:42
    تجميد التمويل الذي تم تخصيصه لإعادة بناء غزَّة
  • 159:42 - 159:45
    طالما بقيت محكومة من قبل حماس
  • 159:45 - 159:49
    /ألمحَ/
  • 159:49 - 159:52
    وقد أوضحت المفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيرّيرو والدنر هذه النقطة كالتالي:
  • 159:52 - 159:58
    «ستصل المساعدة المخصصة لإعادة بناء القطاع» ذكرت الدبلوماسية الأوربية
  • 159:58 - 160:04
    فقط في حال أن الرئيس الفلسطيني أبو مازن
  • 160:04 - 160:07
    اعاد فرض سلطته على القطاع مرة أخرى
  • 160:07 - 160:10
    بالنسبة إلى الفلسطينيين المقيمين في غزَّة يعتبر هذا التصريح الذي أدلى به الدبلوماسي الأوروبي دعوة واضحة من الخارج للدخول في حرب أهلية
  • 160:10 - 160:16
    أو للقيام بانقلاب
  • 160:16 - 160:19
    وهو مرادف لإعطاء الشرعية لعملية قتل 410 أطفال
  • 160:19 - 160:27
    قتلوا بسبب دعم أهلهم لحكومة حماس المنتخبة ديمقراطياً
  • 160:27 - 160:33
    في انتخابات حرة
  • 160:33 - 160:38
    «يتبع الاتحاد الأوربي بعناية سياسة العقاب الجماعي الإجرامية التي تفرضها إسرائيل
  • 160:38 - 160:44
    لماذا لا يودع الأموال لدى الأمم المتحدة؟
  • 160:44 - 160:50
    أو بعض المنظمات الحكومية؟
  • 160:50 - 160:52
    الولايات المتحدة حرّة بانتخاب تاجر حرب مثل بوش
  • 160:52 - 160:56
    كذلك تستطيع إسرائيل أن تنتخب قادة ملطخة أيديهم بالدماء أمثال شارون أو نتنياهو
  • 160:56 - 161:00
    لكن نحن أبناء غزَّة
  • 161:00 - 161:05
    ألسنا أحراراً كي نختار حماس؟»
  • 161:05 - 161:11
    كان ذلك ما خطر في بال محمد، ناشط حقوق الإنسان
  • 161:11 - 161:14
    الذي لم يُدلِ بصوته لصالح الحركة الإسلامية
  • 161:14 - 161:17
    بالنسبة إليّ،ٍ لا أملك أية حجة كي أناقضه بها
  • 161:17 - 161:21
    يتعلم الفلسطينيون الأحياء من موتاهم
  • 161:21 - 161:26
    فمنذ نعومة أظفارهم يتعلمون أن يعيشوا في الوقت الذي يموتون فيه
  • 161:26 - 161:29
    هدنةٌ بعد هدنةٍ، يتكرَّسُ الفهمُ العامُّ لكل هدنة هنا بأنها توقّف مرعب
  • 161:29 - 161:31
    يتم خلاله إحصاء عدد القتلى بين مذبحة وأخرى
  • 161:31 - 161:34
    ولم يسبق أن كان السلام مراوغاً كما هو الآن
  • 161:34 - 161:38
    فخلال تجوالنا في مدينة غزَّة على متن سيارة الإسعاف والصفارة متوقفة عن العمل لمرة واحدة
  • 161:38 - 161:41
    يمكننا أن نجد أن الحرب ما زالت في كل مكان
  • 161:41 - 161:45
    نجدها بين أنقاض مدينة سُرقت منها البسمة ومسكونة الآن بأناس مرتعبي النظرات
  • 161:45 - 161:50
    تبقى عيونهم مصرّة على تفحص السماء بحثاً عن طائرات لا تزال تطير من دون توقف في الأعلى
  • 161:50 - 161:55
    داخل أحد البيوت التي زرتها بصحبة بعض المسعفين
  • 161:55 - 162:00
    لاحظت بأن عدة رسوم مرسومة بأقلام تلوين كانت مرمية على الأرض
  • 162:00 - 162:02
    من الواضح أن يد طفل قد تخلّت عنها بعد إخلاء المنزل في اندفاعة جنونية
  • 162:02 - 162:08
    التقطتُ إحدى تلك الرسومات
  • 162:08 - 162:10
    وكانت لدبابة وحوّامة وطفل مقطّع الأوصال
  • 162:10 - 162:16
    في منتصف اللوحة يظهر طفل ممسكاً بحجر وقد نجح بالوصول إلى مستوى ارتفاع الشمس
  • 162:16 - 162:22
    بعد أن تسبب بإحداث أضرار لآلات القتل الطائرة
  • 162:22 - 162:26
    قيل إن الشمس في رسومات الأطفال
  • 162:26 - 162:31
    تمثل رغبتهم في الكينونة وفي الوجود
  • 162:31 - 162:37
    رأيت أن الشمس تبكي ذارفةً دموعاً من دم تم تلوينها بأقلام الباستيل
  • 162:37 - 162:39
    هل يعتبر وقف إطلاق النار أحادي الجانب مجدياً بما فيه الكفاية للشفاء من تلك المصائب؟
  • 162:39 - 162:44
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 162:44 - 162:50
    20 كانون الثاني/يناير 2009
  • 162:50 - 162:53
    آثار الموت
  • 162:53 - 162:56
    «عندما تنتشر تفاصيل دمار قطاع غزَّة الشامل
  • 162:56 - 163:01
    سببي الوحيد للذهاب إلى أمستردام
  • 163:01 - 163:07
    سيكون للوقوف أمام محكمة لاهاي الدولية»
  • 163:07 - 163:15
    نسبت جريدة هآرتس هذه الكلمات
  • 163:15 - 163:42
    إلى وزير إسرائيلي فضّل عدم الكشف عن اسمه
  • 163:42 - 163:45
    أعضاء منظمات حقوق الإنسان والمواطنون الساخطون في كل أنحاء العالم
  • 163:45 - 163:47
    إلى مشاهدة الجيش الإسرائيلي وحكومته يجرجرون إلى داخل قاعات المحكمة
  • 163:47 - 163:50
    على أمل أن يُدانوا بسبب جرائم الحرب التي ارتكبتها أيديهم التي تلطخت بالدماء خلال المذبحة التي استمرت 22 يوماًفي غزة
  • 163:50 - 163:54
    لم يكن قادة الجيش الإسرائيلي وأعضاء الحكومة يبدون متجانسين كثيراً أثناء ظهورهم العلني
  • 163:54 - 163:58
    وكانوا يدّعون أن لديهم براهين قاطعة على أن المواقع التي قصفوها
  • 163:58 - 164:01
    كانت كلها قواعد دعم لاستخدام «إرهابيّي» حماس
  • 164:01 - 164:05
    دعني أقدم هذه المداخلة رداً على كلامهم:
  • 164:05 - 164:09
    إننا نتكلم عن 20000 منزل تضرر جراء القصف
  • 164:09 - 164:14
    وأكثر من 1300 ضحية بشرية
  • 164:14 - 164:23
    للتحقق من هذه المزاعم
  • 164:23 - 164:30
    عن مخابئ التطرف الإسلامي الإستراتيجية المهمة
  • 164:30 - 164:34
    توجهت إلى جبل الدردور شمال القطاع، وهو واحد من أكثر المناطق التي تعرضت لقصف عنيف
  • 164:34 - 164:39
    كانت عشرات المنازل قد سويت بالأرض
  • 164:39 - 164:41
    وكانت الجرافات الماموثية الحجم المصفحة والتي صنعتها شركة كاتربلر (قاطِعوها!)
  • 164:41 - 164:46
    لاستخدمها في تدمير المنازل الفلسطينية وتسويتها بالأرض
  • 164:46 - 164:49
    قد استخدمت لمد يد العون إلى دبابات الجيش في مهمتها التدميرية
  • 164:49 - 164:51
    رأيت هناك رجالاً ونساءً يفتشون بين الأنقاض عن خرق ثيابهم
  • 164:51 - 164:55
    أو بعض الحقائب المدرسية المعفرة بالتراب أو الصور الشخصية المكسورة الأطر التي تضمّ عائلاتهم
  • 164:55 - 165:02
    لم يقع نظري على أية ترسانة عسكرية مدمرة
  • 165:02 - 165:05
    كل ما رأيته هو منازل انفصلت أسقفها عن الجدران حيث يمكنك أن تشاهد ما كان مرة غرفةَ جلوسٍ أو بقايا غرفةِ نومٍ
  • 165:05 - 165:11
    أو مطبخٍ تحوّل إلى رماد
  • 165:11 - 165:13
    أبو عمر، الباحث في علم الأحياء الجزيئي
  • 165:13 - 165:19
    دعاني لرؤية ما تبقى من شقته
  • 165:19 - 165:25
    جاره أسامة، طبيب الأطفال
  • 165:25 - 165:32
    كذلك دعاني لرؤية منزله الذي تحوّل إلى ما يشبه المنخل بسبب الرصاص
  • 165:32 - 165:34
    القوة الدافعة للصواريخ
  • 165:34 - 165:42
    عملت على نثر بعض أطلال بيارة البرتقال المجاورة فوق البناء
  • 165:42 - 165:45
    فاختلط عصير البرتقال مع الدم المخثر وانتثر على الأرضية
  • 165:45 - 165:48
    مشكلاً ما يشبه لوحة رسام ساذج
  • 165:48 - 165:52
    رجل مسنّ معتمراً كوفية
  • 165:52 - 165:55
    اقترب منّا وسأل نتالي رفيقتنا اللبنانية في حركة التضامن الدولية من أين هي
  • 165:55 - 166:00
    ملوحاً عكازته في الهواء
  • 166:00 - 166:02
    كأنه يرسم قوساً فوق المنظر الطبيعي المدمَّر
  • 166:02 - 166:08
    قال:
  • 166:08 - 166:14
    «بيروت وغزَّة: اللوحة نفسها والرسّام نفسه»
  • 166:14 - 166:19
    حتى عشّ اليمام الخاص بأسامة لم يسلم من القصف
  • 166:19 - 166:22
    كانت طيوره ملقاة على الأرض وكأنها مهزومة بفعل السماء الثقيلة جداً على أجنحتها
  • 166:22 - 166:28
    الثقيلة بدورها بسبب «الرصاص المصبوب»
  • 166:28 - 166:31
    «لقد حاولوا أن يهزموا سلاح الطيران الفلسطيني
  • 166:31 - 166:34
    أو ربما ظنوا أن هذه الطيور قد تكون سعاةً لحمل الطرود إلى حماس»
  • 166:34 - 166:36
    قلت ذلك لطبيب الأطفال فضحك بحزن
  • 166:36 - 166:40
    وبينما خرجنا في جولتنا بسيارتنا المعطوبة
  • 166:40 - 166:44
    مررنا في الطريق بوفد الأمم المتحدة الذي يرأسه الأمين العام بان كي مون
  • 166:44 - 166:50
    متنقلاً في رتل طويل من السيارات الرياضية الجديدة وذات الزجاج الملون والتي ترفع شعار الأمم المتحدة
  • 166:50 - 166:52
    مندفعاً عبر غزَّة وكأن الأرض تهتز تحت الدواليب
  • 166:52 - 166:54
    ذلك الاهتزاز الذي بقي متواصلاً حتى الأيام القليلة الماضية
  • 166:54 - 166:59
    عندما كنت أطوف في اللغز المستحيل لخرائب جبل الدردور
  • 166:59 - 167:04
    سمعت أحداً يناديني باسمي. عندما نظرت خلف كتفي، رأيت أبا أشرف
  • 167:04 - 167:07
    كنت قد شاركت بجنازة ولده الذي قتل بانفجار قنبلة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي
  • 167:07 - 167:12
    وهو الشهر الذي تمت الدعوة فيه إلى وقف إطلاق النار حسب الإعلام الإسرائيلي والغربي
  • 167:12 - 167:19
    فقد أبو أشرف مؤخراً أحد أقربائه وسوِّي منزله بالأرض
  • 167:19 - 167:23
    «لم يتركوا لنا أي رأس ماشية أو شجرة زيتون أو حتى حجر، إنهم ليسوا بشراً»
  • 167:23 - 167:28
    قال وهو يشير إلى بستان الزيتون الذي يخصه
  • 167:28 - 167:32
    لقد سحقت الجرافات الإسرائيلية العديد من الأشجار وخاصة تلك التي وصل عمرها إلى أكثر من مئة عام
  • 167:32 - 167:38
    يبدو الأمر وكأنهم يحاولون أن يعوّضوا عن عدم تمكّنهم من محو الحياة التي لا يمكن اجتثاثها من جذورها
  • 167:38 - 167:44
    ولا محو هوية الفلسطينيين ولا رغبتهم العارمة بالعدالة والنجاة من كل تدمير
  • 167:44 - 167:50
    وبعدما مشيت مسافة صغيرة، اقترب مني رجل متوسط العمر
  • 167:50 - 167:57
    وسألني إن كنت أعتقد أن جميع الفلسطينيين هم فدائيون تابعون لحماس
  • 167:57 - 168:04
    كانت ترفرف في نافذة بيته المتضرر راية حركة فتح الصفراء
  • 168:04 - 168:08
    «إن سلاح الكلاشينكوف هو إيماننا وشرفنا
  • 168:08 - 168:14
    وسوف ندافع عن أرضنا بأسناننا وأظافرنا بالشكل الذي يمكن أن تحمي أنت فيه ابنتك من الاغتصاب»
  • 168:14 - 168:24
    قال لي مناصر حركة فتح هذا.
  • 168:24 - 168:31
    إذا كان هدف إسرائيل البعيد هو عزل القطاع وتخليصه من حماس
  • 168:31 - 168:33
    بزرع الفرقة بين أبناء الشعب المنقسم أصلاً بسبب الخلافات الداخلية
  • 168:33 - 168:37
    فإن إسرائيل قد حققت عكس ما ابتغت
  • 168:37 - 168:42
    لقد أعاد القصف إلى غزَّة هويتها الوطنية
  • 168:42 - 168:45
    أما الاختبار الملموس للوضع الجديد
  • 168:45 - 168:51
    فتمثّل بالمقاومة الفلسطينية
  • 168:51 - 168:53
    التي كانت بطولية في محاولتها وقف تقدم الجيش الإسرائيلي
  • 168:53 - 168:57
    وقد قاتل ذَوو اللحى المتدلّية من مقاتلي ألوية عز الدين القسام الإسلامية، الذراع العسكرية لحماس
  • 168:57 - 169:02
    جنباً إلى جنب مع الفدائيين الماركسيين ذوي اللحى الرياضية من مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
  • 169:02 - 169:06
    ومقاتلي شهداء الأقصى الذراع العسكرية لحركة فتح
  • 169:06 - 169:10
    الزمن وحده سيثبت إن كانت هذه الوحدة الجديدة بين المجموعات المسلّحة
  • 169:10 - 169:12
    هي انعكاس للوحدة ضمن المجتمع المدني والسياسي.
  • 169:12 - 169:16
    تاركين وراءنا الجوّ المقمر في جبل الدردور وهياكل أبنيته
  • 169:16 - 169:20
    توقفنا أمام طفل متجهّم الوجه جالساً فوق كومة من الأنقاض
  • 169:20 - 169:26
    أو ما تبقى من فناء منزله
  • 169:26 - 169:34
    سألناه عما يدور في ذهنه
  • 169:34 - 169:37
    في كلماته البسيطة كان يقول إن حماس ومقاومتها
  • 169:37 - 169:42
    هما المسؤولان عن هذه المأساة
  • 169:42 - 169:48
    فقامت فدا، رفيقتنا في حركة التضامن الدولية بالتنحي به جانباً بطريقة أمومية
  • 169:48 - 169:54
    وأخبرته بإيجاز عن تاريخهم
  • 169:54 - 170:00
    حكت له عن جنود دخلوا إلى رفح سنة 2004
  • 170:00 - 170:03
    وقاموا بهدم أحد الأحياء بشكل كلّي
  • 170:03 - 170:06
    تماماً مثلما حصل هنا منذ أيام
  • 170:06 - 170:11
    في فترتها لم تكن حماس موجودة على الساحة، بل كان ياسر عرفات قائد حركة فتح الذي كان مصنَّفاً إرهابياً وعدوَّهم الأول
  • 170:11 - 170:14
    الذي كانوا يسعون لخلعه عن السلطة وطرده من فلسطين
  • 170:14 - 170:19
    لكن بدل استهداف معاقل حركة فتح قام الجنود الإسرائيليون بإطلاق النار والقصف بشكل عشوائي فقتلوا العشرات من المدنيين
  • 170:19 - 170:22
    ودمّروا وقتها منزل فدا خلال هجومهم
  • 170:22 - 170:26
    خلال عودتنا إلى مدينة غزَّة
  • 170:26 - 170:30
    سقطت سيارتنا في حفرة أحدثتها جنازير دبابة في الخرسانة
  • 170:30 - 170:34
    جال سائق التاكسي حول المكان وقال:
  • 170:34 - 170:42
    «كان الموت هنا وقد ذهب تاركاً آثار أقدامه»
  • 170:42 - 170:46
    أتساءل: كم هو الوقت الذي ستستغرقه ندوب هذه الأرض كي تشفى؟
  • 170:46 - 170:55
    حافظوا على إنسانيتكم!
  • 170:55 - 170:59
    22 كانون الثاني/يناير 2009
  • 170:59 - 171:01
    ما الذي رأته دموعها
  • 171:01 - 171:10
    عبرت عتبة منزلي في حيّ المينا مقابل مرفأ المدينة بعد بضعة أيام من الغياب.
  • 171:10 - 171:12
    بقي كل شيء على حاله مثلما تركته تماماً،
  • 171:12 - 171:17
    قارورة الغاز ما زالت فاقدة الشهية (فإطعامها مكلف جداً)
  • 171:17 - 171:23
    والكهرباء مقطوعة بفعل كماشة غريبٍ ما.
  • 171:23 - 172:08
    أما المنظر البانورامي البديع الذي كان يظهر من نافذتي فقد تغيّر
  • 172:08 - 172:13
    ولم يعد يرفع من معنوياتي المنهارة بفعل مآسي العيش تحت الحصار. على العكس،
  • 172:13 - 172:16
    إنه الآن مثل وضع الملح في الجرح، ذلك الجرح الذي لن يندمل طالما ذكريات المذبحة ما زالت ماثلة.
  • 172:16 - 172:25
    على بعد عشرين متراً من مدخل المنزل كانت تنتصب محطة الإطفاء التي لم تعد موجودة، وأصبح مكانها حفرةٌ ضخمةٌ مقعّرةٌ
  • 172:25 - 172:30
    ...تتسع للأطفال كي يعبثوا فيها ويطوفوا حولها كأنما يطردون الخوف من نفوس أهاليهم.
  • 172:30 - 172:36
    لم يعد لِأذان الظهر تلك الخاصية المريحة ذاتها لترتيل المؤذن الصادح الذي كبرتُ وأنا معتاد عليه.
  • 172:36 - 172:41
    لا أدري أين ذهب المؤذن أو إن كان قد استطاع النجاة ومتابعة عمله على واحدة من المآذن القليلة التي بقيت سليمة.
  • 172:41 - 172:46
    آخر مرة أصغيت فيها إليه، اضطر ذلك المؤذن المجهول إلى قطع أذانه المهيب
  • 172:46 - 172:52
    ...بسبب نوبة سعال صدري حادّ.
  • 172:52 - 173:03
    إنه بلاء ابتليت أنا نفسي به،
  • 173:03 - 173:11
    حيث إن غازات القنابل التي ألقيت على غزَّة لم توفر أحداً من شرّها.
  • 173:11 - 173:19
    *** وجدتُ ورقة في إفريز نافذتي الفرنسية الطراز،
  • 173:19 - 173:29
    كانت تحدق في شرفة منزلي الصغيرة وكأن صديقاً ما قد وضعها هناك.
  • 173:29 - 173:38
    ***إنها عبارة عن واحدة من تلك الأوراق التي كانت تلقيها الطائرات الإسرائيلي
  • 173:38 - 173:46
    لتحذير الفلسطينيين كي يبقوا يقظين، وأن يدركوا أن للجدران آذاناً وعيوناً.
  • 173:46 - 173:50
    «عند أقلّ عمل تهديدي ضد إسرائيل سنعود إلى اجتياح قطاع غزَّة مرة أخرى،
  • 173:50 - 173:53
    وما شهدتموه هذه الأيام يعتبر لا شيء مقارنة بما ينتظركم».
  • 173:53 - 173:59
    التقط بعض الصبية هذه المنشورات وقاموا بطيّها على شكل طائرات ورقية
  • 173:59 - 174:04
    في ما بدا أنه إعادة إرسال الرسالة إلى مقصدها.
  • 174:04 - 174:09
    أخبرني أحمد عبر الهاتف عن لعبة جديدة يلعبها الأطفال.
  • 174:09 - 174:16
    فحتى عدة أيام كانوا يتسلون بإعادة إيقاد النار، وبكل بساطة، عن طريق ركل بقايا الفوسفور الأبيض
  • 174:16 - 174:24
    المتناثر على طول القطاع وعرضه.
  • 174:24 - 174:32
    حيث إن بقايا هذه القنابل لها خاصية سرعة الاشتعال ولفترة طويلة.
  • 174:32 - 174:38
    وحتى لو التقطتها بعد عدة أيام من انفجارها تبقى قابلةً للاشتعال في حال تعرّضها للاهتزاز.
  • 174:38 - 174:45
    ويتحدث موظّفو الإسعاف في مشفى القدس كيف أنهم أقلعوا عن محاولة إطفاء النيران
  • 174:45 - 174:51
    التي تثيرها هذه القنابل المحرمة،
  • 174:51 - 174:56
    فقد اكتشفوا أن ألسنة اللهب تتغذى على الماء الذي يُلقى عليها لإطفائها.
  • 174:56 - 175:05
    «عواقب كل تلك الأشياء التي ألقيت علينا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية سوف تظهر إلى السطح مرة أخرى
  • 175:05 - 175:09
    في المستقبل القريب عبر حالات جديدة من مرض السرطان والمواليد المشوَّهين».
  • 175:09 - 175:16
    أبلغني الدكتور منير، وهو طبيب في مشفى الشفاء،
  • 175:16 - 175:27
    بدا كذلك أنه، حتى جيران غزَّة قلقون من الاستخدام الهائل لتلك الأسلحة التي حرّمتها جميع القوانين والشرائع الدولية.
  • 175:27 - 175:34
    ففي سديروت وعسقلان طلب السكان الإسرائيليون توضيحات من حكومتهم
  • 175:34 - 175:37
    عن الأسلحة التي ألقيت علينا من أجل تعذيبنا.
  • 175:37 - 175:42
    من الواضح أنه قد تم نثر اليورانيوم المنضّب والفوسفور الأبيض بهذه الطريقة الوحشية فوق تلك الرقعة الصغيرة جداً من الأرض التي تسمى غزَّة،
  • 175:42 - 175:49
    .وهي بذلك لن تميّز بين مسلم ويهودي عندما يتعلق الأمر بالتسبب بأمراض عامة.
  • 175:49 - 175:55
    ينبغي أن تكون الهدنة قد دخلت حيز التنفيذ منذ الآن،
  • 175:55 - 176:01
    إلا أنني استيقظت اليوم على صوت طلقة مدفع مصمٍّ للآذان أطلقتها سفينة حربية،
  • 176:01 - 176:11
    تماماً مثلما كان عليه الأمر قبل عدة أيام.
  • 176:11 - 176:18
    خاطر بعض الصيادين الفلسطينيين الشجعان المحمّلين بشباك الصيد بالخروج من المرفأ إلى الصيد بقواربهم الصغيرة،
  • 176:18 - 176:24
    لكن البحرية الإسرائيلية أجبرتهم على العودة.
  • 176:24 - 176:30
    السمك الوحيد الموجود في غزَّة هذه الأيام والذي يمكن تناوله
  • 176:30 - 176:36
    هو معلبات التونة المصرية التي جاءت عبر الأنفاق منذ أشهر.
  • 176:36 - 176:46
    انفجر في شرقي مدينة غزَّة جسم غريب فقتل طفلين كانا يلهوان به.
  • 176:46 - 176:49
    وتحدث شهود العيان الذين قابلناهم عن ألغام لا تزال فاعلة وموجودة الآن أمام أنقاض منازل تل الهوى.
  • 176:49 - 176:55
    وقد قام بعض خبراء نزع الألغام الذين أرسلتهم حركة حماس بإزالتها،
  • 176:55 - 176:58
    ** وأعتقد أنه من خلال العناية التي حملوها بها إلى عربة متوقفة خارج الطريق،
  • 176:58 - 177:06
    .فإن ألوية عز الدين القسام يمكن أن يعيدوا رسائل الموت هذه مباشرة إلى مالكيها القانونيين في وقت قريب جداً.
  • 177:06 - 177:10
    بالنظر من فوق سطح منزل نعيمة نرى أن الحدود الفلسطينية الإسرائيلية لم يكن يبدو من السهل تحديدها
  • 177:10 - 177:14
    في إحدى الجهات توجد تلال حافظت على اخضرارها لسقايتها بشكل دائم من قبل الكيبوتسات الإسرائيلية.
  • 177:14 - 177:19
    على الطرف الآخر ترى العطش في أرض سرقت مياه ينابيعها.
  • 177:19 - 177:29
    رغبت نعيمة في إخباري كل ما جرى لها في الأيام القليلة الماضية،
  • 177:29 - 177:35
    رواية تعتمد على اللمس والسمع والشم في سردها للمجزرة
  • 177:35 - 177:41
    على اعتبار أن نعيمة فتاة عمياء.
  • 177:41 - 177:46
    أمر الجنود بنبرة تهديد أهل قريتها بإخلاء منازلهم والرحيل خلال دقائق قبل اقتحام المكان.
  • 177:46 - 177:59
    حمل الرجال الأطفال الصغار فوق أكتافهم وهربوا مع نسائهم.
  • 177:59 - 178:08
    اختارت نعيمة البقاء كي لا تُبطّئ هربهم.
  • 178:08 - 178:13
    أما ملجؤها فلم يكن سوى منزلها الذي أملت أن يبقى سالماً،
  • 178:13 - 178:20
    واستضافت جيرانها الذين ليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه
  • 178:20 - 178:24
    وهم ثلاث نساء وسيدة مسنّة ورجل مسنّ مشلول.
  • 178:24 - 178:30
    بعد ذلك جاءت الدبابات والبلدوزرات ناشرة الموت والدمار
  • 178:30 - 178:35
    ملتهمة هكتاراً من الأرض تلو الآخر إلى أن توقفوا أمام منزل نعيمة،
  • 178:35 - 178:44
    وهو منزل ينتصب فوق تلة صغيرة، وكان يعتبر أعلى بناء في القرية.
  • 178:44 - 178:51
    وعندما وجد الجنود الإسرائيليون أنه ذو موقع استراتيجي
  • 178:51 - 178:57
    دخلوا إليه واحتلوه لأسبوعين
  • 178:57 - 179:03
    «دخلوا إلينا وصوبوا بنادقهم نحونا
  • 179:03 - 179:08
    ودفعونا إلى غرفة صغيرة حيث سُجِنَّا لمدة أحد عشر يوماً.
  • 179:08 - 179:15
    خلال تلك المدة كلها جلبوا لنا مياه الشرب مرتين فقط،
  • 179:15 - 179:21
    أما الطعام فقد جاء على شكل بقايا الوجبات التي كان يخلّفها الجنود.
  • 179:21 - 179:29
    ولم يسمحوا لنا بالخروج إلى دورة المياه فكان علينا أن نقضي حاجتنا في زاوية من الغرفة.
  • 179:29 - 179:35
    ولم يسمحوا لنا بالتكلم مع بعضنا البعض، وكانوا يأتون إلينا في الليل ويضربوننا،
  • 179:35 - 179:41
    وعند ذلك كنا نتكوّم على أنفسنا في حلقة، محاولين الحصول على بعض القوة من خلال الصلاة.
  • 179:41 - 179:46
    كانوا أحياناً يجيئون كي يخيفونا بوضع بنادقهم في مؤخرة أعناقنا، طالبين منا أن نعترف بدعمنا المزعوم لحماس
  • 179:46 - 179:51
    فيهينوننا عندما لا نمتثل لذلك».
  • 179:51 - 179:56
    عند نهاية اليوم الحادي عشر لحبسنا،
  • 179:56 - 180:02
    جاء الصليب الأحمر أخيراً وحرر السجناء الستة من بين أيدي سجّانيهم.
  • 180:02 - 180:07
    «لم يسمحوا لنا باصطحاب أي شيء حتى نظاراتي الشمسية».
  • 180:07 - 180:15
    وأضافت أنه عندما عادت هي وجيرانها إلى منازلهم
  • 180:15 - 180:20
    اكتشفوا حجم المسروقات التي سطا عليها الجنود.
  • 180:20 - 180:26
    لقد سرقوا حليّهم الذهبية وبعض المدخرات المخبأة بعد أن دمروا ممتلكاتهم القليلة
  • 180:26 - 180:32
    من جهازي تلفزيون وراديو وثلاجة وألواح الطاقة الشمسية الموجودة على السطح
  • 180:32 - 180:36
    رأيت دموعاً في عيني تلك المرأة أخفتها خلف زجاج نظارتها الداكنة.
  • 180:36 - 180:40
    لقد تبين أن هؤلاء الناس هم أكثر الناس وضوحاً قابلتهم خلال حياتي.
  • 180:40 - 180:43
    في الحقيقة ما (رأته) نعيمة
  • 180:43 - 180:50
    أكثر بكثير مما يمكن أن يتاح لشابة في مثل سنها أن تراه،
  • 180:50 - 180:55
    إذا ما كان حظها سيئاً وولدت في هذا القطاع المعذب من الأرض.
  • 180:55 - 181:03
    حافظوا على إنسانيتكم!
Title:
Stay Human - The Reading Movie (2013)
Description:

Stay Human - The Reading Movie (2013)

22 days of bombing. More than 1200 civilians killed, 400 children. This movie features the complete reading of Vittorio Arrigoni's daily diary, the witness of a massacre in progress during the military operation called Cast Lead, unleashed by the Israeli government against the Gaza Strip's civilians between the end of 2008 and the beginning of 2009.
_______________________________________________

Film by Fulvio Renzi
Directed by Luca Incorvaia
Full reading of the book "Gaza - Stay Human" written by Vittorio Arrigoni

With: Alberto Arce | Huwaida Arraf | Massimo Arrigoni | Mohamed Bakri | Ronnie Barkan | Egidia Beretta Arrigoni | Hilarion Capucci | Noam Chomsky | Maria Elena Delia | Norman Finkelstein | Don Andrea Gallo | Stéphane Hessel | Mairead Corrigan Maguire | Luisa Morgantini | Akiva Orr | Moni Ovadia | Ilan Pappé | Roger Waters | Rabbi David Weiss

Co-produced with over 1700 people's support
Shooted in Italy, North America, Israel, Palestine, England, Ireland, France, Germany, Czech Republic
Between April 2011 and October 2012

Original Motion Picture Soundtrack
Music by Fulvio Renzi
With: Paki Zennaro | Vincenzo Zitello | Gilad Atzmon | Fakhraddin Gafarov | Marco Messina | Emanuele Wiltsch Barberio | David Boato | Adriano Clera | Romina Salvadori | Gionata Mirai | Yuriko Mikami

www.stayhuman.tv
www.thereadingmovie.tv
www.restiamoumani.com

more » « less
Video Language:
Italian
Duration:
03:02:33
Sam El Jamrí edited Arabic subtitles for Stay Human - The Reading Movie (2013)
Amara Bot added a translation

Arabic subtitles

Incomplete

Revisions