بلدي ستغمره المياه قريبًا -- ما لم نعمل سويًا.

بالنسبة لشعب كيريباتي، التغير المناخي ليس موضوعًا لنتناقش حوله أو نُنكِره أو نشرع قوانين ضده، إنه واقع معاش.
و من الممكن أن تغرق جزر المحيط الهادئ التي تقع تحت مستوى البحر وذلك بسبب ارتفاعه.
يتحدث السيد أنوتي تونغ، رئيس كيربياتى، فى حوار حميمي مع أمين تيد: كريس أندرسون، حول الاوضاع الكارثية الحالية لبلده وكذلك عن الخطر المحدق بمستقبلها.
حيث قال: "من أجل التعامل مع التغير المناخي، ومكافحته، يجب القيام بتضحيات، وأن يكون هناك التزام."
" وأن نخبر الناس بأن العالم تغير."

كريس أندرسون: ربما يمكننا البدء
بأن تخبرنا عن بلدك.

إنها 3 نقاط على الكرة الأرضية.
وهي نقاط ضخمة جداً.

أعتقد أن كل واحدة منها بحجم كاليفورنيا.

أخبرنا عن كيريباتي.

أنوتي تونغ: حسنا، دعني أولًا
أعبر عن مدى امتناني

لمنحي الفرصة لمشاركة قصتي مع
أشخاص مهتمين بسماعها.

فقد شاركت قصتي
مع أشخاص كثر لا يبالون بها.

تتألف كيريباتي
من 3 مجموعات من الجزر:

مجموعة جيلبرت في الغرب،

ولدينا جزر فينيكس في الوسط،

وجزر الخط في الشرق.

وبكل صراحة، أعتقد أن كيريباتي
هي البلد الوحيد

الموجود في الزوايا الأربعة للعالم.

لأننا في النصف الشمالي والجنوبي للأرض،

وأيضا شرق وغرب خط التاريخ الدولي.

تتكون هذه الجزر بالكامل من أكاليل مرجانية،

بمعدل ارتفاع مترين تقريبا فوق سطح البحر.

وهذا كل ما لدينا.

وفي العادة لا يزيد عرضها عن كيلومترين.

ويطرح عليَّ الناس
فى مناسباتٍ عديدة هذا السؤال:

"أنتم تُعانون،
لماذا لا تتراجعون إلى عمق الجزر؟"

إنهم لا يستوعبون

لأنه ليست لديهم أية فكرة عن الأمر.

فيقولون مع ارتفاع سطح البحر،
"يُمكنُكَم أن تتراجعوا إلى داخل الجزر."

فأجيبهم قائلا:

لو تراجعنا، سنسقط في الجانب الآخر
من المحيط، هل تفهمون؟

لكن هذا نوع من المشاكل التى
لا يفهمها الناس

كريس: ومن المؤكد أنها
صورة من صور الهشاشة هناك.

متى أدركت

أن هناك خطراً مُحدقا يهدد بلدك؟

أنتونى : إن قصة التغير المناخي
كانت تتداول عندنا

منذ عقود عديدة.

وعندما أصبحت رئيساً سنة 2003،

بدأت فى التحدث عن التغير المناخي
في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

لكن ليس بالجدية اللازمة،

لكون الجدال وقتها كان قائماً
في أوساط العلماء

عما إذا كان التغير من صنع الإنسان،
أو هل هو موجود حقاً أم لا.

لكن أظن أن الجدال قد حُسم سنة 2007

بصدور تقرير التقييم 4 للهيئة
الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ

مؤكدا بشكل قاطع أن الأمر حقيقى
وأنه من صنع الإنسان،

وتوقع بعض السيناريوهات الخطيرة جدًا

لبلدان مثل بلدي.

وعندها أصبحتُ جدياً أكثر
في التعاطي مع الأمر.

تحدثتُ عن هذا الأمر فى الماضي.

لقد كنا قلقين.

لكن عندما أصبحت السيناريوهات
والتوقعات حقيقة فى عام 2007،

أصبح الموضوع قضية مهمة لنا.

كريس: أظن أن تلك التوقعات تقول
أنه بحلول عام 2100،

سيرتفع مستوى البحر إلى حوالي المتر.

هناك سيناريوهات تُنبئ
بارتفاع أكبر من ذلك، بالتأكيد،

لكن ماذا تقول لمن يُشَكِّكُ قائلاً:
"ما المقلق بارتفع البحر لمتر؟"

فأنتم ترتفعون بمعدل مترين فوق سطح البحر.

"ما المشكلة فى ذلك؟"

أنوتى: حسنًا، من المهم أن نفهم

أن ارتفاعا هامشيا لمستوى البحر

يعني خسارة مساحة كبيرة من الأرض،

لأن معظم الأرض تقع تحت مستوى البحر.

وبغض النظر عن ذلك،
فالأمواج اليوم ترتطم عند أقدامنا.

مما يعني أن الأمر غير مرتبط بالمترين.

أعتقد أن ما لا يستوعبه معظم الناس

هو اعتقادهم بأن التغير المناخي
هو أمر سيحدث في المستقبل.

والواقع، أننا نقف أسفل الدرج.

إننا نعيش التغير المناخي.

لدينا مجتمعات أعيد توطينها بالفعل.

كان عليهم الرحيل، وفي كل جلسة برلمانية،

أتلقى شكاوى من مختلف المجتمعات

تطلب المساعدة لبناء أسوار بحرية،

وللنظر فيما يمكن القيام به
حول عدسات المياه العذبة

فوضعيتها تتدهور،

وخلال تنقلي بين الجزر المختلفة،

أعاين وضعية مجتمعات

عليها الآن التعامل مع خسارة
محاصيلها الزراعية،

وتداخل مياه العدسات بمياه البحر،

وقد أكون شاهداً على رحيل تلك المجتمعات،
لأنه يجب عليها الانتقال من أرضها،

من 5 إلى 10 أعوام.

كريس: وبعدها، على ما أظن،
تعرض البلد لأول إعصار في تاريخه،

وهي أمور مرتبطة، أليس كذلك؟
ما الذي حدث؟

أنوتي: حسناً، نحن نقع على خط الاستواء،

وأنا متأكد بأن معظمكم يعرف بأنه
عندما تتواجدون على خط الاستواء،

يفترض أننا في منطقة الركود،
ولا يفترض أن نتعرض لأعاصير.

نحن من يُكوَّن الأعاصير
ومن ثم نرسلها نحو الشمال أو الجنوب.

(ضحك)

ولا يفترض بها العودة إلينا.

لكن ولأول مرة، في بداية هذه السنة،

الإعصار بام، الذي دمر فانواتو،

وخلال تحركه، ضرب بأطرافه فقط

جزيرتان من جزرنا
الواقعتان إلى أقصى الجنوب،

وكانت كامل تولوفا تحت الماء
عندما ضربها إعصار بام.

وفي أقصى جزيرتين من جزرنا بالجنوب،

كانت لدينا أمواج أتت على نصف الجزيرة،

وهذا لم يحدث قط من قبل.

كانت تلك تجربة جديدة لنا،

وأنا عائد للتو من دائرتي الانتخابية،

وعاينت أشجارا جميلة كانت هناك منذ عقود،

وهي مجتثة بالكامل.

وهذا ما يحدث،

ولكن عندما نتحدث عن ارتفاع مستوى البحار،

نعتقد بأنه أمر يحدث بتدرج.

إنه يأتي مع الرياح ومع العباب

مما يزيد في حجمها،

ولكن ما نشهده الآن هو تغيير في نمط الطقس،

وهو على الأرجح التحدي الأكثر إلحاحاً

الذي سنواجهه عما قريب
وربما قبل ارتفاع مستوى البحار حتى.

كريس: إذاً فإن البلد
يعيش الآن آثار التغير.

باستشرافكم للمستقبل،

ما هي خياراتكم كبلد وكأمة؟

أنوتي: أنا أروي هذه القصة كل سنة.

أظن أني زرت العديد من --

جبت العالم لأحاول جعل الناس تعي ذلك.

أن لدينا خطة، ونعتقد بأن لدينا خطة.

وخلال مناسبة،
أعتقد في كلمة ألقيتها في جنيف

كان هناك رجل محترم أجرى معي مقابلة

حول أمر كهذا الموضوع،

وقلت له: "نحن نبحث إمكانية الجزر العائمة"

وقد اعتقد أن الأمر مضحك ولكن شخصاً ما قال:

"لا، هذا ليس مضحكاً.
هؤلاء الناس يبحثون عن حلول."

وعليه أنا أبحث إمكانية الجزر العائمة.

اليابانيون مهتمون بإنشاء الجزر العائمة.

ولكن، كبلد، التزامنا

هو أنه بغض النظر عما سيحدث،
سنحاول بقدر الإمكان

البقاء والاستمرار في العيش كأمة.

وما سيتطلبه ذلك،

سيكون أمراً جد مهم،

جد، جد هام.

سواء أكنا نعيش على جزر عائمة

أو كان علينا
إنشاء الجزر للبقاء خارج المياه

مع ارتفاع مستوى البحار وشدة الأعاصير.

بل إن حتى هذا الأمر سيصعب كثيرا

أمر الحصول على الموارد التي سنحتاجها.

كريس: إذاً فإن الخيار الوحيد هو
نوع من التهجير القسري.

أنوتي: نحن ندرس أيضاً هذا الخيار

لأنه في حالة عدم توصل المجتمع الدولي

إلى حل،

فإننا نستعد،

فلا نرغب في أن نجد أنفسنا
في ورطة كما حدث في أوروبا.

أليس كذلك؟
لا نريد الهجرة جماعياً في وقت ما.

ونريد اليوم أن نكون قادرين
على منح الناس إمكانية الاختيار،

أولئك الذين اختاروا وأرادوا الهجرة.

فلا نريد أن يحدث أمر ما يجبرهم
على الهجرة القسرية

دون الاستعداد لذلك.

وبالطبع، فإن ثقافتنا ومجتمعنا جد مختلفين،

وعند هجرتنا إلى بيئة مختلفة

وثقافة مختلفة،

فإن هناك العديد من
التعديلات الضرورية للقيام بها.

كريس: لقد عرف بلدكم هجرة قسرية في الماضي،

وأظن أنه في الأسبوع الماضي فقط،

بالأمس فقط أو أول أمس،

زرت أولئك الناس.

ما الذي حدث هناك؟ ما القصة هناك؟

أنوتي: نعم، وأنا آسف، أظن أن أحدهم تساءل

لماذا اختفينا لزيارة ذاك المكان.

كان لدي سبب وجيه،
لأنه لدينا مجتمع من الكيريباتيين

يعيشون في هذا الجزء من جزر سليمان،

والواقع، أنهم كانوا مجتمعاً
أعيد توطينهم هناك من جزر فينكس،

في الستينيات.

كان هناك جفاف شديد ولم يعد بإمكان الناس
الاستمرار في العيش على الجزيرة،

وبالتالي نُقلوا للعيش في جزر سليمان.

ومقابلة أولئك الناس بالأمس
كان أمراً جد مهم.

لم يكونوا يعرفونني.
ولم يسمعوا بي من قبل.

وبعضهم تعرف عليَّ لاحقاً،

ولكن أعتقد أنهم كانوا سعداء.

ولاحقاً، أرادوا أن تتاح لهم الفرصة
لاستقبالي بشكل رسمي.

لكن أظن أن ما شاهدته الأمس كان جد مهم

لأني شاهدت هناك شعبنا.

لقد تحدثت بلغتنا وبالطبع ردوا عليَّ

ولكن بلكنة، لقد أصبحوا غير قادرين
على التحدث بلغة كيريباتية فصحى.

زرتهم وكانت هناك امرأة بأسنان حمراء.

كانت تلوك التنبول،

وهي ليست من عاداتنا في كيريباتي.

نحن لا نلوك التنبول.

وقد التقيت أيضاً أسرة تزوجت
من السكان المحليين هناك،

وهذا ما يحدث حالياً.

عندما تدخلون إلى مجتمع آخر،
هناك حدود ستتغير في مجتمعكم.

وهناك حدود سنخسرها في هويتنا،

وهذا ما سنلاحظه في المستقبل

إذا أو عندما سنهاجر.

كريس: من الأكيد أنه
كان يوما مليئا بالعواطف

بسبب تلك الأسئلة حول الهوية،

وفرحة لقائك وإدراكهم لما خسروه.

ومن الملهم الاستماع إليك تقول
بأنك ستناضل إلى النهاية

لمحاولة الحفاظ على الأمة في أرضها.

أنوتي: هذا ما نرجوه.

فلا أحد يرغب في ترك منزله،

لهذا كان ذلك قرارا صعبا بالنسبة لي.

كزعيم لا يكون من مخططاتك
ترك جزيرتك ومنزلك،

وقد سئلت في العديد من المناسبات:

"ما هو إحساسك؟"

ليس شعوري جيداً على الإطلاق.

إنه أمر عاطفي،
وقد حاولت التأقلم معه،

وأنا أعلم أني أتهم أحياناً
بعدم محاولة حل المشكل

والواقع أنه ليس بمقدوري حل المشكل.

فذلك أمرعلينا القيام به بشكل جماعي.

التغير المناخي هي ظاهرة عالمية،
وكما أقول دائما،

للأسف، الدول،
عندما نأتي إلى الأمم المتحدة --

شاركت في اجتماع مع
دول منتدى جزر المحيط الهادئ

حيث أستراليا ونيوزيلاندا عضوان أيضا،

وقد تجادلنا خلاله.

وقد كان لذلك صدى في الصحافة

لأنهما عارضا فكرة وقف انبعاثات الغازات،

لأنه أمر لا يسعهما تطبيقه

لأن ذلك سيؤثر على الصناعات.

وقد قلت آنذاك،

حسنا، أنا أستمع إليكم،

وأتفهم ما تقصدانه،

لكن حاولا أيضا تفهم ما أقوله

لأنكما إذا لم توقفا انبعاثاتكما،

فإن بقاءنا أحياء على المحك.

وبالتالي عليكما تقدير هذا الأمر
لأنها قضية أخلاقية.

فالأمر متعلق بالصناعة
مقابل الحفاظ على حياة الناس.

كريس: أتعلم، سألتك البارحة عما يغضبك،

وقلت: "أنا لا أغضب." ولكن بعدها صمتت.

أعتقد أن هذا ما يجعلك تغضب.

أنوتي: سأحيلك على كلمتي السابقة
التي ألقيتها في الأمم المتحدة.

كنت جد غاضب ومحبط فأصبت بالكآبة.

كان هناك نوع من العبث

لأننا نخوض معركة لا أمل لنا في الفوز بها.

كان عليَّ تغيير منهاجي.

كان عليَّ أن أصبح أكثر واقعية

لأني اعتقدت أن الناس سيستمعون لشخص واقعي،

لكني كنت وما أزال واقعيا بتطرف،
أيا كان ما أقوله.

(ضحك)

كريس: جوهر هوية أمتك هو الصيد.

وأعتقد أنك قلت بأن أغلب الناس
مرتبطون بشكل أو بآخر بالصيد.

أنوتي: حسنا، نحن نأكل السمك كل يوم،
كل يوم،

وأعتقد بأنه لا شك بأن معدل استهلاكنا للسمك

هو على الأرجح الأعلى في العالم.

وليس لدينا مخزون كاف من الغذاء،

لذا فإننا نعتمد على السمك.

كريس: إذا أنتم معتمدين على السمك
سواء على المستوى المحلي

أو العوائد الخارجية للبلاد

من التجارة العلمية لسمك التونة،

ورغم ذلك، اتخذت قراراً جذرياً
منذ بضع سنوات.

هلا أخبرتنا قليلا عن ذلك؟

أعتقد أن أمرا ما حدث هنا على جزر فينكس.

أنوتي: دعني أخبركم قليلا
عن معنى السمك بالنسبة لنا.

لدينا واحدة من أكبر صناعات سمك التونة
المتبقية في العالم

أعتقد أننا في المحيط الهادئ
نملك ما يقارب 60%

مما تبقى من صناعة صيد التونة،

وما زال الصيد مقبول بالنسبة لبعض الأنواع،
لكن ليست كلها.

وكيريباتي هي إحدى الجزر الثلاثة
التي تتوفر على مصادر مهمة،

مصادر التونة.

وكنا إلى غاية اليوم، نحصل على

ما يقارب 80 إلى 90% من عوائدنا

من رسوم الدخول والتراخيص للصيد.

كريس: من عوائدكم الوطنية.

أنوتي: العوائد الوطنية،

التي تحرك كل ما نقوم به

في الحكومات والمستشفيات والمدارس
وأمور أخرى.

لكننا قررنا إيقاف ذلك وكان قراراً صعباً.

وأستطيع أن أؤكد لكم، أنه سياسيا ومحليا
لم يكن الأمر سهلاً،

لكني كنت أؤمن بأنه علينا القيام بذلك

من أجل ضمان بقاء صناعة الصيد.

فقد كانت هناك بعض المؤشرات
على أن بعض الأنواع،

ولاسيما التونة السندرية
كانت ترزح تحت تهديد كبير.

كما أنه تم اصطياد
تونة الزعنفة الصفراء بشكل جائر.

ومازالت أعداد التونة الوثابة جيدة.

وبالتالي كان علينا اتخاذ قرار كهذا،
وكان ذلك هو السبب في قراري ذاك.

والسبب الآخر وراء قراري ذاك

هو كوني كنت أطلب من المجتمع الدولي

من أجل التعامل مع التغير المناخي،
ومكافحته،

القيام بتضحيات،
وأن يكون هناك التزام.

وعليه اعتقدت أنه إذا كنت أطالب
المجتمع الدولي بالقيام بتضحيات،

فسيكون علينا أيضا القيام بهذه التضحية.

وعليه قمنا بذلك.

والتخلي عن الصيد التجاري

في المنطقة المحمية من جزر فينكس

يعني خسارة العائد من ذلك النشاط.

ومازلنا نحاول تقييم حجم الخسائر
في المستقبل

لأننا أوقفنا الصيد التجاري
مع بداية هذه السنة،

وسنرى ذلك مع نهاية هذه السنة

وأقصد فيما يتعلق بالخسائر في العائد.

كريس: إذا هناك الكثير من المغامرة
في هذا الأمر.

فمن جهة،
قد يعقلن ذلك القرار الصيد.

أقصد، ما هي الزيادة التي يمكنكم فرضها

للصيد بالمناطق الأخرى؟

أنوتي: المفاوضات كانت عسيرة،

وقد توصلنا إلى رفع الرسم اليومي
على سفن الصيد.

على أي سفينة تأتي لتصطاد هناك ليوم واحد،

وقد رفعنا الرسم الذي كان ما بين
6.000 و8.000 دولار،

إلى 10.000 و12.000 دولارا حاليا
عن كل يوم لكل سفينة.

وكانت تلك زيادة مهمة.

لكن في نفس الوقت،
من المهم الإشارة إلى

أنه في الماضي كان يمكن لتلك السفن

أن تصطاد في اليوم 10 سمكات تونة،

وحاليا قد تصطاد 100 سمكة
لأن السفن أصبحت أكثر فاعلية.

وعليه كان علينا التعامل مع الأمر بحكمة.

وكان علينا أن نكون جد حذرين،
لأن تقنيات الصيد أصبحت جد متطورة.

فقد تمكن أسطول الصيد البرازيلي في فترة ما
من الانتقال من المحيط الأطلسي حتى الهادئ.

عكس الماضي.

فبدأوا يقومون بتجارب
لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم ذلك.

لكن الآن أصبحت لديهم طرق للقيام بذلك
وأصبحوا أكثر فعالية.

كريس: هلا أخبرتنا عما دار في المفاوضات؟

لأنك في الأساس ضد الشركات

ذات المئات الملايين من الدولارات.

كيف تتحمل الإغراء؟

هل لديك نصيحة تود تقديمها

لباقي الزعماء الذين يواجهون نفس الشركات

حول كيفية الحصول على الأفضل لبلدك،

وللأسماك؟

ما النصيحة التي يمكنك تقديمها؟

أنوتي: حسنا، أعتقد أننا نركز كثيرا
على منح رخص

من أجل الحصول على معدل العائد،

لأن ما نحصل عليه من رسوم الرخص

هو حوالي 10% من قيمة الصيد
الذي يصل إلى البر

على الرصيف، وليس في المحلات.

ونحصل فقط على حوالي 10%.

وقد حاولنا في الواقع خلال السنوات الأخيرة

الرفع من مساهمتنا في الصناعة،

والصيد والتصنيع

وفي النهاية، نرجو ذلك، التسويق.

وهي مجالات من الصعب اقتحامها،

لكننا نعمل في هذا المنحى،

ونعم، سيكون الجواب من أجل تعزيز العرض.

فلرفع معدل العائد،
سيكون علينا أن نصبح أكثر تطورا.

وهذا ما بدأنا في القيام به،

وعلينا أن نعيد هيكلة صناعة الصيد.

وأن نخبر الناس بأن العالم تغير.

فنحن الآن نريد إنتاج السمك بأنفسنا.

كريس: وماذا عن الصيادين المحليين،

مازال بإمكانهم الصيد،

ولكن ما وضعية نشاطهم اليوم؟

هل ازداد تعقيدا؟
هل اختفت الأسماك في مناطق صيدهم؟

أم أنهم يعملون بشكل مستدام؟

أنوتي: بالنسبة للصيادين التقليديين،
نحن لا نساهم في النشاط التجاري للصيد

إلا في حالة تزويد السوق المحلية.

ويوجه إنتاج صناعة صيد سمك التونة
بالكامل للسوق الخارجية،

ومعظمه إلى الولايات المتحدة
وأوروبا واليابان.

أنا صياد، بمعنى الكلمة،

واعتدت أن أصطاد تونة الزعنفة الصفراء.

والآن أصبح من النادر اصطيادها

لأنها اصطيدت بالمئات من الأطنان

بواسطة الشباك الجرافة.

كريس: هاتين طفلتين جميلتين من بلادك.

أقصد، وأنت تفكر في مستقبلهما،

ما الرسالة التي توجهها لهما

وما الرسالة التي توجهها للعالم؟

أنوتي: حسنا، دائما ما قلت للعالم
أنه علينا حقا القيام بأمر ما

حول ما يحدث للمناخ

لأنه بالنسبة لنا،
ذلك متعلق بمستقبل أولئك الأطفال.

لدي 12 حفيدا على الأقل.

أعتقد أن لدي 12 حفيدا، زوجتي من يعرف ذلك.

(ضحك)

وأعتقد أن لدي 8 أبناء.

والأمر متعلق بمستقبلهم.

في كل يوم تقع عيني على أحفادي
الذين هم أيضا في سن هاتين الفتاتين،

أتساءل،

وأغضب أحيانا، نعم أغضب.

أتساءل ما الذي سيحدث لهم.

لذا فإنه من أجلهم

علينا أن نخبر كل فرد في العالم،

بأن الأمر لا يتعلق بمصالح بلدانهم،

لأن العديد من البلدان تعتبر،

التغيير المناخي مع الأسف مشكلا وطنيا.
وذلك خطأ.

وكان هذا هو موضوع جدالنا الأخير
مع شركائنا،

الأستراليين والنيوزيلانديين،

لأنهم يقولون:
"لا يمكننا إيقاف الانبعاثات بعد الآن."

وكان هذا ما قاله أحد الزعماء الأستراليين،

لقد قمنا بحصتنا وأوقفنا الانبعاثات.

فقلت: وماذا عن الحصة المتبقية؟
لماذا لا تحتفظون بها؟

إذا كان بإمكانكم الاحتفاظ ببقية انبعاثاتكم

داخل حدودكم،

فلن يكون هناك إشكال.

يمكنكم أن تفعلوا كل ما تريدون.

لكن للأسف، أنتم ترسلونها نحونا،

وهي تؤثر على مستقبل أطفالنا.

وأنا أعتقد أن هذا هو جوهر
قضية التغير المناخي اليوم.

سنجتمع في باريس في أواخر هذه السنة،

لكن وإلى أن ننظر إلى الأمر
على أنه ظاهرة عالمية،

لأننا جعلنا منها قضية خاصة
بكل وطن على حدة،

فإنها تؤثر على الجميع،

ومع ذلك نرفض القيام بأي شيء حيالها،

ونتعامل معها كقضية وطنية،

وهي ليست كذلك -- إنها قضية عالمية،

ينبغي التعامل معها بشكل جماعي.

كريس: الناس تتفاعل بشكل سيء
مع الرسوم البيانية والأرقام،

ونغلق عقولنا أمامها.

لكن عندما يتعلق الأمر بالناس
يكون تفاعلنا أفضل أحيانا.

ويبدو أنه من الممكن أن تشكل أمتك،

بالرغم، أو بسبب المشاكل الكبيرة
التي تواجهها،

جرس الإنذار الذي لا يمكن للعالم

أن يصم أذانه عنه،

وأود فقط أن أشكرك،
باسمنا جميعا.

لقيادتك الرائعة ولحضورك معنا هنا.

شكرا لك سيدي الرئيس.

أنوتي: شكرا لكم.

(تصفيق)