-
في ذات يوم، قامت الشرطة باعتقال رجلين، كلا منهما على حدا
-
احدهما يدعى (آلن)، و كان متلبسا بجريمته وهي بيع المخدرات
-
فكانت جريمة واضحة
-
والآخر يدعى (بيل)
-
وكان أيضا متلبسا بجريمته وهي بيع المخدرات
-
وتم احضارهما منفصلين للاستجواب
-
قالت الشرطة لهما " انظروا، ان الجريمة واضحة ٬مرأى العين
-
انتما متهمين ببيع المخدرات
-
وسوف تقضون سنتين في السجن"
-
وقد اخبروا ذلك لكلا منهما على حدا.
-
بالصدفة كانوا يبيعون نفس الصنف من المخدرات
-
ولكن كانوا يبعونها منفصلين بشكلٍ مستقل.
-
سنتين من الحبس لكلاً منهما، فرضاً انه لن يطرأ أمر.
-
ولكن لاحقا، أخذ النائب العام الفرصة
-
ليتحدث مع كلاً من الرجلين على انفراد، كلاً على حدا
-
وبينما كان يتحدث معهما
-
يتذكر ان القضية شبه مغلقة
-
وأن كلاً منهما سيقضي سنتين في السجن، هذا إن لم يطرأ أمر آخر
-
ولكن عندها يبدأ بإدراك أمر ما،
-
يبدأ بالشك لسبب ما
-
بأن المشتبه بهما قد قاما بارتكاب
-
بجريمة أشد خطورة!
-
جريمة سطو مسلح كبيرة قاما بها قبل عدة أسابيع.
-
وكان على النائب العام أن يتبع حدسه،
-
ولكن شكوكه ليس مبنية على أدلة واضحة
-
فالذي حاول فعله هو أن يحصل على اتفاقية
-
مع كلاً من المتهمين، حتى يكون لديهما حافز
-
لكي يشي كلا منهما على الخر.
-
فاقام باخبار كلا منهما على حدا
-
"انظر، ستقضي سنتين في السجن بتهمة حيازة المخدرات
-
وهذا أمر لا شك منه،
-
ولكن، لو اعترفت بارتكاب السطو المسلح، والآخر لم يعترف
-
ستقضي سنة واحدة في السجن بينما زميلك سيقضي عشر سنين"
-
بمعنى آخر، يقول لـ (آلن): "انظر، لقد امسكنا بـ (بيل) بالصدفة اليوم أيضاً،
-
فلو اعترفت بارتكابكما بالسطو المسلح
-
فستخفف عقوبتك من سنتين ألى سنة واحدة
-
وسيكون على زميلك (بيل) بأن يقضي وقت أطول في السجن
-
خصوصا بأنه لم يتعاون معنا ولم يعترف"
-
ولكن عندها سيكون التصريح الآخر أيضا صحيح:
-
لو انكرت والآخر اعترف
-
سوف يعكس الأمر! سوف تحصل انت على العشر سنين لعدم تعاونك،
-
بينما الآخر، شريك الجريمة، سوف تقل عقوبته
-
وسيقضي سنة واحدة فقط! وكأن النائب العام يقول لـ (آلن):
-
"انظر، لو انكرت تورطكما في جريمة السطو المسلح
-
و (بيل) دبّس عليك، سيكون عليك قضاء عشر سنين في السجن
-
بينما خويّك (بيل) سيقضي سنة واحدة فقط".
-
ولو كلا منكما اعترف
-
سيقضي كلاً منكما ثلاث سنين في السجن.
-
يسمى هذا السناريو بـ (معضلة المعتقل)
-
لأنه كما سنرى، يوجد سناريو مثالي لهذه المعضلة
-
وهو بأن يقوم كليهما بالانكار، ويحصل كليهما على سنتين فقط،
-
ولكن سوف نرى، بناءً على حوافزهما،
-
افتراضاً انهما انهما لا يكنان أي ولاء لبعضهما البعض،
-
وهذه حالة المجرمين الحثالة هذه الايام،
-
فهم ليسوا اخوة أو مرتبطين بأي شكل من الأشكال،
-
لا يعرفون معنى الوفاء
-
سنرى انهم سيختارون بالفعل
-
أو انهم لن يختاروا السناريو الأفضل
-
ولفهم هذا بشكل أفضل سأقوم برسم مصفوفة للتوضيح
-
وسأضع (بيل) هنا
-
إذا لدى (بيل) خياران، إما ان يعترف بجريمة السطو المسلح
-
أو يمكنه أن ينكر بأنه ارتكبها أو حتى انه يعرف أي شيء عنها.
-
كما أن لـ (آلن) نفس الخيارين،
-
يمكن له الاعتراف ويمكن له النكران.
-
وبما أنها مصفوفة دعوني أرسم لها جداول هنا
-
ولنفكر بجميع السناريوهات الممكنة
-
وماذا ستكون النتائج
-
لو (آلن) اعترف وأيضاً (بيل) اعترف حينها هما في السناريو الرابع
-
كلاً منهما سيحصل على ثلاث سنين في السجن
-
ثلاث لـ (آلن) وثلاث لـ (بيل)
-
حسنا، لو أن (آلن) اعترف و (بيل) انكر
-
حينها سيكونان في السناريو الثاني، من وجهة نظر (آلن)
-
سيسجن لسنة واحدة فقط
-
ولكن بيل سيسجن لعشر سنين.
-
ولو حصل العكس واعترف (بيل) وانكر (آلن)
-
فسيعكس الأمر! سيحصل (آلن) على العشر سنين
-
لعدم تعاونه، وستقل عقوبة (بيل) لسنة واحدة لتعاونه.
-
ولو انكر كليهما، سيكونان في السناريو الأول
-
حيث يسجن كلاهما بتهمة بيع المخدرات فقط
-
فيسجن (آل) لسنتين فقط ويسجن (بيل) لسنتين فقط.
-
حسنا، أشرت سابقا في الفديو
-
ماذا سيكون أفضل سناريو لكلاً منهما؟
-
في الحقيقة، انه هذا السناريو
-
حيث كلاهما ينكران تروطهما في السطو المسلح،
-
فيسجن كلا منهما لسنتين فقط.
-
ولكن ما سنراه سيكون أكثر منطقية،
-
افتراضا بأنهما لا يكنان الوفاء لبعضهما البعض،
-
ومقدار ثقة كبيرة من أحد الطرفين.
-
في الحقيقة، اعتراف كلا منهما يعتبر أكثر الحلول منطقية.
-
و الاعتراف هو في الحقيقة "اتزان ناش"
-
وسنتحدث أكثر عن هذا
-
ولكن "اتزان ناش" يحدث عندما يختار أحد الطرفين خياراً
-
بعد أن يكون قد علم باختيار الطرف الآخر.
-
فلو اختار أحد الطرفين الخيار المثالي
-
بعمله بخيار الطرف الآخر مهما كان اختياره.
-
فوجهة نظر (آلن) هي:
-
أنا لا أعلم ما إذا (بيل) اعترف أو انكر
-
فالأفرض بأنه اعترف، ما الأجدر بي أن أفعل؟
-
لو أنه أعترف وأنا أعترفت فكلانا سنأخذ ثلاث سنين،
-
أما لو أنه أعترف وأنا أنكرت فسآخذ أنا عشر سنين!
-
فلو أنه اعترف الأجدر بي أن أعترف أيضا،
-
فهذا هو السناريو المحبذ لـ (آلن).
-
الآن أنا لست متأكدا ما إذا انكر (بيل)، قد يكون أنكر،
-
لو افترضت أن (بيل) انكر، هل الأفضل لي أن اعترف
-
وأسجن لسنة واحدة؟ أو أن أنكر و أسجن لسنتين؟
-
مرة أخرى، الأجدر بي أن أعترف.
-
وهكذا، بغض النظر عن ما إذا اعترف (بيل) أو رفض،
-
مرةً أخرى، الخيار الأمثل لـ(آل)،
-
بأخذ خيار (بيل) في الحسبان، وهو الإعتراف.
-
إذا اعترف (بيل)، من الأحرى لـ(آلن) الاعتراف،
-
إذا انكر (بيل)، من الأحرى لـ(آلن) الاعتراف.
-
حسناً، لنأخذ الأمر من وجهة نظر (بيل) الآن، انهما متشابها تماما
-
لو قال (بيل): أنا لا أعلم ما إذا سيعترف (آلن) أو سينكر،
-
لو أن (آلن) سيعترف، يمكن لي الاعتراف وسأقضي ثلاث سنين في السجن،
-
ويمكن لي النكران ولكني سأقضي عشر سنين.
-
حسنا، ثلاث سنين في السجن أفضل كثيرا من عشر، فإذا سأختار ثلاث سنين
-
لو علمت بأن (آلن) سيعترف.
-
ولكني لا أستطيع الجزم ما إذا سيعترف (آلن)، فقد ينكر.
-
إذا انكر (آلن)، يمكن لي أن أعترف وأحظى بسنة واحدة،
-
ويمكن لي الانكار والحظي بسنتين.
-
مرة أخرى، سأود الاعتراف وقضاء سنة واحدة فقط.
-
إذا بعد أخذ (بيل) بالحسبان جميع السناريوهات الممكنة
-
من الأفضل له دائما الاعتراف.
-
إن هذا مشوق.
-
انهم الان يستنتجون انه يمكنهم اختيار هذا السناريو،
-
حالة "اتزان ناش"،
-
مخالفة للحل الأمثل.
-
سيقضي كلاهما ثلاث سنين باعترافهما
-
بعكس نتيجة انكارهما، وهي قضاء سنتين.
-
المشكلة في هذه انها حالة غير مستقرة.
-
لو افترض أحدهما أن الآخر
-
لفترة مؤقتة انهما في هذه الحالة
-
سيقول : حسنا، يمكن لي دائما تحسين السيناريو الخاص بي
-
وذلك بتغيير ما سأختار"
-
لو جزم (آلن) بأن (بيل) سينكر بكل تأكيد
-
يمكن له تحسين أرضاعه بخروجه خارج الحالة
-
والاعتراف وقضاء سنة واحدة فقط.
-
وبالمثل، لو جزم (بيل) أن (آلن) سينكر
-
سيدرك بأنه يمكنه تحسين وضعه بالذهاب في نفس الاتجاه
-
بدل ما ينكر ويسجن كلا منهما لسنتين
-
يمكن له الذهاب في نفس هذا الاتجاه.
-
فهذا سناريو غير مستقر
-
ولكن "اتزان ناش" هذا، هذه الحالة هنا
-
في الحقيقة مستقرة جداً
-
لو انهما افترضا هذا.. ، من الأفضل لكليهما أن يعترفا
-
بغض النظر عن ما يختار الطرف الآخر، وبافتراض أن كلا المتهمين قد
-
اختارا استراتيجية، لا يوجد هناك دافع لـ (بيل)،
-
فبافتراض أن كليهما قد غيرا استرتيجاتهما
-
يمكن الذهاب إلى هذا الاتجته فقط، فـ(بيل) يمكن له إما
-
الذهاب من حالة "اتزان ناش" وذلك من الاعتراف إلى النكران،
-
ولكن من الأفضل عدم فعل ذلك،
-
أو يمكن الذهاب إلى هذا الاتجاه، وهو حين يغير (آلن) من رأيه
-
ولكن مرة أخرى، هذا يعطي أسوأ الاحتمالات لـ(آلن)
-
وهو الذهاب من ثلاث سنين إلى عشر. فهذه هي حالة الاتزان، الحالة المستقرة،
-
وهو حين لا يختار كلاهما الحالة المثالية.