-
هل باستطاعتك أن تنمِّي عظمَ
إنسانٍ خارج الجسم البشري ؟
-
قد تكون الإجابة قريبًا: نعم،
-
لكن قبل أن نفهم كيف يكون ذلك ممكناً ،
-
علينا أن نفهم كيف تنمو العظام
بشكل طبيعي داخل الجسم .
-
معظم العظام يبدأ تشكلها داخل الجنين
الآخذ بالنمو كنسيج غضروفي مرن .
-
تقوم الخلايا المكوِّنة للعظم باستبدال
الغضروف بشبكة إسفنجية دقيقة من المعادن
-
مؤلفة من عناصر كالكالسيوم والفوسفات.
-
هذه الشبكة الدقيقة تصبح
أقوى ، عندما تقوم
-
بانيات العظم وهي خلايا
متخصصة بتكوين العظم ،
-
بترسيب المزيد من المعادن
معطيةً للعظام قوَّتها .
-
في حين أن الشبكة الدقيقة نفسها
لا تتكون من خلايا حية ،
-
فإن شبكات من الأوعية الدموية
والأعصاب وأنسجة حية أخرى
-
تنمو داخل قنوات و ممرات خاصة.
-
وعلى مدى هذا النمو،
-
فإن حشداً من بانيات العظم
يعزِّز هيكلنا العظمي
-
الذي يحمي أعضاءنا ،
يمكّننا من التحرك ،
-
ينتج خلايا الدم في أجسادنا ،
ويقوم بمهام أخرى .
-
ولكن عملية البناء الأولية هذه وحدها
-
ليست كافية لجعل العظام
قوية وفاعلة .
-
فإن أخذت عظماً تشكل بهذه الطريقة،
-
وربطته بالعضلات ،
-
وحاولت استخدامه لرفع وزن ثقيل ،
-
فغالباً سيتهشَّم تحت وطأة هذا الجهد .
-
هذا لا يحدث لنا عادةً
-
لأنَّ خلايانا تبني وتعزِّز
بناء العظام بشكل ثابت
-
في أي مكان من الهيكل العظمي ،
-
وهو المبدأ الذي ندعوه بـ ( قانون وولف ) .
-
على أي حال ، فإن المواد الأساسية
للعظام محدودة المصدر
-
وهذا العظم الجديد المدعِّم
-
يتم تشكله فقط عند توافر المواد الأساسية
-
لحسن الحظ فإن بانيات العظم ،
-
لديها نظيرتها الهادمة للعظم . "المُرممات"
-
تفكك هادمات العظم الشبكات الدقيقة التي
لا حاجة لها باستخدام الأحماض والإنزيمات
-
وبذلك تصبح بانيات العظم قادرة
على إضافة مادة عظمية جديدة .
-
من أهم الأسباب التي تحتم على
رواد الفضاء التدرب باستمرار في الفضاء
-
هو نقص الجهد الذي يقوم به
الهيكل العظمي في حالة انعدام الوزن.
-
كما هو منصوص عليه في قانون وولف ،
-
فإن هادمات العظم أكثر
نشاطاً من بانيات العظم
-
ويتسبب هذا بخسارة في كتلة العظام وقوّتها
-
عندما تتعرض العظام لكسر ،
فإن الجسم له قدرة عجيبة
-
على إعادة بنائها وكأن الكسر لم يحدث أبداً
-
بعض الحالات المعيّنة ،
كاسئتصال ورم سرطاني
-
حوادث الصدمات,
-
والعيوب الوراثية التي تتجاوز
قدرة الجسم على الإصلاح
-
بعض الحلول تاريخياً تضمنت
ملء الفراغ الناتج بالمعادن,
-
عظام الحيوانات
-
أو أجزاء عظمية من متبرعين بشريين
-
ولكن لا يُعد أي من هذا حلاً مثالياً ،
حيث يمكن أن يتسبب بعدوى
-
أو أن يتم رفضه من قبل الجهاز المناعي ،
-
كما لا يمكن لهذه البدائل أن تقوم بأغلب
الوظائف التي يقوم بها العظم الصحيح
-
هناك حل مثالي يقترح إنماء عظم
تم تشكيله من خلايا المريض نفسه
-
ويكون مُخصص بالضبط على
شكل وحجم الفراغ الناجم
-
وهذا بالضبط ما يحاول العلماء فعله حاليًا.
-
انظر كيف يحدث ذلك.
-
أولاً ، يقوم الأطباء باستخلاص خلايا
جزعية من النسيج الدهني للمريض
-
وإجراء تصوير طبقي محوري
لتحديد الأبعاد الدقيقة للفراغ العظمي
-
ثم يقومون بعمل نموذج
يتناسب مع شكل هذا الفراغ
-
إما بطابعات ثلاثية الأبعاد
-
أو بنحت عظام غير خلوية مأخوذة من الأبقار .
-
وهي عظام تم إزالة كل الخلايا الحية منها
-
وتبقى فقط الشبكة المعدنية الإسفنجية
-
ثم يقوم الأطباء بإضافة خلايا المريض
الجزعية إلى هذه الشبكة
-
ووضعها في مفاعل حيوي
-
وهو جهاز يؤمن كل الظروف
الحيوية الموجودة داخل الجسم .
-
الحرارة والرطوبة ودرجة
الحموضة والدعم الغذائي
-
وكل الاحتياجات التي تحتاجها
الخلايا الجذعية لتتحول
-
إلى خلايا بانيات للعظم وخلايا أخرى ،
-
تشكل مستعمرات في الشبكة المعدنية
-
وتعيد تنظيمها مع النسيج الحي
-
ولكن مازال هناك شيء ناقص،
-
هل تذكر قانون وولف ؟
-
العظم المصنوع يحتاج أن يتعرض لجهد حقيقي
-
وإلا فسيصبح ضعيفاً وهشاً
-
لذا يقوم المفاعل الحيوي
بضخ السوائل باستمرار حول العظم ،
-
والضغط الناتج عن ضخ السوائل يحفّز
بانيات العظم على زيادة الكثافة العظمية
-
ضع كل هذه الأشياء معاً ، وخلال 3 أسابيع ،
-
يصبح العظم الحي الحالي
جاهزاً لإخراجه من المفاعل
-
وزرعه في جسد المريض
-
في حين لم يتم التأكد بعد إذا
كانت هذه الطريقة يمكن تطبيقها على البشر ،
-
فإن العظام المنمّاة في المعامل قد تم
زراعتها بنجاح في الخنازير
-
وحيوانات أخرى ،
-
والتجارب على الإنسان قد
تبدأ في مطلع العام 2016 .