الفرعون الذي لا يمكن نسيانه - كيت ناريف

لمشاهدة الدرس بالكامل: http://ed.ted.com/lessons/the-pharaoh-that-wouldn-t-be-forgotten-kate-narev

كانت حتشبسوت فرعونًا "إمرأة" خلال عصر الدولة الحديثة في مصر. بعد عشرين سنة من وفاتها، حطم شخص ما تماثيلها، أخذ إزميلاً وحاول أن يمحو اسمها وصورها من التاريخ. لكن من فعل هذا؟ ولماذا؟ تبحث كيت ناريف في تاريخ حتشبسوت لتجد مفتاحًا لحل هذا اللغز القديم.

الدرس بواسطة كيت ناريف، والرسوم بواسطة ستيف لي

منذ ثلاثة آلاف عام ونصف في مصر،

كان هناك فرعون نبيل ضحية لهجوم عنيف.

ولكن الهجوم لم يكن بدني.

فهذا الفرعون كان ميتًا منذ عشرين عامًا.

كان الهجوم مرتبطًا بالتاريخ،

مرسومٌ بأن الشخص يجب نسيانه.

لقد حطمَ شخص ما تماثيل الفرعون،

أخذ إزميلًا وحاول أن يمحو
اسم الفرعون وصورته من التاريخ.

من كان هذا الفرعون؟
ومن كان وراء هذا الهجوم؟

ها هنا التوضيح:

كانت الفرعون حتشبسوت إمرأة.

من الطبيعي ألا تكون فرعونًا أبدًا.

على الرغم من أنه كان شرعي لإمرأة
أن تكون ملكة،

إلا أن هذا سبب اضطرابًا في بعض
المعتقدات المصرية الجوهرية.

أولًا، عُرِفَ الفرعون بأنه تجسيدًا حيًا

للإله الذكر حورس.

ثانيًا، الاضطراب في الحكم التقليدي للرجال

كان تحديًا جادًا للإلهة ماعت،

وهي كلمة تعني "الحقبقة"
وتعبر عن الإيمان بالنظام والعدالة،

وهو ضروري للمصريين.

لعل حتشبسوت حاولت أن تتأقلم

مع هذا المعتقد بربطها بين النظام
والحكم الأبوي السلطوي من خلال ألقابها.

اتخذت اسم
"ماعت – كا – رع" عند التتويج،

واشارت أحيانًا إلى نفسها

كـ "حتشبسو"
مع النهاية المذكرة لآخر الكلمة.

ولكن يبدو أن هذه الجهود
لم تقنع الجميع،

وربما أزال شخصٌ ما صورة حتشبسوت

لكي ينسى العالم الاضطرابات التي لحقت
بالإلهة ماعت،

وتستقر مصر مرة أخرى.

فضلًا عن ذلك، فإن حتشبسوت لم تكن
الوريث الشرعي للحكم،

لكنها كانت وصية على العرش،
كبديلة ومشاركة للحاكم.

تنتقل الملكية المصرية تقليديًا
من الأب إلى الابن،

انتقلت من تحتمس الأول
إلى ابنه تحتمس الثاني،

زوج حتشبسوت،

كان ينبغي أن ينتفل الحكم من تحتمس الثاني
مباشرةَ إلى ابنه تحتمس الثالث،

لكنه كان صبيًا صغيرًا
عندما مات والده.

لكن حتشبسوت، الزوجة الأولى
لفرعون وأرملته،

تدخلت للمساعدة، كوصية على عرش
ابن زوجها،

ولكنها حكمت في النهاية كفرعون كامل الأهلية
إلى جانبه.

ربما كان تحتمس الثالث غاضبًا بشأن هذا.

من المحتمل أنه هو من أزال صورها.

من الممكن أيضًا أن شخصًا ما أراد
إهانة حتشبسوت؛

لأنها كانت فرعونًا سيئًا.

ولكن الدليل يشير إلى أنها كانت في الواقع
فرعونًا لا بأس به.

لقد أدت الوظائف التقليدية لذلك المنصب
بكفاءة.

كانت معمارية جليلة،

فمعبدها الجنائزي، "قدس الأقداس"،

كان ظاهرة معمارية في وقتها،

ولا يزال محط الإعجاب إلى اليوم.

لقد عززت الاقتصاد المصري،

حيث أجرَت رحلة تجارية ناجحة جدًا
إلى بلاد بونت البعيدة [الصومال حاليًا].

كان لديها روابط دينية قوية.

حتى أنها ادعت أنها ابنة إله الدولة آمون.

وكان لديها عمل عسكري ناجح،
بحملتها التأديبية على النوبة،

وزُعِمَ أنها كانت تقاتل إلى جانب جنودها
في المعركة.

بالطبع، علينا أن نكون حذيرين في تقديرنا
لنجاح

سيرة حتشبسوت،

لأن معظم الأدلة على هذا النجاح
كتبتها حتشبسوت بنفسها.

لقد رَوَت قصتها في هيئة صور وكتابات

على جدران معبدها الجنائزي،

والمعبد الاحمر التي شيّدته للإله آمون.

إذًا من ارتكبَ تلك الجرائم ضد
ذكرى حتشبسوت؟

المشتبه به الأكثر تداولًا هو ابن زوجها،
وشريكها في الحكم، تحتمس الثالث.

هل فعل ذلك بدافع الغضب لأنها نَهَبَت عرشه؟

هذا من غير المرجح، لأن الدمار لم يتم

إلَّا بعد عشرين سنة من وفاة حتشبسوت.

وهذه فترة طويلة من الزمن ليسيطر على غضبه
ثم يتصرف بغضب عارم.

ربما فعل تحتمس الثالث ذلك ليجعل
مُلكه يبدو أقوى.

ولكن من الأرجح أنه أو شخص آخر
قد أزال الصور

لينسى الناس أن أمرأة جلست على عرش مصر.

هذا الانحراف في قواعد الجنسين كان يمثل
ببساطة كثير من التهديد لماعت

وكان لابد من إزالته من التاريخ.

لحسن الحظ، لم تكن الرقابة القديمة
شاملة بما فيه الكفاية.

لقد نجت أدلة كافية بالنسبة لنا
لكي نجمع ما حدث معًا،

حتى يمكن لقصة هذه المرأة القوية
والفريدة من نوعها أن تُحكى الآن.