بنية الأسرة لدى الفيلة - كاتالين أوكانيل رودويل

لرؤية الدرس كاملا: http://ed.ted.com/lessons/the-family-structure-of-elephants-caitlin-o-connell-rodwell

توصلت عالمة الأحياء كاتالين أوكانيل- رودويل إلى إستنتاج كبير كخلاصة لعملها لمدة 20 عاماً قضتها في دراسة الفيلة- إنهم يشبهوننا كثيراً. في حديثها في فعالية TEDYouth تشرح أوكانيل تفاصيل عملها في كيفية مراقبة هذه الحيوانات الاجتماعية المذهلة، ودراسة عدة شخصيات فردية (لكنها مألوفة جداً) وهي تلعب وتترابط ويتجادلون في أسر متماسكة ممتدة مماثلة جداً لطبيعة العائلات لدينا.

قام بالتحدث كاتالين أوكانيل- رودويل

إذا أردت اختصار مدة 20 سنة
من الأبحاث في عالم الفيلة

التي قمت بها

في جملة واحدة

ماذا عساها أن تكون؟

ماذا يمكنني أن أقول لكم؟

سأقول أن الفيلة تشبهنا كثيراً!

ماذا أعني بذلك؟

يتطلب الأمر صبراً كبيراً

عندما تكون في الغابات

وتحاول استنباط أنماط معينة

لهذه الحيوانات البطئية الحركة والذكية.

ولكنك مع مرور الوقت
تصل إلى نتيجة أن الفيلة فعلاً تشبهنا.

ولا بد أنكم تفكرون
"كيف يمكنك قول ذلك؟

انظري، لديهم أذان كبيرة

"ولديهم أنوف طويلة جداً

ماذا تعنين أنهم يشبهوننا؟"

حسنأً، الحقيقة أن عائلاتهم
مشابهة جداً لعائلاتنا

والعائلة مهمة جداً في عالم الفيلة.

يكبرون في أسر متماسكة بشكل كبير

ولديهم أيضاً عائلات أكبر.

وهي كاجتماع العائلة
الذي نقوم به نحن

حيث تجتمع العمات والخالات معاً

ويحضرون مختلف الأطعمة معهن

وجميع الأطفال يخطر لهم

"هل سنلعب بألعاب الفيديو معاً؟

هل سنتبارز؟"

عائلات الفيلة مماثلة جداً لهذا

حيث تسود البهجة والأصوات المرتفعة،
إنه شيء مدهش حقأ أن نراه.

ولكن حالما يحدث هذا التجمع العائلي

كما هو الحال في حفل زفاف أو ما شابه

تتفاجئ بظهور السياسات العائلية

وكما هو واضح في هذا المشهد
نشاهد الأفراد ذوي الرتب الدنيا

لاحظوا السهم الموجود في خلفية الصورة

يعرف الأفراد ذوي المراتب الدنيا أماكنهم

حيث أنهم سيشربون
من المناطق الطينية من البحيرة

لأن العائلة جميعها موجودة الآن
ولا يمكننا أن نشرب من أفضل الأماكن

لأنها محجوزة
لأفراد العائلة ذوي المكانة العليا.

من الأمور المشابهة أيضاً

وجود الأفراد الكبار في السن في المجموعة

والذين يحترمهم الجميع.

هذه صورة للأم الحاكمة

وتأتي الإناث الأخريات إليها

وتأدي حركة تعرف بوضع الخرطوم في الفم

حيث تضع خرطومها في فمها

وهي علامة تدل على الاحترام

وهي بمثابة المصافحة

ولكنها أيضاً تعتبر كتحية.

ويتم تعليم هذه التحية من عمر صغير جداً.

الترابط والاحترام داخل الأسرة

يسهل القيام بنشاطات منسقة معاً.

فهذه أم شابّة وقد غاص صغيرها في الوحل

ولا تعرف الواجب القيام به وتبدأ في الفزع.

في هذه الحالة أتت الأنثى الكبرى
أو الأم الحاكمة

وتقول "لا توجد مشكلة هنا"
وتقوم برفع الصغير من الوحل.

هذا الأمر غير موجود
في العديد من الأسر الأخرى

حيث لا يوجد بينهم تنسيق أو تعاون

فالأم الصغيرة لا تعرف الواجب القيام به

ولكن الإناث الأكبر عمراً تحضر

وتزل على ركبها
وتقوم برفع الطفل من الوحل.

أمر آخر مماثل للبشر

هو الوصول لعمر المراهقة للأولاد.

حين يصل الفيل الذكر لعمر 12 أو 15 سنة

وهو الفيل الأكبر في هذه الصورة

وهو فيل على وشك أن يغادر العائلة

وقد أصبح كبيراً وناضجاً

وقد بدأت الإناث البالغات في المعاناة منه

ولكنه أيضاً مستقل بنفسه

ويريد أن يذهب ويلعب مع اللآخرين.

وما يحدث هو أن ينضم للمجتمع الذكوري

مجتمع ذكوري متمسك بطقوس معينة.

الفيل "جريج" هو المسيطر هنا والقائد

ويمكنكم رأيته يتوسط الصورة.

ويتمتع باحترام كبير من أتباعه

ومن المثير للاهتمام رؤية
كيف يستخدم القادة الجيديين

والأفراد المسيطرين على القطيع

كيفية الموازنة
بين العصا والجزرة في تعاملهم.

وهذا الفيل متمرس في هذا الأمر،

كما يوجد متنمرين آخرين بينهم

ممن يرغبون في إنشاء مجموعاتهم الخاصة

ولكن لا يتمكنون من ذلك
بسبب عنفهم وقلة خبرتهم.

ولكن عندما لا يكون القائد موجوداَ

يقومون بحاولة استمالة الأفراد الآخرين
للإنضمام إلى مجموعتهم

وعندما ينجحون في ذلك
يصبحون أقل عنفاً وحدّة.

من الممتع حقاً
رؤية كيفية تطبيق هذه السياسات

في المجتمعات الذكورية والأنثوية.

لنعد إلى الإناث في المجموعة.

في مجموعة الأسرة الأساسية نجد الأم

ولربما كانت الجدة موجودة أيضاً

بالإضافة إلى بناتها وأولادهن

سواء كانوا صغار إناث أم ذكور.

ومن الجدير بالملاحظة هنا

كيف أن طبيعة كل فيل
تحدث فرقاً في التصرفات.

فلكل أم حاكمة طبيعة مختلفة تماماً.

هاتان الشخصيتان هما من النوع الفضولي

كما أنهما غير متأكدين

بينما هاتان الصورتان
تبينان شخصيتان من النوع العدائي.

"سوف ننطلق أولاً ونطرح الأسئلة فيما بعد"

وتوجد أيضا أمهات حاكمة تعبر شخصيتهم عن

"إنسى الأمر، سأبدأ في الركض أولاً

"ومن ثم سأفكر عندما أكون بين الشجر

وفي مكان آمن"

ولكن الحكيمات من الأمهات الحاكمات

الأمهات الحاكمات الآئي ينجحن غالباً

في جميع الدراسات التي قمنا بها

هن من يقمن بتقدير الخطر

ومن ثم يقررون هل هذا خطر
يستحق أن نهرب منه

أم أن الأمر ليس بالأمر الجلل إطلاقاً.

التفاعل الاجتماعي
هو شيء فائق الأهمية للفيلة

وبالطبع هذا يوجد منذ البداية

تماماً كتنمية الطفولة المبكرة

التنشئة الإجتماعية هو أمر هام للغاية.

السباحة معاً والأكل معاً واللعب معاً

والمنافسة مع بعض،
جميع هذه الأمور مهمة جداً

للنمو والنضوج الإجتماعي.

ومن الذي لم يقم بمنافسة أشقائه

ليصل إلى بداية القطيع
ليكون أول الواصلين لمكان وجود الماء؟

وتطور هذه العلاقات منذ البداية

يعني تكوين صداقة حميمة للأبد.

هؤلاء الإناث سيعيشون مع بعضهم طوال حياتهم.

وفي حال كانوا ذكر وأنثى
فهم سيعرفون بعضهم طوال العمر

من المهم جداً
تطوير هذه العلاقات في وقت مبكر.

لأن هذه العلاقات هي من ستكون عاملاً مهما
في إنقاذك فيما بعد.

سأريكم سيناريو كأنه مأخوذ من مدرسة

حاولوا التركيز قليلاً فيما يحدث هنا

ستلاحظون وجود المتنمر

وهو يقوم بشد خرطوم هذا الفيل الصغير

كما أن لدينا الدبلوماسي

الذي يقوم بالتدخل قائلاً

"كلا!، لا تفعل هذا، توقف عن هذا الفعل"

كما نجد الغير مبالي كما هو معتاد.

ولكن كيف توجد هذه الشخصيات المختلفة

في ضمن عائلة واحدة؟

ومن الجدير بالملاحظة أن طبيعة الفيلة

هو مماثلة جداً لطبيعتنا نحن.

وقد أثار هذا الأمر فضولي

وفكرت "ماذا لو قمت بقياس

الفرق في شخصية صغير أنثى مسيطرة

وصغير أنثى غير مسيطرة

ولاحظت الفرق في كيفية نشأتهم"

وبهذا بدأنا العمل.

هذا الصغير فارداً أذنيه

منطلقاً مبتعدأ عن القطيع.

الفرق بين هذه الشخصية

والشخصية التي تتردد

ولا تود مفارقة أمها

وغير متأكدة ما الذي يحدث هنا.

بينما الشخصية الأولى
تمضي قدماَ وهي مليئة بالثقة.

وبدأنا في قياس ما هي المسافة

التي يمكن أن يصل إليها الصغير
بعيداً عن أمه

كم مرة يقوم بملامسة فيلة آخرين؟

كم مرة يقومون ببدء اللعب مع الآخرين؟

ومن ثم ننظر إلى
مدى السيطرة التي تفرضها أمهاتهم.

وقد توصلنا لنتيجة
أن صغار الفيلة من أمهات مسيطرات

يقومون بتواصل إجتماعي أكبر
مع صغار أمهات لا يملكن سيطرة كبيرة.

وما قد يبدوا عليه الأمر

أن الصغار من أمهات غير مسيطرات
لا يريدون أن يلعبوا هو غير صحيح

ولكنهم في الحقيقة أنهم غير مسموح لهم

بالتواصل مع صغار أمهات مسيطرات.

حيث يتم نهرهم من قبل الأمهات المسيطرات

وهذا جانب سلبي من العلاقات

وصحيح أن هناك تشابه بيننا وبين الفيلة

كما يوجد تشابه بيننا وبين الفيلة

ولكن هذا يشمل الأمر بحسناته وسيئاته

لأنني أرى هذا الأمر يحدث الآن بين البشر

ولربما كان من الواجب علينا
أن نتعلم مما توصلنا إليها هنا.

أمر أخير توصلنا إليه

وهو أن الذكور
يكونون أكثر ميلاً لخوض التحديات

وهم أكثر ميلاً للاستقلالية

كما أنهم ميالون
لإمضاء وقت أكثر بعيداً عن أمهاتهم.

وهذا الأمر صحيح أيضا لدى البشر

وحيوانات أخرى تتمتع بطابع إجتماعي.

أتمنى أن أكون قد تمكنت من إقناعكم

أننا نتشابه مع الفيله في جوانب كثيرة

كما أن للفيلة شخصيات مستقلة ومتفردة

تم قياسها والتحقق منها على مر السنين.

فالشخصية المتنمرة تكون دائما هكذا

إلا إن حدث نوع من الاضطراب الإجتماعي

وهو ما يؤدي إلى أن يقرر
أنه من الأفضل أن يخفف حدته

وإلا فإنه لن يكون من المفضلين بتاتاً.

ومن ثم تجد العمالقة اللطفاء

وهم يكونون لطفاء دائماً

حيث أن الصغار من الذكور
بحاجة لمراقبة وإرشاد من الكبار

وهؤلاء العمالقة اللطفاء
يجيدون القيام بهذا الأمر جداً

ويبقون على تواصل معهم.

ترك العائلة هو أمر صعب للغاية على الذكور

ولكنهم يتمكنون من النجاة والحياة
ويبدأون في فهم من يمكنهم البقاء معهم.

ولكي أنهي حديثي، أود أن أقول

بما أن الفيلة تتشابه معنا

ولهم هذه الشخصيات المختلفة

أتمنى عندما ترونهم على شاشة التلفاز

أو قد تكونون محظوظين لرؤيتهم في البرية

أود أن تفكروا بهم

على أنهم حيوانات تتمتع بشخصيات متفردة
وهي تستحق إهتمامنا

كما أنها تستحق أن نحميها.
شكراً جزيلاً.