1 00:00:06,969 --> 00:00:09,197 يدعونني مُطارد الأعاصير. 2 00:00:09,197 --> 00:00:11,716 عندما تهب الرياح وتكون الظروف مُلائمة 3 00:00:11,716 --> 00:00:15,159 أركب سيّارتي وأطارد العواصف العنيفة. 4 00:00:15,159 --> 00:00:20,259 أتقولون أنّني مجنون؟ ربّما، لكنني في الحقيقة ألاحق وحوش السماء تلك كي أتعلّم عنها. 5 00:00:20,259 --> 00:00:22,837 أريد أن أشارككم ما أعرفه. 6 00:00:22,837 --> 00:00:27,730 الأعاصير عبارة عن أعمدة هواء تتشكّل داخل العواصف وتدور بسرعة 7 00:00:27,730 --> 00:00:30,874 وتتّصل بالأرض عبر مخروط من الغيوم. 8 00:00:30,874 --> 00:00:33,382 وعندما يحدث ذلك، تأخذ في تمزيق الأرض، 9 00:00:33,382 --> 00:00:36,521 وتشكّل تهديدًا كبيرًا للحياة والممتلكات. 10 00:00:36,521 --> 00:00:40,258 لهذا السبب، تجري الكثير من الأبحاث حول هذه الظواهر، 11 00:00:40,258 --> 00:00:44,986 لكن في الحقيقة، ما يزال هنالك الكثير مما نجهله حول كيفية تشكُّل الأعاصير. 12 00:00:44,986 --> 00:00:47,371 فالظروف التي قد تسمح بحدوث إعصار ما 13 00:00:47,371 --> 00:00:50,188 قد لا تؤدي بالضرورة إلى حدوث إعصار آخر. 14 00:00:50,188 --> 00:00:54,466 إلاّ أنّنا تعلّمنا الكثير مذ بدأ الناس بتسجيل حدوث الأعاصير، 15 00:00:54,466 --> 00:00:58,593 مثل كيفية تمييز العلامات عندما يكون أحدها على وشك الحدوث في السماء. 16 00:00:58,593 --> 00:01:00,579 هل سترافقونني في الجولة؟ 17 00:01:00,579 --> 00:01:05,035 تبدأ الأعاصير بعواصف رعدية، لكن ليست أيّة عواصف رعدية. 18 00:01:05,035 --> 00:01:09,854 تسمى تلك العواصف الرعدية القوية ذات الارتفاع الشاهق بالغيوم الركامية. 19 00:01:09,854 --> 00:01:13,698 حيث يصل ارتفاعها إلى 50 ألف قدم، فتجلب رياحاً شديدة، 20 00:01:13,698 --> 00:01:19,444 وحبات برد كبيرة، وتؤدي أيضًا في بعض الأحيان إلى فيضانات وصواعق قوية. 21 00:01:19,444 --> 00:01:22,329 هذا هو نوع العواصف التي تولّد الأعاصير، 22 00:01:22,329 --> 00:01:26,328 لكن فقط في حال توفُّر شروطٍ محدّدة للغاية، 23 00:01:26,328 --> 00:01:31,217 وهي المؤشرات التي يمكن أن نقيسها ونرصدها عندما نحاول التنبؤ بالعواصف. 24 00:01:31,217 --> 00:01:35,495 أوّل العناصر اللازمة كي يتكوّن الإعصار هي الهواء الصاعد. 25 00:01:35,495 --> 00:01:38,261 تتشكّل جميع العواصف عندما يحدث التكاثف، 26 00:01:38,261 --> 00:01:40,361 وهو مُنتج ثانوي للغيوم. 27 00:01:40,361 --> 00:01:42,392 يُطلق التكاثف حرارة، 28 00:01:42,392 --> 00:01:46,676 وتتحول الحرارة إلى طاقة تدفع تيارات كبيرة من الهواء نحو الأعلى. 29 00:01:46,676 --> 00:01:50,021 وكلّما ازداد التكاثُف وكبُر حجم غيوم العاصفة، 30 00:01:50,021 --> 00:01:52,808 ازدادت قوة تيارات الهواء الصاعدة تلك. 31 00:01:52,808 --> 00:01:57,369 ويكون الهواء الصاعد الموجود داخل السحب الركامية قويّا بصورة خاصّة. 32 00:01:57,369 --> 00:02:01,957 عند صعود الهواء، يمكن أن يغيّر اتجاهه ويأخذ بالتحرّك على نحوٍ أسرع. 33 00:02:01,957 --> 00:02:05,037 وأخيرًا، في حال وجود الكثير من الرطوبة في قاعدة العاصفة، 34 00:02:05,037 --> 00:02:07,781 تتكوّن قاعدة غيوم ضخمة، ما يمنح الإعصار 35 00:02:07,781 --> 00:02:11,451 شيئاً يتغذّى منه لاحقًا، في حال وصل إلى ذلك الحد. 36 00:02:11,451 --> 00:02:15,574 وعندما تأخذ جميع هذه الأشياء موضعها، يمكن أن تتكوّن دوّامة تحيط بها العاصفة، 37 00:02:15,574 --> 00:02:20,520 ويتشكّل أنبوب طويل وعريض من الهواء الدوّار والذي يُسحب عندها نحو الأعلى. 38 00:02:20,520 --> 00:02:22,844 يُسمى هذا بـ"الإعصار المركزي" 39 00:02:22,844 --> 00:02:25,277 وفي الخارج، يأخذ الهواء البارد الجاف الهابط 40 00:02:25,277 --> 00:02:28,106 في الالتفاف حول محيط ذلك الإعصار المركزي، 41 00:02:28,106 --> 00:02:31,229 فيتشكل ما يُسمى التيار الخلفي الهابط. 42 00:02:31,229 --> 00:02:34,547 تؤدي هذه الأحداث غير العادية إلى حدوث فارق كبير في درجات الحرارة 43 00:02:34,547 --> 00:02:38,539 بين الهواء داخل الإعصار المركزي، والهواء الموجود خارجه 44 00:02:38,539 --> 00:02:42,680 ويزداد هذا الفارق ليصل إلى مستوى من عدم الاستقرار يسمح للإعصار بالنمو. 45 00:02:42,680 --> 00:02:45,558 ثم يضيق القسم الأسفل للإعصار المركزي، 46 00:02:45,558 --> 00:02:48,240 الأمر الذي يزيد سرعة الريح. 47 00:02:48,240 --> 00:02:51,539 وفي حال تحرّك مخروط الهواء هذا 48 00:02:51,539 --> 00:02:55,412 نحو قاعدة الغيوم الضخمة الرطبة والموجودة في قاع العاصفة الأم، 49 00:02:55,412 --> 00:02:58,990 فإنّه يمتصّها نحو الداخل محوّلاً إياها إلى جدار من الغيوم الدوّارة، 50 00:02:58,990 --> 00:03:02,826 مشكّلاً رابطاً بين العاصفة التي أوجدته والأرض، 51 00:03:02,826 --> 00:03:05,406 وفي اللحظة التي يلمس فيها أنبوب الغيوم الدوارة الأرض، 52 00:03:05,406 --> 00:03:07,628 يتحوّل إلى إعصار. 53 00:03:07,628 --> 00:03:13,359 معظم الأعاصير صغيرة ولا تدوم طويلًا، وتنتج رياحاً سرعتها 65 إلى 110 ميل في الساعة. 54 00:03:13,359 --> 00:03:18,609 لكن يمكن لأعاصير أُخرى أن تستمرّ أكثر من ساعة، وأن تُنتج رياحًا سرعتها 200 ميل في الساعة. 55 00:03:18,609 --> 00:03:21,030 إنّها جميلة لكنّها مُرعبة، 56 00:03:21,030 --> 00:03:24,335 خصوصًا إن كنت أنت أو بلدتك في طريقها، 57 00:03:24,335 --> 00:03:27,700 في هذه الحال، لا أحد، ولا حتى مطاردو الأعاصير أمثالي، 58 00:03:27,700 --> 00:03:30,765 يستمتع بمشاهدة حدوث ذلك 59 00:03:30,765 --> 00:03:34,578 إلاً أنّ الأعاصير تنتهي مثل كل شيء آخر. 60 00:03:34,578 --> 00:03:38,266 فعندما يتلاشى فارق درجات الحرارة، وتصبح الظروف أكثر استقرارًا، 61 00:03:38,266 --> 00:03:40,214 أو عندما تجف الرطوبة الموجودة في الهواء، 62 00:03:40,214 --> 00:03:45,641 تفقد العاصفة الأم الشرسة زخمها وتسحب الإعصار إلى الداخل. 63 00:03:45,641 --> 00:03:50,485 ورغم ذلك يبقى علماء الأرصاد الجويّة، ومطاردو الأعاصير أمثالي، في المرصاد، 64 00:03:50,485 --> 00:03:55,800 فيراقبون، دائما يراقبون ليروا إن كانت العاصفة سوف تُطلق حبلها الطويل من جديد.