WEBVTT 00:00:08.894 --> 00:00:13.813 القرن 21 يكشف عن عالم في مفترق الطرق 00:00:13.813 --> 00:00:18.957 انا اعتقد ان الانسانية قد وصلت الى مفترق طريق 00:00:18.957 --> 00:00:24.783 انا اكره المبالغة, ولا اريد ان اجعل الامر مثيرا ولكن هذه حقيقة 00:00:24.783 --> 00:00:32.471 اعتقد ان جنسنا, الجنس البشري قد وصل الى مكان ينبغي ان نتخذ فيه قرارا حول انفسنا 00:00:32.471 --> 00:00:36.999 نحن نعمل قرارا عظيما حول من نحن؟ و من نختار حقا ان نكون؟ 00:00:37.169 --> 00:00:39.477 من نحن؟ و من نختار حقا ان نكون؟ 00:00:39.667 --> 00:00:43.005 من نحن؟ و من نختار حقا ان نكون؟ 00:00:58.776 --> 00:01:02.670 نحن نتصور بان المشكلة سياسية 00:01:03.554 --> 00:01:07.681 ومن ثم نقول, اه , حسنا ينبغي ان تكون مشكلة مصرفية نقدية 00:01:08.159 --> 00:01:13.846 المشكلة ليست سياسية وهي ليست مصرفية, وهي بالمناسبة ليست عسكرية ... بالتاكيد 00:01:14.221 --> 00:01:18.140 الظروف لا تحدد من أنت، فإنها تكشف من أنت. 00:01:18.220 --> 00:01:23.377 والعالم الذي نعيش فيه الآن، الظروف تتغير فيها بسرعة، لدرجة اننا اصبحنا مكشوفين. 00:01:23.779 --> 00:01:27.909 لا يوجد شئ ندعوه مشكلة, الذي نسميه مشكلة هو في الحقيقة تحول 00:01:27.994 --> 00:01:34.152 لذا فانني ارى ازماتنا الحالية كنقطة تحول للانسانية 00:01:37.612 --> 00:01:46.711 تامل المأساة البشرية، وتبيَّن من خلال قدرتك النقدية هذا الذي يجري، من دون الحكم عليه، 00:01:47.296 --> 00:01:56.745 تبيَّن فقط، "حول اي شئ تدور الماساة الانسانية هذه، وما هو افضل دور يمكن أن ألعبه فيه؟" 00:02:12.607 --> 00:02:25.397 مفترق الطرق 00:02:27.121 --> 00:02:30.853 أ جوزيف اوهايو فلم 00:02:35.532 --> 00:02:45.331 لا يمكن حل المشاكل الكبرى بنفس مستوى التفكير الذي اعتمدناه عندما خلقنا المشكلة البرت اينشتاين 00:02:49.712 --> 00:02:52.637 الترابط 00:02:53.271 --> 00:02:57.581 دايف شيرمان دكتوراه في استراتيجية الاعمال، خبير استدامة تقرير اخر المخاطر العالمية ، الناشر المنتدى ااقتصادي العالمي 00:02:57.581 --> 00:03:00.842 يقدم "خريطة ترابط المخاطر" مذهلة في المنتدى الاقتصادي العالمي 00:03:00.842 --> 00:03:06.054 - يكشف بوضوح كيف أن كل المخاطر العالمية هي أمور متصلة ومتشابكة، 00:03:06.054 --> 00:03:13.799 حيث أن المخاطرالاقتصادية , البيئية, الجيوسياسية والاجتماعية و التكنولوجية, مترابطة بشكل كبير 00:03:14.001 --> 00:03:19.462 الازمة في احد هذه الجوانب تؤدي بسرعة الى ازمة في الجانب الاخر 00:03:19.694 --> 00:03:26.581 وعند مقارنة هذا الترابط والتعقيد المدهش في هذه الخريطة مع سرعة نشوء وتأثير الأزمات المالية الأخيرة، 00:03:27.057 --> 00:03:34.610 يوضح حجم التنافر القائم بين كافة الأنظمة التي بنيناها و يظهر مدى الانفلات الذي بلغناه 00:03:34.851 --> 00:03:39.235 حيث تتسم محاولاتنا لإدارة هذه الأنظمة بكونها مجزأة ومبسطة 00:03:39.276 --> 00:03:43.330 ولا ترقى إلى مستوى التحديات التي نواجهها 00:03:43.330 --> 00:03:47.022 إن طريقتنا في استخدام الموارد الطبيعية 00:03:47.022 --> 00:03:50.754 تقوم على منظومتنا الاقتصادية 00:03:50.956 --> 00:03:55.456 التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقيمنا الاجتماعية 00:03:55.664 --> 00:04:02.871 والتي تؤثر بدورها على منظوماتنا النفسية والعاطفية وكافة سلوكياتنا وأفعالنا 00:04:03.069 --> 00:04:07.028 وما نراه في عالمنا اليوم هو انعكاس لما نحن عليه 00:04:07.235 --> 00:04:12.465 إذ لا يمكن الفصل بين ما يحدث في العالم، وما يحدث في نفوس الناس 00:04:12.693 --> 00:04:16.570 أي أن أزمتنا لا تقتصر فقط على السياسة والاقتصاد فحسب 00:04:16.861 --> 00:04:21.363 بل إننا كبشر نعيش أزمة مع أنفسنا حالياً 00:04:21.520 --> 00:04:27.211 عندما بدأت دراسة السيبرنتيك الحيوي، أذهلني أنه كلما تعمقنا أكثر في الطبيعة 00:04:27.426 --> 00:04:30.627 بما تشمله من مملكة الحيوان، وأشكال الحياة النباتية، والمنظومات البيئية 00:04:30.627 --> 00:04:34.728 كلما اتضح لنا بأن كل شيء مرتبط ببعضه البعض عبر مجموعة من الأفعال المتبادلة 00:04:35.080 --> 00:04:38.431 التي نستطيع فهم بعضها، في حين لا يزال بعضها الآخر خارج إطار فهمنا 00:04:38.723 --> 00:04:43.596 ولكننا نشهد في يومنا هذا زيادة مضطردة في تكامل وترابط المجتمعات البشرية 00:04:43.672 --> 00:04:49.331 التي أصبحت شبيهة بمنظومة واحدة مغلقة تغطي شتى أصقاع الكوكب 00:04:49.927 --> 00:04:56.171 في الواقع، إن الأزمة التي نواجهها اليوم فريدة من نوعها للغاية 00:04:56.428 --> 00:05:01.326 فنحن كلنا مرتبطون ببعضنا البعض ضمن النظام ذاته 00:05:01.526 --> 00:05:06.708 ولم يعد بمقدورنا فعل ما يحلو لنا في هذا النظام 00:05:06.998 --> 00:05:13.575 لقد فقد قادة العالم ورؤوسائه القدرة على إدارة الجماهير 00:05:13.950 --> 00:05:16.536 تونس- كانون الثاني/يناير 00:05:16.536 --> 00:05:21.865 مصر- شباط/فبراير 00:05:22.203 --> 00:05:27.454 إسبانيا-آذار/مارس 00:05:27.464 --> 00:05:29.176 بريطانيا-آذار/مارس 00:05:29.176 --> 00:05:36.971 ويبدو بأن العالم بدأ يتحرك خارج إطار أي سلطات، وإنما وفقاً لقانون جديد من الترابط والاتصال 00:05:37.290 --> 00:05:42.919 وهو القانون الذي يميّز الأنظمة المتكاملة 00:05:45.119 --> 00:05:53.057 وهنا نرى بأن قادة العالم أصبحوا عاجزين عن اتخاذ القرارات، سواء كانوا قادة مجموعة الثمانية الكبار أم العشرين الكبار 00:05:53.579 --> 00:05:57.391 وحتى إن توصلوا إلى قرار ما، فإنهم غير قادرين على تحقيقه 00:06:36.465 --> 00:06:41.100 تطور "الأنا/الذات" Egolution 00:06:41.324 --> 00:06:49.536 في بداية مسيرتنا العلمية، اعتمدنا الفيزياء النيوتونية مفترضين بأننا عبارة عن آلات بشكل أو بآخر لفترة من الزمن 00:06:49.536 --> 00:06:52.236 ولكن هذه النظرة تغيّرت مع دخول علماء الأحياء على الخط 00:06:52.236 --> 00:06:55.768 حيث يقدّم علم الأحياء تعريفاً آخر للإنسان ككائن بشكل عام 00:06:56.182 --> 00:07:01.413 إذ يقول هذا العلم: نعم نحن آلات، ولكننا آلات متنافسة 00:07:01.499 --> 00:07:03.656 أي أن غريزة البقاء تشكل جزءاً هاماً من تكويننا 00:07:03.656 --> 00:07:06.730 وتننافس مع الآخرين في إطار كفاحنا للبقاء على قيد الحياة 00:07:06.730 --> 00:07:12.622 وبالتالي فإن قيمنا العليا تكتسب أهميتها من مدى ارتباطها بصراع البقاء ودورها فيه 00:07:13.037 --> 00:07:17.611 ولا يوجد أي شيء مهم للبشر خارج إطار هذا الصراع الوجودي 00:07:17.691 --> 00:07:23.131 وبسبب هذا المفهوم، أصبحت مجتمعاتنا مغرقة في التنافسية 00:07:23.499 --> 00:07:25.597 فإذا كان أحدهم يملك شيئاً ما، يجب علي أن أحصل على هذا الشيء 00:07:25.627 --> 00:07:29.256 وإذا لم يكن هذا الشيء بحوزة أحد بعد، فيجب أن أكون السباق إلى الحصول عليه. 00:07:29.579 --> 00:07:34.912 وتتسبب هذه الفكرة بالكثير من الخراب والمشاكل في مجتمعاتنا 00:07:35.214 --> 00:07:44.357 لطالما قام جزء كبير من تقدمنا وحضارتنا البشرية على المنافسة المتمحورة حول المصلحة الذاتية 00:07:44.897 --> 00:07:53.093 إذ يحاول الناس التفوق على الآخرين، مما يؤدي إلى تطوير العلم وتحسين التكنولوجيا وما شابه 00:07:53.306 --> 00:07:59.475 ولكننا وصلنا إلى نقطة غدت فيها هذه النزعة "الذاتية" مفرطة للغاية 00:07:59.829 --> 00:08:06.382 لدرجة أنه لن تتوقف عن سعيها لامتلاك أو الاستحواذ على المزيد بهدف التفوّق على الآخرين 00:08:06.842 --> 00:08:14.443 وبالتالي تتسبب الشركات بتخريب وإفساد النظمة البيئي، فيما تخلق البنوك الأزمات المالية 00:08:14.655 --> 00:08:18.272 أي أن الناس يبنون أنفسهم على حطام الآخرين 00:08:18.413 --> 00:08:20.860 إن إمداداتنا الغذائية في موضع خطر متزايد 00:08:21.061 --> 00:08:24.159 وتتعرض مواردنا المائية لاستنزاف مضطرد 00:08:24.315 --> 00:08:28.657 وذلك بالتوازي مع ازدياد المخاطر والتقلبات التي تنطوي عليها أنظمتنا المالية 00:08:28.863 --> 00:08:35.075 وفي الوقت ذاته، بدأنا ندرك مدى ترابط وتكامل كافة أنظمتنا 00:08:35.391 --> 00:08:41.726 ومن الواضح بأن مواصلتنا لمزاولة الأعمال بالطريقة الاعتيادية ستوصلنا إلى طريق مسدود 00:08:43.014 --> 00:08:54.255 سابقاً، كانت سلوكياتنا بشكل عام تتمحور حول البقاء الفردي على مستوى اليوم والأسبوع والشهر 00:08:54.685 --> 00:09:02.323 ولكننا في القرن الحادي والعشرين بدأنا ندرك بأنه من غير الممكن مواصلة الاعتماد على استراتيجيات البقاء الفردية 00:09:02.876 --> 00:09:07.523 وقد بدأنا بالاستغناء عن هذه الاستراتيجيات لاستبدالها باستراتيجيات أخرى تسمح لنا بالبقاء جماعياً 00:09:07.737 --> 00:09:10.609 لأن الاستمرار في اتباع المنهجيات القديمة سيحكم علينا بالفناء على المدى الطويل 00:09:10.719 --> 00:09:15.505 ولا أريد أن أكون متشائماً، ولكن لا بد من الإشارة إلى أننا نشهد مرحلة محورية للغاية اليوم 00:09:15.950 --> 00:09:21.154 إن ما أسسته البشرية من مفاهيم لاهوتية تجزيئية أدت إلى نشوء نظرة تجزيئية تجاه الكون والوجود 00:09:21.569 --> 00:09:25.968 حيث تقول هذه النظرة التقليدية بأن الأشياء مفصولة عن بعضها البعض 00:09:26.195 --> 00:09:29.988 وبدورها، أدت هذه النظرة الكونية التقسيمية إلى نشوء نظرة تجزيئية موازية على الصعيد الاجتماعي 00:09:29.988 --> 00:09:36.316 وهي تقول بأن مصالح الأفراد والجهات المختلفة لا تلتقي 00:09:36.443 --> 00:09:39.141 ولكن في حال التقت، فسوف نتعاون 00:09:39.141 --> 00:09:48.280 أما إذا كانت المصالح مختلفة أو متضاربة، فقد يضطر أحد الأطراف إلى أذية الطرف الآخر أو القضاء عليه 00:09:50.578 --> 00:09:55.941 الذئب الأسود و الذئب الأبيض 00:09:56.016 --> 00:10:00.572 هناك قصة قديمة تقول بأنه فيما كان أحد الرجال الطاعنين في السن جالساً مع حفيده 00:10:00.629 --> 00:10:03.205 أخبر الحفيد جده عن حلم رآه في الليلة السابقة، 00:10:03.266 --> 00:10:08.000 فقد رأيت ذئبين يتقاتلان، أحدهما أسود والثاني أبيض 00:10:08.109 --> 00:10:11.586 وأخافه الذئب الأسود كثيراً، بينما بث الذئب الأبيض في نفسه مشاعر الأمل 00:10:11.816 --> 00:10:15.550 ثم سأل جدّه أي من الذئبين سينتصر؟ فأجابه الجد بالقول "النصر سيكون حليف الذئب الذي تطعمه أكثر" 00:10:15.761 --> 00:10:19.829 وأنا أعتقد بأن هذه هي طبيعتنا كبشر، أي أن هذين الذئبين يعيشان بداخلنا 00:10:19.874 --> 00:10:24.188 وما العالم من حولنا سوى انعكاس لمقدار إطعامنا لأحدهما أكثر من الآخر 00:10:24.188 --> 00:10:28.027 1951، تجربة آش 00:10:28.191 --> 00:10:34.166 تعتبر تجربة ’آش‘ من أقدم وأشهر الأبحاث في علم النفس 00:10:34.489 --> 00:10:39.194 حيث يقال لأحد المتطوعين بأنه سيشارك في اختبار للتلقي البصري 00:10:39.443 --> 00:10:45.179 ولكنه لا يعلم بأن المشاركين الآخرين في الاختبار ما هم سوى ممثلين، وأنه الوحيد الذي يجري هذا الاختبار فعلاً 00:10:45.455 --> 00:10:49.527 لأن الهدف من الاختبار في واقع الأمر هو دراسة تماهي الفرد مع الجماعة 00:10:49.705 --> 00:10:53.420 إن التجربة التي تشاركون فيها اليوم تتمحور حول تخيّل لطول أحد الخطوط 00:10:53.619 --> 00:10:56.404 وستكون مهمتكم ببساطة هي النظر إلى الخط الموجود على الجهة اليسرى 00:10:56.589 --> 00:11:01.327 والإشارة إلى الخط الذي تعتقدون أنه يساويه بالطول على الجهة اليمنى 00:11:01.827 --> 00:11:05.619 كان مطلوباً من الممثلين أن يشيروا إلى خطوط خاطئة 00:11:05.881 --> 00:11:08.971 فيما تتم مراقبة المتطوع الحقيقي لمعرفة إذا ما كان سيعطي جواباً صحيحاً 00:11:09.201 --> 00:11:14.716 أم أنه سيعطي جواباً خاطئاً تماشياً مع رأي الجماعة 00:11:15.220 --> 00:11:19.088 في الاختبار الأول، يكون الجواب الصحيح الخط رقم 2 00:11:19.290 --> 00:11:21.053 "الرقم 1" 00:11:21.376 --> 00:11:22.361 "الرقم 1" 00:11:22.976 --> 00:11:24.356 "الرقم 1" 00:11:28.908 --> 00:11:30.880 "الرقم 2" 00:11:31.156 --> 00:11:32.839 "الرقم 1" 00:11:33.991 --> 00:11:36.528 وهذه المرة، سيكون الجواب الصحيح هو "الرقم 2" أيضاً 00:11:36.788 --> 00:11:37.902 "الرقم 3" 00:11:38.194 --> 00:11:38.808 "الرقم 3" 00:11:39.331 --> 00:11:40.409 "الرقم 3" 00:11:45.992 --> 00:11:48.519 "الرقم 3" 00:11:55.141 --> 00:12:00.487 تم إجراء تجربة ’آش‘ مراراً وتكراراً 00:12:00.725 --> 00:12:06.241 وتشير نتائجها إلى أن الانحراف يحدث أولاً على مستوى الفعل 00:12:06.419 --> 00:12:12.829 حيث يدرك الفرد بأن الآخرين على خطأ، ولكنه يتماهى معهم بالرغم من ذلك 00:12:13.463 --> 00:12:17.698 ثم ينتقل الانحراف إلى مستوى الحكم العقلي 00:12:17.886 --> 00:12:23.705 إذ يبدأ الفرد في الاعتقاد بأنه من المحتمل أن الآخرين يرون شيئاً لا يستطيع رؤيته هو 00:12:23.841 --> 00:12:27.681 ومن ثم يصبح الانحراف على مستوى الإدراك 00:12:28.208 --> 00:12:35.653 أي أن مفاهيم الفرد حول الخطأ والصواب تنحرف بشكل كبير كنتيجة لتأثره بتصور الأغلبية 00:12:36.791 --> 00:12:43.292 وعندما نربط هذه الاستنتاجات بما يحدث في عالمنا اليوم 00:12:43.828 --> 00:12:49.719 ينبغي علينا طرح السؤال التالي: ما هو مدى تأثير المجتمع علينا كأفراد؟ 00:12:49.991 --> 00:12:56.602 علماً أن هذا التأثير قد يكون العنصر الأقوى في تكوين النفس البشرية 00:13:01.669 --> 00:13:12.058 1967، تأثير البيئة البيولوجية، تجربة على الخلايا الجذعية 00:13:15.781 --> 00:13:20.234 منذ أكثر من 40 عاماً، و انا أستنسخ الخلايا الجذعية 00:13:20.421 --> 00:13:27.479 وكانت هناك تجربة أذهلتني للغاية وغيرت مسار حياتي على الصعيدين العلمي والشخصي 00:13:27.739 --> 00:13:34.086 حيث وضعت خلية جذعية لوحدها في صحن استنبات، وكانت تنقسم تلقائياً كل 10 إلى 12 ساعة 00:13:34.253 --> 00:13:37.981 وبعد أسبوع إلى 10 أيام كان لدي آلاف الخلايا الجذعية في الصحن 00:13:38.180 --> 00:13:42.303 ولكن أهم نقطة هي أن هذه الخلايات جميعها كانت متطابقة من الناحية الوراثية 00:13:42.687 --> 00:13:50.138 وبعدها أجريت التجربة التي أتحدث عنها عبر فصل هذه الخلايا إلى 3 مجموعات وضعت كل منها في صحن منفصل 00:13:50.291 --> 00:13:54.789 وغيرت البيئة التي تعيش فيها الخلايا، لأن الوسط الذي يتم فيه استنبات الخلايا يشبه العالم الذي نعيش فيه 00:13:54.819 --> 00:13:58.116 فهو يشتمل على كل مقومات حياتها تماماً كما هو حال الماء والهواء والغذاء بالنسبة لنا 00:13:58.330 --> 00:14:02.348 إذاً أصبح لدينا الآن ثلاث بيئات مختلفة تعيش فيها خلايا متطابقة وراثياً 00:14:02.348 --> 00:14:07.595 لقد أظهرت النتائج أن الخلايا في الصحن "أ" شكلّت نسيجاً عضلياً 00:14:07.663 --> 00:14:10.489 بينما شكلت خلايا الصحن "ب" نسيجاً عظمياً 00:14:10.572 --> 00:14:13.865 أما خلايا الصحن "ج" فقد تحولت إلى خلايا شحمية 00:14:13.965 --> 00:14:17.557 ويمكن تلخيص أهم دلالات هذه التجربة في السؤال التالي: 00:14:17.557 --> 00:14:21.425 ما هو العامل الأهم في تحديد مصير الخلايا؟ 00:14:21.512 --> 00:14:26.645 كما أوضحنا سابقاً، كانت كافة الخلايا متطابقة وراثياً 00:14:26.726 --> 00:14:30.608 ولم يكن هناك أي شيء مختلف بين صحون الخلايا سوى البيئة 00:14:31.008 --> 00:14:37.108 في تلك الأثناء كنت أعلم طلاب الطب مفهوم "التحديد الوراثي" السائد في المناهج والأوساط العلمية آنذاك 00:14:37.108 --> 00:14:40.050 والذي يقول بأن المورثات تتحكم بحياتنا ومصيرنا 00:14:40.050 --> 00:14:44.137 غير أن تجاربي أفضت إلى نتائج مغايرة لهذا المفهوم بشكل تام 00:14:44.186 --> 00:14:52.572 إذ أوضحت بأن البيئة هي العنصر الأهم في تشكيل سلوك المورثات 00:14:57.532 --> 00:15:02.221 تحليل شبكات التواصل الاجتماعي، أحدث النتائج 00:15:02.506 --> 00:15:06.566 أجرت كلية الطب في جامعة هارفارد في الآونة الأخيرة بحثاً حول "العدوى الاجتماعية" Social Contagion 00:15:06.689 --> 00:15:12.270 وفي حين ندرك بشكل فطري أن المزاج العام من حولنا يؤثر علينا 00:15:12.546 --> 00:15:16.043 ولكن النتائج لا تتوقف عند هذا الحد، بل تظهر بأن السمنة تنتشر بين الناس على شكل جماعي 00:15:16.201 --> 00:15:18.180 وكذلك تنتشر السعادة على شكل مجموعات 00:15:18.300 --> 00:15:22.520 وقد يترك الناس التدخين على شكل مجموعات 00:15:26.056 --> 00:15:32.993 كنت و نيكولاس كريستاكيس محظوظين جدا اذ وجدنا مصادر في دراسة فرامنغهام للقلب لم نتخيل أننا سوف تجده. 00:15:33.014 --> 00:15:39.503 فهم كانوا يسألون الناس لاثنين وثلاثين عاما، "من هم أفراد عائلتك؟ أين كنت تعمل؟ أين كنت تعيش؟ 00:15:39.503 --> 00:15:45.761 و الاهم من كل هذا من هم اصدقاءك؟ هذه هي المرة الاولى نمتلك فيها معلومات من هذا النوع 00:15:45.761 --> 00:15:50.549 و نستطيع ان نكون رؤية شاملة عن شبكة العلاقات التي تعيش فيها 00:15:50.549 --> 00:15:59.017 كان لدينا بعض تدابير التحقق من العواطف المختلفة، بما في ذلك السعادة، وما حاولنا أن تظهر، وكانت قادرة على أن تظهر، 00:15:59.017 --> 00:16:08.399 هو ان سعادتي انا لا يرتبط فقط بسلوكي و بما اقوم به و افكر فيه انا, و لكن ايضا بسلوك و تصرف و تفكير الاناس الذين ارتبط بهم بشكل مباشر 00:16:08.399 --> 00:16:15.623 أصدقائي، والأشقاء والأزواج والجيران وزملاء العمل وهكذا دواليك، و كذلك للاناس الذين يرتبطون بهم، و الاناس الذين يرتبطون بهؤلاء ايضا. 00:16:15.623 --> 00:16:21.029 و ما يظهره لنا هذا الاكتشاف بانه ليس السلوك لوحده ينتشر من خلال شبكات الروابط 00:16:21.075 --> 00:16:24.647 بل ان الحالات العاطفية و الشعورية للناس تنتشر هي الاخرى من خلال شبكات الروابط. 00:16:24.673 --> 00:16:31.374 لذلك نحن نعتقد أن ما ننشر هو هذا الميل لنقل الأفكار، و قواعد السلوك هذه. 00:16:31.683 --> 00:16:38.581 انت في الواقع كائن عضوي اجتماعي. انت نتاج بيئتك. ليس هناك 'انت' وليس هناك 'انا'. 00:16:38.665 --> 00:16:44.446 بيتر جوزيف، مخرج، و ناشط - وبمجرد أن تبدأ في التفكير في كيف أن كل شيء تعرفه انت تعلمته من الاخرين، بطريقة أو بأخرى، 00:16:44.446 --> 00:16:50.976 أنك تضع الأشياء معا، و تتخذ القرارات، ولكن قراراتك لا تتجاوز المعلومات التي اكتسبتها و تعلمتها من الاخرين. 00:16:51.357 --> 00:17:00.798 لذلك أنا عبارة عن خليط من "هندسة اجتماعية" إذا جاز التعبير. و الاعتقاد بانني منفصلا عن كل شيء آخر من حولي، أستطيع أن أقول بانه غير صحيح بالمرة. 00:17:01.029 --> 00:17:13.832 على سبيل المثال, الكل يعرف ان عليهم ان يتنفسوا. بمرور الوقت، سيفهم الجميع ايضا ان سلامتهم ستكون مضمونة بمقدار سلامة جميع الاشياء من حولهم 00:17:14.844 --> 00:17:23.341 ما يحدث في العلم هو مثير للشفقة حقا، وما يحدث بين عامة الجمهور هو أيضا مثير للشفقة على حد سواء، 00:17:23.656 --> 00:17:38.504 لان الذي يحدث هو اننا عندما نعتقد باننا شئ ما, فاننا نصبح ذلك الشئ, 00:17:38.504 --> 00:17:43.696 1971 تجربة سجن ستانفورد 00:17:43.736 --> 00:17:54.867 بدأت أشعر أنني افقد هويتي، أن الشخص كنت ادعوه كلاي، الشخص الذي وضعني في هذا المكان، والشخص الذي تطوع للذهاب الى هذا السجن 00:17:55.069 --> 00:18:00.788 لأنه كان سجن بالنسبة لي؛ فإنه لا يزال سجن بالنسبة لي، أنا لا ارى ان هذه كانت تجربة أو محاكاة. 00:18:00.966 --> 00:18:06.580 انه كان سجن يديره عالم نفس بدلا من ان تديره الدولة 00:18:07.132 --> 00:18:24.707 في عام 1971، قرر عالم النفس المعروف اليوم فيليب زيمباردو باختبار ما يمكن أن يحدث إذا اخذت طلاب شباب طبيعين و اصحاء تماما 00:18:25.056 --> 00:18:42.252 و قام بانشاء بيئة مشابهة للسجن تماما في جامعة ستانفورد, و قال لهم, في الاسبوعين القادمين سيلعب البعض منكم دور السجناء و البعض الاخر دور الحراس 00:18:42.529 --> 00:18:52.201 في احدى ايام التجربة، اندلعت أعمال شغب. بدأ الحراس بإذلال السجناء. و استخدام العقوبات البدنية. 00:18:52.494 --> 00:18:59.426 البعض منهم اغرقوا في السادية "الرغبة في تعذيب الاخرين" و السجناء بدت عليهم علامات الانهيار العاطفي. 00:18:59.772 --> 00:19:10.608 البعض منهم تم اخراجهم من التجربة مبكرا, و بعد ستة ايام فقط اصبح ملزما ايقاف التجربة بشكل كامل 00:19:12.856 --> 00:19:16.543 الحرس الوهميون بعد شهرين من الاختبار 00:19:16.543 --> 00:19:27.995 لم اعتقد يوما بانه من الممكن ان اقوم بسلوك كهذا. لقد تفاجأت, لا بل اصبت بصدمة 00:19:27.995 --> 00:19:40.158 باكتشافي انه كان بمقدوري حقا ... أن أتمكن من التصرف بطريقة عفوية لست معتادا عليها لم اكن حتى احلم بامكانية حصوله. 00:19:40.396 --> 00:19:49.743 و حينما كنت اقوم بذلك لم اكن اشعر حتى بالندم, و لم اشعر بالذنب 00:19:49.743 --> 00:19:55.609 و فقط فيما بعد بدأت أفكر ملياً بما فعلته آنذاك 00:19:55.883 --> 00:20:08.461 و كيف ان هذا السلوك قد سيطر علي وأنا أدرك الان أن هذا كان جزء مني و لم أكن قد لاحظته فعلا من قبل. 00:20:09.884 --> 00:20:13.885 بتظاهرك بانك شئ ما فانك تصبح هذا الشئ 00:20:13.954 --> 00:20:27.594 من خلال التظاهر بأننا مجرّد مادة دون عقل لا أكثر ولا أقل، فإننا نستثني الجوانب الدقيقة للحياة. نحن نستثني الجوانب التفصيلية والمؤثرة لتجاربنا، وهذا عمل خطير جدا. 00:20:27.894 --> 00:20:33.590 المادة مقابل المعنى 00:20:34.526 --> 00:20:41.493 إذا أخدنا النظرية الداروينية التي تقول بأننا نخوض منافسة فيما بيننا، وأنه علينا مقارنة بعضنا ببعض لمعرفة المكان المناسب لنا 00:20:42.896 --> 00:20:49.835 ومن ثم نمزج ذلك مع الرؤية النيوتونية في الفيزياء، والتي تقول بأن أساس الكون موجود في البنية الفيزيائية 00:20:50.266 --> 00:20:54.833 وعندما نأخذ هاتين النظرتين معاً، نسأل أنفسنا عن مكاننا في العالم الدارويني 00:20:54.987 --> 00:20:57.708 وسيكون الجواب تتوقف مكانتنا على ما نملكه من "مادّة". 00:20:57.829 --> 00:21:07.784 ومنذ العصور "النيوتونية"، لطالما تمحور التطور البشري حول استخراج المواد من كوكب الأرض من أجل إنتاج المقتنيات والممتلكات 00:21:08.044 --> 00:21:12.752 وتكون هذه الممتلكات انعكاساً لموقعنا في التسلسل الهرمي الاجتماعي 00:21:12.892 --> 00:21:16.031 فإذا كنت في مستوى متدنٍ من التسلسل الهرمي الاجتماعي البشري، فهذا يعني أنك لا تملك شيئاً 00:21:16.157 --> 00:21:23.495 وعلى العكس من ذلك، إذا كنت في مستوى مرتفع من هذا التسلسل، فهذا يعني أن تملك الكثير من مال ومقتنيات وعقارات وألعاب وما إلى ذلك 00:21:23.631 --> 00:21:27.476 وعندها نطرح على أنفسنا السؤال التالي، "من يعاني بسبب كل ذلك؟" 00:21:27.605 --> 00:21:34.345 في الحقيقة إن المعاناة تحيط بنا على كافة الأصعدة، سواء على صعيد المعاناة البيئية لكوكبنا، أو المعاناة التي يعيشها الكثيرون في ظل الحضارة البشرية الحالية 00:21:34.376 --> 00:21:39.916 ولكي يثبت فرد مثلي مكانته ضمن هذا التسلسل الهرمي الاجتماعي، عليه استخراج المواد من الكوكب 00:21:40.191 --> 00:21:45.752 وكيف لي أن أفعل ذلك؟ سيكون علي التنقيب في الأرض، أو بالأحرى اغتصاب الأرض وتجريدها من كافة مواردها 00:21:46.007 --> 00:21:57.313 وكل ذلك كي أتمكّن من الإمساك بهذه الحفنة من الذهب في يدي، وأقول للآخرين "انظروا كما أنا مهم، أين هو ذهبكم؟" 00:22:05.523 --> 00:22:09.019 إن نظرية التطور لا تقوم على المجتمع، وإنما على الفرد 00:22:09.265 --> 00:22:14.925 تقول الفيزياء النيوتونية بأن الأشياء المرئية فقط هي الأشياء ذات القيمة والمعنى 00:22:15.470 --> 00:22:19.568 ولكن في عالم يقوم على فيزياء الكم، التي تقوم بدورها على الطاقة 00:22:19.658 --> 00:22:28.341 حيث تتجسد الطاقة في تجليات متنوعة تشمل العديد من الأشياء التي نعيشها مثل المشاعر والأحاسيس كالحب والجمال، فهذه كلها تعبّر عن الطاقة بأشكال مختلفة 00:22:28.692 --> 00:22:42.008 وفي عالم يقوم على فيزياء الكم، من المؤكد أننا نشدد على أهمية الحب والمشاعر والطاقة والجمال والانسجام أكثر بكثير من المال والقيم المادّية التي نسعى ورائها اليوم 00:22:42.144 --> 00:22:51.756 من أين تنبع أهمية ذلك؟ تأملوا في العالم، واطرحوا على أنفسكم السؤال التالي: هل تريدون رطلاً من الذهب، أم تريدون أن تعيشوا حياتاً مليئة بالمحبة؟ 00:22:51.946 --> 00:22:54.630 د. بول بلوم، اختصاصي في علم النفس المعرفي والتنموي 00:22:54.711 --> 00:22:57.408 تدعى هذه اللوحة باسم ’العشاء لدى إيماوس‘ 00:22:57.518 --> 00:23:05.404 وفي أربعينيات القرن الماضي، كان يُعتقد بأن رسامها هو يوهان فيرمير، لذلك كانت قيمتها تبلغ ملايين الدولارات، بل حتى لم تكن تقدر بثمن إن صح التعبير. 00:23:05.825 --> 00:23:13.068 كانت موجودة في هولندا ومن أشهر اللوحات الفنية في أوروبا، حيث كان الناس يسافرون من شتى أنحاء القارة لرؤيتها. 00:23:13.201 --> 00:23:21.172 إلى أن جاء يوم اكتشف الناس فيه أن من رسمها ليس فيرمير على الإطلاق، بل مزيّف اللوحات الخبير الذي يدعى فان ميجرين 00:23:21.240 --> 00:23:26.439 وبعبارة أخرى، اكتشفوا أن اللوحة الحقيقية ليست "هذه" وإنما "هذه". 00:23:27.162 --> 00:23:30.602 وفجأة هبطت قيمتها بشكل هائل إلى "لا شيء" تقريباً 00:23:30.706 --> 00:23:36.672 كيف تتذوق شيئا ما؟ يتأثر شعورك بطعم شيء ما باعتقادك حول هذا الشيء الذي تأكله 00:23:36.772 --> 00:23:39.137 ويمكن رؤية الأمثلة على هذه الحالة في الكثير من الأشياء من حولنا 00:23:39.228 --> 00:23:42.300 على سبيل المثال، هناك تجربة لافتة تتعلق بالأطفال 00:23:42.420 --> 00:23:54.197 كيف نستطيع جعل الأطفال يأكلون الجزرة ويشربون الحليب، ومن ثم جعلهم يؤكدون بأن هذه الجزرة وهذا الحليب كانا لذيذي المذاق أكثر من الجزر والحليب الذي يتناولونه عادةً 00:23:54.263 --> 00:23:59.285 في الحقيقة إن تحقيق ذلك سهل للغاية، وقد تم تنفيذ هذه المهمة بنجاح في دراسة أجريت قبل عدة سنوات 00:23:59.461 --> 00:24:03.638 ما عليكم سوى إخراج الجزرة والحليب أمام الطفل من كيس يحمل شعار ’ماكدونالدز‘ 00:24:04.738 --> 00:24:14.179 وهناك تجربة أخرى، جعلنا مجموعة من الناس يدخلون آلات مسح الدماغ، ووضعنا لهم أنبوباً كي يشربوا النبيذ منه فيما يتم تصويرهم 00:24:14.209 --> 00:24:18.195 وهناك شاشة فوقهم تزوّدهم بالمعلومات حول النبيذ الذي يشربونه 00:24:18.282 --> 00:24:27.701 الجميع يشربون صنف النبيذ ذاته في الحقيقة، ولكن إذا ظنوا أنهم يشربون نبيذاً رخيصاً، فسوف يقولون بأن طعمه ليس لذيذاً، وستكون استجابتهم العصبية منخفضة للغاية 00:24:27.837 --> 00:24:34.600 وبالمقابل، إذا اعتقدوا بأنهم يشربون نبيذاً فاخراً يبلغ ثمن قارورته 250 دولار، فسيقولون بأنه لذيذ الطعم، وسوف تتنشط مراكز السرور في دماغهم بشكل كبير لتعطي إشارات مضيئة كشجرة الميلاد 00:24:34.872 --> 00:24:40.006 هذا العمل لجون كيج، وهو يأتي في أغلب الأحيان باسم مختلف هو ’4 دقائق و33 ثانية‘ 00:24:40.323 --> 00:24:50.040 وهو مأخوذ من عرض أداء حديث يُطلب فيه من عازف البيانو الجلوس صامتاً لمدة 4 دقائق و33 ثانية 00:24:50.277 --> 00:24:55.846 وكما تلاحظون فإن هذا الأمر جدلي للغاية، فهل هذه الفكرة رائعة للغاية أم سخيفة للغاية؟ 00:24:56.053 --> 00:25:14.148 ولكن ما يعجبني في الموضوع هو أنه بإمكانكم الذهاب إلى iTunes، كي تشتروا هذا الصمت المستمر لمدة 4 دقائق و33 ثانية مقابل 1,99 دولار 00:25:14.700 --> 00:25:23.788 وقرأت تعليقات يعرب فيها المتابعون عن حماسهم إزاء الموضوع، ولكن قد نتساءل ما الفرق بين الجلوس وخفض صوت الحاسوب لمدة 4 دقائق و33 ثانية وهذا العمل الرائع؟ 00:25:24.025 --> 00:25:31.550 عملياً ليس هناك فرق، ولكن نفسياً إن "الصمت العادي" ليس "صمت عازف البيانو"! 00:25:33.695 --> 00:25:39.320 من المذهل بالنسبة لي كيف أننا لا ندرك بأننا نحن من يصنع كل ذلك! 00:25:39.320 --> 00:25:43.981 لقد ابتدعنا كل هذه الأمور بنفسنا! مثلاً لماذا يتمتع الذهب بهذه القيمة؟ ببساطة لأن أحدهم قال ذلك! 00:25:44.061 --> 00:25:47.196 ولماذا مثلاً تبلغ أسعار الوقود ما هي عليه؟ أيضاً ببساطة لأن أحدهم قال بأنها يجب أن تكون كذلك! 00:25:47.196 --> 00:25:51.540 أي أن أحدهم يخمّن، وأحدهم يقرر، ويوافق عدد كافٍ من الناس على هذه التخمينات والقرارات، وهكذا يصبح الأمر واقعاً 00:25:51.551 --> 00:25:53.431 لقد ساهمنا جميعنا في اتخاذ هذه القرارات 00:25:53.431 --> 00:25:57.478 وفي ظل تكرار هذه الدورات والسأم الذي يصيبنا كنتيجة لهذا التكرار 00:25:57.769 --> 00:26:00.765 ربما يجدر بنا فعل شيء مختلف هذه المرة ...شي غير مسبوق 00:26:01.137 --> 00:26:06.354 الناس يهتمون بمعالجة المعنى والقيم، يجب أن نلتفت لذلك 00:26:06.711 --> 00:26:15.360 إنه المجتمع- وبالأخص وسائل الإعلام- الذي يشجع الناس العاديين على الانخراط في هذا السعي المحموم وراء السلع المادية 00:26:15.851 --> 00:26:19.402 لم يكن الناس يعيشون هكذا قبل نحو 50 أو 60 عاماً 00:26:19.402 --> 00:26:27.689 إنها ظاهرة حديثة نسبياً: مثلاً إن كنت تملك هاتفين محمولين بدل هاتف واحد، فسيكون وضعك أفضل نوعاً ما. 00:26:35.247 --> 00:26:38.224 أنا ملك "الثروة" 00:26:39.067 --> 00:26:42.461 أنا سلطان المبيعات 00:26:43.054 --> 00:26:46.218 أنا سيّد الصفقات ... 00:26:46.949 --> 00:26:50.431 بطاقاتي الائتمانية...إنها لا تخذلني أبداً 00:26:50.615 --> 00:26:54.389 لدي ثروات طائلة في حسابي المصرفي 00:26:54.621 --> 00:26:58.388 مما يعني أنني لست مديوناً بأي شيء، وأستطيع شراء المزيد والمزيد 00:26:58.885 --> 00:27:02.098 أنا شخص محبوب، آكل في أرقى المطاعم، وأقرأ أهم الصحف 00:27:02.296 --> 00:27:06.438 أنا أملك أفضل الأفضل مما يستطيع مالي شراءه 00:27:06.727 --> 00:27:10.662 إنها حياة رائعة... 00:27:10.761 --> 00:27:14.390 إنها حياة رائعة... 00:27:14.732 --> 00:27:18.893 مع زوجتي ذات الشعر الأحمر 00:27:19.232 --> 00:27:22.465 إنها حياة رائعة 00:27:22.921 --> 00:27:27.593 آني ليونارد، خبيرة في الصحة البيئية: أصبح الفرد العادي في الولايات المتحدة يستهلك وسطياً ضعف ما كان يستهلكه قبل نحو 50 عاماً 00:27:27.593 --> 00:27:32.212 اسألوا جداتكم، ففي أيامهن كانت الإدارة السليمة للأمور وتوفير المال والحفاظ على الموارد أموراً ذات قيمة 00:27:32.443 --> 00:27:33.881 إذاً كيف وصلنا إلى ما نحن عليه الآن؟ 00:27:33.881 --> 00:27:38.783 بعد الحرب العالمية الثانية بفترة قصيرة، أخذ هؤلاء الأشخاص يفكرون بكيفية إنعاش الاقتصاد 00:27:38.783 --> 00:27:44.372 فابتكر محلل تجارة التجزئة فيكتور ليبو الحل الذي أصبح المعيار الأساسي الذي يقوم عليه النظام برمتته 00:27:44.372 --> 00:27:49.602 حيث قال "إن غزارة إنتاج اقتصادنا تتطلب اعتماد الاستهلاك كأسلوب لحياتنا" 00:27:49.662 --> 00:27:57.032 "أي يجب أن نحول شراء واستخدام السلع إلى نوع من الطقوس، بحيث نسعى إلى إشباع حاجاتنا النفسية - حاجات الأنا- عبر الاستهلاك". 00:27:57.118 --> 00:28:02.507 "نحتاج إلى استهلاك واستنزاف وتبديل الأشياء على نحو دائم التسارع" 00:28:02.537 --> 00:28:06.285 وعلى العموم، يلعب الإعلان والإعلام دوراً مهماً في تنمية هذا التوجه 00:28:06.401 --> 00:28:10.814 إذ يتعرض كل فرد أمريكي وسطياً لنحو 3000 إعلان تستهدفه يومياً 00:28:10.894 --> 00:28:15.719 ويرى الواحد منّا خلال سنة واحدة إعلانات تفوق بكميتها ما كان الناس يراه الفرد على مدى حياته بأكملها خلال 50 عاماً 00:28:15.800 --> 00:28:19.855 وإذا تفكرّنا بالأمر قليلاً، سنرى بأن الهدف الحقيقي للإعلانات هو جعلنا غير راضين عما نملكه 00:28:19.948 --> 00:28:26.376 إذاً 3000 آلاف مرة في اليوم يقال لنا "تسريحتنا ليست جميلة" "بشرتنا سيئة" "ملابسنا غير أنيقة"..لدرجة أننا نعتقد بأن هناك شيئاً يعيبنا شخصياً. 00:28:26.392 --> 00:28:30.243 ولكن يمكن إصلاح كل ذلك إن ذهبنا للتسوّق. 00:28:35.276 --> 00:28:44.237 قال السيد روجرز - الذي يعتبر سيّد التلفزيون هنا في الولايات المتحدة- بأن المسافة بين المشاهد وجهاز التلفزيون يجب أن تكون مقدسة 00:29:04.509 --> 00:29:08.791 الموضوع يتعلق بالمال، هل بإمكانهم بيعك السلعة أم لا...بغض النظر عن مدى فائدتها للإنسانية 00:29:08.791 --> 00:29:15.122 أعتقد بأن النقطة الفاصلة الكلية لأي نشاط إعلاني - على الأقل بنسبة 99%- ليست متمحورة حول مدى تأثير السلعة على المستهلك 00:29:15.163 --> 00:29:17.306 بل تتمحور حول مدى إمكانية بيع هذه السلعة. 00:29:17.306 --> 00:29:22.117 أي أنهم سيبيعونها للمستهلك بغض النظر عمّا إذا كانت مفيدة أم ضارةّ له 00:29:22.298 --> 00:29:28.646 وأرى بأن لذلك أثراً كبيراً على المتلقين....لأنه يغيّر حياتهم بشكل أو بآخر 00:29:42.994 --> 00:29:47.070 يتمثل أحد أجزاء المشكلة في أن تركيز الناس ينحصر بشكل أساسي على عالمهم الشخصي الصغير، على حياتهم الشخصية 00:29:47.227 --> 00:29:54.638 حيث يفكرون في الأمور التي يريدون تحقيقها، دون أن يدركوا أن لا سعادة تضاهي سعادة بلوغ الأهداف مع الآخرين 00:29:54.718 --> 00:30:01.647 كما أعتقد بأن العقود القليلة الماضية من الزمان شهدت الكثير من الطمع "الفردي" المتمحور حول "الأنا" 00:30:01.796 --> 00:30:06.525 وأظنّ أيضاً بأن الناس بدؤوا يدركون بأننا نزداد تعاسة 00:30:06.547 --> 00:30:14.274 ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، بل في كافة أنحاء العالم؛ حيث نشهد تسارعاً متزايداً في ارتفاع معدلات الاكتئاب 00:30:19.027 --> 00:30:25.920 لا يمكنك أن تعلم بأن الناس مدركون لهذه الحقيقة، إلا عندما تطرح أسئلة قوية 00:30:28.934 --> 00:30:36.303 ما هو أفضل شيء حدث لك خلال الشهر الماضي 00:30:38.054 --> 00:30:43.985 ما الذي يجعلك تشعر بالسرور حقاً؟ 00:30:45.848 --> 00:30:50.057 من أين تستقي المعنى في حياتك؟ 00:30:50.427 --> 00:30:55.712 هناك أبحاث لافتة حول هذا الموضوع، فإذا سألت طلّاب الجامعة عمّا يطمحون إليه، فسوف يحدثّونك عن المال 00:30:56.285 --> 00:31:00.660 ولكن إذا سألتهم عن أفضل شيء حدث معهم خلال الشهر الماضي 00:31:00.975 --> 00:31:05.684 فسوف يذكرون تجارب عاشوها مع أشخاص آخرين، ولا يذكرون المقتنيات أو الممتلكات أبداً 00:31:05.890 --> 00:31:11.665 إذاً على المستوى الفطري، يدرك الناس ما يجعلهم يشعرون بالسرور فعلاً 00:31:11.869 --> 00:31:16.498 ولكنهم في بعض الأحيان يضطرون لاكتشافه بطرق صعبة 00:31:34.726 --> 00:31:38.466 إذاً نحن نعيش حالة سخيفة؛ حيث نقضي حياتنا في الذهاب إلى العمل، ربما إلى وظيفتنين 00:31:38.586 --> 00:31:43.448 وعندما نعود إلى المنزل منهكين، نجلس على الأريكة ونشاهد التلفزيون لتقول لنا الإعلانات بأننا سيؤون للغاية 00:31:43.569 --> 00:31:46.028 لذلك يجب علينا الذهاب إلى مركز التسوّق وشراء شيء ما كي نشعر بحال أفضل 00:31:46.032 --> 00:31:48.052 ومن ثم علينا العمل بجهد أكبر لتسديد ثمن المشتريات 00:31:48.075 --> 00:31:50.316 ونعود بعدها إلى منازلنا منهكين أكثر، فنجلس ونشاهد التلفزيون 00:31:50.320 --> 00:31:52.269 ثم نذهب إلى مركز التسوّق من جديد 00:31:52.269 --> 00:31:59.892 فنبقى عالقين في هذه الدائرة المفرغة من العمل والمشاهدة والشراء، مع أننا قادرون على الخروج منها 00:32:11.972 --> 00:32:15.575 كل 5 ثوانٍ، يموت طفل واحد من الجوع في العالم 00:32:15.769 --> 00:32:21.822 بينما يرتفع الإنفاق العسكري العالمي بشكل سنوي، وقد بلغ 2 تريليون دولار حالياً 00:32:24.301 --> 00:32:29.816 تم استنزاف نحو 75% من مساحات صيد السمك تقريباً، وتعرّض 40% من الأراضي الصالحة للزراعة لأضرار جدية 00:32:31.848 --> 00:32:37.463 ازدادت النسبة السنوية للكوارث الطبيعية بمعدل 66% منذ عام 2000 00:32:39.149 --> 00:32:44.260 التغيير؟ 00:32:44.329 --> 00:32:47.716 كتبت رسالة مفتوحة إلى الرئيس أوباما 00:32:47.795 --> 00:32:53.023 أعدت فيها إحياء الشعار الذي كان مستخدماً خلال حملة كلينتون الانتخابية 00:32:53.051 --> 00:32:55.545 وكان هذا الشعار يقول "إنه الاقتصاد يا غبي"! It's the economy stupid 00:32:55.545 --> 00:32:59.589 ولكن بالنسبة لي، يجب أن يكون هذا الشعار "إنها النظرة إلى العالم، يا غبي" It's the worldview, stupid 00:32:59.689 --> 00:33:09.446 فإذا لم نغيّر نظرتنا إلى العالم، ولم تأخذ نظرتنا هذه في عين الاعتبار القيم، ومعاني الحياة على الصعيدين الفردي والاجتماعي، 00:33:09.727 --> 00:33:14.153 إذا لم نفعل ذلك، لن نستطيع إحداث تغيير حقيقي 00:33:14.223 --> 00:33:19.236 لذلك، خاطبت الرئيس أوباما مذكّراً إياه بأنه تكلم عن التغيير الحقيقي، عن تغيير يمكننا أن نؤمن به 00:33:19.326 --> 00:33:25.250 فقلت له "إن كنت فعلاً تريد تغييراً نؤمن به، إذا ساعدنا رجاءً في تغيير نظرتنا إلى العالم" 00:33:25.395 --> 00:33:30.683 د. إرفين لاسلو، دكتوراه في علم الأنظمة: إن تغيير الإنسان هو المفتاح إلى تغيير أي شيء آخر 00:33:30.729 --> 00:33:34.659 ومن دون ذلك، لن نتمكن من تحقيق أي تغيير ملحوظ 00:33:34.659 --> 00:33:40.458 فما نحتاج إليه لا يقتصر فقط على "الترقيع" أو إيجاد حلول للمشاكل الحالية فحسب 00:33:40.632 --> 00:33:45.068 بل ما نحتاج إليه هو تحوّل.....تحوّل جذري وشامل 00:33:45.181 --> 00:33:55.967 مما يقتضي تغيير القيم، وطرق التفكير، وتغيير الوعي.....تغيير أفكارنا وسلوكياتنا كبشر 00:33:57.591 --> 00:34:06.054 د. دين رادين، مهندس كهرباء، عالم فيزياء، عالم نفس: إن النظرة إلى العالم تؤثر على الأساس الذي يحرّك أية حضارة، وتؤثر على أفكارنا كأفراد ونظرتنا إلى أنفسنا وسلوكياتنا 00:34:06.054 --> 00:34:10.977 ومفاهيمنا الأخلاقية، وأساليبنا في مزاولة الأعمال...إنها تؤثر على كل شيء 00:34:11.089 --> 00:34:13.717 أجرى عالما نفس اجتماعيان التجربة التالية: 00:34:13.775 --> 00:34:23.611 أحضرا مجموعة من الطلاب، وقسموهم إلى قسمين يقرأ كل منهما واحداً من نصين يقدّمان وصفاً عمّن نظن أنفسنا 00:34:23.775 --> 00:34:29.505 وكانت الجملة الرئيسية في أحد النصين تقول "ما أنت سوى مجموعة من العصبونات" 00:34:29.595 --> 00:34:40.627 أي أنها تقول بأننا عبارة عن مواد فيزيائية، أي أن كل مشاعر المرء وعواطفه وحياته الداخلية بأكملها ما هي سوى "مجموعة عصبونات" 00:34:41.472 --> 00:34:48.091 بعدها سمح العالمان للطلّاب بإجراء مجموعة تجارب، مع إتاحة المجال للغش إن أراد المشاركون ذلك 00:34:48.217 --> 00:34:55.651 وأوضحت النتائج بأن الطلاب الذين قرؤوا النص الذي يتضمن جملة "ما أنت سوى مجموعة عصبونات" غشوا بشكل أكبر بكثير 00:34:55.914 --> 00:35:06.406 إذا كانت نظرتك إلى العالم تقول بأنه لا يوجد معنى متأصل في أي شيء، وترى الوجود بكليته كحالة لا مغزى منها، وعندما تموت فإنك تتلاشى ولا يحدث أي شيء آخر 00:35:06.532 --> 00:35:10.760 فإن ذلك يغيّر مفهومك حول الحياة التي ترغب بعيشها حالياً 00:35:10.856 --> 00:35:13.918 قد تقول لنفسك "يجب أن أحصل على كل شيء أريده فوراً" 00:35:14.015 --> 00:35:16.695 "يجب أن أغش إذا اضطررت إلى ذلك" 00:35:16.776 --> 00:35:24.365 بينما لو كان لدينا نظرة أخرى، ربما تقول بأننا جزء من نظام حياة عملاق يشمل كل شيء 00:35:24.555 --> 00:35:29.421 فإن تأثير هذه النظرة لن يقتصر على الفرد فحسب، بل أيضاً سيطال من يحبهم وجميع الناس أيضا 00:35:29.508 --> 00:35:38.687 إن كل المشاكل التي نواجهها الآن ليست "مشاكل"في واقع الأمر، وإنما هي أسئلة 00:35:39.465 --> 00:35:42.028 من نحن؟ كيف لنا أن نختار من نكون؟ 00:35:42.172 --> 00:35:46.059 كيف سنختار طريقة تعاملنا مع الحياة ذاتها؟ 00:35:46.139 --> 00:35:53.068 كيف نختار التعامل مع مختلف عناصر الحياة الأخرى مثل البيئة، والكوكب ذاته، وبالتأكيد الناس 00:35:53.313 --> 00:35:57.087 لماذا نحن هنا؟ وإلى أين سنذهب من هنا؟ 00:35:57.256 --> 00:36:00.449 ما هو معنى حياتي؟ 00:36:00.575 --> 00:36:05.331 نحن نشهد مرحلة انتقالية أصبحت الأجوبة القديمة فيها غير وافية 00:36:05.542 --> 00:36:09.470 ولهذا السبب نواجه ما نواجهه من أزمات 00:36:10.137 --> 00:36:14.339 إذاً هناك أعداد كبيرة من البشر الذين يعيشون حالة تغيير، ويقولون بأن الأجوبة القديمة أصبحت غير ذات نفع 00:36:14.393 --> 00:36:17.229 ونحن الآن جاهزون لإجابات جديدة 00:36:17.229 --> 00:36:21.416 أجوبة من شأنها تأسيس حضارة أحدث وأكثر استدامة 00:36:21.712 --> 00:36:27.505 ببساطة لأن النموذج القديم للحضارة لم يعد مفيداً، وعفا الزمن عن أجوبته 00:36:27.569 --> 00:36:35.424 لقد ظهرت أجوبة جديدة، ونحن في مرحلة من الضروري فيها اعتماد الأجوبة الجديدة وتصميم ثقافة جديدة 00:36:35.535 --> 00:36:39.241 ثقافة تسمح لنا بدعم هذه الاجوبة وبدعم أنفسنا 00:36:39.296 --> 00:36:46.463 في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البشرية، علينا إعادة تعريف معنى أن يكون المرء "إنساناً" 00:36:46.986 --> 00:36:52.099 علينا اختيار هوية جديدة بكل معنى الكلمة 00:36:52.508 --> 00:37:03.478 وإعادة تشكيل البشرية من جديد، أي إعادة "خلق" أنفسنا كنوع جديد من الكائنات الحيّة، أو لنقل فصيلة جديدة 00:37:03.490 --> 00:37:11.177 وذلك مع بناء هذا "الكيان الحي" الجديد على شكل تجمّع متكامل بدلاً من كونه عبارة عن أفراد متفرقين 00:37:11.311 --> 00:37:15.693 يجب أن نغير مفاهيمنا حول من نكون على صعيد تعاملنا مع بعضنا البعض 00:37:15.836 --> 00:37:22.543 نحن نعيش في مجتمعات تنافسية منذ فترة طويلة، وما العالم الذي نعيش فيه حالياً سوى نتيجة لهذه الثقافة . إنها "الأنا"..."الأنا" التنافسية... 00:37:22.662 --> 00:37:26.650 وأصبح علينا الآن أن نتعلم كيف نتعاون ونتخلص من "الأنا" 00:37:26.743 --> 00:37:32.640 وأن ندرك مجدداً بأنه إذا كان لدينا بلدان اثنان مثلاً، يعيش سكان أحدهما في فقر متقع، بينما يعيش سكان الآخر في ثراء فاحش، 00:37:32.760 --> 00:37:36.604 فسيتحتم على سكان البلد الغني بناء جيوش ودفاعات قوية لمنع وصول الفقراء إليهم 00:37:36.691 --> 00:37:43.836 باختصار، لن نتمكن من المضي قدماً إذا ما بقيت المنظومات الاجتماعية التقسيمية التي نعرفها اليوم على حالها، إذا ما بقي التقسيم الطبقي سائداً 00:37:47.350 --> 00:37:55.612 يجب أن يشهد البشر تغييراً كي يدركوا بأن الحياة يجب أن تعاش لما يصب في صالح الوحدة البشرية ككل 00:37:55.997 --> 00:38:00.196 وأنه يجدر بنا أن نعيش كـ"شخص واحد بقلب واحد" 00:38:00.296 --> 00:38:08.466 ونحن نتشاطر هذه الرغبة وهذه الفكرة التي تقول بأننا مرتبطون ببعضاً البعض، ويقدم كل منّا تنازلات للآخر في علاقة تبادلية تعود بالنفع على الجميع 00:38:08.908 --> 00:38:13.930 كما لو أننا خلايا من جسم حيّ واحد 00:38:18.359 --> 00:38:22.868 من اليرقة...إلى الفراشة 00:38:23.080 --> 00:38:26.700 الأمر بسيط، ولكننا نحن نعقدّه 00:38:26.838 --> 00:38:34.760 في الواقع، إن هذه الصعوبات والتحديات والأمور المروّعة التي نراها من شأنها تحفيزنا كي نكون أفضل مما نحن عليه الآن 00:38:34.874 --> 00:38:39.781 وأعتقد بأن هذه الأشياء ستبقى موجودة على كافة المستويات إلى أن ندرك ضرورة التغيير 00:38:39.878 --> 00:38:48.675 ننظر إلى أزمتنا الاقتصادية، والبيئية، والروحية، فنرى بأننا غير سعداء، ومجتمعاتنا ليست سعيدة...إذا أين الخلل؟ ما عيبنا يا ترى؟ 00:38:48.738 --> 00:38:53.273 وهنا يكمن التحفيز: يجب أن تكون هناك مشاكل كي تكون هناك حلول 00:38:53.335 --> 00:38:59.027 المشاكل تؤدي إلى تنشيط الإبداع، أي لا يوجد هناك ما يمكن تسميته بـ"المشكلة"، وإنما هي حالة انتقال في حقيقة الأمر 00:38:59.157 --> 00:39:03.319 لذلك أنظر إلى الأزمات المعاصرة على أنها نقطة تحوّل للبشرية 00:39:03.362 --> 00:39:08.617 اراها بانها ليست بالضرورة شيئاً "غير طبيعي" 00:39:09.733 --> 00:39:17.611 مرارا و تكرارا هنالك في الطبيعة، ظواهر يمكن رؤيتها في كافة تجليات الحياة بدءاً من أبسط أشكال البكتيريا البدائية ووصولاً إلى الفصائل المتطورة الأكثر تعقيداً 00:39:17.611 --> 00:39:23.060 تمر بمرحلة "صبيانية" من التنافس المحموم تسعى فيه إلى ترسيخ مكانتها 00:39:23.060 --> 00:39:24.657 د. إليزابيث ساهتوريش: عالمة أحياء تطورية، ومستقبلية 00:39:24.657 --> 00:39:28.768 ثم تكتشف هذه الكائنات المزايا الاقتصادية للتعاون 00:39:28.929 --> 00:39:39.401 وعندما ندرك بأنه من الأقل تكلفة والأكثر فعالية وفائدة للجميع بأن "يطعموا أعداءهم" بدلاً من أن يتقاتلوا معهم 00:39:39.616 --> 00:39:45.508 فسنكون عندها على الطريق الصحيح نحو بناء الحضارة التي ننشدها جميعاً 00:39:46.074 --> 00:39:54.075 الأمر الرائع في كون الطبيعة مؤسسة على أنماط متكررة هو أن ذلك يسمح لنا بالاستفادة من أحد هذه الأنماط لفهم أنماط أخرى, لأن الأنماط تتكرر دوماً 00:39:54.290 --> 00:40:01.621 وإذا ما أردنا النظر إلى نمط نشهده حالياً على كوكبنا، ومن شأنه إعطاؤنا فكرة عمّا يجري بالضبط 00:40:01.657 --> 00:40:05.383 فلنأخذ اليرقات التي تمر في مرحلة النمو مثالاً 00:40:05.383 --> 00:40:12.542 لنقل أن اليرقة تتألف من 7 مليار خلية تعيش ضمن الكيان ذاته، ويمكن اعتبار كل واحدة من هذه الخلايا بمثابة إنسان 00:40:12.627 --> 00:40:20.361 وهذه الخلايا تشبهنا كثيراً، فهي تعمل بشكل يومي..بعضها في الجهاز الهضمي تقوم بامتصاص الطعام وتحليله وتحويله إلى منتجات 00:40:20.566 --> 00:40:25.645 فيما يتولى بعضها الآخر مهمة تزويد اليرقة بالقدرة على الحركة، فهي تنقل المواد الغذائية المطلوبة إلى الأجزاء المطلوبة 00:40:25.748 --> 00:40:31.807 حيث تسير ضمن اليرقة وفق مسارات محددة على نحو يشبه حركة الشاحنات والمركبات على الطرقات 00:40:32.157 --> 00:40:35.741 وكذلك هو الحال بالنسبة لخلايا الجهاز المناعي التي تقوم بالتصدي للهجمات الخارجية، 00:40:35.841 --> 00:40:39.584 وخلايا الجهاز التنفسي التي تضمن الحصول على الأوكسجين النقي المطلوب 00:40:39.829 --> 00:40:43.597 إذاً لكل من هذه الخلايا مهمّته فيما تواصل اليرقة نموّها 00:40:43.597 --> 00:40:49.767 ولنفترض أننا كنّا خلايا في هذه المنظومة، فسنقول "نعم..إن الاقتصاد ينمو بشكل رائع من جميع النواحي يوماً بعد يوم" 00:40:49.810 --> 00:40:53.891 الجميع يعملون...لا بطالة...وهذا هو ما نريده بالضبط 00:40:54.132 --> 00:40:57.655 كم يبلغ معدّل نموّنا اليومي....كذا بالمئة... 00:40:57.702 --> 00:41:00.955 بعدها تصل اليرقة إلى مرحلة لا تعود فيها قادرة على النمو أكثر 00:41:00.995 --> 00:41:06.807 حيث لا تستطيع أكل المزيد، فقد وصلت إلى أقصى حجم ممكن لها 00:41:06.987 --> 00:41:10.264 وإذا كنّا خلايا داخل هذا المجتمع، فسنصاب بالذهول وسنبدأ بالتساؤل عمّا يحدث 00:41:10.470 --> 00:41:14.042 فإن كان أحدنا خلية في الجهاز الهضمي سيلاحظ أن كمية الطعام الداخلة أصبحت أقل 00:41:14.155 --> 00:41:18.204 وسيتساءل لماذا أصبح العمل أبطأ هنا، إن إنتاج معملنا يتباطأ 00:41:18.336 --> 00:41:21.961 ومن ثم تصل الأمور فجأة إلى مستوىً متدنٍ يقتضي الاستغناء عن الكثير من الخلايا 00:41:22.180 --> 00:41:25.935 أصبحت الكثير من الخلايا عاطلة عن العمل نظراً لقلة كمية الطعام التي يتم استهلاكها في هذا الجسم 00:41:26.079 --> 00:41:30.882 ومع تراجع نشاط هذا الجهاز الهضمي، فستتأثر أعمال الأجهزة الأخرى، لأنه دون طعام لا توجد طاقة 00:41:30.882 --> 00:41:34.333 ومن ثم يبدأ هذا النظام بأكمله بالاستغناء عن الخلايا 00:41:34.333 --> 00:41:38.672 وبعد فترة قصيرة، تنشأ فوضى عارمة في جوف هذه اليرقة 00:41:38.772 --> 00:41:45.225 لماذا؟ لأن النظام لم يعد ينمو، ولم تعد الخلايا تعمل، وليس هناك أي تطور، وقد بدأ كل شيء بالتداعي والانهيار 00:41:45.266 --> 00:41:52.060 وإذا كنّا خلايا ضمن هذه اليرقة ونراقب ما يحدث حولنا، فسيصيبنا الهلع وسنعتقد بأن نهاية عالمنا غدت وشيكة 00:41:52.175 --> 00:42:01.092 وفي وسط مليارات الخلايا هذه، تظهر خلايا جديدة قد تكون من بين الخلايا القديمة، أو متطابقة معها جينياً، لا تختلف عنها في المظهر 00:42:01.112 --> 00:42:05.637 ولكنها "تفكّر" بطريقة مختلفة وتستجيب للإشارات بطريقة مختلفة 00:42:05.637 --> 00:42:09.637 وتحمل هذه الخلايا اسماً لافتاً هو "الخلايا التخيلية" Imaginal Cells 00:42:09.672 --> 00:42:13.347 وتمتاز بقدرتها على ابتكار "رؤية جديدة" 00:42:13.347 --> 00:42:18.800 حيث أنه في خضم هذه الفوضى والرعب، وفيما تظن الخلايا الأخرى أن العالم موشك على الانهيار 00:42:18.946 --> 00:42:25.148 تبدأ الخلايا الخيالية بوضع رؤى جديدة، وأفكار جديدة، وبرامج وخطط جديدة، وأسلوب حياة جديد 00:42:25.148 --> 00:42:34.533 ومن ثم تأخذ بقية الخلايا بالانتظام ضمن إطار هذه المفاهيم الجديدة، وتتكتل في مجموعات لبناء نظام جديدة أفضل بكثير مما كان موجوداً في السابق 00:42:34.724 --> 00:42:39.510 نظام أكثر استدامة وأكثر تطوراً 00:42:39.605 --> 00:42:43.018 ويدعى هذا النظام الجديد الذي تبنيه الخلايا بـ"الفراشة" 00:42:43.018 --> 00:42:51.268 إذاً نحن نشهد انتقالاً من عالم "اليرقة" القديم ومعتقداته القديمة وأنماط حياته التي لم تعد صالحة بعد الآن 00:42:51.450 --> 00:42:55.389 وبالتالي أمامنا خياران في هذه العالم الحالي 00:42:55.389 --> 00:43:02.199 بإمكاننا التشبّث بنظام "اليرقة"، ولكننا سنعيش في هلع وخوف من الانهيارات التي نشهدها حولنا 00:43:02.199 --> 00:43:07.449 أو بإمكاننا إدراك بأن نظام "اليرقة" آخذ في التلاشي، لذلك سوف نساهم في الانتقال إلى "الفراشة" 00:43:07.449 --> 00:43:14.807 لماذا؟ لأننا إذا ساهمنا بفعالية ونشاط في عملية بناء "الفراشة"، فسننخرط ونلعب دوراً حيوياً في تشكيل المستقبل 00:43:14.870 --> 00:43:20.318 أما إذا قررنا الجلوس والشعور بالأسى على "اليرقة"، فإننا نتسبب بالأمراض لأنفسنا ولكل شيء حولنا 00:43:20.462 --> 00:43:23.764 لماذا؟ لأننا لا نساهم في تطورنا 00:43:23.813 --> 00:43:29.739 إذاً أين نحن الآن؟ نحن على عتبة انهيار مرحلة "اليرقة" من الحضارة البشرية 00:43:29.802 --> 00:43:34.061 ودخول مرحلة "الفراشة" 00:43:35.240 --> 00:43:44.077 ما يجب أن ندركه، هو أن هذه الأزمات ليست مقتصرة فقط على ما هو خارج نطاق الوعي، بل هي أيضاً موجودة ضمن الوعي ذاته 00:43:44.181 --> 00:43:47.469 أي أن هذا "الجنون" يندرج ضمن آلية منظمة 00:43:47.548 --> 00:43:53.181 إذا نظرنا إلى التطور البيولوجي مثلاً، سنرى بأن كل قفزة تطورية عملاقة كانت مسبوقة بكارثة 00:43:53.294 --> 00:43:58.336 لذلك، فإن ما نشهده الآن هو ققزة تطورية للكائن البشري 00:43:58.424 --> 00:44:02.757 من التركيز بالدرجة الأولى على المشاعر السلبية والعقل السببي 00:44:02.851 --> 00:44:07.398 إلى الإصغاء للقيم من جمال، وحب، وطيبة...... 00:44:07.459 --> 00:44:13.892 يجب علينا الإصغاء إلى هذه القيم...ولكن كيف لنا أن ندركها دون معاناة؟ 00:44:15.690 --> 00:44:21.129 تطوّر الوعي 00:44:21.509 --> 00:44:30.495 أعتقد أن لب المسألة يكمن في إيجاد كيفية تسمح بجعل أكبر عدد ممكن من الناس يدرك بأننا واحد في واقع الأمر، أن يفهموا وحدتنا 00:44:30.705 --> 00:44:36.159 يجب تغيير بيئتنا الاجتماعية بحيث تصبح الحياة قائمة على الاحترام فيما بيننا 00:44:36.196 --> 00:44:47.504 بينما يجب أن تدرك منظومات قيمنا بأننا غير قادرين منطقياً على الاستمرار إذا ما بقينا متمسكين بالعقلية التنافسية السائدة منذ عدة أجيال 00:44:47.640 --> 00:44:54.182 إذا واصل المناخ الاجتماعي دعمه لهذه الأنانية، سيكون من الأصعب الخروج من هذه الحالة 00:44:54.279 --> 00:45:06.631 لذلك، إذا أنشأنا بيئة تشجعنا على العطاء وتساعدنا وتكافئنا عليه، فسيتاح لنا الخروج بسرعة أكبر من تلك العقلية التي تعيقنا 00:45:06.869 --> 00:45:10.865 ما نشهده الآن هو بدايات انهيار كافة المؤسسات الرئيسية التي لطالما عهدناها 00:45:10.865 --> 00:45:16.063 سواء كانت اقتصادية، أو سياسية، أو تعليمية، أو صحية.... 00:45:16.487 --> 00:45:19.945 كافة المؤسسات الرئيسية في العالم 00:45:20.122 --> 00:45:23.847 لذا يجب إجراء تغييرات على كافة المستويات 00:45:24.095 --> 00:45:27.011 وينبغي أن تبدأ هذه التغييرات مع التثقيف والتوعية. لماذا؟ 00:45:27.011 --> 00:45:36.254 لأن الأفكار والمعتقدات القديمة حول "من نحن" و"ماذا نفعل هنا" أصبحت غير ملائمة ولا تساعدنا على البقاء 00:45:36.743 --> 00:45:42.306 علينا التخلي عن معتقداتنا المحدودة التي أوصلت عالمنا إلى ما هو عليه الآن 00:45:42.445 --> 00:45:49.107 ومن ثم إعادة صياغة هذه المعتقدات بحيث نخطو إلى الأمام انطلاقاً من وعي جديد، وقوة جديدة، وفهم جديد لوجهتنا المقبلة 00:45:49.324 --> 00:45:52.421 لذا لا بد من تغيير آليات التعليم والتثقيف 00:45:52.421 --> 00:46:00.465 فقط تخيّلوا، ما الذي سيحدث إذا غيّرنا بيئتنا بالكامل؟ 00:46:00.865 --> 00:46:08.754 ماذا لو أن الأخبار، والفنون، والترفيه، والإعلانات جميعها أكدت على مدى ترابطنا وتكاملنا 00:46:09.747 --> 00:46:15.383 على ارتباطنا ببعضنا البعض كأجزاء من نظام واحد متكامل 00:46:15.988 --> 00:46:19.568 كيف كان العالم ليبدو؟ 00:46:19.674 --> 00:46:25.338 كيف كانت ستكون علاقتنا مع جميع الآخرين ضمن هذا النظام؟ 00:46:27.793 --> 00:46:34.292 سوف تشعر فجأة بان كل واحد منّا مرتبط بالآخرين كما لو أنهم شخص قريب منك 00:46:35.128 --> 00:46:43.433 ستتراجع رغبتنا في استغلال الآخرين واستخدامهم 00:46:43.960 --> 00:46:51.562 ستبدأ بالشعور بان هذا الآخر هو شخص قريب اليك و بإننا مرتبطون بهم، وينتمون إلينا 00:46:52.084 --> 00:46:57.024 وسنفكرّ بهم كما نفكّر بأطفالنا أو عائلتنا 00:46:57.115 --> 00:47:00.806 حيث نأخذهم في عين الاعتبار عندما نفعل أي شيء في حياتنا 00:47:00.865 --> 00:47:05.776 فنفكّر في مدى تأثير تصرفاتنا عليهم 00:47:11.480 --> 00:47:16.378 إذاً هذا النوع من التغييرات هو الذي نحتاج إليه 00:47:17.540 --> 00:47:26.698 ويمكن أن نحدثه عبر توفير البيئة الملائمة التي نوجدها بأنفسنا 00:47:29.822 --> 00:47:37.161 صحيح أن لدينا دارات عصبية تحفّز المشاعر السلبية من تنافسية وغضب وطمع وأنانية وغيرها 00:47:37.763 --> 00:47:48.601 ولكننا من الناحية الأخرى قادرون على خلق واقع تسود فيه المشاعر الإيجابية في علاقتنا مع أنفسنا ومع الآخرين 00:47:48.947 --> 00:47:53.749 وبإمكاننا تشكيل دوائر عصبية ذات مشاعر إيجابية 00:47:54.356 --> 00:48:01.158 وستنشأ هذه الدارات العصبية عن السلوكيات الطوعية النابعة من المحبة، عن سلوكيات مقصودة نطورّها بالممارسة 00:48:01.257 --> 00:48:06.261 وهو ما سيؤدي إلى زوال الدارات العصبية للمشاعر السلبية 00:48:06.358 --> 00:48:12.459 الأمر الذي سيسمح لنا بتجاوز رغباتنا الأولية 00:48:14.302 --> 00:48:23.650 بدأنا ننظر إلى المشاعر على أنها نوع من الهوية الجمعية، كما لو أنها "أمواج" تجتاح الجموع البشرية 00:48:23.837 --> 00:48:28.659 على أنه نوع من "الشغب الصامت" الكامن تحت السطح طوال الوقت 00:48:28.873 --> 00:48:33.826 وعندما رسمنا خارطة لهذه الشبكة، رأينا تكتلات للأشخاص السعداء وغير السعداء 00:48:34.103 --> 00:48:43.468 ورأينا أن السعداء يستطيعون التأثير على الآخرين كي يصبحوا سعداء، وبالتالي تنتشر السعادة من شخص إلى آخر، وإلى آخر وهكذا دواليك 00:48:44.082 --> 00:48:52.546 إن إدراكنا لهذا الترابط العضوي الضخم بين الناس بدأ في تغيير نظرتنا إلى أنفسنا كبشر 00:48:53.304 --> 00:49:03.832 نحن مرتبطون ببعضاً بعضاً على نحو يشابه الكائنات الحية الاجتماعية الاخرى، مثل أفواج الأسماك وأسراب الطيور.... 00:49:07.371 --> 00:49:11.689 الحيوانات تتسم بهذه الصفة، والبشر الذين يسمون بـ"البدائيين" يتسمون بها أيضاً 00:49:11.757 --> 00:49:16.945 ولكن يبدو أننا فقدناها بسبب عقليتنا القائمة على "الأنا" بشكل مفرط 00:49:17.038 --> 00:49:23.528 وإذا استعدنا هذه الصلة، فسوف تصبح سلوكياتنا قائمة على مستوى أعلى من التعاضد والتعاون مع بعضنا البعض 00:49:23.628 --> 00:49:37.478 وسوف يتسع نطاق التعاضد بحيث لا يعود مقتصراً على العائلة فحسب، بل سيشمل عدداً أكبر من الناس ليغطي في نهاية المطاف العائلة البشرية كلها، والبيئة الطبيعية أيضاً 00:49:45.831 --> 00:49:55.698 نستطيع تشجيع الناس من كافة الاختصاصات والخلفيات والمؤسسات على تبنّي مفهوم "العائلة العالمية" الحقيقي 00:49:55.883 --> 00:50:00.556 كي نبني العالم الذي نحلم به جميعاً بحق 00:50:00.699 --> 00:50:05.065 ثمة أدلّة متزايدة تشير إلى أن أسعد الأشخاص يتمتعون بشبكات اجتماعية نابضة بالحياة 00:50:05.159 --> 00:50:08.726 حيث يبذلون قصارى جهدهم لتعزيز علاقاتهم مع الآخرين 00:50:08.726 --> 00:50:15.736 لذلك فإن التواصل مع الآخرين والبقاء بقربهم وجمعهم مع بعضهم البعض هو أكثر ما يجعل الناس يشعرون بالسعادة 00:50:16.392 --> 00:50:20.446 طبيعة قائمة على الترابط 00:50:20.616 --> 00:50:25.985 بطريقة أو بآخرى، لطالما لاحظ العلم أن كل شيء مرتبط ببعضه بعضاً 00:50:26.085 --> 00:50:31.257 كما لاحظ العلاقة التكاملية المتداخلة بين جميع الأشياء، ولكن ليس بالإمكان دراسة كل شيء في آن معاً. 00:50:31.722 --> 00:50:39.283 لذلك برع العلم في تقسيم العالم إلى "قطع صغيرة"، ومن ثم الغوص عميقاً في كل واحدة من هذه "القطع" 00:50:39.357 --> 00:50:41.742 فتصبح كل واحدة من هذه "القطع" مجالاً علمياً قائماً بحد ذاته 00:50:41.742 --> 00:50:46.283 ولكن لطالما نسينا وننسى أن هذه "القطعة" لا تزال مرتبطة بكل شيء آخر 00:50:46.324 --> 00:50:48.606 إننا ننسى ذلك بسهولة! 00:50:48.636 --> 00:50:54.563 وبالرغم من أن ذلك يوصلنا إلى نظام ما، غير أن الصورة الكلية تبقى مجتزأة بهذه الطريقة 00:50:54.797 --> 00:51:04.988 وربما ليس هناك سوى عدد قليل من العلماء الذي يسألون أنفسهم عن موقع الشيء الذي يدرسونه ضمن هذه الصورة الكلية 00:51:05.426 --> 00:51:13.590 وربما إن واصل هؤلاء العلماء التعمّق أكثر وأكثر في هذا الموضوع، سيتوصلون إلى استنتاج بأن الكون ما هو إلا "كينونة علاقة واحدة" 00:51:14.453 --> 00:51:18.852 لطالما طرحنا هذا السؤال، "لماذا نحن هنا كجنس بشري؟" 00:51:18.942 --> 00:51:28.557 وثمة جواب تبسيطي وسيء للغاية غالباً ما نسمعه: "ليس هناك من سبب لوجودنا هنا، فنحن مجرّد ’حادثة مورثات‘" 00:51:28.772 --> 00:51:33.713 وبالتالي، يمكننا أن نفعل ما نشاء لأن وجودنا هنا عبثي في جميع الأحوال 00:51:33.793 --> 00:51:40.769 وهو ما أدى إلى عدم إيلاء أي أهمية لعلاقتنا مع العالم من حولنا والطبيعة التي نعيش فيها 00:51:40.861 --> 00:51:45.771 لأننا نعتقد بأن مختلف أشكال الحياة جاءت إلى هنا بالخطأ 00:51:46.999 --> 00:51:54.003 إذا نظرنا إلى كوكب الأرض، فسوف نلاحظ بأن المساحة الصالحة للعيش عليه ضيّقة للغاية، ونحن موجودون ضمنها بالضبط 00:51:54.248 --> 00:51:58.667 إنها مساحة تتمتع بتركيبة الغازات المثالية، وتتيح درجات الحرارات المثالية وغيرها 00:51:58.897 --> 00:52:08.631 وهي تحافظ على استقرارها، وذلك أمر غريب للغاية، أي أن يحافظ كوكب على حالٍ معيّن في كون يتسم كل ما فيه بالديناميكية والتغيير 00:52:09.031 --> 00:52:17.676 ويعزى هذا الأمر إلى أن الطبيعة خلقت أشكال الحياة واحداً تلو الآخر كي تحافظ على التوازن البيئي 00:52:17.753 --> 00:52:25.709 وتعوّض عن آثار مختلف الأنشطة التي تحدث من حولنا، والهدف من ذلك كله هو صون ما يدعى بحالة "الاستتباب" Homeostasis 00:52:27.041 --> 00:52:29.113 إليكم مثالاً بسيطاً عن ذلك: 00:52:29.176 --> 00:52:36.490 عندما كانت الحياة على الكوكب نباتية بالدرجة الأولى، كانت البيئة غنية بثاني أكسيد الكربون مع بعض الأكسجين في البداية 00:52:36.499 --> 00:52:45.238 ثم تراجعت نسبة ثاني أكسيد الكربون وأخذت نسبة الأكسجين بالازدياد، لأن النباتات كانت تستهلك ثاني أكسيد الكربون مع إطلاق الأكسجين بشكل متواصل 00:52:45.306 --> 00:52:48.131 لتأخذ العلاقة بين معدلات هذين الغازين شكلاً معاكساً 00:52:48.131 --> 00:52:56.476 وأدى ذلك إلى ارتفاع معدلات الأكسجين على الكوكب لدرجة أن الأرض أصبحت سهلة الاشتعال للغاية، ويكفي أن تضرب صاعقة مثلاً لإشعال الكوكب بأكمله 00:52:56.539 --> 00:52:58.936 وبالتالي لم تكن الأرض صالحة للحياة على هذا النحو 00:52:58.936 --> 00:53:04.989 فقامت الطبيعة بخلق عنصر جديد للحفاظ على التوازن، وهو الحيوانات 00:53:05.367 --> 00:53:09.566 إن الحيوانات تستنشق الأكسجين، وتطلق غاز ثاني أكسيد الكربون 00:53:09.566 --> 00:53:13.619 وهو تماماً نقيض ما تقوم به النباتات 00:53:13.619 --> 00:53:24.031 إذاً أين تكمن أهمية ذلك؟ إن وضعنا الحيوانات والنباتات في البيئة ذاتها، فإن النباتات ستسحب ثاني أكسيد الكربون لتطرح الأكسجين، بينما تقوم الحيوانات بعكس ذلك 00:53:24.185 --> 00:53:28.132 وهو ما يؤدي إلى نشوء دورة من التوازن والانسجام 00:53:28.132 --> 00:53:35.768 أي أن ظهور الحيوانات لم يكن حدثاً اعتباطياً، بل كان أمراً مطلوباً للحفاظ على التوازن 00:53:38.416 --> 00:53:46.993 إذا نظرنا إلى الحياة على أنها ميزان دائم التذبذب، ووضعنا كائناً حياً على أحد جانبيه، فسوف تميل الكفة إلى جهة هذا الكائن 00:53:47.135 --> 00:53:50.828 ثم تضع الطبيعة كائناً حياً آخر على الجانب الآخر من أجل استعادة التوازن 00:53:50.895 --> 00:53:55.086 وقد نتساءل "أين هم البشر في هذا الميزان؟" و"ما أهمية ذلك؟" 00:53:55.197 --> 00:54:03.810 لأن البشر يتمتعون بقوة كبيرة، وإذا لم نكن ندرك ما نفعله بوضوح، فقد نزيد الثقل على إحدى الكفتين، مما يؤدي إلى إفساد التوازن الطبيعي 00:54:03.976 --> 00:54:08.118 وعندها سيتحتم علينا البحث عن سبل تسمح لنا باستعادة هذا التوازن مجدداً 00:54:08.157 --> 00:54:17.857 ونظراً لجهلنا بموقعنا في المنظومة الطبيعية، فقد نسينا بأن كافة الكائنات تلعب دوراً في الحفاظ على استقرار البيئة 00:54:18.591 --> 00:54:24.006 ومن المفترض بنا عدم العبث بالبيئة 00:54:28.371 --> 00:54:36.589 وإذا تزعزع هذا التوازن بشكل كبير كنتيجة للممارسات البشرية، فهذا يعني أن الطبيعة لن تعود قادرة على دعم الحياة البشرية فوق الكوكب 00:54:37.034 --> 00:54:48.896 من الواضح أننا نحن الذين أفسدنا التوازن البيئي ومهدنا الطريق نحو انقراضنا، لذلك يجب علينا توحيد جهودنا وتبني نظرة موحدة لاستعادة الانسجام البيئي 00:54:51.399 --> 00:54:59.309 عندما ندرك ذلك، فسوف ننخرط في هذا النشاط الذي سيصبح الوجهة الرئيسية للحضارة البشرية 00:54:59.592 --> 00:55:03.028 الكتلة الحرجة 00:55:03.308 --> 00:55:13.789 هل ترانا قادرون - كـ"قبيلة عالمية"- أن نتصرف بشكل موحد وبالسرعة المطلوبة كي نغيّر سلوكنا الجماعي في الوقت المطلوب؟ 00:55:13.987 --> 00:55:23.061 ينطوي هذا الموضوع على قوة هائلة، لأنه ليس من الضروري أن يتغيّر الجميع في الوقت ذاته، وإنما نحن بحاجة إلى كمية ندعوها بالـ"كتلة الحرجة" 00:55:23.251 --> 00:55:33.977 وفي حين لا نعلم بالضبط كم يبلغ عدد الأشخاص المطلوب لانتشار هذا التغيير، ولكن عندما يعتمد الناس طرقاً مختلفة في التفكير والسلوك، فإن ذلك سيؤثر على الآخرين 00:55:34.247 --> 00:55:37.012 وسينتشر هذا التغيير 00:55:37.270 --> 00:55:44.855 وجد العلماء أنه عندما يلتزم فقط 10% من الناس التزاماً عميقاً بفكرة معيّنة 00:55:44.993 --> 00:55:50.638 فإن بقية المجتمع (والتي تشكّل الأغلبية) سوف تتبنى هذه الفكرة 00:55:51.077 --> 00:55:57.071 وتتم هذه العملية وفق نموذج رياضي يظهر فيه ما يمكن أن ندعوه بـ"القفزة العفوية" 00:55:57.347 --> 00:56:01.383 أي أنه عندما تكون نسبة انتشار الفكرة أدنى من 10%، فلن يكون هناك أي تقدم ملحوظ 00:56:01.463 --> 00:56:05.949 ولكن بعد أن تقطع عتبة الـ10%، فإنها تنتشر كالنار في الهشيم 00:56:05.999 --> 00:56:14.604 لا أعتقد أن هذا التغيير سيحدث على مستوى القيادات أولاً، سواء السياسية أم التجارية والمالية منها 00:56:14.816 --> 00:56:21.117 بالطبع دوماً هناك استثناءات، فثمّة قادة سياسيون ورجال أعمال متنورون للغاية 00:56:21.303 --> 00:56:27.312 ولكن بالمجمل، إن هذه القيادات لديها الكثير من المصالح في بقاء النظام القائم على حاله 00:56:27.480 --> 00:56:30.355 وهي خائفة من التغيير 00:56:30.429 --> 00:56:37.496 لأن قاعدة قوتهم ونفوذهم وثرواتهم تقوم على بقاء واستمرارية النظام الحالي 00:56:37.576 --> 00:56:40.338 لذلك، يجب أن يأتي التغيير من مكان آخر 00:56:40.414 --> 00:56:48.301 ولا أعتقد أنه سيأتي من الذين يعيشون في فقر متقع، والذين يقدّر عددهم حالياً بنحو 2 مليار إنسان 00:56:48.384 --> 00:56:57.133 فهم يعيشون معاناة دائمة للحصول على الطعام والعمل والمأوى والتعليم وغيرها من المتطلبات الأساسية 00:56:57.420 --> 00:57:06.958 ولا يمكن أن نتوقع التغيير من أصحاب الثروات الطائلة الذين يقدّر عددهم بنحو200- 300 مليون شخص، والذين يطلق عليهم اسم "الطبقات القائدة" 00:57:07.131 --> 00:57:14.459 ينبغي أن ينبثق التغيير من أولئك الواقعين في الوسط بين هاتين الشريحتين، والذين لديهم الخيار، ويزداد اهتمامهم بهذا الموضوع أكثر فأكثر 00:57:14.617 --> 00:57:22.373 والذين يدركون وجوب فعل شيء ما حيال ما يحدث، ونحن نأمل بأنهم سيستيقظون 00:57:25.192 --> 00:57:30.316 إن كان هناك أناس يدركون ضرورة أن يصبح عالمنا متكاملاً 00:57:30.522 --> 00:57:38.187 فسيكون السؤال عندها "هل يستطيع هؤلاء توحيد جهودهم؟" هل يستطيعون أخذ الخطوة الأولى نحو هذا التغيير؟ 00:57:38.270 --> 00:57:46.011 أعتقد أن المشكلة في الأزمات العالمية هي أنه من الصعب على كل فرد أن يعرف ما بمقدوره أن يفعل إزاء ذلك. 00:57:46.248 --> 00:57:54.890 عندما أنطلق من "أناي" وأسعى لتحويلها بمعزل الآخرين، فسأكون واقعاً في وهم، لأنه لا يمكن عزل عن "أنوات" الآخرين الذي أعتمد عليهم في بقائي 00:57:57.549 --> 00:58:02.299 إذا بفضل جهود قلّة من الناس تبدأ التغييرات بالحدوث 00:58:02.376 --> 00:58:06.690 كيف ذلك؟ لأن التطور يفرض نفسه على الجميع 00:58:06.690 --> 00:58:10.331 حيث لا يحتاجون سوى إلى حافز يطلق العنان لهم، لأنهم لا يمتلكون الآلية المناسبة لتحقيق التغيير 00:58:10.331 --> 00:58:18.145 وسيأتي الحافز من تلك الفئة الراقية من الناس الذين يتعاونون معاً لتطوير مشاعر إيجابية 00:58:18.407 --> 00:58:23.991 وسيطال تأثيرهم عدداً أكبر من الناس يفوق بكثير ما تضمه المجتمعات الصغيرة التي انطلقت منها هذه التغييرات 00:58:24.402 --> 00:58:30.387 إذاً حدوث تغيير صغير واحد ضمن مجتمع صغير واحد قد يؤثر على مجتمع بشري أكبر بكثير 00:58:30.671 --> 00:58:47.861 كما أن التواصل الذي نعيشه عبر الإنترنت، تواصل "الأنوات" المختلفة مع بعضها، سيصبح فجأة (ومن دون أن ندرك ذلك) أداةً للتغيير الذي قد يكون أسرع مما نتوقع بكثير 00:58:52.546 --> 00:58:58.395 تقول الفكرة الرئيسية بأن هناك "نسيجاً بشرياً عملاقاً" منتشر عبر مختلف أصقاع الأرض 00:58:58.502 --> 00:59:01.836 فأنا مرتبط بك، وأنت مرتبط بآخرين، وهكذا دواليك إلى مالا نهاية 00:59:01.966 --> 00:59:11.531 وقد تؤثر سلوكيات وافعال كل منّا على سلوكيات ومشاعر الآخرين من حولنا، وهو ما قد ينتشر بدوره ليشمل أشخاصاً آخرين سينقلون التأثير أيضاً إلى غيرهم وغيرهم.. 00:59:12.663 --> 00:59:17.797 إذا قلنا لأحدهم أنه لا يؤثر على أي شخص، فلن يقوم بأي شيء 00:59:17.900 --> 00:59:21.976 ولكن إذا قلنا له بأن ما يفعله يؤثر على 1000 إنسان، فإن ذلك سيغيّر حياته 00:59:22.024 --> 00:59:30.674 ولهذا السبب أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن نفهم قبل كل شيء كيف ولماذا نحن مرتبطون ببعضنا البعض 00:59:32.396 --> 00:59:37.271 يستطيع الأشخاص المفكرون رؤية الفرص في خضم هذه الحالة، لذا يجب أن نقدّم على التحوّل بشكل جماعي 00:59:37.328 --> 00:59:49.485 حيث نبدأ من مستوى الحوارات والعلاقات بين شخصين، ومن ثم نتوسع إلى عدد أكبر من الناس بحيث تشمل العائلة والمجتمع بأكمله 00:59:49.485 --> 00:59:52.961 ثم بلدنا، وبعدها إلى العالم بأسره 00:59:53.069 --> 01:00:01.080 أي يجب أن ندرك أن تغيير المجتمع هو مهمة لا نستطيع القيام بها لوحدنا 01:00:03.400 --> 01:00:06.268 في الواقع، إن ما يجب علينا فعله بسيط للغاية 01:00:06.388 --> 01:00:14.931 حيث يجب تشجيع الناس على اتباع أسلوب العمل سوية وتعريفهم على مزايا هذه العقلية 01:00:15.206 --> 01:00:22.286 التي ستحدث تحولاً جذرياً وعملاقاً نحو حياة أفضل بكثير على الصعيدين المادي والمعنوي 01:00:24.768 --> 01:00:31.806 إن الافتقار إلى التواصل بين الناس هو سبب جميع المآسي التي يشهدها عالمنا, ولا شك في ذلك 01:00:32.589 --> 01:00:43.227 إذاً نحن نقف على مفترق طرق، ولن يتم تحديد وجهتنا التالية من قبل القدر أو ما شابه 01:00:43.596 --> 01:00:52.001 نحن عند نقطة سيتم فيها تقرير مستقبل البشرية بناءً على نظرة البشر حالياً إلى هذا المستقبل 01:00:52.225 --> 01:00:55.363 وبناءً على سلوكياتهم الحالية 01:00:55.363 --> 01:00:58.987 الوعي....اليقظة...هذان هما أهم عنصرين 01:00:59.074 --> 01:01:01.977 لدينا الفرصة كي نتغيّر 01:01:01.977 --> 01:01:10.508 ولكن يجب أن ندرك بأن التغيير لم يعد أمراً خيارياً، بل هو قادم لا محالة 01:01:10.658 --> 01:01:20.126 ولكن السؤال الوحيد هو، هل سيأتي التغيير بشكل مفاجئ ليباغتنا بحيث لا نستطيع القيام بأي شيء إزاءه، فنغدو ضحايا له 01:01:20.550 --> 01:01:27.586 أم بإمكاننا التنبؤ به وإحداث التغييرات الرئيسية التي ستفضي إلى مستقبل أفضل 01:01:28.086 --> 01:01:36.349 وهذه هي المهمة غير المسبوقة التي تقع على عاتق الجيل الحالي 01:02:02.526 --> 01:02:09.076 على ملتقى الطرق: مخاض يسبق ولادة نظرة جديدة إلى العالم 01:02:09.676 --> 01:02:12.916 ترجمة انس عباس بالتعاون مع: 01:02:13.076 --> 01:02:18.986 فريق الترجمة العربية في حركة زايتجايست www.facebook.com/zeitgeist.arabic 01:02:19.816 --> 01:02:26.377 من تأليف وإخراج جوزيف أوهايون