لا استطيع حقاً أن أتذكر متى أو أين كان أول مرة التقط صورة لشخصين من هواتفهم. لكن ما أتذكره هو كيف صدمني تناظرهم المثالي إنسانان مع بعض في نفس الوقت، لكنهما منفصلان، في نفس الفعل; الأعين للأسفل، الوجوه مشعة، وهادئ وصامتة تماماً. يطابقون بعضهم تماماً. لكن عادةً ،عندما يحدث هذا في الحياة، يعني أن الأشخاص ارتبطوا، لكنهم لم يكون كذلك، كانوا غير مرتبطين. جنب إلى جنب، لكن لا يستطيعوا أن يكونوا منفصلين أكثر. أغواني حقاً بشكل مرئي. لكن عندما بدأت بتصوير هؤلاء الناس، لاحظت أنهم لا يبدون حاضرين حتى. كانوا متصلين بـ كان مسيطر عليهم نطاق رقمي كأنهم في ماتريكس (المصفوفة). لم يكن لديهم سلك خارج من خلف أعناقهم، ولا يستطيعوا تعلم الجيو جيتسو بلمح البصر، لكنهم أختاروا أن يكونوا في العالم الإفتراضي على العالم الحقيقي. هذا شيئاً جديد، ظاهرة عصرية. كانت مثيرة وغريبة، وشعرت أن علي أن اُوثقها. الهواتف النقالة أصبحت، بوضوح، حولنا لفترة، وتطفلت بالفعل على حياتنا. لكن ليس لهذا مدى، لم تتجاوز الحدود. أنا لم اخطط تحديداً بتصوير الأشخاص على هواتفهم- أنا فقط رايتها في كل مكان، طول الوقت، أينما ذهبت. وكلما ذات الصور التي التقطها، زاد ما أراه. رأيت أصدقاء ينسحبوا من بعضهم، يفضلون حياة هواتفهم على حياتهم الحقيقية، بدون تفكير أو إهتمام لهؤلاء الذين حولهم. رأيت أزواج لم يعودوا يستطيعون التواصل -العشاء الميت- استخدموها ليملئوا الصمت، ليخبئوا تواصلهم الضائع. رأيت أشخاص خجولين استخدموها كـدعم لإخفاء خجلهم الإجتماعي. رأيت الرفض في وجوه الناس وحيثُ استبدلوا بجهاز. رأيت كل هذا بسبب- ليس فقط لأني مصور، لأني ملاحظ، ناظراً في حياة الأخرين إنما بسبب حدوث ذلك لي ايضاً. لقد كنت محاطاً بأشخاص لا يتكلموا معي لقد شعرت كـأني أريد أن اقول " أنت في صحبة أشخاص, فتصرف كأنك كذلك" ألم ننظم لقائنا حتى نتحدث ونخرج معاً ؟ أليس هذا هو سبب وجودنا هنا ؟" إذا كان هناك أي آداب للمكان لإتستخدام الهاتف في المواقف الإجتماعية، فإنها اختفت تماماً. ما لم استطيع فهمه هو لماذا لا أحد يتحدث عن الأمر. أنهم نوعاً ما يتجاهلون حقيقة حدوثه . رأيت هؤلاء الناس على هواتفهم وشعرت، اتعلمون، يجب أن نتحدث لبعضنا البعض. أنا شخصياً لا أريد هاتف ذكي لنفسي لأني استطيع أن ارى كيف يسيطر كانت علبة ديدان لا أريد فتحها. كانت مشكلة تقريباً لدى كل شخص كنت محاطاً بالديدان و علب فارغة، لكن غالباً بأشخاص على هواتفهم الذكية. لقت تربيت في عصر التناظرية حيث، نعم، أذا كنت تريد أن تتصل بشخص عليك أن تتصل على بيوتهم وتتمنى وجودهم هناك. لكن ربما لأني أتذكر الوقت قبل وجود الهواتف، أتذكر أن خروجي مع أشخاص إعتاد أن يكون أكثر مرحاً. بكل معانيها- انظر لتحديث حالتك، لمناقصتك في أي باي، لمؤخرة كم كارادشين- (ضحك) أي شيء يكون- ارجوك خذ راحتك. افعلها فقط في وقتك الخاص. اتعلمون، إذا أردت أن أجلس في صمت وأشاهد شخصاً أخر يحدق في شاشة، كنت ذهب إلى السينما. أعتقد أني فضلت التفكير المتفائل لو استطيع فقط نشر الصورهناك، ربما استطيع عكس تصرفات الأشخاص لهم، وربما هذا سيجعلهم يشككون في استخدامهم، ربما استطيع بدأ مناقشة, وجعل النقاش يستمر. اعتقد أني , ربما, سأحصل على بعض ريتويت على الأقل. لا شيء جهزني لرده الفعل التي حصلت عليها حملت معرض الصور التي سميتها، بدل عبوس، " موت المحادثة" على موقع اسمه الباندا الضجر وأصبح الأمر جنونياً. الصور أصبحت كالفايروس وخلال أيام، رأها ملايين الناس في جميع الدول حول العالم. لقد كان رهيباً, رأيتها تنتشر بأسرع ما عندها. لكن الرد العالمي الهائل، من بوليفيا حتى بلغاريا وعودة مرة اخرى. أظهر ما المشكلة التي أصبحت في جميع المجتمعات تقريباً. تُركت مئات ومئات التعليقات في كل المواقع المختلفة، في جميع الدول المختلفة التي أظهرت، في الحقيقة، تجربة مماثلة. كان هناك طبيعياً اؤلئك الذين دافعوا عن استخدامهم للهاتف. لكن عدد كبير اعتقد أنه مدمر و مؤذي ومحزن جداً هذا التواصل الإلكتروني الذي جعلنا غير مرتبطين شخصياً من بعضنا البعض. لم أكن أول شخصاً يلتقط صور لأشخاص على هواتفهم، لكن اعتقد صوري وصلت في الوقت الذي بدأ فيه الناس بضجر منه، فعكست مشاعرهم الكبيرة المخفية. إليكم بعض من التعليقات المؤثرة الكثيرة التي تُركت على موقع الباندا الضجر. ".. نادراً، ما يتحدث الناس لبعضهم البعض الأن، أنه محزن. اعتدت أن أكون أسعد عندما كنت اخرج مع أصدقائي.. لكن لم يعد كذلك" "رأيت هذا الأمر في كل مكان. حتى زوجتي تفعل هذا، أنه سيء. حاولت أن أتقرب إليها لكن ذلك الهاتف دائماً في طريقي." " أنا أنظر لزوجي عندما يقلب جواله، لديه نفس النظرة على وجهه." " هذا كئيب جداً - ذكرني بالغداء مع عائلتي!" اخيراً, " أشعر بالألم في هذه الصور ... "أنا غالباً جدا ما اُترك لوحدي عندما أكون مع الرفقة" . ما اظهرته هذه التعليقات الصادقة والخالصة هو أن هذه التجربة العصرية قد جعلت الناس بصدق تعيسة. ومصدر تعاستهم كان بشكل كبير نتيجة تصرفات شركائهم، وأصدقائهم ،وعائلتهم. جمع الإنترنت الناس مع بعضها بطرق رهيبة جداً. لكن التواصل وجها لوجه والتواصل عبر الإنترنت في صراع حقيقي، حيث يتعاركون على إنتباهك ووقتك. عندما تسمح لجهازك بأخذ الأولوية على الشخص الذي أنت برفقته، أنت تقول أساساً الشيء أو الشخص الذي تتفاعل معه على هاتفك أكثر أهمية منهم. لا شعورياً سوف يُنقص قيمتهم. هناك دراسة علمية أجريت في جامعة إسكيس بواسطة أندرو برزيبيلكي و نيتا وينستين التي اظهرت أن الأشخاص يترابطوا أقل عند ما تكون هواتفهم ظاهرة. فوق الطاولة فقط، لا تستخدم حتى. تخيل التأثير الذي سيحدث عندما يستخدمها الأشخاص حقاً. لكن ما يحصل الناس من الآلة والذي لا يستطيعون الحصول عليه من الأشخاص ؟ ماذا يوجد هنا والذي لا يوجد بالخارج؟ أغلب الناس ينظروا لهواتفهم لرأيه رسائل عمل أو لتصفح مواقع التواصل الإجتماعي. في كل الحالتين، أنهم ينظروا ليروا اذا تواصل معهم أحد. هذه الأجهزة ترضي إحتياجاتنا الأنانية كمعرفتنا أن كل شيء فيها بطريقة ما مرتبط بنا. الثمن هو حصولك على جرعة صغيرة من دوبامين كل مرة تحصل فيها على إشعار. يجعلك تشعر بتحسن. وكما قلت، أنا لا امتلك هاتف ذكي، لكني أتصفح الإنستقرام خلال اليوم من أيبادي، ابحث عن تلك القلوب البرتقالية الصغيرة. لكن أي شيء هناك ليس كافياً، ودائماً ما تبقى راغباً بالمزيد. في الحقيقة، هذه الأحضان الحاسوبية هي نسخة ضعيفة من الشيء الحقيقية. مقارنةً بالحضن البشري أنها مثل الام بي ثري مقارنة بـفينيل سكايب مقارنة بـالحديث وجها لوجه وما كان مثيراً وبعض الشيء ساخر، هو أن الناس تعطي ظهورها لأحبائها الذين يستطيعون تقديم عاطفة جسدية حقيقية من أجل تقريب رقمي. نحن مخلوقات حساسة، ونحتاج لتواصل البشر ببشر. أنه شيء أساسي في وجودنا. إذا لماذا يختار الناس التواصل الرقمي على نظيرها الحقيقي ؟ اعتقد، كثير من الناس هذه الأيام، وجدوا التفاعل بالمراسلة أقل إرهاقاً من الكلام. عندما تتواصل عبر الإنترنت، لديك وقت لتفكر في ردك، يمكنك أرسال أفضل سطر، تكون أفضل نسخة من نفسك. هذا جذاباً جداً مقارنة بالضغط الطبيعي في المحادثة. التفاعلات الوجه لوجه قد تكون صعبة جداً بعض الاحيان، وغالباً تجعل الناس تشعر بالتوتر و الإحراج. مثلاً، في بريطانيا لدينا حل بسيط جداً لتعامل مع هذه المشاعر. يسمى الكحول. (ضحك) وهو لكثير يقصد به تقليدياً الدعم الإجتماعي. لكن الأن، الناس أصبحوا ايضاً ينظروا لهواتفهم الذكية كطريقة لنجدة. الفرق هو، الكحول مؤثرة جداً. زيوت تشحيمية إجتماعية - أعلى لنقطة معينة. (ضحك) لكن في الحقيقة الهواتف الذكية فاقمت المشكلة حيث تسمح لناس بالإنسحاب بدلاً من الإنجذاب. قبل الهواتف الذكية، إذا المحادثة تراجعت، نعمل بوقت مضاعف لجعلها تدور. وفي هذه اللحظات ربما تستطيع الهرب من رعب المحادثة الصغيرة، وتصل لشيء يقدر بصدق التواصل. هذا كان عندما ترتبط، هذا كان عندما يحدث السحر. هذه اللحظات اُكلت بقدرتنا للنظر إلى أجهزتنا. في كتاب روبي واكس "عقلانية العالم الجديد"، وضحت العلم الذي خلف تطور العقل، وكيف أن مفتاح السعادة هو عيشك للحظة وان تكون حاضراً حقاً. هذه الأجهزة، ترسل إنتباهك لمكان أخر، ومستوى متعتك يقل، عندما لا تعطي أي شيء أو أي شخص كامل انتباهك. في الحقيقة، قدرتنا على القيام بعدة مهام، والتي ليس فقط ستفاقم بشكل كبير، هي في الحقيقة خطأ بالكامل إيرل ميلر، عالمة الأعصاب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أثبت أننا لسنا قادرين على معالجة أمرين في آن واحد. أنه وهم - كل ما نفعله هو التبديل بسرعة من أمر إلى أخر. لكنك لا تحتاج إلى دلائل علمية. إذا حاولت التحدث مع شخص بينما هو يحدق في هاتفه، سوف تلاحظ - بعد قليل " مم -همم" و"اه -اها"، أنه دليل إلى حدا ما أنهم لا ينصتون. حتى أنهم بالكاد يعلمون بوجودك. قد تكون متحمس، وهم ربما لا يلاحظون. قد تلتقط صورة لنفسك، وتنشرها على الإنستقرام، ربما يروها ويعطوك إعجاب، لكن لا يزالوا لا يفعلون شيء بخصوصه، لأنهم أنفسهم غير حاضرين. لذا يظهر أن هذه الأجهزة التي صممت لتسهيل حياتنا في الحقيقة، تؤثر على علاقاتنا على قدرتنا على التواصل الشخصي، وستكون عقبة لنا في عيش اللحظة- جميع الامور التي اُثبت أنها المصادر الأساسية لسعادة في حياتنا . بدأت الهواتف الذكية تأثر حقاً في تمسكنا الإجتماعي. وإذا لم نتعلم كيف نوقفهم، سنصبح دائما منغلقين عن بعضنا البعض. إذا ما هي الحلول المحتملة ؟ حسناً، بعد فيروسي النشط، اُوصلت بحركات مختلفة مثل فري كونفو الذي نظم مناسبات مرتجلة لتشجيع الناس على التقابل وجه لوجه. حصلوا على رد رائع، والأن لديهم لقائات تقام في جميع العالم. اتصل بي مصممي تكنولوجيا ليخبروني أنهم يصممون برامج للمساعدة في الحد من استخدام الناس لجوالاتهم. تواصل معي مالك مطعم في بوسطن ليخبرني أنه ضجر جداً من الناس التي لا تتحدث في منشأته عرض وجبة مجانية لأي اشخاص لا يستخدموا جوالتهم على الطاولة. حتى أن شاب من نيويورك اتصل ليخبرني أنه عندما يتجمع مع اصدقائه، عليهم جميعاً أن يضعوا هواتفهم في المنتصف، وأول شخص يأخذ جواله عليه دفع الفاتورة. (ضحك) نحتاج أفكار أكثر مثل هذه للمساعدة في الحد من إستخدام الهاتف وتنشأ بعض الحدود الأساسية. إنتشار الهواتف الذكية كان سريعا، فببساطة لم يكن هناك وقت لتنفيذ أي آداب إجتماعية متعلقة بإستخداهم. لكن الان يوجد، ويجب أن نفعل شيئاً لنوقف تأثيرهم الضار. مثل الأله الحاسبة التي تقتل الحساب الذهني، ومثل الجي بي اس الذي يبيد مهاراتنا الملاحية، إذا، ايضاً، هل في النهاية لن نتعلم كيف نتواصل شخصياً، هذه الكنولوجيا تصنع بفاعلية إنحطاط بشري حيث تقل مجموعة قدراتنا. إذا فقدنا قدراتنا بين الناس، سوف ننتهي معزولين ووحيدين، مع أصدقاء إفتراضيين محبوسين في تكنولوجيا صغيرة في راحة ايدينا. نحن نعيش في عالم من الإدراك، ليس حقيقياً يحصل الدماغ على 10% فقط من معلوماته من العصب البصري، و90% الباقية صُنعت من الأمور الموجودة قبلاً بالداخل. ما يعني، هو حرفياً يصنع العالم حولنا من الداخل. إذا، نحن نعيش بالفعل في عالم إفتراضي من صنعنا، حتى بدون أجهزتنا. الوقت الوحيد الذي نستطيع أن نخرج من هذه الفقاعة الإدراكية هو عندما نتواصل بصدق مع بعضنا، ليس فقط بالتحدث، وليس فقط بالتمثيل أننا ننصت، وليس فقط بإنتظار الشخص الآخر أن ينهي حديث حتى تتحدث. يجب أن نحاول أصعب من هذا. يجب أن نحاول أن نفهم كيف يكون الأمر إذا كنا هم، أن نفكر كيف يفكرون، أن نشعر بشعورهم. هذا التعاطف، نحن بتناقض نحتاجه لأسبابنا الأنانية. يمكن أن يكون الوجود عمل موحش. لتتعاطف و لتكون حاضراً حقاً مع هؤلاء الذي أنت برفقتهم هو ما يربطنا ببعض ويجعلنا نشعر بوحدة أقل. المرة القادمة التي تمسك فيها هاتفك، ربما تريد أن تحسب حساب كل هذا وتسأل نفسك السؤال، "هل حقا أحتاج الى أن انظر إليه ؟ مثل, حقاً , حقاً ؟" شكراً. (تصفيق)