1 00:00:06,664 --> 00:00:11,023 في عام 2011، أعدّ فريقٌ من علماء الفيزياء تقريرًا عن اكتشافٍ مذهل: 2 00:00:11,023 --> 00:00:13,544 تنتقل النيوترونات بشكل أسرع من سرعة الضوء 3 00:00:13,544 --> 00:00:15,885 بمقدار 60 مليار جزء من الثانية 4 00:00:15,885 --> 00:00:20,574 وذلك خلال رحلتها لمسافة 730 كيلو متر من جنيف إلى جهاز الكشف في إيطاليا. 5 00:00:20,574 --> 00:00:25,316 رغم التحقق المتكرر لستة أشهر، لم يسفر الاكتشاف الغريب عن نتيجة. 6 00:00:25,316 --> 00:00:27,804 ولكن بدلًا من الاحتفال بثورة فيزيائية، 7 00:00:27,804 --> 00:00:30,075 قام الباحثون بنشر ورقة تحذير 8 00:00:30,075 --> 00:00:35,103 نادوا فيها باستمرار البحث، في محاولة لتفسير الظاهرة الغريبة الملحوظة. 9 00:00:35,103 --> 00:00:41,274 وبمرور الوقت، وجِد أن الخطأ يكمن في أحد كابلات الألياف الضوئية الموصول بشكل خاطئ. 10 00:00:41,274 --> 00:00:45,745 يُذكرنا هذا المثال بأن العلم الحقيقي هو أكثر من مجرد كتب مدرسية جامدة. 11 00:00:45,745 --> 00:00:49,646 بدلاً من ذلك، ينشر الباحثون في جميع أنحاء العالم باستمرار 12 00:00:49,646 --> 00:00:51,265 أحدث اكتشافاتهم 13 00:00:51,265 --> 00:00:54,845 مع كل ورقة تُضاف إلى البحث العلمي. 14 00:00:54,845 --> 00:00:57,425 حيث تساهم الدراسات المنشورة في تحفيز البحوث المستقبلية، 15 00:00:57,425 --> 00:00:59,205 والإلهام لمنتجات جديدة، 16 00:00:59,225 --> 00:01:01,343 ولصانعي السياسة الحكومية. 17 00:01:01,343 --> 00:01:05,135 لذلك من المهم أن نمتلك الثقة في النتائج المنشورة. 18 00:01:05,135 --> 00:01:06,734 إذا كانت استنتاجاتهم خاطئة، 19 00:01:06,734 --> 00:01:07,956 فنحن نخاطر بالوقت، 20 00:01:07,956 --> 00:01:09,115 والموارد، 21 00:01:09,115 --> 00:01:12,285 ونؤثّر حتى على صحتنا لاتّباعنا أدلة كاذبة. 22 00:01:12,285 --> 00:01:13,905 حين تكون النتائج مهمة، 23 00:01:13,905 --> 00:01:16,994 فغالبًا ما يتم التحقق منها من قبل باحثين آخرين، 24 00:01:17,014 --> 00:01:18,995 إما عن طريق إعادة تحليل البيانات 25 00:01:18,995 --> 00:01:21,886 أو عن طريق إعادة التجربة بأكملها. 26 00:01:21,886 --> 00:01:25,496 فمثلاً، لقد تطلب الأمر تحقق متكرر من بيانات مركز "سيرن" 27 00:01:25,496 --> 00:01:28,766 قبل ظهور الأخطاء. 28 00:01:28,766 --> 00:01:33,206 لسوء الحظ، لا توجد حاليًا الموارد أو الحوافز المهنية 29 00:01:33,206 --> 00:01:38,286 لإعادة التحقق عما يزيد عن مليون بحث علمي يُنشَر سنوياً. 30 00:01:38,616 --> 00:01:42,727 حتى عندما يتم الطعن بالبحوث العلمية، لم تكن النتائج مطمْئنة. 31 00:01:42,727 --> 00:01:46,295 الدراسات الأخيرة التي نظرتْ بعشرات من بحوث الأدوية المنشورة 32 00:01:46,295 --> 00:01:50,807 نجحت بتكرار نفس النتائج لأقل من 25% منها. 33 00:01:50,807 --> 00:01:53,867 كما وتم الحصول على نتائج مشابهة في مجالات علمية أخرى. 34 00:01:54,587 --> 00:01:57,947 هنالك مصادر مختلفة للحصول على نتائج سليمة. 35 00:01:58,317 --> 00:02:03,266 يمكن أن تختبئ الأخطاء في التصاميم الأساسية أو التنفيذ أو في تحليل البيانات. 36 00:02:03,596 --> 00:02:04,517 عوامل مجهولة، 37 00:02:04,807 --> 00:02:07,717 كالمرضى الذين لم يتم الكشف عن حالتهم في دراسة طبية، 38 00:02:08,237 --> 00:02:11,377 يمكن أن تعطي نتائج غير مكررة في اختبارات جديدة. 39 00:02:11,907 --> 00:02:15,659 وأحيانًا لا تستطيع المجموعة البحثية الأخرى أن تُكرر النتائج الأصلية. 40 00:02:15,879 --> 00:02:19,677 ذلك لأنهم ببساطة لا يعلمون ما قامت به المجموعة الأصلية بالضبط. 41 00:02:20,367 --> 00:02:23,728 على أي حال، فإن بعض المشاكل من الممكن أن تظهر بسبب القرارات المنهجية 42 00:02:23,728 --> 00:02:24,870 بطريقة ممارستنا للعلم. 43 00:02:26,018 --> 00:02:26,918 الباحثون، 44 00:02:26,918 --> 00:02:28,548 والمؤسسات التي تقوم بتوظيفهم، 45 00:02:28,548 --> 00:02:31,258 والصحف العلمية التي تقوم بنشر استنتاجاتهم 46 00:02:31,258 --> 00:02:34,688 يُتوقع أن يسفرون عن نتائج عظيمة غالبًا. 47 00:02:34,688 --> 00:02:37,038 يمكن للبحوث المهمة أن تقدّم وظائف، 48 00:02:37,038 --> 00:02:38,958 وتستقطب الاهتمام الإعلامي، 49 00:02:38,958 --> 00:02:41,104 وتؤمّن التمويل اللازم، 50 00:02:41,104 --> 00:02:45,478 لذلك فإنه يوجد أمام الباحثين حافز بسيط للطعن بنتائجهم المثيرة. 51 00:02:45,478 --> 00:02:47,638 إضافة إلى ذلك، يوجد حافز ضئيل 52 00:02:47,638 --> 00:02:51,614 لنشر نتائج غير موثوقة عن الفرضية المتوقعة. 53 00:02:51,614 --> 00:02:54,988 أدى ذلك إلى فيض من الاتفاقيات بين ما كان متوقعاً 54 00:02:55,008 --> 00:02:56,618 وما تم اكتشافه. 55 00:02:56,618 --> 00:03:00,065 يؤدي هذا في حالات استثنائية إلى تلفيق متعمد، 56 00:03:00,065 --> 00:03:04,769 كما حصل في عام 2013، عندما مزج أحد الباحثين دم الأرنب بالدم البشري 57 00:03:04,779 --> 00:03:08,889 لتقديم أدلة زائفة أن لقاحه HIV لمرض الإيدز، كان يعمل. 58 00:03:08,889 --> 00:03:10,888 يمكن للنشر أو إهلاك العقل أيضًأ 59 00:03:10,888 --> 00:03:13,799 إرباك عمليات استعراض الأقران التقليدية في الدوريات العلمية 60 00:03:15,409 --> 00:03:16,720 والتي هي فحوصات السلامة 61 00:03:16,720 --> 00:03:20,342 حيث يقوم الخبراء بتفحص البحوث المقدمة من العيوب المحتملة. 62 00:03:20,462 --> 00:03:21,539 إن النظام الراهن، 63 00:03:21,539 --> 00:03:24,200 الذي يتضمن واحدًا أو اثنين فقط من المدققين، 64 00:03:24,200 --> 00:03:26,149 يمكن أن يكون غير فعال أبداً. 65 00:03:26,149 --> 00:03:28,579 وقد اتضح ذلك في دراسة أجريت عام 1998 66 00:03:28,579 --> 00:03:32,639 حيث كان هناك ثمانية من نقاط الضعف تم إدراجها بشكل متعمد في البحوث، 67 00:03:32,649 --> 00:03:36,289 لكن تم اكتشاف حوالي 25% منها فقط عند التدقيق. 68 00:03:36,289 --> 00:03:40,839 يعمل العديد من العلماء باتجاه تحسين قابلية التكرار في تخصصاتهم. 69 00:03:40,839 --> 00:03:42,941 هناك مسعى لجعل بيانات الباحثين الأولية، 70 00:03:42,941 --> 00:03:44,560 والإجراءات التجريبية، 71 00:03:44,560 --> 00:03:47,730 وتقنيات التحليل مُتاحة بشكل أكثر انفتاحًا 72 00:03:47,730 --> 00:03:50,558 من أجل تخفيف جهود التكرار. 73 00:03:50,558 --> 00:03:53,030 إن عملية استعراض الأقران يمكن أن يتم تعزيزها أيضًا 74 00:03:53,030 --> 00:03:57,099 للتخلص بصورة أكثر فعالية من البحوث الضعيفة قبل نشرها. 75 00:03:57,099 --> 00:04:00,011 ونتمكن من تخفيف الضغط لإيجاد نتائج مذهلة 76 00:04:00,011 --> 00:04:04,190 من خلال نشر المزيد من الوثائق التي تفشل في تأكيد الفرضية الأصلية، 77 00:04:04,190 --> 00:04:08,671 الحدث الذي يجري بعيدًا كل البعد عن اقتراحات الأدبيات العلمية الحالية. 78 00:04:08,671 --> 00:04:12,310 إن العلم واجه وسيواجه على الدوام بعض البدايات الخاطئة 79 00:04:12,310 --> 00:04:15,391 كجزء من عملية الاستحواذ الجماعي على المعرفة الجديدة. 80 00:04:15,391 --> 00:04:18,311 إن إيجاد السبل الكفيلة بتحسين قابلية تكرار النتائج 81 00:04:18,311 --> 00:04:21,600 يساعدنا في التخلص من تلك البدايات الخاطئة على نحو أكثر فعالية، 82 00:04:21,600 --> 00:04:24,141 ما يبقينا نمضي قُدمًا باتجاه اكتشافات جديدة ومثيرة.