WEBVTT

00:00:20.340 --> 00:00:24.342
أود أولًا أن أتمنى لجميع
السيدات يوم امرأة سعيداً

00:00:24.342 --> 00:00:29.174
لأن اليوم هو يوم المرأة العالمي.

00:00:30.984 --> 00:00:33.186
كما تعلمون،

00:00:33.186 --> 00:00:34.890
قال جون مارك ريزر:

00:00:34.890 --> 00:00:37.467
"النساء اللواتي يردن أن يكن
متساويات مع الرجال

00:00:37.467 --> 00:00:40.164
نساء يفتقرن بشدة للطموح."

00:00:41.564 --> 00:00:46.066
حسنًا، أنا محام منذ فترة طويلة جدًّا،

00:00:46.078 --> 00:00:49.462
محامي ضرائب ومحامي أعمال،

00:00:49.462 --> 00:00:53.868
وقبل 8 سنوات، حين كان عملائي يهاتفونني

00:00:53.868 --> 00:00:56.234
قائلين:" أواجه هذا المشكل أو ذاك"

00:00:56.234 --> 00:00:58.601
أردت أن أرد عليهم بـ: "لا يهمني."

00:00:59.732 --> 00:01:03.744
فقلت مع نفسي لربما هي علامة تنبؤني أن علي
أن أغير شيئًا في حياتي

00:01:06.330 --> 00:01:08.532
لأنني أؤمن أنه حين يفقد الشخص الشغف

00:01:11.094 --> 00:01:14.856
فهذه إشارةٌ أن عليه 
أن يغير شيئًا في حياته.

00:01:14.856 --> 00:01:18.714
طبعاً تعلمون أصل كلمة "إنثوزيازم" 
أي الشغف.

00:01:18.714 --> 00:01:21.918
أصلها من الكلمة الإغريقية "إنثوزيازموس"

00:01:21.918 --> 00:01:25.449
التي معناها الحَرفي "في النفَس الإلهي"

00:01:25.449 --> 00:01:27.592
بكل وضوح، هذا ليس دينيًّا.

00:01:27.592 --> 00:01:30.985
يمكنك القول أن معناها نفَس السمو.

00:01:32.105 --> 00:01:34.588
صحيح أنني أطبق قانون الضرائب أحيانًا

00:01:34.588 --> 00:01:37.221
بطريقة غير معتادة بعض الشيء،

00:01:37.221 --> 00:01:41.505
لأنني أتذكر أنه قبل 25 سنة،
اتصلت بي محامية قائلة:

00:01:41.505 --> 00:01:43.227
" لوك، لدي مشكلة كبيرة،

00:01:43.537 --> 00:01:49.120
هناك عميل فاحش الغنى،
تبتزه ابنته بشكل مرعب،

00:01:49.120 --> 00:01:51.520
وقد سرقت منه أيضًا الكثير
من المال، إلى آخره."

00:01:51.520 --> 00:01:54.159
قلت لها: "حسنًا، أحضري عميلك ليقابلني."

00:01:54.159 --> 00:01:56.458
فجاء هذا الرجل الغاضب
البالغ من العمر 80 عامًا،

00:01:56.458 --> 00:01:58.867
"سيدي، علينا أن نعد كل شيء في ليشتنشتاين

00:01:58.867 --> 00:02:00.541
في جزر كايمان، في لوكسمبورغ

00:02:00.541 --> 00:02:04.915
ابنتي ستسرق كل شيء، إنها تبتزني" إلى آخره.

00:02:04.915 --> 00:02:08.070
تركته يتكلم كالمجنون

00:02:08.070 --> 00:02:11.715
لمدة 10 دقائق ولم أقاطعه.

00:02:11.715 --> 00:02:14.300
بعد الـ 10 دقائق قاطعته وبهدوء،

00:02:14.300 --> 00:02:16.815
بعدما كان يظن أنه قد
جاء لمقابلة محامي ضرائب،

00:02:16.815 --> 00:02:19.750
قلت: "سيدي، ألا تظن أن

00:02:19.750 --> 00:02:22.426
كل تلك الأموال التي تسرقها ابنتك منك

00:02:22.426 --> 00:02:24.747
ليست سوى إشارة للحب

00:02:24.747 --> 00:02:27.068
الذي لم تمنحها إياه قط؟"

00:02:27.068 --> 00:02:29.389
وقفت محاميته مصدومة،

00:02:29.389 --> 00:02:33.580
لم يصغ لي العميل وواصل كلامه:

00:02:33.580 --> 00:02:37.821
"هنا، هناك، ليشتنشتاين، كايمان" إلى آخره.

00:02:37.821 --> 00:02:41.937
تركته يسترسل في الحديث،
ومرة أخرى، لم أقاطعه.

00:02:41.937 --> 00:02:45.643
وبعد ربع ساعة توقف وقال:

00:02:45.643 --> 00:02:46.788
"على أيٍّ، سيدي،

00:02:46.788 --> 00:02:49.263
لقد أدركت للتو معنى ما قلته لي آنفًا.

00:02:49.263 --> 00:02:52.356
أدركت أنني لم أعرها أدنى اهتمام قط.

00:02:52.919 --> 00:02:56.256
دائما ما كنت بعيدًا لأجل العمل،
أعتني بتجارتي، إلى آخره."

00:02:56.973 --> 00:03:00.446
وهو مغادر مكتبي،
أحس العميل بنزوة عجيبة؛

00:03:00.511 --> 00:03:03.513
هاتف ابنته ودعاها لتناول
العشاء معه ذاك المساء،

00:03:03.513 --> 00:03:07.584
واعتذر لها عن كل الضرر الذي سببه لها.

00:03:07.584 --> 00:03:13.832
لم يعان بعدها هذا الرجل
من أدنى ابتزاز أو سرقة.

00:03:14.385 --> 00:03:17.934
وهكذا، ولسنوات عدة، ألقيت محاضرات 
حول القانون التجاري

00:03:19.460 --> 00:03:22.109
في كلية لإدارة الأعمال ببروكسيل.

00:03:22.109 --> 00:03:24.970
وأنا أحب أن أروي قصة البَناء،

00:03:24.970 --> 00:03:28.754
التي لا شك أنكم تعرفونها،
لكن في حالة وجود شخص لا يعرفها،

00:03:28.761 --> 00:03:30.798
على كل حال، سأسردها لكم.

00:03:30.798 --> 00:03:33.259
هي قصة رجل مر من أمام كنيسة،

00:03:33.259 --> 00:03:35.801
إذا به يرى ثلاثة عمال
مشغولين بتشذيب الأحجار.

00:03:35.801 --> 00:03:37.616
فسأل الأول: "ماذا تفعل؟"

00:03:37.616 --> 00:03:40.508
"أنا، يا سيدي، كما يمكنك أن ترى،
مشغول أهذب الصخور.

00:03:40.508 --> 00:03:44.263
إنها مهنة فظيعة، الكسب
فيها قليل، فعلًا مروعة،" إلى آخره.

00:03:45.028 --> 00:03:49.858
مر بعدها على الرجل الثاني
الذي كان أقل تجهماً،

00:03:50.302 --> 00:03:52.460
و الذي قال: "أنا أشذب صخرة.

00:03:52.460 --> 00:03:55.626
أنا أفعل هذا عادة، لكنه جيد جدًا بحق.

00:03:55.626 --> 00:03:57.822
أنا بالهواء الطلق،

00:03:59.035 --> 00:04:03.155
أكسب لقمة العيش لأطعم أطفالي."

00:04:03.228 --> 00:04:05.203
أما الثالث فكان أيضًا يقوم بالمثل.

00:04:05.203 --> 00:04:07.163
مر عليه الرجل فسأله عما هو فاعل، فرد:

00:04:07.163 --> 00:04:09.565
"كما ترى يا سيدي أنا مشغول ببناء كنيسة"

00:04:09.573 --> 00:04:10.771
وكان جد سعيد.

00:04:10.771 --> 00:04:12.479
فشرحت لتلامذتي؛

00:04:12.479 --> 00:04:15.107
هؤلاء رجال يقومون بنفس العمل.

00:04:15.107 --> 00:04:17.390
ولكن السؤال الأصح: "ليس ماذا يفعلون؟"

00:04:17.390 --> 00:04:19.399
لكن: "بماذا يحسون وهم يفعلون ما يفعلون"

00:04:19.399 --> 00:04:20.827
قلت:" أنتم، مثلًا،

00:04:20.827 --> 00:04:26.717
لماذا تريدون أن تصبحوا مهندسي مبيعات أو
نيل شهادة في الدراسات القنصلية؟"

00:04:26.951 --> 00:04:29.885
ظنوا أن بي حمقًا،

00:04:29.885 --> 00:04:32.166
لأنني كنت ألقي محاضرة في القانون التجاري

00:04:32.166 --> 00:04:34.959
فإذا بصوت من الخلف يقول: "لكسب الأموال."

00:04:34.959 --> 00:04:38.626
فقلت: "حسنًا، لنتحدث عن هذا قليلًا،
ما المال بالنسبة لك؟"

00:04:38.626 --> 00:04:43.066
تعلمون، لربما تظنون أن المال مادة باردة

00:04:43.526 --> 00:04:46.997
تجنون قدر المستطاع منها
لتخمدوا لهيب همومكم.

00:04:46.997 --> 00:04:48.587
أي هموم؟

00:04:48.587 --> 00:04:51.857
حسنًا. أولًا، القلق حول
طبيعة الحياة كونها منتهية.

00:04:51.857 --> 00:04:56.229
لأنه كما تعلمون، المال عبارة عن عدد 
ووفق التعريف، الأعداد لا متناهية.

00:04:56.245 --> 00:04:59.786
إذًا لدرأ قلقكم حول حقيقة فناء حياتكم

00:04:59.786 --> 00:05:03.312
قد تلجؤون لجمع ما تقدرون عليه من مال.

00:05:03.312 --> 00:05:09.222
فقلت: "على أيٍّ، لنعتبر المال كطاقة."

00:05:09.222 --> 00:05:11.784
طاقة جيدة إذا قمتم بأفعال طيبة

00:05:11.784 --> 00:05:16.090
لأجل أو باستعمال المال، وطاقة مقيتة 
إذا قمتم بأفعال بغيضة لأجله وبه.

00:05:16.090 --> 00:05:22.638
إذًا، الآن بما أنني في إجازة لمدة سنة،

00:05:22.638 --> 00:05:26.465
قمت بتأسيس جمعية

00:05:26.465 --> 00:05:30.161
باسم "رابطة المتفائلين بمملكة بلجيكا"،

00:05:30.161 --> 00:05:31.918
-سريالية بعض الشيء-

00:05:31.996 --> 00:05:33.546
(ضحك)

00:05:34.215 --> 00:05:35.925
لكنها بلجيكية قليلًا أيضًا.

00:05:36.265 --> 00:05:37.415
(ضحك)

00:05:37.415 --> 00:05:45.081
لكن الفكرة وراءها هي خلق
- بتعبير به شيء من اللطافة -

00:05:45.081 --> 00:05:48.938
خلق فكرة أكثر جدية مما تبدو عليه.

00:05:48.938 --> 00:05:50.066
ما تلك الفكرة؟

00:05:50.066 --> 00:05:53.711
سأحاول أن ... حسنًا ...

00:05:53.856 --> 00:05:55.326
انتظروا

00:05:55.941 --> 00:06:01.459
الفكرة هي الإيمان بالتالي:
"أنا الذي أتحكم بأفكاري، وليس العكس."

00:06:01.459 --> 00:06:04.492
إذا كنت أتحكم بأفكاري،

00:06:04.492 --> 00:06:06.202
(ضحك)

00:06:07.322 --> 00:06:08.492
فبدون شك ... لا تهتموا

00:06:08.492 --> 00:06:15.462
إذا كنت أتحكم بأفكاري، فأنا شخص مسؤول.

00:06:15.462 --> 00:06:19.549
إذا كنت أحمل هذه المسؤولية،
فأنا مسؤول عن حياتي

00:06:19.549 --> 00:06:22.404
وعن محيطي وعن العالم.

00:06:22.404 --> 00:06:27.161
إذًا فالفكرة هي الإيمان أن التفاؤل

00:06:27.161 --> 00:06:29.505
ليس تلك القدرة الفطرية أن تكون سعيدًا

00:06:29.505 --> 00:06:32.194
والتي تحررنا من جميع المشاكل المؤلمة

00:06:32.194 --> 00:06:33.920
والمآسي الكبرى في حياتنا.

00:06:33.920 --> 00:06:38.226
التفاؤل منبعه القرار والانضباط،

00:06:39.256 --> 00:06:44.493
كما أنه يشكل أسس مسؤوليات كل شخص.

00:06:44.500 --> 00:06:47.639
بعبارة أخرى، إذا أردنا أن نجعل
العالم مكانًا أفضل،

00:06:47.639 --> 00:06:50.020
فعلى الجميع أن يشاركوا.

00:06:50.020 --> 00:06:53.113
وأظن أن هذه هي الفكرة الأساسية.

00:06:53.113 --> 00:06:58.169
اليوم نسمع الكثير،

00:06:58.169 --> 00:07:01.027
الناس يتحدثون كثيرًا عن الأزمة.

00:07:01.027 --> 00:07:06.101
بالطبع هي أزمة اقتصادية صعبة ومؤلمة

00:07:06.101 --> 00:07:11.520
لكن الأرجح أنها ستبقى أزمة مضمون.

00:07:11.623 --> 00:07:15.910
هذا يعني أننا تعلمنا
وبنجاح كيف نصنع الأشياء.

00:07:15.910 --> 00:07:20.120
فالتطورات التكنولوجية في السنوات
القليلة الماضية كانت سريعة

00:07:20.120 --> 00:07:23.627
في مجال التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات
وغيرهما من المجالات.

00:07:23.627 --> 00:07:27.102
لكن المشكلة أننا لم نعد ندري من أجل ماذا.

00:07:27.102 --> 00:07:31.479
وهذا هو سؤال المضمون.

00:07:31.479 --> 00:07:34.680
إذًا، قمت بتأسيس هذه الجمعية

00:07:34.680 --> 00:07:36.868
"رابطة المتفائلين بمملكة بلجيكا"

00:07:36.868 --> 00:07:40.800
والتي تضم الآن 5000 عضو في بلجيكا.

00:07:40.800 --> 00:07:44.440
أسسنا كذلك منظمات شقيقة كبرى وصغرى

00:07:44.440 --> 00:07:48.481
خاصة بهولندا وألمانيا وهنا بفرنسا

00:07:48.506 --> 00:07:53.200
مع شركائنا فرونس روك وفيليب غابييه
وجون دورميسون وإيريك أورسونا

00:07:53.200 --> 00:07:56.993
وماثيو ريكارد وإيريك إيمانويل شميت
وجون ميشيل غيناصيا.

00:07:56.993 --> 00:08:02.659
بسويسرا وموناكو وبينين

00:08:04.739 --> 00:08:06.409
وأيضًا بإسبانيا

00:08:06.543 --> 00:08:09.159
والآن نعمل على كل من النرويج وكندا

00:08:09.159 --> 00:08:12.413
وكونغو وكونغو-برازافيل
والعديد من الدول الإفريقية الأخرى.

00:08:12.413 --> 00:08:15.453
إذًا فقد قمنا بتشكيل جمعية عالمية

00:08:15.453 --> 00:08:18.006
باسم "متفائلون بلا حدود"،

00:08:18.006 --> 00:08:20.740
والتي يرأسها حاليا فرنسي.

00:08:20.740 --> 00:08:24.152
الفكرة هي أن الرئاسة تتغير كل سنتين،

00:08:24.152 --> 00:08:27.200
وكل هذا مُجتمعًا 
يشكل مفهوم "دولة التفاؤل".

00:08:27.200 --> 00:08:29.635
إذًا ما هي "دولة التفاؤل"؟

00:08:29.635 --> 00:08:34.961
دولة التفاؤل هي دولة شاعرية،
ليس لها وجود إقليمي.

00:08:34.961 --> 00:08:37.908
دولة جديدة تعتمد على الوجدان

00:08:37.908 --> 00:08:41.012
وفقًا لقولة تييار دو شاردان:

00:08:41.012 --> 00:08:43.523
"كلما زاد العالم تعقيدًا،

00:08:43.523 --> 00:08:46.461
وجب على الحالة الوجدانية أن تسمو أيضًا."

00:08:46.461 --> 00:08:48.892
إذًا فالفكرة التي توصلنا إليها

00:08:48.892 --> 00:08:52.241
هي أن نقول جميعًا:
"لنبن معًا دولة التفاؤل."

00:08:52.241 --> 00:08:56.320
وأبعد من ذلك، جميع مواطني دولة التفاؤل،

00:08:56.320 --> 00:08:59.801
-أي جميع الأعضاء من جميع رابطات التفاؤل-

00:08:59.801 --> 00:09:03.373
سيتوصلون بجواز سفر حقيقي من دولة التفاؤل

00:09:03.373 --> 00:09:08.403
مع رمز الرد السريع 
الذي سيسمح لهم بالتواصل بينهم.

00:09:08.913 --> 00:09:14.862
لكن بالنسبة لي،
التفاؤل ليس فقط نقيض التشاؤم

00:09:14.862 --> 00:09:18.863
أعتقد أنه خلاف الكلبية كذلك.

00:09:18.863 --> 00:09:21.779
الكلبية آفة بحتة.

00:09:21.779 --> 00:09:26.176
وأنا صدقًا أظن أن العالم اليوم

00:09:26.176 --> 00:09:31.000
يتطور بطريقة كلبية تشاؤمية.

00:09:31.000 --> 00:09:35.680
الرأسمالية المالية أصبحت
كلبية تشاؤمية قطعًا.

00:09:35.680 --> 00:09:40.134
كما أظن أن العالم الذي بنيناه هنا في الغرب

00:09:40.350 --> 00:09:42.250
عالم النقود هذا.

00:09:43.398 --> 00:09:46.308
هذا العالم يجب أن يدمّر

00:09:46.308 --> 00:09:49.084
في الحقيقة، أعتقد أن كلبيته
وتشاؤميته سيهلكانه.

00:09:49.084 --> 00:09:52.588
بنفس الطريقة التي هلكت بها
الاشتراكية بسبب كلبيتها وتشاؤميتها.

00:09:52.588 --> 00:09:56.690
إذا لم يتغير -وعاجلًا- لمزيد من التآخي.

00:09:56.690 --> 00:10:02.823
لذا أؤمن في بكل جوارحي،
-وهذه حقيقة أخرى للتفاؤل-

00:10:03.557 --> 00:10:06.611
أننا جميعًا مرتبطون، كل منا بالآخر،

00:10:06.611 --> 00:10:10.284
ومرتبطون أيضًا بكوكبنا.

00:10:10.284 --> 00:10:15.299
وبهذا أعتقد أن الفكرة هي لنعش الحياة

00:10:15.299 --> 00:10:18.640
لنمنع أنفسنا من أن نصبح
كالطفيليات على هذا الكوكب.

00:10:18.640 --> 00:10:24.693
إذًا فما أريد نفسي أن أفعل 
هو أن أشارك ولو بالقليل،

00:10:24.693 --> 00:10:27.320
في إعادة البهجة للعالم.

00:10:27.320 --> 00:10:31.920
هذا يبدو لي مهمة أساسية قطعًا.

00:10:31.920 --> 00:10:36.072
أظن أننا اليوم

00:10:36.072 --> 00:10:42.311
فهمنا جيدًا كيفية القيام بالأشياء،
لكن الآن، يجب أن نذكر أنفسنا بذلك.

00:10:42.311 --> 00:10:47.240
مثلًا، لدينا كذلك مشروع كبير،

00:10:47.240 --> 00:10:51.833
أن نبني مدرسة للمساهمين.

00:10:51.833 --> 00:10:53.714
المدرسة التفاؤلية للمساهمين.

00:10:53.714 --> 00:10:56.040
لماذا مدرسة تفاؤلية للمساهمين؟

00:10:56.040 --> 00:10:59.914
لأنه منذ زمن طويل اقترح علي بعض الناس أنه

00:10:59.914 --> 00:11:03.108
يجب أن أنشئ مدرسة تفاؤلية لإدارة الأعمال.

00:11:03.108 --> 00:11:05.951
لكن لدي مشكلة مع مدارس إدارة الأعمال

00:11:05.951 --> 00:11:11.792
حيث تدرس المرتادين أن الهدف
من التجارة هو تحقيق الأرباح.

00:11:11.792 --> 00:11:16.722
والذي أظن مرة أخرى أنه تجلٍّ للكلبية.

00:11:16.722 --> 00:11:20.304
أظن أن الهدف من التجارة ليس تحقيق الأرباح.

00:11:20.304 --> 00:11:23.456
الهدف من التجارة هو القيام بالأمر الصحيح

00:11:23.456 --> 00:11:26.278
من أجل البشرية جمعاء والعالم،

00:11:26.278 --> 00:11:32.981
وأن الربح يجب أن يكون
النتيجة الحتمية للتجارة.

00:11:33.070 --> 00:11:36.097
طبعًا الربح ضروري

00:11:36.097 --> 00:11:40.573
لكنه في الحقيقة ضروري
لضمان استمرارية التجارة،

00:11:40.573 --> 00:11:42.265
ومع ذلك، لا يمكن أن يكون الهدف.

00:11:42.265 --> 00:11:46.975
ولهذا، ما أرجوه هو التحدث -بشكل أو بآخر-

00:11:46.975 --> 00:11:51.121
مع هؤلاء الذين بالفعل
بيدهم السلطة لصنع القرار.

00:11:51.121 --> 00:11:58.461
لأنني -للأسف- لاحظت أن
كثيرًا من المدراء يتصرفون

00:11:58.461 --> 00:12:01.261
حقًّا كالمرتزقة -إن صح التعبير-

00:12:01.320 --> 00:12:04.080
والذين لا يلبثون أن يصبحوا
أكثر فأكثر جشعًا.

00:12:04.080 --> 00:12:10.650
وبكل صراحة، لم أعد أحتمل
سماع المساهمين وهم يقولون:

00:12:10.656 --> 00:12:12.972
"نعم، لكننا نوفر فرص شغل للعاملين."

00:12:12.972 --> 00:12:17.153
لم أسمع يومًا عاملًا يقول:

00:12:17.153 --> 00:12:20.869
"نعم، لكنني أوفر نصيبًا للمساهمين."

00:12:20.869 --> 00:12:26.595
لذا أقول لا، ليس المساهم

00:12:26.595 --> 00:12:31.564
من يوفر فرصة الشغل للعامل والموظف.

00:12:31.564 --> 00:12:35.210
بل المشروع هو الذي يوفر

00:12:35.210 --> 00:12:39.685
عائدات على شكل أشغال للبعض
وأخرى على شكل أنصبة لآخرين.

00:12:39.685 --> 00:12:44.807
ليس الأمر مسألة أشخاص يخلقون فرص الشغل
وآخرين يصنعون الثروة.

00:12:44.807 --> 00:12:45.949
هي مسألة تكامل.

00:12:45.949 --> 00:12:49.800
ولهذا أظن أنه يجب علينا أن نفكر حقًّا...

00:12:49.800 --> 00:12:55.692
علينا أن نعيد النظر في المسألة الأساسية،

00:12:55.692 --> 00:12:58.036
ألا وهي الوعي التجاري.

00:12:58.036 --> 00:13:00.700
هناك الكثير من الكلام حول الثقافة التجارية

00:13:00.700 --> 00:13:04.513
عكس الكلام حول الوعي التجاري.

00:13:04.513 --> 00:13:08.325
ولكني أعتقد أنه من الضروري التفكير حوله.

00:13:08.325 --> 00:13:12.921
لذا أؤمن حقًّا أن الرأسمالية المالية اليوم

00:13:12.921 --> 00:13:15.722
-كما هي، وعلى النحو التي تتطور عليه-

00:13:15.722 --> 00:13:18.287
لن تضيف شيئا للبشرية،

00:13:18.287 --> 00:13:24.876
وبرأيي، نحن نعيش في واحد من أكثر الأماكن
ازدهارًا على وجه الأرض.

00:13:24.876 --> 00:13:30.397
وكما أقول، 
لقد أوجدنا هذه الرأسمالية المالية،

00:13:30.397 --> 00:13:33.760
ويجب أن نفكر هنا،

00:13:33.760 --> 00:13:39.210
فعلى عاتقنا مسؤولية ملحة 
لإيجاد نموذج جديد للمجتمع

00:13:39.210 --> 00:13:42.509
والذي سوف ينجح فقط
إذا طبِّق في العالم أجمع.

00:13:42.509 --> 00:13:45.779
تعجبني كثيرًا المقولة التالية
لإمانويل كانط، وهي:

00:13:45.779 --> 00:13:49.079
"يجب أن نتصرف جميعًا بنفس الطريقة.
فلن تختل موازين العالم

00:13:49.079 --> 00:13:50.876
إذا تصرف الجميع كما نتصرف نحن."

00:13:50.876 --> 00:13:58.409
ولكن المشكلة هي إن بدأ العالم كله بالعيش
وفق نموذج الزيادة في الإنتاج

00:13:58.409 --> 00:14:02.716
واستهلاك البضائع التي تضفي القليل
من البهجة والتي صنعناها هنا

00:14:02.716 --> 00:14:05.840
وبالتالي، الحياة على كوكب الأرض
لن تكون ممكنة لأطفالنا.

00:14:05.840 --> 00:14:09.946
السؤال الذي أطرحه هو
هل هذا فعلًا ما نريده؟

00:14:09.946 --> 00:14:12.150
أنا لا أريد ذلك، وبما أنني كذلك،

00:14:12.150 --> 00:14:17.720
فأظن أن الآباء في الكونغو
ونيويورك والأرجنتين واليابان

00:14:17.730 --> 00:14:23.674
لهم الحق كذلك أن يريدوا للحياة 
أن تبقى ممكنة لأبنائهم.

00:14:23.674 --> 00:14:28.173
وأظن أننا نحن -من نعيش
في هذا الطرف من العالم-

00:14:28.173 --> 00:14:32.405
والذي يحوي ساكنة متعلمة،

00:14:32.405 --> 00:14:37.763
وحيث -إن صح التعبير- 
الفقر ربما ما يزال تحت السيطرة،

00:14:37.763 --> 00:14:42.561
فأظن أننا مسؤولون عن إيجاد نموذج مستحدث.

00:14:42.561 --> 00:14:44.480
هذا ما أقترح.

00:14:44.480 --> 00:14:49.972
دولة جديدة عمادها الوعي،
وأعتقد أنه إذا تجمعنا

00:14:49.972 --> 00:14:52.357
وعمل كل منا مع الآخر،

00:14:52.357 --> 00:14:58.080
نستطيع بالتأكيد أن نخلق
طريقة جديدة لنتعايش معًا

00:14:58.080 --> 00:15:01.195
والتي ستكون أكثر سعادة، حسب رأيي،

00:15:01.195 --> 00:15:04.140
والتي بدون شك،

00:15:04.140 --> 00:15:09.357
ستفجر الكثير من الطاقات، وهذا كان اقتراحي.

00:15:09.357 --> 00:15:15.761
رابطة المتفائلين في بلجيكا
قد نظمت عدة ندوات

00:15:15.761 --> 00:15:21.680
وبعد كل ندوة هناك دومًا القليل من الترحيب

00:15:21.680 --> 00:15:25.081
لذا فأنا متأكد أني سأتلقى مداخلات بعد حين،

00:15:25.081 --> 00:15:29.913
لقد كنتم على قدر عال
من الصبر واللطافة حتى الآن،

00:15:29.913 --> 00:15:30.872
وهذا شيء جيد.

00:15:30.872 --> 00:15:36.260
في الحقيقة، ما أطلبه
من الحاضرين في كل ندوة

00:15:36.281 --> 00:15:40.132
أن لا يغادروا إلا بعد 
التحدث مع ثلاثة أشخاص

00:15:40.132 --> 00:15:42.048
لم يكونوا على معرفة مسبقة بهم.

00:15:42.048 --> 00:15:44.323
شكرًا لكم.

00:15:44.323 --> 00:15:57.382
(تصفيق)