الآن بعد أن فهمنا العرض والطلب وعملية التوازن يمكننا أن نطرح السؤال "هل يُجدي هذا النموذج؟" لقد ظهرت أكثر الأدلة المؤثرة في عام 1956 على يد فيرنون سميث، وهو أحد مؤسسي الاقتصاديات التجريبية. لقد توقع سميث بالفعل أن تجاربه المخبرية، والتي سأصفها لكم بالتفصيل بعد قليل سوف تدحض النموذج، ولكنه كان مصدوماً أنه في كل مرة كان النموذج قادراً على التنبؤ بما يحدث بالضبط. لقد حصل فيرنون سميث على جائزة نوبل في الاقتصاديات لعام 2002. لنلقي نظرة على ما فعله. لقد كانت تجربة سميث الأولى بسيطة للغاية. لقد أعطى لمجموعة من الطلاب والذين أطلق عليهم المشترون، مجموعة من البطاقات المشابهة لهذه تخبرهم بالقيمة التي وضعوها لبضاعة ما وأقصى ما ينوون دفعه مقابل الحصول على تلك البضاعة. ثم كرر الأمر نفسه مع البائعون حيث أعطاهم بطاقات تخبرهم بالتكلفة التي يتكبدونها وأدنى سعر ينوون بيع البضاعة مقابله. لاحظ أن توزيع قيم المشترين هو الذي يحدد منحنى الطلب. فعند سعر 3.50 مثلاً كانت الكمية المطلوبة تساوي الواحد. ولكن عندما ينخفض السعر إلى أقل من 3 دولار مثلاً تزيد الكمية المطلوبة إلى اثنين. وبالمثل، فإن توزيع بطاقات تكلفة الموردين، هو الذي يُحدد منحنى العرض. علاوة على ذلك، نظراً لأن سميث كان يعلم القيم التي يوزعها، فقد تمكّن من حساب منحنيي الطلب والعرض. وأسعار وكميات التوازن المتوقعة. طلب سميث من الطلاب التجارة في مزاد شفهي مزدوج. كان التجار يصيحون "سأبيع بدولارين" "سأشتري بدولار واحد"، وهكذا. في كل مرة يتفق التجار على تجارة يتم الإعلان عن السعر، "لقد بعتها بسعر 1.50 دولار" إذا كان هناك مشترٍ وبائع وليكن هذا المشتري وهذا البائع، قد اتفقا على تجارة وليكن بسعر دولار واحد يربح البائع السعر مطروحاً منه التكلفة التي يتكبدها. في هذه الحالة سيكسب البائع ربحاً قيمته 25 سنت أي السعر مطروحاً منه التكلفة. وبالمثل، يكسب البائع القيمة وهي 2.25 في هذه الحالة، مطروحاً منها السعر أي 1 دولار، أي أنه يكسب ربحاً قيمته 1.25 دولار. حسناً، إليك نقطة هامة أخرى في سوق سميث. لقد دفع للتجار أرباحهم بأموال حقيقية. إذاً لقد كانت سوق سميث التجريبية سوقاً حقيقية ذات منحنى طلب حقيقي ومنحنى عرض حقيقي، وتجار لديهم حافز لتحقيق أقصى مكسب من التجارة. إذاً ما الذي حدث هذه هي إحدى نتائج تجارب سميث المميزة. يظهر هنا منحنيي الطلب والعرض اللذين حسبهما سميث هنا على اليسار. يتنبأ النموذج بسعر توازن دولارين وكمية توازن 5 - 6 وحدات. أما ما حدث بالفعل فيظهر هنا على اليمين. لقد تحرك سعر السوق الفعلي إلى دولارين أو قريباً جداً منه. وكذلك تحركت كمية السوق بسرعة نحو 5 - 6 وحدات. علاوة على ذلك تماماً كما تنبأ النموذج المشترون ذوو أعلى قيمة هم الذي اشتروا والبائعون ذوو أقل تكلفة هم الذين باعوا. باختصار، تقريباً كل مكاسب التجارة قد تم استغلالها مما يحقق أقصى كفاءة تقريباً تماماً كما تنبأ النموذج. طريقة أخرى لاختبار النموذج هي باختبار تنبؤاته بما يحدث عندما تتم إزاحة منحنى الطلب أو العرض. في الواقع، إن ما يجعل نموذج منحنى الطلب والعرض قوياً هو أنه يمكنك تحليل أي تغيُّر في ظروف السوق باستخدام إزاحة منحنى الطلب أو إزاحة منحنى العرض. فهذا سيقدم تنبؤاً بما سيحدث يجب أن تكون على دراية تامة بإزاحة منحنيي الطلب والعرض. دعنا نأخذ بعض الأمثلة. النقطة الهامة هنا هي أن نفهم المنطق لا أن نحاول حفظ نتائج أية إزاحة محتملة. إذا فهمت المنطق، ستتمكن دائماً من استخدام بضعة منحنيات فقط لتكرار ما يتنبأ به النموذج وفهمه بالضبط. هذا هو سوق الكمبيوترات المحمولة الذي يوضح عرض الكمبيوترات المحمولة والطلب عليها. نحن جميعاً نعلم أن التكنولوجيا تخفض من تكلفة شرائح الكمبيوتر وقانون مور وما إلى ذلك هذا الانخفاض في سعر شرائح الكمبيوتر يخفض تكلفة إنتاج الكمبيوترات المحمولة يظهر هذا الانخفاض في التكلفة في شكل زيادة في العرض. يتحرك منحنى الطلب إلى أسفل اليمين. إذاً، ما الذي يتنبأ به النموذج؟ يتنبأ النموذج بأن أسعار الكمبيوترات المحمولة ستنخفض، وبأن الكمية المشتراة والمباعة سترتفع. هذا تنبؤ جيد. لننظر الآن إلى سوق المولدات المحمولة. لنفترض أن هناك إعصاراً يقترب كيف يؤثر هذا الإعصار الذي يقترب على الطلب على المولدات؟ حسناً، سيزيد الطلب، حيث سيؤدي إلى إزاحة منحنى الطلب إلى أعلى اليمين بماذا يتنبأ النموذج؟ يتنبأ النموذج بارتفاع سعر المولدات وتبادل كمية أكبر. هذا تنبؤ جيد أيضاً. إن استخدام نموذج العرض والطلب البسيط والقوي في الوقت نفسه يجعلك قادراً على أن تفهم أيضاً الأحداث الهامة في تاريخ العالم. لننظر إلى سعر النفط خلال 50 أو 60 عاماً الماضية. هذا هو سعر النفط منذ 1960. حيث يمكننا أن نرى بعض الأحداث الرئيسية فمثلاً، في عام 1973، زادت منظمة الأوبك من مرونة قوتها بخفض عرض النفط في فترة الحظر. يمكنك أن ترى أن سعر النفط قد ارتفع بشدة. إنه من المنطقي أن يرتفع السعر بهذه الدرجة الكبيرة لأنه لا توجد الكثير من السلع الجيدة البديلة للنفط على المدى القصير. سنتحدث أكثر عن مرونة الطلب في الفيديوهات القادمة. لقد أثرت أيضاً كلاً من الثورة الإيرانية والحرب بين العراق وإيران على العرض تأثيراً كبيراً ولكنه تأثيراً سلبياً، فقد رفع سعر النفط للأعلى. ومع ذلك، فإن هذا السعر المرتفع للنفط يشجع على المزيد من التنقيب. وعندما تم اكتشاف مصدر إضافي للنفط في بحر الشمال في المكسيك بدأ سعر النفط يهبط. هناك حدث هام آخر قد حدث في الألفينيات وهو زيادة نمو الصين والهند. فقد أدى ذلك إلى زيادة الطلب على النفط وإلى رفع سعره للأعلى. للمرة الأولى أصبح ملايين الناس قادرين على امتلاك سيارة وهذا بدوره أدى إلى زيادة الطلب على النفط يمكنك أن ترى أن هذا الطلب المتزايد قد استمر حتى حدث هذا الهبوط الكبير في سعر النفط عام 2008 وما هذا؟ هذا هو بالطبع التأثير الكبير على الطلب الناتج عن الركود الهائل الذي حدث في الأزمة المالية التي أصابت الولايات المتحدة وأوروبا بقوة وأدت إلى انخفاض الطلب على النفط على الأقل حتى بدأت مرحلة التعافي. يمكنك أن ترى هنا أن نموذج العرض والطلب البسيط يُقدم إطاراً مفيداً للغاية لفهم العالم. شكراً إذا أردت اختبار نفسك، اضغط على أسئلة التمرين أو إذا كنت مستعداً للمتابعة اضغط على "الفيديو التالي." Translated by Shaimaa Rakha with One Hour Translation