لم أتخيل قط،
أن مفجر إنتحاري بعمر 19 سنة،
قد يعلمني درساً قيماُ.
ولكنه فعل.
علمني أن لا أضع احكاماً مسبقة
عن أي أحد لا أعرفه.
في صباح يوم الخميس في حزيران 2005،
أنا والمفجّر، بدون علم،
ركبنا القطار نفسه و في الوقت نفسه،
جالسين على مايبدو على بعد قدم واحد.
لم أره.
في الحيقة، لم أرَ أحداً.
كما تعلم لا أحد ينظر الى الآخر في القطار،
ولكنني أعتقد بأنه رآني.
أعتقد بأنه نظر الى كل واحدٍ منا،
في الوقت الذي ضغط فيه مفتاح التفجير.
ولطالما تساءلت: بما كان يفكر؟
خصوصاً في تلك اللحظات الأخيرة
أعلم أنها لم تكن اسباباً شخصية،
هو لم يأتِ الى هنا ليقتلني أو
يشوهني أنا، غيل هيكس.
أعني، هو لايعرفني.
لا.
وعلى النقيض هو أعطاني،
تسمية غير مرغوبة و غير مبررة.
أصبحت أنا العدو.
بالنسبة له أنا كنت "الآخرين"
"هم" التي تعود لنا "نحن"
تلك التسمية "العدو" سمحت له بأن
يجردنا من إنسانيتنا،
سمَحت له بالضغط على الزر.
ولم يكن إختيارياَ،
ست وعشرين حياة غالية لفظت أنفاسها،
فقط على متن عربتي.
وكنت على وشك أن أكون إحداها،
وفي غمضة عين،
غرقنا جميعنا في ظلام حالك،
وقد كان محسوساً،
ماتخيلته عن شكل الخوض داخل القطران.
لم نكن نعلم بأننا نحن العدو،
كنا مجرد حفنة من الركاب
الذين لتوهم،
أتبعوا آداب النفق،
لا أتصال عين مباشر
لا حديث
وبالتأكيد لا محادثات.
ولكن ما أن انقشع الظلام،
حتى أصبحنا نمد أيدينا لبعضنا.
كنا نساعد بعض البعض،
وكنا نصرخ باسماءنا،
وكأننا قليلاً في عملية تصويت،
بأنتظار الرد.
"انا غيل، أنا هنا
لا أزال حية،
حسناً"
"أنا غيل،
هنا
لا أزال حية
حسناً"
لم أكن أعرف أليسون،
ولكنني سمعت لما تم التأكد من
دخولها قبل بضع دقائق،
لم أكن اعرف ريتشارد،
ولكنه أفرحني خبر نجاته.
كل ماشاركته معهم،
كان أسمي الأول،
لم يكونوا يعرفوا،
انني كنت رئيسة قسم
مجلس التصميم،
وهاهي حقيبتي الحبيبة،
أيضاً تم العثور عليها ذاك اليوم.
لم يكونوا يعرفوا بأنني قد
نشرت مذكرات العمارة والتصميم،
وأنني كنت عضوة في الجمعية الملكية للفنون،
بأنني ارتدي الاسود،
لا أزال.
وأنني أدخن السيقارلوس،
أقلعت عن تدخينها.
وأنني كنت اشرب الزنجبيل وأشاهد
TED مؤتمرات،
وبالطبع لم أكن أحلم أن اقف هنا يوماً،
متوازنة على أرجلي الصناعية،
أقدم عرضاُ.
كنت شابة أسترالية يافعة
أقدم أعمالي الاستثنائية في لندن،
ولم أكن مستعدة لاعتبر ان تلك هي النهاية،
كنت مصممةً على العيش،
لدرجة أني استخدمت وشاحي بربطه
على اعلى ساقيّ حتى أوقف النزيف.
وتجاهلت على كل شيئ أخر وكل شخص آخر،
من أجل ان اركز ان أستمع لنفسي،
من أجل تقودني الفطرة لوحدها،
أخفضت مستوى تنفسي،
ورفعت فخذاي،
أمسكت بنفسي بشكل مستقيم.
وقاومت الرغبة بغلق عيناي،
تماسكت تقريباً لمدة ساعة،
ساعة أمضيتها في التفكّر بحياتي.
الى تلك النقطة،
لربما كان بأمكاني فعل أكثر من هذا،
لربما كان بأمكاني العيش أكثر،أن ارى أكثر.
لربما كان بأمكاني الذهاب للجري، الرقص
وممارسة اليوغا،
ولكن أأولوياتي وتركيزي منصبتان
دائماً على العمل،
عشت من أجل العمل.
من أكون على بطاقة العمل،
لطالما أهمني السؤال.
ولكنه لم يكن مهماً في اسفل ذلك النفق،
في الوقت الذي شعرت فيه بأول لمسة،
من أحد فريق الانقاذ،
لم أكن قادرة على التكلم،
لم أكن قادرة على نطق كلمة صغيرة،
مثل "غيل"
أسلمت جسدي لهم،
وكنت قد فعلت مابوسعي،
والآن أنا بين أيديهم.
فهمت.
ماهو وماهية الانسانية،
للوهلة الاولى التي رأيت فيها البطاقة،
التي اُعطيت لي عندما وصلت للمستشفى.
كُتب عليها :
"أمراة مجهولة مُقدّرة"
أمراة مجهولة مُقدّرة
هذه الكلمات الأربع كانت هديتي،
ما أخبروني به بكل وضوح،
انه تمّ إنقاذي،
فقط لأنني أنسان،
و ايّ اختلافات من نوع
آخر لم يُلتفت إالبها.
كل تلك المسافة الطويلة التي كان
رجال الانقاذ يستعد لقطعها،
من أجل إنقاذي ،
من أجل انقاذ ماستطاعوا.
وتعريض أنفسهم للخطر،
بالنسبة لهم، ليس مهماً،
لون بشرتي،
ما إذا كنت رجلاً او أمرأة،
ميولي الجنسية،
ولمن صوّت،
سواءاّ كنت متعلمة،
لو كنت مؤمنة أم ملحدة،
لاشيئ من هذا يهم.
عدا أنني حياة أنسان مقدرة.
أرى نفسي كإثبات حياة،
انا دليل،
الحب غير المشروط والاحترام ليس بأمكانه فقط
أنقاذ حياة
ولكن بأمكانه تغيير حياة
هنا صورة مذهلة لأحد فريق الانقاذ
انا واندي
التقطناها السنة الفائتة
عشر سنوات مابعد الحادثة
وها نحن الآن يداً بيد
من داخل كل هذة الفوضى
اُمسكت يداي بقوة
ولُمس وجهي برفق
بما شعرت ؟
شعرت بأنني محبوبة
ما حماني من الكارهين وممن يريدون الانتقام
ما أعطاني القوة لأن اقول
هذا انتهى بي الى
الحب
لقد كنت محبوبة
اؤمن بأن امكانية نشر تغيير ايجابي
على نطاق واسع
بالتأكيد ضخمة
لأنني اعلم بما انت قادر عليه
اعلم مقدار الذكاء في الانسان
وهذا يتركتي بالعديد من الامور للتساؤل
وبعض الاسئلة التي علينا جميعنا أعتبارها
أليس مايوحدنا أكبر بكثير مما يقسمنا
هل يجب ان تحدث لنا مأسآة او كارثة حتى
حتى نشعر بعمق الاتصال الذي بيننا كفصيلة
كبشر ؟
متى سنبرز حكمة عصرنا
وأن نسمو الى التسامح
وأن نقبلَ
كل من وضعناه تحت تسمية الى أن نعرفه جيداً
شكراً لكم
(تصفيق)