WEBVTT 00:00:00.973 --> 00:00:04.344 كعالمة وأيضًا كإنسانة 00:00:04.344 --> 00:00:06.532 كنت أحاول أن أجعل نفسي 00:00:06.532 --> 00:00:09.885 عرضة للتساؤل والدهشة. NOTE Paragraph 00:00:09.885 --> 00:00:13.190 أعتقد أن جيسون ويبلي أطلق علىَ ذلك الليلة الماضية 00:00:13.190 --> 00:00:16.705 "التآمر لنكون جزءًا من السحر" 00:00:16.705 --> 00:00:20.260 من حسن الحظ أن مهنتي كعالمة أحياء 00:00:20.260 --> 00:00:22.162 تجعلني أغوص بعمق في حياة 00:00:22.162 --> 00:00:25.124 بعض من أعجب الكائنات 00:00:25.124 --> 00:00:26.512 التي تشاركنا كوكبنا: 00:00:26.512 --> 00:00:28.849 اليراعات NOTE Paragraph 00:00:28.849 --> 00:00:31.220 الآن، بالنسبة لكثير منكم، أعلم أن اليراعات 00:00:31.220 --> 00:00:34.500 قد تثير لديكم ذكريات رائعة: 00:00:34.500 --> 00:00:36.897 الطفولة، فترة الصيف 00:00:36.897 --> 00:00:38.781 وكذلك محادثات TED أخرى 00:00:38.781 --> 00:00:45.677 أو شيئًا كهذا.. NOTE Paragraph 00:00:45.677 --> 00:00:48.547 بدأ انجذابي لعالم اليراعات 00:00:48.547 --> 00:00:52.504 بعد التحاقي بكلية الدراسات العليا. 00:00:52.504 --> 00:00:55.800 في مساء أحد الأيام كنت أقضي الوقت في حديقتي الخلفية 00:00:55.800 --> 00:00:57.160 في شمال كارولينا، 00:00:57.160 --> 00:01:02.368 وفجأة، إذ بي أرى شرارات صغيرة 00:01:02.368 --> 00:01:04.320 تنتشر من حولي 00:01:04.320 --> 00:01:05.578 وبدأت ... أتسائل: 00:01:05.578 --> 00:01:07.992 كيف لتلك المخلوقات أن تشع ضوءًا! 00:01:07.992 --> 00:01:09.831 وماذا عن كل ذلك الوميض؟ 00:01:09.831 --> 00:01:12.430 هل تتحدث تلك اليراعات مع بعضها البعض؟ 00:01:12.430 --> 00:01:15.320 وماذا يحدث بعد أن ينطفئ الضوء؟ 00:01:15.320 --> 00:01:16.830 كنت محظوظة بما يكفي 00:01:16.830 --> 00:01:18.482 لأجد إجابة على بعض الأسئلة 00:01:18.492 --> 00:01:21.707 مع استكشافي لهذا العالم الليلي. 00:01:21.707 --> 00:01:24.551 إن سبق لكم رؤية اليراعات 00:01:24.551 --> 00:01:26.270 أو سمعتهم بها من قبل، 00:01:26.270 --> 00:01:28.693 فستعرفون كيف تُحول بشكلٍ ساحر 00:01:28.693 --> 00:01:30.877 المناظر الطبيعية اليومية لدينا إلى شيء 00:01:30.877 --> 00:01:33.180 أثيري وخيالي، 00:01:33.180 --> 00:01:35.000 وهذا يحدث حول العالم، 00:01:35.000 --> 00:01:37.199 مثل جانب التل هذا في جبال سموكي 00:01:37.199 --> 00:01:40.377 الذي رأيته يتحول إلى شلال حي من الضوء NOTE Paragraph 00:01:40.377 --> 00:01:45.549 من خلال هذا الوهج الغريب الصادر من هذه اليراعات الزرقاء، 00:01:45.549 --> 00:01:48.413 أو مثل نهرٍ زرته في اليابان 00:01:48.413 --> 00:01:52.550 الذي بدا كما لو كان في مخاضٍ للوميض البطئ العائم 00:01:52.550 --> 00:01:55.208 ليراعات جينجي تلك، 00:01:55.208 --> 00:01:57.766 أو فى ماليزيا، شجر المانغروف 00:01:57.766 --> 00:01:59.946 الذي شاهدت تفتّحه ليلاً 00:01:59.946 --> 00:02:01.604 ليس بالأزهار 00:02:01.604 --> 00:02:04.441 ولكن بأضواء آلاف اليراعات (صفير!) (صفير!) 00:02:04.441 --> 00:02:06.216 جميعها يومض معًا 00:02:06.216 --> 00:02:08.751 في تزامن مذهل. 00:02:08.751 --> 00:02:11.269 هذه المناظر الطبيعية المضيئة 00:02:11.269 --> 00:02:13.288 لا تزال تغمرني بالدهشة، 00:02:13.288 --> 00:02:15.463 وتبقيني متصلة بسحر 00:02:15.463 --> 00:02:18.217 العالم الطبيعي. 00:02:18.217 --> 00:02:20.878 وأجد أنه من المدهش أن تلك المناظر من صنع NOTE Paragraph 00:02:20.878 --> 00:02:23.204 هذه الحشرات بالغة الصغر. NOTE Paragraph 00:02:23.204 --> 00:02:26.250 اليراعات تسحرني على الصعيد الشخصي. 00:02:26.250 --> 00:02:27.827 إنها كاريزمية. 00:02:27.827 --> 00:02:29.611 وقد احتُفي بها في الفن 00:02:29.611 --> 00:02:32.288 والشعر منذ قرون. 00:02:32.288 --> 00:02:33.846 لقد جبت العالم، 00:02:33.846 --> 00:02:35.537 وقابلت العديد من المفكرين 00:02:35.537 --> 00:02:38.251 الذين أخبروني أن الله وضع اليراعات على الأرض 00:02:38.251 --> 00:02:40.501 لأجل متعة البشر. 00:02:40.501 --> 00:02:42.933 كما أن مخلوقات أخرى يمكنها التمتع بها أيضًا. 00:02:42.933 --> 00:02:46.994 وأعتقد أن هذه الحشرات الجميلة إعجازية حقًا 00:02:46.994 --> 00:02:49.988 لأنها تلقي ضوءًا بشكل جميل على 00:02:49.988 --> 00:02:55.385 البديهة الإبداعية للتطور. 00:02:55.385 --> 00:02:58.139 لقد تشكلت اليراعات من خلال 00:02:58.139 --> 00:02:59.434 قوتين نشوئيتين: 00:02:59.434 --> 00:03:03.725 الانتقاء الطبيعي النضال من أجل البقاء 00:03:03.725 --> 00:03:06.392 والانتقاء الجنسي، 00:03:06.882 --> 00:03:09.120 النضال من أجل الفرصة الإنجابية. 00:03:09.290 --> 00:03:11.277 بصفتي عاشقة لليراعات كانت السنوات العشرين الماضية 00:03:11.277 --> 00:03:13.544 رحلة مثيرة لي إلى حدٍّ بعيد. 00:03:13.544 --> 00:03:16.132 فبالتعاون مع طلابي في جامعة Tufts 00:03:16.132 --> 00:03:17.245 وزملاء آخرين، 00:03:17.245 --> 00:03:20.667 توصلنا إلى الكثير من الاكتشافات الجديدة حول اليراعات: 00:03:20.667 --> 00:03:23.787 أسلوبها في المغازلة وحياتها الجنسية، 00:03:23.787 --> 00:03:25.542 وخيانتها وإجرامها. 00:03:25.612 --> 00:03:27.680 اليوم أود أن أشارك معكم 00:03:27.680 --> 00:03:29.190 بضعة حكايات أتينا بها 00:03:29.190 --> 00:03:31.839 من مغامراتنا الجماعية 00:03:31.839 --> 00:03:35.370 داخل هذا العالم الخفي. 00:03:35.660 --> 00:03:39.742 تنتمي اليراعات إلى مجموعة جميلة جدًّا NOTE Paragraph 00:03:39.742 --> 00:03:44.043 ومتنوعة من الحشرات: الخنافس. 00:03:44.093 --> 00:03:46.937 يوجد أكثر من 2000 نوع من اليراعات حول العالم 00:03:46.937 --> 00:03:50.282 وقد طورت بشكل ملحوظ 00:03:50.282 --> 00:03:51.896 إشارات تودد متنوعة، 00:03:51.896 --> 00:03:55.548 أي طرق مختلفة لإيجاد وجذب القرين. 00:03:55.548 --> 00:03:57.377 قبل حوالي 150 مليون سنة، 00:03:57.377 --> 00:04:00.742 كانت اليراعات الأولى تبدو هكذا على الارجح. 00:04:00.742 --> 00:04:02.326 كانت تحلق أثناء النهار 00:04:02.326 --> 00:04:04.226 ولم تكن تضيء. 00:04:04.226 --> 00:04:07.440 بدلاً من ذلك، كان الذكور يستخدمون قرون استشعارهم المذهلة 00:04:07.440 --> 00:04:11.509 لشم العطور المنبعثة من الإناث. 00:04:11.509 --> 00:04:14.997 في نوع آخر من اليراعات الإناث فقط كانت تضيء. 00:04:14.997 --> 00:04:19.721 كانت منتفخة وغير مجنحة بشكل جذاب، 00:04:19.721 --> 00:04:21.413 وفي كل ليلة، تصعد على مكانٍ عاليٍ 00:04:21.413 --> 00:04:23.314 وتشع ببهاء لساعات 00:04:23.314 --> 00:04:27.481 لجذب الذكور المحلّقين غير المضيئين. 00:04:27.481 --> 00:04:30.457 في أنواع أخرى من اليراعات، كلا الجنسين 00:04:30.457 --> 00:04:33.626 يستخدم ومضات سريعة لإيجاد الذكور. 00:04:33.626 --> 00:04:35.167 هنا في شمال أمريكا، 00:04:35.167 --> 00:04:38.290 لدينا أكثر من 100 نوع مختلف من اليراعات 00:04:38.290 --> 00:04:42.104 التي تملك القدرة على أن تشع بالطاقة 00:04:42.104 --> 00:04:44.720 من أجسادها 00:04:44.720 --> 00:04:46.745 في هيئة ضوء. 00:04:46.745 --> 00:04:49.247 كيف تفعل ذلك؟ 00:04:49.247 --> 00:04:51.139 يبدو الأمر كالسحر، 00:04:51.139 --> 00:04:52.903 لكن إشارات التلألؤ البيلوجي هذه 00:04:52.903 --> 00:04:54.964 تنشأ من ردود فعل كيميائية منظمة بعناية 00:04:54.964 --> 00:04:58.586 التي تجري داخل مشكاة اليراعة. 00:04:58.586 --> 00:05:01.548 الشعلة الأساسية هي إنزيم يسمى لوسيفيرايز. 00:05:01.548 --> 00:05:03.610 التي اكتشفت في سياق التطور 00:05:03.610 --> 00:05:06.472 طريقة للف ذراعاها الصغيرتان 00:05:06.472 --> 00:05:10.257 حول جزئ أصغر يسمى لوسيفرين 00:05:10.257 --> 00:05:12.879 ما يتسبب في إثارته 00:05:12.879 --> 00:05:16.333 فيتولد الضوء. 00:05:16.333 --> 00:05:18.600 مذهل. 00:05:18.600 --> 00:05:20.454 ولكن كيف تمكنت تلك الأضواء المشعة NOTE Paragraph 00:05:20.454 --> 00:05:24.131 من إفادة اليراعات الأولية؟ 00:05:24.131 --> 00:05:26.100 لنجيب على هذا السؤال، يلزمنا أن نعود 00:05:26.100 --> 00:05:30.375 إلى بعض صور الأطفال في ألبوم العائلة. 00:05:30.375 --> 00:05:33.884 اليراعات تعيد إبتكار أجسادها تمامًا أثناء نموها. 00:05:33.884 --> 00:05:36.337 إنها تقضي الغالبية العظمى من حياتها، 00:05:36.337 --> 00:05:38.158 التي تصل إلى عامين، 00:05:38.158 --> 00:05:40.989 في هذا الشكل اليرقي. 00:05:40.989 --> 00:05:43.271 هدفها الرئيسي هنا، مثل أبنائي المراهقين، 00:05:43.271 --> 00:05:46.700 الأكل والنمو. 00:05:46.700 --> 00:05:49.212 وينشأ أول ضوء لليراعة 00:05:49.212 --> 00:05:51.469 في تلك اليرقات. 00:05:51.469 --> 00:05:52.914 بإمكان كل يرقة يراعة أن تضيء 00:05:52.914 --> 00:05:56.256 حتى عندما تعجز عن ذلك اليراعات البالغة. 00:05:56.256 --> 00:05:57.593 لكن ما الهدف من NOTE Paragraph 00:05:57.593 --> 00:06:00.949 الظهور بكل هذا الوضوح؟ 00:06:00.949 --> 00:06:02.832 نعرف أن تلك اليراعات اليافعات 00:06:02.832 --> 00:06:04.626 تنتج مواد كيميائية سيئة المذاق 00:06:04.626 --> 00:06:08.610 التي تساعدها على مواصلة طفولتها الطويلة، 00:06:08.610 --> 00:06:11.721 لذا نعتقد أن تلك الأضواء تطورت بدايةً كتحذير، 00:06:11.721 --> 00:06:16.666 مثل إشارة نيون تقول "سام! ممنوع الاقتراب!" 00:06:16.666 --> 00:06:19.900 لأي مفترس محتمل. 00:06:19.900 --> 00:06:22.429 استغرق الأمر ملايين السنين 00:06:22.429 --> 00:06:24.511 قبل أن تتطور تلك الأضواء البراقة 00:06:24.511 --> 00:06:26.305 إلى أداة تواصل ذكية 00:06:26.305 --> 00:06:29.378 التي يمكن استخدامها ليس فقط لإبعاد المفترسين المحتملين 00:06:29.378 --> 00:06:32.470 بل أيضًا لجلب القرناء المحتملين. 00:06:32.470 --> 00:06:35.259 فبتحفيزِ من الانتقاء الجنسي الآن، 00:06:35.259 --> 00:06:36.968 بعض اليراعات البالغة 00:06:36.968 --> 00:06:39.460 مثل هذا الذكر المتباهي 00:06:39.460 --> 00:06:43.223 طوّر مشكاة براقة جديدة تضيء في الظلام 00:06:43.223 --> 00:06:45.611 التي تنتقل بالتودد والمغازلة 00:06:45.611 --> 00:06:48.153 إلى مستوى جديد كليًّا. 00:06:48.153 --> 00:06:51.403 لا تعيش هذه اليراعات البالغة إلا لبضعة أسابيع، 00:06:51.403 --> 00:06:56.250 وهي الآن تركز بثباتٍ على الجنس 00:06:56.250 --> 00:06:58.238 أي على دفع جيناتها 00:06:58.238 --> 00:07:01.210 إلى الجيل التالي لليراعات. 00:07:01.210 --> 00:07:04.537 يمكننا أن نتبع هذا الذكر إلى الحقل 00:07:04.537 --> 00:07:07.555 أثناء انضمامه إلى مئات الذكور الآخرين 00:07:07.555 --> 00:07:11.505 الذين يستعرضون إشارات التودد الجديدة خاصتهم. 00:07:11.505 --> 00:07:14.681 من المدهش التفكير في أن هذه العروض الضوئية 00:07:14.681 --> 00:07:16.266 التي تبهرنا 00:07:16.266 --> 00:07:17.875 هنا وفي كل مكان حول العالم 00:07:17.875 --> 00:07:22.821 ما هي إلا أغنيات حب صامتة 00:07:22.821 --> 00:07:26.117 يغنيها ذكور اليراعات. 00:07:26.117 --> 00:07:29.944 إنها تحلق وتومض بقلوبها. 00:07:29.944 --> 00:07:33.727 لا زلت أجد ذلك في غاية الرومانسية. 00:07:33.727 --> 00:07:36.403 ولكن في هذه الأثناء، أين الإناث؟ NOTE Paragraph 00:07:36.403 --> 00:07:38.765 إنهن يتسكعن في الأسفل 00:07:38.765 --> 00:07:40.546 يتفحصن الخيارات المتاحة لهن. 00:07:40.546 --> 00:07:42.369 لديهن الكثير من الذكور للاختيار منهم 00:07:42.369 --> 00:07:46.516 ويتبين أنه يصعب إرضاء هؤلاء الإناث. 00:07:46.516 --> 00:07:49.188 عندما ترى الأنثى وميضًا 00:07:49.188 --> 00:07:51.281 من ذكر جذاب على نحوٍ استثنائي، 00:07:51.281 --> 00:07:54.511 فستوجه مشكاتها ناحيته، 00:07:54.511 --> 00:07:56.614 وتبادله الوميض. 00:07:56.614 --> 00:08:00.647 إنها إشارة "تعال إلى هنا" خاصتها. 00:08:00.647 --> 00:08:04.900 فيحلق قريبًا منها ويومض مرة أخرى. 00:08:04.900 --> 00:08:06.200 وإن كان لا يزال يعجبها، 00:08:06.200 --> 00:08:08.429 فسيبدءان حوارًا. 00:08:08.429 --> 00:08:10.956 تعبر تلك المخلوقات عن حبها 00:08:10.956 --> 00:08:13.847 بلغة الضوء. 00:08:13.847 --> 00:08:18.994 فما الذي يثير تلك الإناث؟ NOTE Paragraph 00:08:18.994 --> 00:08:21.737 قررنا إجراء بعض استفتاءات الرأي لليراعات 00:08:21.737 --> 00:08:23.165 لنكتشف الجواب. 00:08:23.165 --> 00:08:26.506 عندما أختبرنا الإناث باستخدام ومضات LED 00:08:26.506 --> 00:08:28.594 اكتشفنا أنهن يفضلن الذكور 00:08:28.594 --> 00:08:31.858 الذين يطلقون وميضًا طويل الأمد 00:08:31.858 --> 00:08:36.544 (ضحك) (تصفيق) 00:08:36.544 --> 00:08:38.119 أعرف أنكم تتسائلون عما 00:08:38.119 --> 00:08:41.125 يمنح أولئك الذكور الجاذبية الجنسية؟ 00:08:41.125 --> 00:08:42.571 والآن لنرى ما يحدث 00:08:42.571 --> 00:08:44.866 عندما تنبعث الأضواء. 00:08:44.866 --> 00:08:46.292 أول شيء اكتشفناه NOTE Paragraph 00:08:46.292 --> 00:08:48.729 أنه عندما يشتبك الذكر والأنثى هكذا 00:08:48.729 --> 00:08:51.728 يظلان على هذا الحال طوال الليل، 00:08:51.728 --> 00:08:53.260 وعندما نظرنا إلى الداخل 00:08:53.260 --> 00:08:54.325 لنرى ما قد يحدث، 00:08:54.325 --> 00:08:56.707 اكتشفنا انحراف مفاجئ جديد 00:08:56.707 --> 00:08:58.437 طرأ على الجنس عند اليراعات. 00:08:58.437 --> 00:09:00.241 ينشغل الذكر أثناء التزاوج 00:09:00.241 --> 00:09:01.870 بإعطاء الأنثى 00:09:01.870 --> 00:09:03.339 ليس اللقاح فحسب، 00:09:03.339 --> 00:09:07.464 بل إيضًا حزمة مملوءة بالغذاء 00:09:07.464 --> 00:09:10.472 تسمى الهدايا العُرسية. 00:09:10.472 --> 00:09:14.532 يمكننا تقريب الصورة أكثر لنرى عن كثب 00:09:14.532 --> 00:09:16.177 ما يجري بين هاذين الزوجين. 00:09:16.177 --> 00:09:17.847 يمكننا في الواقع أن نرى الهدية 00:09:17.847 --> 00:09:19.190 تظهر هنا باللون الأحمر 00:09:19.190 --> 00:09:22.876 وقد عبرت من الذكر إلى الأنثى. 00:09:22.876 --> 00:09:26.480 ما يجعل هذه الهدية قيمة إلى هذا الحد 00:09:26.480 --> 00:09:27.996 هو أنها مملوءة بالبروتين 00:09:27.996 --> 00:09:32.634 الذي تستخدمه الأنثى لتغذية بيضها. 00:09:32.634 --> 00:09:36.309 الإناث إذن دائمًا يجعلن هذه الهدية صوب أعينهن. 00:09:36.309 --> 00:09:38.168 عند تقييم الزوج المحتمل. 00:09:38.168 --> 00:09:41.115 اكتشفنا أن الأنثى تستعين بإشارات الذكر المضيئة 00:09:41.115 --> 00:09:43.355 في محاولة لمعرفة من مِن الذكور 00:09:43.355 --> 00:09:45.483 لديه الهدية الأكبر، 00:09:45.483 --> 00:09:49.810 لأن هذه البهرجة تساعد الأنثى على وضع مزيدٍ من البيض 00:09:49.810 --> 00:09:53.555 لتتمكن في النهاية من بث نسلها 00:09:53.555 --> 00:09:58.172 في الجيل القادم. 00:09:58.172 --> 00:10:00.370 لكن الصورة الكاملة لهذا المشهد ليست عذبة ولطيفة. NOTE Paragraph 00:10:00.370 --> 00:10:02.740 رومانسية اليراعات خطيرة. 00:10:02.740 --> 00:10:04.624 اليراعات البالغة تلك 00:10:04.624 --> 00:10:08.255 لا تؤكل لأنها، مثل صغارها، 00:10:08.255 --> 00:10:10.640 تنتج مواد سامة طاردة 00:10:10.640 --> 00:10:14.540 للطيور وغيرها من آكلي الحشرات. 00:10:14.540 --> 00:10:16.642 ولكن في لحظةٍ ما، 00:10:16.642 --> 00:10:18.766 فقدت جماعة معينة من اليراعات 00:10:18.766 --> 00:10:22.550 بطريقةٍ ما الآلية الأيضية 00:10:22.550 --> 00:10:25.742 اللازمة لإنتاج سمومها الدفاعية. 00:10:25.742 --> 00:10:28.180 هذا الاختلال الثوري، 00:10:28.180 --> 00:10:30.684 الذي اكتشفه زميلي توم إيزنر، 00:10:30.684 --> 00:10:33.197 دفع تلك اليراعات إلى 00:10:33.197 --> 00:10:36.293 إطلاق أضواؤها البراقة في الليل 00:10:36.293 --> 00:10:39.860 بنية غادرة. 00:10:39.860 --> 00:10:42.607 هؤلاء "الحسناوات اللعوبات"، اسم أطلقه 00:10:42.607 --> 00:10:45.490 عليها جيم لويد، وهو زميلٌ آخر، 00:10:45.490 --> 00:10:46.652 وجدت طريقة لاستهداف 00:10:46.652 --> 00:10:50.962 الذكور من أنواع اليراعات الأخرى. 00:10:50.962 --> 00:10:52.849 فالصيد يبدأ بالمفترس، 00:10:52.849 --> 00:10:54.907 تظهر هنا في أدنى اليسار، 00:10:54.907 --> 00:10:56.868 حيث تجلس بهدوء 00:10:56.868 --> 00:10:59.759 وتسترق السمع لحديث التودد 00:10:59.759 --> 00:11:01.533 الصادر من فريستها المستهدفة، 00:11:01.533 --> 00:11:03.121 وهنا توضيح لما قد يحدث. 00:11:03.121 --> 00:11:07.249 يضيء الذكر: "هل تحبينني؟" 00:11:07.249 --> 00:11:11.301 وتجيب أنثاه: "ربما" 00:11:11.301 --> 00:11:14.365 فيضيء مرة أخرى. 00:11:14.365 --> 00:11:17.542 ولكن هذه المرة يتسلل المفترس برد 00:11:17.542 --> 00:11:23.276 يشبه تمامًا ما قالته الأنثى الأخرى للتو. 00:11:23.276 --> 00:11:27.731 هي لا تبحث عن الحب، إنما عن المواد السامة. 00:11:27.731 --> 00:11:31.576 وإن كانت ماهرة، فستغوي هذا الذكر أكثر حتى 00:11:31.576 --> 00:11:34.744 يصلها فتلتقطه، 00:11:34.744 --> 00:11:37.607 وهو ليس وجبةً خفيفةً فحسب. 00:11:37.607 --> 00:11:39.153 إذ أنها في الساعة التالية 00:11:39.153 --> 00:11:43.138 تمص دم هذا الذكر ببطء 00:11:43.138 --> 00:11:46.797 تاركةً وراءها بعض البقايا الملطخة بالدماء. 00:11:46.797 --> 00:11:49.977 ولعجزها عن انتاج السموم من أجسادها، 00:11:49.977 --> 00:11:52.177 تلجأ تلك الإناث إلى شرب دماء 00:11:52.177 --> 00:11:56.119 اليراعات الأخرى للحصول على المواد الكيميائية الوقائية. 00:11:56.119 --> 00:12:02.130 فاليراعة مصاصة الدماء 00:12:02.130 --> 00:12:06.437 أنتجها الانتقاء الطبيعي. 00:12:06.437 --> 00:12:09.823 لا زال لدينا الكثير لنتعلمه حول اليراعات، NOTE Paragraph 00:12:09.823 --> 00:12:12.967 لكن يبدو أن عديدًا من القصص لن تروى، 00:12:12.967 --> 00:12:15.255 لأن فئات اليراعات حول العالم 00:12:15.255 --> 00:12:18.204 آخذة في الإنطفاء. 00:12:18.204 --> 00:12:20.869 المذنب الرئيسي: فقدان الموطن الطبيعي. 00:12:20.869 --> 00:12:22.438 الحقول والغابات في كل مكان تقريبًا 00:12:22.438 --> 00:12:25.909 والمروج وأشجار المانغروف التي تحتاجها اليراعات لتعيش 00:12:25.909 --> 00:12:29.579 تفسح المجال للتنمية والتمدد. 00:12:29.579 --> 00:12:33.933 وها هنا مشكلة أخرى: لدينا ظلام مُخضع. NOTE Paragraph 00:12:33.933 --> 00:12:37.706 لكننا نبدد الكثير من الضوء الإضافي في الليل 00:12:37.706 --> 00:12:40.574 الذي يخل بحياة المخلوقات الأخرى، 00:12:40.574 --> 00:12:44.970 واليراعات خاصةً حساسة تجاه التلوث الضوئي 00:12:44.970 --> 00:12:46.364 لأنه يحجب الإشارات 00:12:46.364 --> 00:12:51.208 التي تستخدمها للبحث عن قرائنها. 00:12:51.208 --> 00:12:53.679 هل نحتاج بالفعل إلى اليراعات؟ NOTE Paragraph 00:12:53.679 --> 00:12:55.913 في النهاية لا تشكل إلا جزءًا في غاية الصغر 00:12:55.913 --> 00:12:57.478 من التنوع الحيوي على الأرض. 00:12:57.478 --> 00:13:00.287 لكن في كل مرة يُفقد فيها كائن حي، 00:13:00.287 --> 00:13:03.638 فكأنك تُطفئ غرفة مليئة بالشموع، 00:13:03.638 --> 00:13:06.269 الواحدة تلو الأخرى. 00:13:06.269 --> 00:13:07.523 قد لا تنتبه 00:13:07.523 --> 00:13:08.913 عندما ينطفئ بعض الوميض 00:13:08.913 --> 00:13:19.656 لكنك في النهاية ستقبع في ظلامٍ دامس. 00:13:20.796 --> 00:13:24.727 وبأننا نعمل معًا لصياغة مستقبل الكوكب، 00:13:24.727 --> 00:13:26.915 آمل أن نجد طريقة 00:13:26.915 --> 00:13:30.940 للمحافظة على بريق هذه الأضواء البراقة. 00:13:31.130 --> 00:13:32.216 شكرًا لكم. NOTE Paragraph 00:13:32.216 --> 00:13:34.671 (تصفيق)