WEBVTT 00:00:07.653 --> 00:00:09.534 إذا كنت تمشي في الشارع 00:00:09.534 --> 00:00:13.384 وصادفت صورة ممدّدةً بشكل غريب كهذه الصورة 00:00:13.384 --> 00:00:17.004 فإنها فرصة لترى شيئَا رائعًا 00:00:17.004 --> 00:00:20.494 ولكن عليك أن تقف في المكان الصحيح 00:00:20.494 --> 00:00:25.493 السبب وراء هذا أن هذه الصور تستخدم تقنية (الأنامورفوسيس) 00:00:25.493 --> 00:00:28.765 (الأنامورفوسيس) هي حالة خاصة من فن الرسم المنظوري 00:00:28.765 --> 00:00:31.794 حيث يقوم الفنان بتمثيل شكلٍ ثلاثيّ الأبعاد 00:00:31.794 --> 00:00:34.115 على سطح ثنائي الأبعاد 00:00:34.115 --> 00:00:35.395 ورغم شيوعه في عصرنا هذا 00:00:35.395 --> 00:00:40.126 إلا أنّ هذا النوع من الرسم المنظوريّ بدأ فقط خلال عصر النهضة الإيطالي 00:00:40.126 --> 00:00:43.396 في الرسوم القديمة، ظهرت جميع الأشكال على نفس المستوى 00:00:43.396 --> 00:00:47.145 ولكن أحجام الأشكال اختلفت تبعًا لأهميتها 00:00:47.145 --> 00:00:51.304 الفنانون التقليديون الرومان واليونان أدركوا أنه يمكنهم جعل الأشكال تبدو أبعد 00:00:51.304 --> 00:00:53.155 إذا ما جعلوا حجمها أصغر 00:00:53.155 --> 00:00:58.535 ولكن الكثير من المحاولات المبكرة في الرسم المنظوري كانت غير دقيقة 00:00:58.535 --> 00:01:00.536 في القرن الخامس عشر في مدينة فلورنس 00:01:00.536 --> 00:01:02.819 اكتشف الفنانون أن الخداع البصري للمنظور 00:01:02.819 --> 00:01:05.954 يمكن أن يُدرك بطرق أكثر تعقيدًا 00:01:05.954 --> 00:01:08.946 وذلك باستخدام مبادئ الهندسة 00:01:08.946 --> 00:01:13.415 في عام 1485 قام (ليوناردو دافنشي) بالتلاعب بمبادئ الهندسة 00:01:13.415 --> 00:01:17.576 للحصول على أول رسم (أنامورفيّ). 00:01:17.576 --> 00:01:20.848 تعلم عددٌ من الفنانين هذه التقنية لاحقًا 00:01:20.848 --> 00:01:25.526 ومنهم (هانس هولبين) في لوحته "السفراء" 00:01:25.526 --> 00:01:29.416 يظهر في هذه الرسمة شكلٌ مشوّه يبدو كجمجة 00:01:29.416 --> 00:01:32.665 إذا ما نظر المشاهد إلى اللوحة من الجانب. 00:01:32.665 --> 00:01:35.756 لفهم كيف تمكن الرسامون من تحقيق هذا التأثير البصري، 00:01:35.756 --> 00:01:39.836 علينا أولًا أن نفهم مبادئ الرسم المنظوري 00:01:39.836 --> 00:01:41.726 تخيل أنك تنظر من النّافذة. 00:01:41.726 --> 00:01:44.697 يرتد الضوء عن الأجسام ويسقط في عينك، 00:01:44.697 --> 00:01:47.197 ويتقاطع مع النافذة في طريقه إلى العين. 00:01:47.197 --> 00:01:51.437 تخيل الآن أنك ترسم المشهد الذي تراه مباشرة على النافذة أمامك 00:01:51.437 --> 00:01:55.734 بينما تقف ساكنًا ومغمضًا إحدى عينيك. 00:01:55.734 --> 00:01:59.425 ستكون النتيجة شبه مطابقة للمنظر الحي 00:01:59.425 --> 00:02:02.457 حيث يقوم دماغك بإضافة البعد الثالث إلى الرسمة ثنائية البعد 00:02:02.457 --> 00:02:04.457 ولكن هذا ممكن فقط إذا وقفت في المكان الصحيح 00:02:04.457 --> 00:02:06.627 إذا غيرت موقعك بضع ملليمترات إلى الجانب، 00:02:06.627 --> 00:02:10.384 ستفقد الرسمة طبيعتها الثلاثية الأبعاد 00:02:10.384 --> 00:02:12.307 يدرك الرسامون أن الرسم المنظوري 00:02:12.307 --> 00:02:16.098 عبارة عن مجرد إسقاط على سطح ثنائي البعد 00:02:16.098 --> 00:02:20.529 وهذا ما يمكنهم من استخدام مبادئ الهندسة لإنتاج أساسيات الرسم المنظوري 00:02:20.529 --> 00:02:23.971 التي تسمح لهم بالرسم بدون الحاجة للنافذة. 00:02:23.971 --> 00:02:26.498 إحدى هذه الأساسيات أن خطوطًا متوازية كهذه 00:02:26.498 --> 00:02:33.118 يمكن أن ترسم بشكل متوازٍ فقط إذا كانت موازية لسطح ورقة الرسم. 00:02:33.118 --> 00:02:36.779 وإلا فيجب رسمها بحيث تتقارب وتلتقي في نقطة مشتركة 00:02:36.779 --> 00:02:40.263 تسمى نقطة التلاشي. 00:02:40.263 --> 00:02:43.009 هذا رسم منظوري أساسي ومتعارف عليه. 00:02:43.009 --> 00:02:45.891 أما في الرسومات الأنامورفية مثل رسمة "السفراء" 00:02:45.891 --> 00:02:50.498 فإن الوقوف أمام ورقة الرسم يجعل الصورة تبدو مشوهة. 00:02:50.498 --> 00:02:54.069 ولكن بوضع عينك في البقعة المناسبة تمامًا وهي على أقصى جانب اللوحة 00:02:54.069 --> 00:02:56.917 ستظهر الجمجمة بشكل جليّ. 00:02:56.917 --> 00:02:58.530 بالعودة إلى مثال النافذة، 00:02:58.530 --> 00:03:03.079 تبدو الجمجة وكأن الرسام قد وضع النافذة في الزاوية 00:03:03.079 --> 00:03:04.669 عوضًا عن وضعها في الأمام 00:03:04.669 --> 00:03:08.809 ولكن رسامي النهضة لم يرسموا لوحاتهم (الأنامورفية) بهذه الطريقة 00:03:08.809 --> 00:03:12.209 بل عادةً مارسموا لوحة عادية على سطح ما 00:03:12.209 --> 00:03:14.229 ثم استخدموا الضوء 00:03:14.229 --> 00:03:15.470 أو شبكة 00:03:15.470 --> 00:03:20.123 أو حتى خيوطًا، لإسقاط الرسمة على ورقة الرسم بشكل مائل. 00:03:20.123 --> 00:03:23.563 لنقل الآن أنك تريد أن ترسم رسمةُ (أنامورفيةً) على رصيف الشارع. 00:03:23.563 --> 00:03:25.999 تحتاج في هذه الحالة لخلق الخدعة البصرية 00:03:25.999 --> 00:03:30.430 بأن لوحة ثلاثية الأبعاد وُضعت في المشهد. 00:03:30.430 --> 00:03:33.250 عليك في البداية أن تضع نافذة أمام الرصيف 00:03:33.250 --> 00:03:35.990 و ترسم ما تريد على النافذة. 00:03:35.990 --> 00:03:39.141 يجب أن تكون الرسمة في نفس منظور بقية المشهد 00:03:39.141 --> 00:03:43.132 وهذا قد يتطلب استخدام القواعد الأساسية للمنظور 00:03:43.132 --> 00:03:44.541 وعند انتهائك من الرسم 00:03:44.541 --> 00:03:46.979 يمكنك أن تضع جهازًا لإسقاط الضوء حيث كنت واقفًا 00:03:46.979 --> 00:03:49.581 وتسقط الضوء على الرصيف باستخدام هذا الجهاز 00:03:49.581 --> 00:03:51.560 ثم قم بتعليم الخطوط 00:03:51.560 --> 00:03:54.010 الآن ستكون الرسمة على الرصيف غير قابلة للتمييز 00:03:54.010 --> 00:03:57.702 عن الرسمة التي على النافذة من زاوية النظر تلك 00:03:57.702 --> 00:04:00.090 وبذلك يُخدع عقل الناظر 00:04:00.090 --> 00:04:04.291 ويعتقد أن الرسم على الرصيف ثلاثي الأبعاد. 00:04:04.291 --> 00:04:08.061 ولكنك لا تحتاج حتى لإسقاط الرسم على سطحٍ مستوٍ لخلق الخدعة البصرية 00:04:08.061 --> 00:04:10.321 حيث بإمكانك أن تُسقط الرسم على عدة سطوح 00:04:10.321 --> 00:04:14.002 أو أن تجمع عدة أجسام بحيث، إذا ما نُظر إليها من الزاوية الصحيحة، 00:04:14.002 --> 00:04:17.901 تبدو شيئًا مختلفًا تمامًا. 00:04:17.901 --> 00:04:20.363 في كل مكان في العالم تستطيع أن تجد أسطحاً رائعة 00:04:20.363 --> 00:04:23.732 تفسح المجال لرؤىً غريبةٍ و مدهشةٍ ومخيفةٍ. 00:04:23.732 --> 00:04:27.372 من رصيف شارع بيتك إلى شاشة حاسوبك، 00:04:27.372 --> 00:04:30.982 هذه كلها طرق تفتح بها الهندسة والمنظور عوالمًا جديدة 00:04:30.982 --> 00:04:33.432 يمكن أن يفتح لنا عوالم أخرى جديدة.