جامبو ، بنجور ، زدرزافيت : "مرحبا بكم" في عدد قليل من اللغات التي تحدث بها قليلا خلال الستة أسابيع الماضية خلال جولتي في ١٧ دولة، أعتقد أنها جولة تكاد لا تُصدق وكنت خلالها اتفحص بعض جوانب المشروع الذي نقوم به والتي سأخبركم عنها عما قليل زرت اماكن في غاية الجمال والروعة اماكن مثل منغوليا ، كمبوديا ، غينيا الجديدة ، جنوب افريقيا و تنزانيا مرتين كنت هنا قبل شهر واحد اتيحت لي الفرصة لكي آتجول على العالم بسرعة خاطفة كانت جولة آخاذة لأسباب عديدة اولا ستشاهد الكثير من الاشياء العجيبة وستتمكن من ملاحظات الفروقات البارزة بين البشر من كل انحاء العالم والعبرة التي يمكن ان تستفيد منها الشيء الواضح الذي يمكن ان تخرج به ليس أننا جميعا شيء واحد -رغم انني سأتحدث عن ذلك فيما بعد- ولكن كيف اننا مختلفون بشكل كبير هناك تنوع كبير جدا حول الكرة الارضية ٦٠٠٠ لغة مختلفة يتحدثها ستة مليارات ونصف من البشر بجميع الالوان والاشكال والاحجام عندما تمشي في اي شارع في مدينة كبرى ، ستحس كما لو انك كنت مسافرا وستندهش من مدى التنوع في اجناس البشر كيف يمكن ان نفسر كل هذا التنوع؟ حسنا، هذا ما سأتحدث عنه اليوم عن كيف نستخدم أدوات الهندسة الوراثية مبادىء (الوراثة السكانية) على وجه الخصوص لكي تبين لنا مصدر هذا التنوع وكم استغرقت من الوقت لكي تحدث والآن، موضوع التنوع البشري مثله مثل المواضيع العلمية الكبرى وطريقة تفسيرها يمكن ان يتم عبر تقسيمها لأسئلة أصغر حجماً يمكنك بعدها ملاحقة تلك الأسئلة الفرعية أول سؤال هو في الحقيقة عن أصل البشر هل نحن جميعا نتشارك في الأصول فعلاً؟ ولو وافقنا على ذلك ، وهذا هو الإفتراض السائد الذي يعتقد به كل من في هذه الغرفة ، فمتى كان ذلك؟ متى وُجد جنسنا البشري؟ منذ متى ونحن نتفرع ونختلف عن بعضنا البعض؟ السؤال الثاني له علاقة بهذا الموضوع ولكن من زواية مختلفة لو اننا جميعا نأتي من مصدر واحد كيف تأتى لنا ان نحتل كل زواية في الكرة الأرضية؟ وخلال هذه العملية كان جنسنا البشري مستمر في عملية التنوع بمظاهر وأشكال مختلفة في الحياة وبلغات مختلفة حول العالم حسنا، السؤال عن أصولنا مثله مثل العديد من الأسئلة في مجال علم الأحياء يبدو ان (داروين) قد اجاب عليها منذ قرن مضى في كتابه (تاريخ الإنسان) كتب ما نصه " في كل منطقة كبيرة في العالم تبدو الثدييات مرتبطة ارتباطا وثيقا بالاجناس المنقرضة في تلك المنطقة ولهذا من المحتمل ان تكون أفريقيا كانت هي ملاذ القرود التي انقرضت والتي كانت قريبة من جنس (الغوريلا ) و (الشمبانزي) واليوم يعتبر هذين الجنسين اقرب الحيوانات شبها للإنسان وبشكل أو بآخر من المحتمل ان اجدادنا السابقين عاشوا في قارة أفريقيا اكثر من اي مكان آخر .." لقد أجاب على سؤال اصول البشر ، يمكننا الذهاب لبيوتنا الآن في الحقيقة ، ليس تماماً. لان (داروين) كان يتكلم عن اصولنا البعيدة جدا كان يتحدث عن اصلنا المشترك مع القرود ومن الواضح جدا ان القرود قد نشأت في قارة أفريقيا منذ قرابة ٢٣ مليون سنة ظهر لهم أثر في سجل الأحافير وأفريقيا في ذلك الوقت كانت مفصولة ومستقلة عن باقي القارات وبسبب التغييرات المفاجئة في صفيحات القارات ، طفت قارة افريقيا حول المحيط الهندي واصطدمت بكتلة (اوروبا-آسيا) حوالي ١٦ مليون سنة خلت وحصلت اول هجرة أفريقية في ذلك الوقت القرود التي غادرت أفريقيا استقر بها المقام في جنوب شرق آسيا واصبحت قرود (القابون) و (الاورانقتون) اما تلك التي بقيت في أفريقيا تطورت لتصبح (غوريلات) و (شامبانزي) و (بشر) ولهذا نستطيع القول ان اصلنا المشترك مع القرود قد بدأ هنا في أفريقيا حسب سجلات الأحافير ولكن في الحقيقة هذا ليس السؤال الذي سألته أنا أسأل عن اصل البشر، أصلنا نحن أسأل عن المخلوقات التي نتعرف على أنها مثلنا تلك التي لو كانت معنا في تلك الغرفة وأطلت عليك من فوق كتفك لم تجعلك تقفز للخلف. ماذا عن أصلنا البشري؟ لأننا لو رجعنا للماضي بما فيه الكفاية سنجد اننا نشترك في اصل واحد مع كل المخلوقات على وجه الكرة الأرضية الحمض النووي (DNA) يربطنا جميعاً ، لدينا اصل مشترك مع سمك (الباركودا) ولو رجعت في الماضي حوالي مليار سنة لوجدت ان لدينا اصل مشترك مع (البكتيريا) و (فطر المشروم) ومع ذلك فسؤالنا حول أصل البشر أنفسهم كيف يمكننا أن ندرس ذلك؟ تاريخيا، تمت دراسة هذا السؤال عبر علوم الأحافير والإنسان (الانثروبولجي) يتم حفر والتنقيب عن الأحافير في الارض وبناء على الشكل الخارجي للأشياء مثل الشكل الخارجي لجمجمة نقول .. " هذه تبدو مشابه قليلا لجمجمة البشر اكثر من تلك الجمجمة، ولهذا ربما انها تخص احد اصولنا البشرية لا بد انها تتعلق بالشخص الذي الذي يرجع إليه نسبي" سأجادل في مجال علم أثار وأصول البشر رغم انه يُمدنا بالكثير من الإحتماليات المدهشة حول أصولنا ولكنه لا يعطينا الإحتماليات التي يرغب فيها العلماء ماالذي أقصده بذلك؟ أنتم تنظرون إلى مثال رائع هنا هناك ثلاثة اجناس بشرية منقرضة كلها تعتبر اصول محتملة للبشر تم استخراج احافيرها في الجهة الغربية من هذا المكان في (أولديفي جورج) عبر عائلة (ليكي) وكلها ترجع الى نفس التاريخ تقريبا من اليسار لليمين لدينا (هومو اريكتس) ، (هومو هابليس) و (أستراليوباثكس) ويسمى حاليا بـ (بارانثروبس بويسي) ثلاثة اجناس منقرضة في نفس المكان ونفس الزمان هذا يعني انها بالتأكيد ليست كلها اصول البشر المباشرة إلى اي من هؤلاء الثلاثة أنتمي؟ ما هي الإحتماليات؟ ولكن الاحتماليات ليست هي ما نود البحث عنه. حسنا، هناك طريقة مختلفة تم استخدامها لمقارنة الشكل الخارجي للبشر عبر استخدام المعلومات التي يملكونها حتى وقت قريب ومرة أخرى ، عبر (الشكل الخارجي للجمجمة) اول شخص قام بذلك بشكل علمي كان (ليناويس) (كارل فون لين ) عالم نبات سويدي والذي في القرن الثامن عشر اخذ على عاتقه ان يقسم كل مخلوقات الارض في أقسام وفصائل تعتقدون انها مهمه صعبة؟ لقد قام بعمل جيد جدا قام بتقسيم ما يقارب ١٢،٠٠٠ جنس في مجلة (الطبيعة) وهو في الحقيقة من إبتكر مصطلح (هومو سابينس) والذي يعني (الرجل الحكيم) في اللاتينية ولكن عندما نظر إلى التنوع المدهش في البشر قال نحن كبشر ، يبدو كما لو إننا ننقسم إلى مجموعات فرعية واضحة وتكلم عن الأفارقة والأمريكين والآسيويين و الأوروبيين وفئة سماها بعنصرية بغيضة (المتوحشون) والتي ببساطة تشمل كل من لم يعجبه بما في ذلك بعض المخلوقات الخيالية مثل (الإلف) (قصارالقامة ولهم اذان مدببة) يمكن ايجاد العذر له بحسن نيته ولكن في نهاية المطاف فقد كان متأثرا بالعصور المظلمه في القرن الثامن عشر في فترة ما قبل عصر (داروين) لكن لو درست علم أصل الانسان (الانثروبولوجي) قبل حوالي ٢٠-٣٠ سنة، ستجد في العديد من الحالات أن في التقسيم البيولوجي للبشر الأجناس البشرية وفقا للأنثرولوجيين من 30 أو 40 عاما -من أمثال كارلتون كون- قد انبثقت من بعضها -وهذه نظرة فترة من بعد دارون- لما يزيد عن مليون سنة منذ أيام "الإنسان المنتصب" لكن بناء على أي بيانات؟ بيانات قليلة، قليلة جدا، من علم التشكل أو "مورفولوجيا" والكثير من التخمين. حسنا، ما سأحدثكم اليوم عنه، ما سأتحدث عنه الآن، هو نظرة جديدة لهذه المشكلة فعوضا عن التخمين حول أصولنا، وحفر واستخراج أشياء من الأرض، بحثا عن أسلافٍ بناء على "المورفولوجيا" والتي لا نزال لا نحيط بها علما، فنحن لا نعي الأسباب الجينية لهذا التنوع التشكيلي ما نحتاج للقيام به عوضا عن ذلك، هو قلب المشكلة رأسا على عقب لأننا في الحقيقة نحل مشكلة منطقية جينية أو نسأل سؤالا جينيا منطقيا ما نحاول فعله هو بناء شجرة عائلية لكل إنسان حي اليوم، وكأي عالم أنساب أو فرد من أسرة ما، أو ربما أنت قد جربت بناء شجرة عائلية، فتقوم بالتتبع في الزمن للوراء، فتبدأ بالحاضر والعلاقات المؤكدة لك، أنت وأشقائك، والداك أنت وأبناء عمومتك، وجدكم وتبدأ هكذا رجوعا في الماضي مضيفا تلك العلاقات البعيدة لكن في النهاية، مهما كنت ماهرا في البحث في السجلات، ستصدم بما يطلق عليه علماء الأنساب: الحائط نقطة لا تعلم ما بعدها أي شيء عن أسلافك وتكون قد دخلتَ كهف التاريخ المظلم الذي نحتاج لتحسس طريقنا بالهمسات الخافتة من هؤلاء الأشخاص الذين أتوا من قبلنا؟ ليس لدينا أي سجلات مكتوبة. حسنا، في حقيقة لدينا. مكتوبة في الحمض النووي، في شفراتنا الجينية لدينا مخطوطة تاريخبة تأخذنا في الزمان للوراء إلى الأيام الأولى من أسلافنا، وهذا ما نريد دراسته والآن لمحة سريعة عن الحمض النووي. أتوقع أن لا يوجد بيننا عالم جينات إنه فتيل خطي طويلة مشفر بالمعلومات لصنع نسخ منك، إنه تصميمك الأولي إنه مكون من أربع وحدات: أيه سي جي وتي، كما نسميهم وترتيب هذه الوحدات هو ما يعرف هذا التصميم الأولي كم طوله؟ حسنا إن عبارة عن مليارات من هذه الوحدات طولا إنه جينوم مفرد، في الحقيقة لدينا نسختين من جميع كروموسوماتنا إن جينوما فردانيا عبارة عن 3،2 مليار نيوكليوتيد طولا وإذا جمعت النسختين سوياً تحصل على ما يزيد عن 6 مليار نيوكليوتيد إذا أخذت الحمض النووي من خلية واحدة من جسمك وفردتها من طرف لآخر، وصلت إلى مترين طولا وإذا أخذت الحمض النووي من كل خلية من جسمك وفردتها طرفا لطرف، لوصلت إلى القمر وعادت آلاف المرات، إنه كم مهول من المعلومات لذا عندما تنسخ جزيء الحمض النووي، فأنت تقوم بعمل صعب تخيل أكبر كتاب هناك: ;كتاب الحرب والسلام (1500 صفحة) والآن اضرب الرقم بمئة وتخيل نسخ ذلك بيدك وأنت تعمل ساهرا في الليل بينما أنت حذر جدا جدا، وتشرب القهوة وتولي المهمة انتباهك، أحيانا عندما تنسخ بيدك ستقع في خطأ مطبعي، خطأ إملائي مبدلا حرفا بحرف ونفس الشيء يحصل من الحمض النووي عندما يورث خلال الأجيال. ولكنه لا يحصل مرات عديدة، لأن لدينا ألية لتفادي الأخطاء ولكن عندما يحصل الخطأ، يورث هذا الخطأ خلال الأجيال، تاركة علامة فارقة وإذا كنت تشارك أحدا في علامة فارقة فهذا يعني أنك تشارك في جد في نقطة ما في الماضي. الجد الذي حصل فيه التغيير الأول للحمض النووي فمن خلال التمعن في الفروقات الجينية ونظم هذه الفروقات في أرجاء المعمورة وتقييم العصور المتناسبة لحصول هذه الفروقات خلال تاريخنا نستطيع بناء شجرة عائلية لكل من هو حي اليوم هذان جزءان من الحمض النووي نستخدمهما في عملنا الحمض النووي الميتوكوندريائي، يعود بنا خط أمومي تحصل على الحمض النووي الميتوكوندريائي من أمك وهي من أمها هكذا رجوعا إلى الامرأة الأولى كروموسوم الواي، قطعة الحمض النووي الثانية التي تجعل من الرجل رجلاً ترسم خطا أبويا لأسلافنا، كل من في الغرفة، كل من في العالم يقع في مكان ما في هذه الأشجار الآن، وإن كانت هذه صورا مبسطة للأشجار الحقيقة فهي لا تزال معقدة، لذا لنبسطها أكثر لنقلبها على جنبها، ونجمعهم ليشكلوا شجرة بجذور في الأسفل وفروع بالأعلى ما هو بيت القصيد؟ حسنا، أول ما يبادر ذهنك أن أعمق الجذور في أشجار عوائلنا موجودة في أفريقيا وسط الأفارقة هذا يعني أن الأفارقة قد جمعوا هذا التنوع الطفري منذ زمن وما يعني أننا نعود في أصلنا إلى أفريقيا، وهذا ما ينص عليه الحمض النووي. كل قطعة من الحمض النووي لها تنوع أكبر في أفريقيا مقارنة بغيرها وعند نقطة ما تركت مجموعة من الأفارقة أفريقيا ليعمروا باقي العالم الآن، منذ متي ونحن نتشارك في هذه السلالة؟ هل كانت منذ ملايين السنين كما نظن عندما نتأمل كل هذا التنوع حول العالم؟ كلا، الحمض النووي يروي لنا قصة صريحة خلال الـ 200 ألف عام الماضية، كلنا اشتركنا في جد واحد، شخص واحد أم الميتوكوندريائية، من أفريقيا امرأة أفريقية بها بدأ كل التنوع الميتوكوندريائي في العالم ولكن ما هو أكثر ادهاشا، هو أنك لو تمعنت في كروموسوم الواي الطرف الذكري من الرواية، آدم لوجدت أنه عاش منذ 60 ألف عام فقط أي ما يعادل 2000 جيل بشري ما لا يعادل إلا لمحة في الحس التطوري هذا يروي لنا أننا ما زلنا نعيش في أفريقيا حتى ذاك الوقت لقد كان رجلا أفريقيا الذي بدأ به كل تنوع كروموسوم الواي حول العالم فقط في الستين ألف سنة الماضية قد بدأنا لتوليد هذا التنوع المهول حول العالم يا لها من قصة مذهلة كلنا جزء فعال من هذه الأسرة الأفريقية الموسعة حسنا، هذا يبدو متأخرا جدا، لماذا لم نبدأ بالرحيل مبكرا؟ لماذا لم يتطور الإنسان المنتصب إلى فصائل مختلفة؟ أو إلى فصائل فرعية حول العالم؟ لماذا يبدو أننا قد خرجنا من أفريقيا من زمن قريب جدا؟ حسنا، إن هذا سؤال كبير، إن أسئلة "لماذا" هذه خاصة في الجينات والتاريخ عموما، لطالما كانت أسئلة كبيرة! التي تكون الأصعب للإجابة عنها لذا عندما تغلق كل الأبواب، نتحدث عن الطقس! ما كان حال الطقس العالمي من 60000 سنة؟ حسنا، كنا نمر بأسوأ مرحلة من العصر الجليدي الأخير والذي بدأ من 120000 سنة وكان متقلبا حتى بدأ يشتد منذ حوالي 70000 سنة مضت ويوجد العديد من الأدلة من بقايا الرواسب وأنواع اللقاح، وحتى نظائر الأكسجين وغيرها على ذلك وصلنا إلى أشد مرحلة جليدية منذ 16000 سنة التي بدأت بالاشتداد أصلا من 70000 سنة كان البرد قارصا، والنصف الشمالي امتلأ بالصفائح الجليدية نيويورك، شيكاجو، وسياتل كلها غطاها الجليد معظم بريطانيا، وجميع إسكيندينافيا، غطتها بضعة كيلومترات من الجليد الأن، أفريقيا هي أكثر القارات استوائية على الكوكب، حوالي 85% منها يقع بين خطي السرطان والجدي ولا يكاد يوجد أي أنهار جليدية هناك بغض الطرف عن جبال شرق أفريقيا المرتفعة إذا ما الذي يحصل ها هنا؟ نحن ببساطة لسنا مغطين بالجليد بأفريقيا بل حتى أن أفريقيا كانت تعاني الجفاف وقتها هذه خريطة ترسم الطقس التاريخي للأرض وتظهر منظر أفريقيا ما بين 60000 و70000 سنة مضت وهي مبنية من الأدلة التي ذكرتها من قليل والسبب وراء الجفاف هو أن الجليد يسحب الرطوبة من الجو إذا فكرت بأنتارتيكا، ستجد أنها صحراء لا تمطر إذا، فالعالم كله كان يجف مستوى البحر ينخفض، وأفريقيا تتحول إلى صحراء إن الصحراء الكبرى كانت أكبر بكثير مما هي عليه اليوم والمساكن البشرية انحصرت في مناطق قليلة صغيرة مقارنة بما لدينا اليوم إن الأدلة من البيانات الجينية تبين أن السكان البشر من 70000 سنة انحدر دون الألفين نسمة لقد أوشكنا على الانقراض، كنا متمسكين بقشة! وثم حصل أمر ما، وهذا استعراض له انظر إلى بعض هذه الأدوات الحجرية التي على اليسار من أفريقيا، ويقارب عمرها المليون سنة التي على اليسار صنعها البشر البدائيون، أبناء عمومتنا الذين من أوروبا، وليس أسلافنا، وعمرهم ما يقارب ما 50000 أو 60000 سنة الآن، سأخاطر بإهانة عالم أصول البشر أو عالم حيوية الإنسان من الحاضرين، بصفة أساسية لا فرق يلاحظ بين مجموعتي الأحجار. التي على اليسار تشبه التي على اليمين. نحن في حالة ركود حضاري طويل منذ مليون سنة إلى ما بين 60000 و 70000 ألف سنة مضت. إن تصميم الأدوات يكاد لم يتغير الدليل هو أن حياة البشر لم تتغير كثيرا طوال تلك الفترة لكن منذ 50، 60، أو 70 ألف سنة، في مكان في تلك المنطقة انفلتت الأمور، تفجرت الفنون! بدأت الأدوات الحجرية تنحت بمهارة ما دل أن البشر بدؤوا بعملية التخصص في أصناف معينة من الفرائس وفقا لموسم السنة التعداد السكاني بدأ بالتوسع غالبا، ووفقا لما يعتقد العديد من اللغويين لغة حديثة مكتملة، لغة نحوية: فعل وفاعل، مبتدأ وخبر مثل التي نستعملها لإيصال الأفكار المعقدة، ظهرت تلك اللغة في ذلك الوقت أصبحنا اجتماعيين أكثر، وبدأت الشبكات الاجتماعية بالتوسع إن هذا التغير في السلوك هو ما سمح لنا بالبقاء رغم تلك الظروف المتساوئة في أفريقيا وسمح أيضا لنا بالتوسع حول العالم لقد كنا نتحدث في هذا المؤتمر عن قصص النجاح الأفريقية حسنا، أتريدون القصة الأفريقية الأنجح؟ انظروا في المرآة، إنها أنتم، إن السبب في أنك حي اليوم يرجع إلى تلك التغييرات التي حدثت لأدمغتنا في أفريقيا غالبا في المكان الذي تجلس فيه في هذه اللحظة قبل 60 أو 70 ألف سنة ما سمح لنا ليس بالبقاء في أفريقيا فحسب، بل بالتوسع خارج أفريقيا وهكذا بدأت هجرة ساحلية على طول الساحل الجنوبي لأسيا، تاركة أفريقيا منذ حوالي 60000 سنة واصلة إلى أستراليا قبل 50000 سنة من الآن وهجرة أخرى تلتها ولكن إلى الشرق الأوسط وكان فيها صيادوا السافانا، لذا من كان منكم سيذهب إلى أحد جولات ما بعد المؤتمر سيرى كيف تكون السافانا، إنها ببساطة خزنة للحوم! إن الأشخاص الذي تخصصوا في صيد الحيوانات تتبعوا الفرائس صعودا إلى الشمال عبر خزائن لحوم السافانا هكذا وصولا إلى الشرق الأوسط منذ حوالي 45000 سنة خلال أحد الفترات النادرة المطيرة للصحراء الكبرى مهاجرين شرقا عبر الأراضي العشبية لأنها كانت ملائمة لهم ولطريقة حياتهم، وأخيرا وصلوا إلى وسط آسيا وهكذا وصلوا إلى ما كان بمثابة طريق سريع، طريق سريع عشبي. لقد امتدت الأراضي العشبية، خلال ما كان العصر الجليدي الأخير، من ألمانيا إلى كوريا عابرة كل تلك الأراضي وهكذا كانت القارة بأكملها مفتوحة لهم. دخلوا أوروبا منذ 35000 سنة وأخيرا، هاجرت مجموعة صغيرة خلال أسوأ طقس ممكن -طقس سايبيريا- عابرين الدائرة القطبية خلال العصر الجليدي الأخير بدرجات حرارة قد تكون بلغت 60 أو 70 درجة مئوية تحت الصفر، مهاجرين إلى الأمريكيتين، وبهذا وصلت رحلتهم حدها الأخير. قصة مذهلة، وكلها بدأت من أفريقيا. هذه التغيرات التي سمحت لنا عمل هذا، إن تطور هذا الدماغ الجيد التأقلم الذي نحمل معنا، هو ما سمح لنا بإبداع هذه الحضارات المستحدثة، وما خلق كل هذا التنوع الذي نراه في رحلة مثل التي ذهبتها للتو. إن القصة التي رويتها للتو لكم هي حرفيا رحلة زوبعية فيها عمرنا الأرض، إنها الرحلة العظيمة من العصر الحجري لجنسنا البشري، وتلك القصة قد رويتها منذ سنتين في كتابي "رحلة الإنسان"، وفيلمي الذي حمل نفس العنوان، وبينما كنا نكمل الفيلم -الذي أنتج بالشراكة مع "ناشنال جيوغرافيك"- بدأت محادثات مع أشخاص من "ناشونال جيوغرافيك" عن هذا العمل وقد تحمسوا بشأن الموضوع، لقد أعجبهم الفيلم، ولكنهم قالوا: "أتعلم؟ لقد أعجبنا هذا النوع الجديد من دراسة الأصول البشرية، وأين منشؤنا باستخدام الحمض النووي لرسم خريطة لهجراتنا حول العالم، أتعلم؟ إن دراسة أصولنا هو نوعاً ما جزء من الحمض النووي خاصتنا ونحن نريد السعي إلى الخطوة التالية، ما التالي الذي تريد عمله؟" لقد كان سؤال رائعا من قبل "ناشونال جيوغرافيك"، فقلت لهم أن ما قمت به هو مسودة، وهو مسودة غير مصقولة لهجراتنا حول العالم، وهي مبنية على عينة من بضعة آلاف من البشر فحسب، وهي تشكل حفنة من سكان العالم، ولا يزال الكثير من الفراغات في الخريطة، لقد وصلنا نقاطا فقط، وعلينا أن نزيد حجم العينة بعدة مرات، مئات الآلاف من عينات الدي أن أي من أشخاص من كل أنحاء العالم، وهكذا خلق مشروع الجيني الجغرافي، انطلق المشروع في نيسان/أبريل 2005 وله ثلاث محاور رئيسة، والعلوم -كما يبدو- جزء كبير من المشروع، العمل الميداني الذي نقوم به حول العالم مع السكان الأصليين، الناس الذين عاشوا في نفس المكان لفترة طويلة من الزمن، الحفاظ على صلة بالمكان الذي يعيشون فيه والتي فقدها معظمنا، إذا فأسلافي أتوا من كل شمال أوروبا، أنا أقطن على الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية عندما لا أكون مسافرا، أين يعود أصلي؟ لا مكان حقا، إن جيناتي موزعة حول العالم، لكن هناك من أبقى على صلته بأسلافه ما يسمح لنا بتأطير نتائج الحمض النووي. هذا هو محور التركيز للبحث الميداني، إن المراكز التي أقمناها حول أنحاء العالم، 10 منهم من أفضل مراكز علم الجينات، ولكن إضافة إلي ذلك، أردنا أن نفتح المشاركة للجميع من كل أنحاء العالم، كم مرة تتاح لك المشاركة في مشروع علمي ضخم؟ مثل مشروع الجينوم البشري أو مهمة استكشاف المريخ؟ في هذه المرة يمكنك المشاركة. يمكنك الذهاب إلى موقعنا على النت: Nationalgeographic.com/genographic ثم تطلب حقيبة لاختبار الحمض النووي خاصتك، و تقوم بإرسال النتائج إلى قاعدة بياناتنا، وتخبرنا قليلاًعن خلفيتك الجينية المنطقية، ونحن نقوم بتحليلها كجزء من الجهد العلمي. إن هذا المشروع غير ربحي، لذا فكل الأرباح بعد تغطية تكاليف الاختبار والحقيبة يتم ضخها مجددا إلى المشروع. غالبيته سيذهب إلى ما نسميه صندوق الإرث، إنه كيان خيري، لإعطاء المنح لإعادة الأموال إلى السكان الأصليين حول العالم، في مجال التعليم، المشاريع الثقافية، المنطلقة من أنفسهم. بإمكانهم التقديم للصندوق لتمويل عدد مختلف من المشاريع، وسأعرض مثالين، أين وصلنا بمشروعنا؟ حسنا، لدينا 25000 عينة، مجمعة من سكان أصليين من حول العالم. الشيء الأكثر روعة هو اهتمام الجمهور، 210000 شخصا طلبوا حقائب ليشاركوا، منذ أن أطلقنا المشروع من سنتين، الذي جمع 5 ملايين دولار، ذهب معظمها -نصفها على الأقل- إلى صندوق الإرث، وقدمنا أول منحة من منح الإرث بمبلغ 500 ألف دولار، مشاريع حول العالم وثقت الشعر الشفوي في سيراليون، تحافظ على تقاليد الحياكة في غزة، إعادة إنعاش لغة في طاجاكستان، إلخ، إلخ... إذا المشروع نجح نجاحا باهرا، لذا أنا أحثكم لزيارة موقعنا لمشاهدة هذه المساحة، شكرا لكم جزيلا. (تصفيق)